هل نجد بديلا لحمية الكيتو؟ مركب جديد قد يفعل ذلك
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
كشف باحثون في كلية بايلور للطب وكلية الطب بجامعة ستانفورد في الولايات المتحدة الأميركية عن مركب جديد ينتجه الجسم وينظم الشهية ووزن الجسم من خلال التفاعل مع الخلايا العصبية في الدماغ، ونُشرت نتائج هذا الاكتشاف في مجلة سيل يوم 12 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي. ويحمل المركب الجديد اسم "بي إتش بي" المرتبط بالفينيل ألانين (BHB-Phe).
كان مركب بيتا هيدروكسي بيوتيرات "بي إتش بي" معروفا بأنه جسم كيتوني ينتجه الكبد لاستخدامه كوقود. ووجد العلماء خلال السنوات الأخيرة أن "بي إتش بي" يزيد في الجسم بعد الصيام أو ممارسة الرياضة، مما دفع إلى الاهتمام في البحث عن تطبيقات مفيدة محتملة له في علاج السمنة والسكري.
اكتشف الفريق في جامعة ستانفورد، بقيادة المؤلف المشارك الدكتور جوناثان لونغ الأستاذ المشارك في علم الأمراض، أن "بي إتش بي" يشارك أيضا في مسار أيضي آخر. في هذه الحالة، الاقتران الإنزيمي المعتمد على إنزيم كارنوزين ديبيبتيديز 2 لـ"بي إتش بي" والأحماض الأمينية الحرة. يمكن للحمض الأميني فينيل ألانين المرتبط مع "بي إتش بي" أن يؤثر على وزن الجسم والتمثيل الغذائي في النماذج الحيوانية.
كيف يؤثر المركب الجديد على الأكلتولى فريق بايلور، برئاسة المؤلف المشارك الدكتور يونج شو، أستاذ طب الأطفال والتغذية والمدير المساعد للعلوم الأساسية في مركز أبحاث التغذية للأطفال التابع لوزارة الزراعة الأميركية- خدمة البحوث الزراعية الأميركية في بايلور، مهمة التحقيق في كيفية تأثير "بي إتش بي" المرتبط بالفينيل ألانين على سلوك الأكل ووزن الجسم لدى الفئران.
قال شو -وفقا لموقع يوريك أليرت- "نعلم أن مجموعات من الخلايا العصبية في الدماغ تنظم سلوك الأكل، لذلك قمنا برسم خريطة للدماغ بالكامل لتحديد المناطق التي تم تنشيطها بواسطة (بي إتش بي) المرتبط بالفينيل ألانين. لقد وجدنا أن (بي إتش بي) المرتبط بالفينيل ألانين ينشط مجموعات عصبية في منطقة تحت المهاد وجذع الدماغ، وهذا يثبط الأكل ويقلل من وزن الجسم".
وعلى النقيض من ذلك، فإن الفئران المعدلة وراثيا لعدم إنتاج "كارنوزين ديبيبتيديز 2″، وبالتالي تفتقر إلى "بي إتش بي" المرتبط بالفينيل ألانين، تناولت مزيدا من الطعام واكتسبت وزنا.
الهدف نفسه ولكن بطرق مختلفةومن المثير للاهتمام أن إنزيم "كارنوزين ديبيبتيديز 2" الذي ينتج "بي إتش بي" المرتبط بالفينيل ألانين ينتج أيضا مركبا آخر يسمى "لاكتول فينيل ألانين"، اكتشفه الباحثون سابقا. أفاد الباحثون في مجلة نيتشر بأن مركب لاكتول فينيل ألانين هو مركب في الدم يتم إنتاجه في أثناء ممارسة الرياضة ويمكنه تقليل تناول الطعام والسمنة لدى الفئران.
ولكن هل يحقق مركب لاكتول فينيل ألانين و"بي إتش بي" المرتبط بالفينيل ألانين تأثيراتهما المشتركة من خلال تنشيط الخلايا العصبية نفسها في الدماغ؟
قال الدكتور شو: "أظهرت تحليلاتنا أن نسبة صغيرة فقط من الخلايا العصبية تم تنشيطها بواسطة المركبين؛ وكانت معظم الخلايا العصبية التي تم تنشيطها بواسطة المركبين مختلفة. وهذا يشير إلى أن المركبين، على الرغم من تأثيرهما على سلوكيات الأكل بطرق مماثلة، فإنهما يسببان هذا التأثير من خلال آليات مختلفة".
