تعز: ورشة تدريبية لتعزيز السلام والتماسك المجتمعي برعاية مؤسسة الود
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
شمسان بوست / تعز:
في إطار مشروع تعزيز السلام والتماسك المجتمعي، دشّنت مؤسسة الود التنموية (WDF) ورشة تدريبية متخصصة في مجال إدارة المبادرات ومناصرة قضايا المجتمع. استهدفت الورشة 15 عضواً من لجان السلام في مديريات المعافر، المسراخ، وجبل حبشي بمحافظة تعز. يأتي هذا المشروع ضمن برنامج منتدى سلام اليمن، بالشراكة مع مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، وبتمويل من وزارة خارجية مملكة هولندا.
افتُتحت الورشة بحضور رسمي مميز، حيث شارك في الافتتاح كل من:
المحامي فارس المليكي، مدير عام مديرية جبل حبشي.
والأستاذ يحيى إسماعيل، مدير عام مديرية المسراخ.
رحب المدير التنفيذي للمؤسسة، الماستر عبد الكريم السالمي، بمديري المديريتين، و عبر عن تقديره لروح المبادرة وتلبيتهم الدعوة لحضور هذا الحدث الهام. وأشاد السالمي بالحضور المتميّز للجان السلام في المديريات المستهدفة، مشيراً إلى أهمية الدور الذي يقومون به في تعزيز الاستقرار المحلي.
من جانبهما، أعرب مديرا المديريتين عن امتنانهم للجهود الحثيثة التي يبذلها سفراء السلام في تسوية النزاعات التي استمرت لعقود، وأشادا بالمشاريع المستدامة التي تنفذها مؤسسة الود، والتي تلبي احتياجات المجتمعات المحلية. كما قدما شكرهما وتقديرهما لإدارة المؤسسة على مبادراتها ومشاريعها الهادفة.
تهدف الورشة إلى تزويد المشاركين بالمعرفة والمهارات الضرورية؛ لإدارة المبادرات المجتمعية ومعالجة قضايا المجتمع، وتعزيز السلم والتماسك الاجتماعي. كما توفر الورشة فرصة للتواصل وتبادل الخبرات بين اللجان، مما يعزز من العمل الجماعي، والمشاركة الفعالة في نشر ثقافة السلام.
وأكدت مؤسسة الود أن هذه الورشة ستستمر لمدة ثلاثة أيام متتالية، بقيادة المدرب المتألق معاذ الصوفي. كما أشارت المؤسسة إلى أن هذا المشروع يأتي امتداداً لمشاريع سابقة حققت إنجازات ملموسة ،وقصص نجاح رائعة في مجالات التنمية وبناء السلام المجتمعي في المناطق المستهدفة، بما يسهم في تعزيز قيم الحوار والتعايش بين أبناء المجتمعات المحلية.
مؤسسة الود:
شركاء في السلام وبناء الإنسان
المصدر: شمسان بوست
إقرأ أيضاً:
لغة الود
بقلم : نبيلة دشيشة ..
يستغربُ أبناء ريا العامرية هذه العلاقة التي تعمقت عبرعدة فصول شتوية بين والدتهم المرأة العمانية ربة البيت و السائحة البريطانية إستفانا ، فالإمرتان لا تتحدثان لغة مشتركة ، ومع ذلك تطرق إستفانا في بداية كل عام جديد باب منزل ريا طالبة رؤيتها من أحفادها أو أولادها الذين تصفهم أنهم في ذهول جميل من تكرار الزيارة وإنسجامهما بلغة الإشارة المخترعة بغرض الحديث والإطمئنان على أحوال بعضهما بعد غياب عام.
ففي فصل الشتاء تنجذب إستفانا إلى مسقط ومناطق وولايات شمال عُمان ، لذا تشد الرحال إلى العاصمة المتميزة بهيبة جبالها وإتزان هويتها العمانية في معالمها المعاصرة ،ويتضمن برنامجها السياحي زيارة ريا التي قابلتها قبل بضعة سنوات صدفةً أمام باب مزرعتها بولاية بركاء، وأغدقت الجدة ريا عليها بالضيافة العربية الأصيلة والتجول في مزراعتها وقضاء بعض الأمسيات الجميلة مع عائلتها الذين كانت وظيفتهم الرئيسة الترجمة وتقريب وجهات النظر بين الإمراتين واللتان صارا صديقات.
والصداقة أصبحت متآصلة مع كل زيارة ومازال الأبناء المترجمين في إستغراب تام ….
ولكن الغير مستغرب هو إجماع الزوار والسياح على أن سلطنة عُمان هي دولة الود ، قد لايدرك أبناء ريا عظم عطاء الود الذي شعرت به إستفانا من والدتهم ومنهم أيضا وكم هي بحاجة إليه كسائحة تبحث عن الوقت الممتع والمنظر الجميل وقليل من الود في الشارع ولكنه الأخير فاق توقعاتها والنتيجة تكررت الزيارات وتعمقت العلاقات وإن إنعدمت الكلمات.
و لا أبالغ عندما أقول مازلت كمواطنة عمانية أتفاجأ بسرعة إنصهار العمانيين مع الغريب في عدة ولايات مثل ولاية نزوى ومحافظة مسندم وولاية مصيرة التي أقصدها مع سائحين يصرون دائما على زيارة هذه الولايات مرة تلو الأخرى فهم وجدوا فيها جمال التراث والطبيعة وود الإنسان العماني.
ومن المقولات التي وجدت فيها وصف واقعي لنا قول الرحالة جون أوفنجتن في زيارته لسلطنة عُمان عام1693 وهو يصف العمانيين” إن هؤلاء العرب على قدر كبير من دماثة الخلق يُظهِرون لطفًا وكرمًا كبيرين للغرباء فلا يحتقرونهم ولا يُلحِقون بهم أذى جسديًّا
وهم على تشبثهم الثابت بمبادئهم والتزامهم الراسخ بدينهم لا يفرضون تلك المبادئ وذلك الدين على الآخرين ، كما أنهم لا يغالون بالتمسك بها مغالة تجردهم من إنسانيتهم أو من حسن معشرهم فالمرء يقطع في بلادهم مئات الأميال دون أن يتعرض للغة نابية أو لأي سلوك فج.”
في الوقت الراهن تنقص السلطنة الكثير من عوامل نجاح السياحة ولكننا بالمقابل نرى مؤخرا جهودا وتسهيلات من الجهات المعنية وأفكارا نيرة مبدعة من القطاع الخاص يترقب الجميع مواكبتها مع الكنز العماني ( الإنسان العماني) الذي يستقطب الأخر المختلف أيا كان إختلافه ويجعله سعيدا بزيارة عٌمان مستمتعا بلغة الود فيها.
nabila.dashisha@gmail.com