الحرية والإبداع.. بين الالتزام والمسؤولية وضد التفلت
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
في عالم تتشابك فيه مفاهيم الحرية والإبداع، يتساءل كثيرون عن العلاقة بينهما، هل الحرية المطلقة هي مفتاح الإبداع الحقيقي، أم أن الالتزام والمسؤولية هما ما يصقلان هذا الإبداع ليصبح نافعًا وجميلًا؟ يتناول دكتورعلي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق هذه القضية بشمولية وفهم عميق.
الإبداع يحتاج للحرية.
. ولكن أي حرية؟
يرى جمعة أن الإبداع لا ينشأ في بيئة مليئة بالقيود التي تقتل روح الابتكار، لكنه أيضًا لا يزدهر في بيئة تفلتت من كل معايير الالتزام والمسؤولية. الحرية الحقيقية، كما يوضح، هي تلك التي تقترن بالمسؤولية، وتدفع صاحبها إلى خلق شيء نافع وجميل يرتبط بقضية أسمى مثل عمارة الأرض وخدمة البشرية.
التفلت ليس إبداعًا
يؤكد جمعة أن هناك فرقًا جوهريًا بين الإبداع والتفلت، التفلت هو حرية دون قيود، خالية من الالتزام والمسؤولية، وهو ما ينتج عنه سلوكيات تشوه صورة الإبداع الحقيقي، فعندما يستخدم شخص الشعر أو الرسم للإساءة إلى القيم أو نشر الفوضى، فهذا ليس إبداعًا، بل هو تخريب متخفٍ تحت مظلة الحرية.
الحرية ضد الإرهاب الفكري
يشدد جمعة على أن الحرية ليست إرهابًا فكريًا يمارس تحت شعار الإبداع، الأشخاص الذين ينادون بالحرية، لكنهم يضيقون ذرعًا بآراء الآخرين ويصفون مخالفيهم بالتخلف والظلامية، يسقطون في تناقض واضح، هذا التناقض يجعل الجماهير تشعر بعدم صدقهم، ويدفعهم إلى الاشمئزاز من طريقة خطابهم وألفاظهم السوقية.
الالتزام.. وجه الحرية الآخر
يجسد الالتزام الوجه الحقيقي للحرية، حيث تتحول إلى قيمة سامية تُنتج إبداعًا حقيقيًا يرتقي بالمجتمع، أما التفلت، فهو انفلات عن هذه القيم، وبالتالي ينحرف عن مسار الإبداع ليصبح عديم الجدوى.
الإبداع الحقيقي، كما يراه دكتور علي جمعة، هو رحلة مليئة بالمعاناة والعمل الجاد لإنتاج شيء جميل ونافع، ولا يمكن لهذه الرحلة أن تكتمل دون حرية مسؤولة وملتزمة بالقيم التي تساهم في تحقيق الخير للإنسانية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حرية الابداع جمعة الحرية
إقرأ أيضاً:
قصور الثقافة تكرم الزميلة لولا عطا ضمن رموز العطاء والإبداع النسائي في احتفالية تكريم المرأة المصرية
نظمت الهيئة العامة لقصور الثقافة، الأحد، احتفاليتها السنوية لتكريم المرأة المصرية، وذلك بمسرح السامر بالعجوزة، تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة.
شهد الاحتفالية اللواء خالد اللبان مساعد وزير الثقافة لشئون رئاسة الهيئة العامة لقصور الثقافة، والكاتب محمد عبد الحافظ ناصف نائب رئيس الهيئة، وبحضور الدكتورة حنان موسى رئيس الإدارة المركزية للدراسات والبحوث، والدكتورة دينا هويدي مدير عام الإدارة العامة لثقافة المرأة، والعديد من القيادات الثقافية والفنية ومبدعين وإعلاميين، حيث جاءت الاحتفالية تقديرا لعطاء المرأة المصرية وما تبذله من جهد في مسيرة البناء والتنمية.
في مستهل كلمته، أعرب اللواء خالد اللبان، عن فخره واعتزازه بالمرأة المصرية، مشددا على أنها تمثل ركيزة أساسية في المجتمع المصري، وشريكا فاعلا في نهضته، حيث تواصل عطاءها في مختلف المجالات، سواء على المستوى المهني أو الأسري.
وأضاف أن هذا التكريم لا يعد مجرد احتفال، وإنما هو رسالة تقدير لكل امرأة مصرية تبذل الجهد والتضحية من أجل رفعة الوطن. كما أكد على التزام الهيئة العامة لقصور الثقافة بدعم المرأة، عبر إتاحة المزيد من الفرص لها للإبداع والمشاركة في الحياة الثقافية والفنية، إيمانا بدورها الفاعل في تشكيل الوعي وبناء الأجيال القادمة.
من جهته، أكد الكاتب محمد ناصف، أن المرأة هي النموذج الأسمى للعطاء والتضحية، حيث تتحمل مسئولياتها المتعددة في المجتمع دون أن تتوانى عن أداء دورها الحيوي.
وقام اللواء خالد اللبان والكاتب محمد ناصف بتكريم 13 شخصية نسائية رائدة تقديرا لعطائهن وإسهاماتهن في المجتمع، كما كرم النماذج المشرفة عن المحافظات والاقاليم الثقافية..
وأكدت " لولا عطا " أن تكريمها من وزارة الثقافة والهيئة العامة لقصور الثقافة خطوة هامة فى حياتها المهنية خاصة أن التكريم جاء من إحدى أهم الوزارات التى تهتم بالثقافة المصرية وتعظيم دور المرأة فيها
وأشارت إلى أن المرأة المصرية عبر التاريخ كانت ولا تزال صانعة الحضارة، بدءا من دورها في الأسرة وحتى إسهاماتها في المجالات المختلفة،
وأوضحت لولا عطا أن المرأة فى الصعيد حصلت فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي ما لم تحصل عليه فى عصور سابقة وذلك لإدراكه بدور المرأة فى الصعيد وكونها أساس المجتمع.