تشير النتائج إلى أن المسار الجديد الذي يشمل مركب "بي إتش بي" المرتبط بالفينيل ألانين، الذي يوجد أيضا في البشر، يمكن تعطيله في السمنة وربما حالات أخرى، مما يدعم الحاجة إلى مزيد من الدراسات لفهم الآلية بشكل أفضل.
قال لونغ: "يطرح هذا العمل عديدا من الاحتمالات الجديدة. على سبيل المثال، قد يكون من الممكن للأشخاص في المستقبل استهلاك مركب (بي إتش بي) المرتبط بالفينيل ألانين لدفع فقدان الوزن دون تقييد الكربوهيدرات في نظامهم الغذائي".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الخلایا العصبیة فی الدماغ بی إتش بی
إقرأ أيضاً:
لطائف رمضان
عيسى الغساني
في عمر الإنسان تمضي الحياة من النشأة الأولى بمراحل الخلق والتكوين المادي إلى حضور ذلك المولود إلى عالم البشر أو الدنيا أو عالم الماديات، وتقدم له الأم في السنتين الأولى والثانية أو أقل، الغذاء الذي به تنمو خلايا ذلك الجسد الصغير، الذي لا يعبر عن نفسه عندما يشعر بالجوع أو الألم إلا بالبكاء، وفي تلك الفترة من العمر يقال بأن الروح تحتفظ بنقائها إذ لاتزال غير قابلة للتلوث بالعالم الخارجي بما فيه من تضاد وتناقضات.
وينمو ذلك الجسد الصغير ويصبح إنساناً تحركه الرغبات والشهوات ومطامع ومطامح، لكن تتوق نفسه بوعي وبدون وعي إلى مرحلة الصفاء والنقاء الروحي، إذ نقاء الإنسان وصفاء سريرته هو الأصل وما بعد ذلك حادث أو طارئ، ولكل المجتمعات البشرية تجاربها الروحية في استعادت ذلك النقاء والصفاء.
ورمضان رحلة روحية ذات أبعاد تستحق أن يراها من يحيها، بعين المنطق، فإذا تجلت لك المعرفة تحققت لك الغاية ونلت المراد فمن أبصر بعين الحكمة رأى اليقين.
رمضان تزكية للنفس والروح فالامتناع الظاهري عن الطعام والشراب يحدث تغييرا جوهريا لوظائف الجسد، وبه تكون الأفكار تحلية للقلب بالصفات المحمودة، والامتناع له وجه آخر وهو أنه بقليل من زاد الدنيا (الطعام) وكثر من صفاء العقل وتجلي الروح وفيض من الصبر والرحمة والصدق تبدأ رحلة نحو تزكية النفس.
رمضان يفك التعلق بالحواس والغرائز فيبحر الصائم في ممارسة روحية، إذ ترك الأكل والشرب ينقل كل الحواس والمشاعر فبعد عدد من الساعات وفقا للبحوث يستخدم الجسم الكيتونات كمصدر للطاقة وبذلك يحفز BDNF وهو بروتين يعزز المرونة العصبية والتفكير الإبداعي ويرفع مستوي التركيز وصفا الذهن.
والصيام يقلل من الدوبامين الناتج عن الطعام والسكريات مما يجعل الاستجابة للمحفزات الخارجية محدودا، فتنشأ حالة من الهدوء العقلي والاتجاه نحو الداخل وسكون الأفكار السطحية. ومع انخفاض طاقة الجسم يقل الانشغال بالحاجات المادية ويتوجه العقل نحو القيم الروحية، فالصيام تدريب على تأجيل الرغبات وضبط للنفس وبذلك يتعزز ما يسمى بالتحكم المعرفي والعاطفي، فيكون الحوار الداخلي بين الإنسان وذاته الآتي "جسدي قادر علي الامتناع عن الماديات، والآن صحتي الجسدية أفضل وذهني صاف ومتوقد وأنا الآن في أفضل لحظات السعادة والاستقرار عناية الله ولطفه يحفني بفضله وعظيم جوده"، وهذه مناجاة.
عندما يتوقف الجسد عن الطعام والشراب، يصفو الفكر، وتترك الشوائب، ويتوازن الإنسان، أفاض الله على الجميع بلطائف الشهر الفضيل، ولتغشى الرحمات والبركات لرمضان الإنسانية جمعاء. آمين.
رابط مختصر