عودة ترامب.. ماذا تعني للحرب في السودان؟
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بعد انتخابات 2024، تثار تساؤلات حول انعكاسات هذه العودة على السياسة الأميركية تجاه السودان ومنطقة القرن الأفريقي، التي تواجه أزمات متشابكة.
فمنذ مغادرته للسلطة، شهدت المنطقة تغيرات جذرية بفعل التحولات في التحالفات الإقليمية والأحداث العالمية الكبرى، كجائحة كوفيد-19 والحرب الروسية الأوكرانية، والحرب الإسرائيلية مع حماس وحزب الله، إضافة إلى الصراعات مع إيران.
أما السودان، الذي كان يقترب من تحقيق حكم ديمقراطي في عام 2020، فقد انزلق الآن إلى أتون حرب أهلية تُعد واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، تاركة انعكاسات خطيرة على استقرار المنطقة بأكملها.
هذا الوضع المعقد يطرح تساؤلات حول كيفية تعامل إدارة ترامب مع حرب السودان التي ستكمل قريبا عامها الثاني. فهل ستولي الإدارة المقبلة ملف السودان أولوية خاصة؟
أليكس دي وال، المدير التنفيذي لمؤسسة السلام العالمي، قال خلال مشاركة في برنامج “بين نيلين” على قناة الحرة إن نهج ترامب تجاه أفريقيا خلال ولايته الأولى كان محدودا، حيث اعتمد على الحلفاء الإقليميين مثل الإمارات والسعودية ومصر لتنفيذ سياساته، بدلا من التدخل المباشر.
وأشار دي وال إلى أن العلاقات مع السودان كانت محكومة بمصالح إقليمية، مثل ملف سد النهضة ودعم التطبيع مع إسرائيل عبر اتفاقيات أبراهام، وليس بالسودان نفسه. فكل شيء يمر من خلال هذه العواصم الشرق أوسطية، حسب تعبيره.
ومع اقتراب الحرب الأهلية السودانية من عامها الثاني، يطرح تساؤل أساسي: هل سيولي ترامب اهتماما خاص بهذا الملف أم سيبقى خاضعا لاعتبارات جيوسياسية أوسع؟
السفير السوداني لدى الولايات المتحدة، محمد عبد الله إدريس، رد على سؤال قناة الحرة بالقول إن السودان كان دائما منفتحا على التعاون مع جميع الإدارات الأميركية، وهو يرى في عودة ترامب “فرصة لإعادة صياغة العلاقة، خاصة في ظل غياب تفاعل ملموس من إدارة بايدن رغم تعيين مبعوث خاص للسودان”، حسب تعبيره.
وبخصوص التأثير الإقليمي يقول أليكس دي وال إن التحالف الإقليمي يلعب دورا محوريا في مستقبل السودان. فالإمارات تدعم قوات الدعم السريع، بينما تدعم السعودية ومصر الجيش السوداني.
هذا الانقسام “يضع واشنطن أمام تحد كبير لتحقيق توازن بين السودان ومصالح مع هذه القوى. ”
يعتقد دي وال أن واشنطن ستضطر إلى النظر بعمق في كيفية التعامل مع هذا التباين الإقليمي، حيث يمكن أن تؤدي التحالفات المتضاربة إلى تعقيد أي جهود محتملة للسلام. وهذا هو التحدي الكبير أمام الإدارة القادمة. ويتساءل هل يمكن أن تلعب إسرائيل دورا هنا؟
السلام في السودان بين المصالح والتحديات
يعتقد مايكل والش، وهو زميل في برنامج أفريقيا بمعهد أبحاث السياسة الخارجية أن ترامب “سيركز على النزاعات التي تحقق مكاسب سريعة.”
لكنه يرى أيضا أن دولا أفريقية مثل كينيا والمغرب ورواندا قد تلعب دورا محوريا في سياسات واشنطن تجاه القارة، بما في ذلك ملف السودان.
ويرى والش أن اتفاقيات أبراهام التي هي في جوهرها اتفاقيات ثنائية هي جزء من استراتيجية أوسع لإدارة ترامب لتشكيل شبكات أمنية متعددة الأطراف.
ومع ذلك، يحذر من أن “استقلالية هذه الشبكات قد تصعب السيطرة الأميركية عليها مستقبلا، عندما تكبر هذه التحالفات وتتوسع وتبحث لها عن مصالح أخرى مما سيجعل الحاجة لضمانات ثابتة أمرا ضروريا.”
الصين وروسيا: اللاعبان الكبيران
يشير والش إلى أن المنافسة مع الصين وروسيا ستكون أيضا عدسة أساسية تقيم من خلالها أي سياسات تجاه السودان.
ورغم أن الجيش السوداني يتجه نحو التعاون مع روسيا وإيران، إلا أن أهداف ذلك في مجمله تنافس أمني وهو ما يؤكده فايز السليك المستشار السابق لرئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك بالقول “إن هذه العلاقات قائمة على المصالح الأمنية أكثر من الاقتصادية، فالجيش ورث تركة من النظام السابق الذي ربطته علاقات سابقة، وفي تقديره لا روسيا ولا إيران ستساعدان السودان اقتصاديا . لم تكونا سندا للبشير في السابق ولن تكونا سندا للسودان الآن ولا في المستقبل. ”
ويعرب دي وال عن قلقه إزاء مستقبل التمويل الإنساني للوكالة الدولية للتنمية (يو إس إيد) والبرامج الأممية مثل برنامج الغذاء العالمي، خاصة في ظل “توجهات إدارة ترامب السابقة نحو تقليص الالتزامات الإنسانية لأسباب أيديولوجية.”
ويقول دي وال “تعكس السياسات الأميركية تجاه أفريقيا، بما في ذلك السودان، رغبة في مواجهة النفوذ الصيني والروسي المتزايد. تعمل الصين التي تعتبر أكبر شريك تجاري في القارة من خلال مشاريع ضخمة ضمن مبادرة (الحزام والطريق)، بينما تعزز روسيا وجودها العسكري والسياسي، مثل دعمها لقوات فاغنر”.
الحرة
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
دولة (٥٦)، في ماذا تضرر منها ابراهيم الميرغني؟!!
دولة (٥٦)، في ماذا تضرر منها ابراهيم الميرغني؟!!
عندما تسمع ابراهيم الميرغني في اجتماعهم بنيروبي وهو يرغي ويزبد مع الميليشيا وحواضنه، ويصف الميليشا بصفات الابطال، بعد ان دمروا البلاد ونهبوا المواطنين، بالرغم من ان انصار الميليشيا وقادتهم يقولون ان هدفهم الاساسي ازالة دولة (٥٦)، بحجة أنهم بقايا وخدم الانجليز !! ونريد ان نسأل ابرهيم الميرغني وهو يقف مع هؤلاء المخربين والمتمردين على الدولة، ان لم تكن انت واسرتك دولة ٥٦ فمن تكون دولة (٥٦) ؟!!! واذا وصف الميليشيا دولة (٥٦) بدولة الجلابة ودولة الشوايقة فجده مولود في جزيرة (مساوي) قلب الشوايقة فهو اكبر جلابي واساس دولة الشوايقة والذي وعد قائد الميليشيا بغزو عقر دارهم، وهم أكثر اسرة في السودان استفادت من دولة (٥٦) !!،
واذا تحدثوا عن ان الجلابة خدم وأزيال الانجليز كما يزعمون، فاسرة الميرغني حظيت بعناية المخابرات والحكومات الاستعمارية عناية لم تحظى بها اي اسرة او عائلة في أفريقيا كما ورد في حطاب (هولدر سميث) مدير مديرية البحر الأحمر في زمن الانجليز والاستعمار في خطابه الى السردار عندما قال له (ان اسرة الميرغني لها وجود في السودان ومن المتوقع ان يكون هذا الصبي – وهو يشير الى جده الميرغني – ذو فائدة لحكومة الانجليز،
وكانت حكومة الاستعمار الانجليزي قد خصصت مخصصات مالية لاسرة ابراهيم الميرغني واتباع جده الميرغني، وايضا خصصت حكومة الاستقلال حكومة دولة (٥٦) اعانات مالية مستمرة، وكانت تقتطع لهم الاراضي في نهر النيل وبحري وفي كسلا القديمة كتعويضات لأراضي لهم في بحري، وعارض جده الميرغني ثورة ١٩١٩م في مصر ووقف الى جانب الانجليز ضد بني جلدته، ووقف جده ضد ثورة اللواء الأبيض سنة ١٩٢٤م، في السودان، كما ورد في كتاب (بحوث في تاريخ السودان) للدكتور محمد ابراهيم ابوسليم، ولا ندري لماذا يقف ابراهيم الميرغني مع من يقولون ان هدفهم الاساسي ازالة دولة (٥٦) وإزالة الجلابة خدم وجزم الانجليز كما يزعمون وهو (٥٦) بشحمه ولحمه و جلابي يعيش على امجاد اسرة ناصرت الانجليز وكانوا ساعدهم الأيمن في السودان؟!!!!!
د. عنتر حسن