في تحول لافت في مسار الصراع في أوكرانيا، وصلت أنظمة المدفعية الكورية الشمالية "كوكسان" إلى الأراضي الروسية، ما يعكس تعميق التعاون العسكري بين موسكو وبيونغ يانغ في سياق الحرب المستمرة، هذه المدافع التي تعد من بين الأكبر في العالم، قد تشكل إضافة قوية للجيش الروسي في سعيه لتعزيز قدراته النارية على الجبهات القتالية ضد القوات الأوكرانية.


مدافع كوكسان

تعد مدافع "كوكسان" من طراز "M1989" من أبرز المدافع ذاتية الحركة التي تم تطويرها في كوريا الشمالية في ثمانينات القرن الماضي.

وتمتاز هذه المدافع بقدرتها على إطلاق قذائف عيار 170 ملم، وهو عيار ضخم يمنحها قدرة على ضرب أهداف على مسافات بعيدة تصل إلى 40 كيلومترًا باستخدام القذائف التقليدية، ويمكن أن يتجاوز المدى 60 كيلومترًا عند استخدام القذائف المدعومة بمحركات صاروخية.

وهذا المدى الواسع يجعلها سلاحًا مثاليًا في ساحات المعركة الحديثة، حيث تتيح ضرب الأهداف المعادية على مسافات آمنة نسبيا.

وتعتبر هذه المدافع من الأنظمة النادرة التي تم دمجها على هيكل دبابة معدلة، حيث يتم تركيب المدفع على برج معزز يتوفر على تخزين داخلي للذخيرة، مما يتيح للطاقم إطلاق قذائف بسرعة كبيرة تصل إلى قذيفتين في الدقيقة.

وتأتي مدافع "كوكسان" في نسختين رئيسيتين: الأولى هي "إم 1979"، التي تُركب على هيكل دبابة T-54 أو الدبابات الصينية "تايب-59"، أما النسخة الثانية، "إم 1989"، فهي مزودة بنظام تخزين داخلي للذخيرة لتسعة عشر قذيفة، مما يعزز قدرة المدفع على العمل لفترات أطول دون الحاجة لإعادة التزود بالذخيرة بشكل متكرر.

من الناحية التقنية، يعتبر مدفع "كوكسان" من الأنظمة المدفعية المميزة في مجال الدعم المدفعي الثقيل.

وقد أظهرت استخداماته خلال الحرب الإيرانية العراقية (1980-1988) مدى فعاليته في الهجمات على أهداف بعيدة، وهو ما جعل منه أداة أساسية في استراتيجية كوريا الشمالية العسكرية.

واليوم، يشكل نشره في روسيا خطوة استراتيجية لتعزيز القدرات المدفعية في حرب أوكرانيا، حيث يُتوقع أن تُسهم هذه المدافع في إحداث فرق كبير في المعارك.

نقل المدافع إلى روسيا

أظهرت صور تم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي الروسية وصول مدافع "كوكسان" إلى الأراضي الروسية، مما يعكس التنسيق العسكري المتزايد بين موسكو وبيونغ يانغ.

وقد أفادت تقارير متعددة بأن هذه المدافع قد تكون جزءًا من خطة لتعزيز القدرات النارية الروسية في أوكرانيا، حيث تسعى روسيا لاستغلال كل الإمكانيات المتاحة لتعزيز موقفها العسكري في المعركة المستمرة ضد أوكرانيا وحلفائها الغربيين.

ويأتي نقل هذه المدافع في وقت حساس للغاية بالنسبة للجيش الروسي، الذي يسعى لتعويض النقص في الأسلحة الثقيلة وتقنيات المدفعية المتقدمة.

ومع توجيه هذه المدافع إلى جبهة أوكرانيا، يمكن أن تصبح جزءًا محوريًا في العمليات الهجومية الروسية، بما أن سلاح المدفعية لعب دورًا مهمًا في العمليات العسكرية من قبل كلا الطرفين منذ بداية الحرب.

التعاون الدفاعي بين روسيا وكوريا الشمالية

وتثير هذه الخطوة تساؤلات حول التوجهات المستقبلية للتعاون الدفاعي بين روسيا وكوريا الشمالية.

حيث يمكن أن يسهم نقل مدافع "كوكسان" في تطوير قدرات المدفعية الروسية، حيث يمكن أن تتعاون موسكو وبيونغ يانغ على تطوير فئات جديدة من القذائف الموجهة لزيادة فعالية هذه المدافع.

وإذا ثبتت فعالية "كوكسان" في الميدان، فقد يصبح تطوير أنظمة مدفعية مماثلة داخل روسيا خيارًا قابلًا للتنفيذ، مما يعزز قدرة موسكو على استخدام المدفعية الثقيلة ذات النطاق الواسع في العمليات العسكرية المستقبلية.

الجدير بالذكر أن نشر مدافع "كوكسان" في روسيا يمثل مرحلة جديدة من التعاون العسكري الوثيق بين موسكو وبيونغ يانغ، وهو ما يمكن أن يكون له تأثير كبير على ساحة المعركة في أوكرانيا، وبالنظر إلى قدرة هذه المدافع على ضرب الأهداف على مسافات طويلة، فإنها قد تعزز بشكل كبير القدرات النارية الروسية، مما يفتح المجال لتحولات في ديناميكيات الصراع، إذا استمر التعاون بين البلدين في هذا السياق، فإن هذا قد يمهد الطريق لإدخال المزيد من الأنظمة المدفعية المتقدمة إلى الحرب في أوكرانيا، مما يغير مجرى الصراع على المدى الطويل.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: اجتماع اداة جديدة استخدامات إضافة قوية إطلاق قذائف الأراضي الروسية الاكبر في العالم التعاون العسكري الهجمات الأوكرانية الاراضي الروسي الصراع في اوكرانيا الشمالية القوات الاوكرانية الكورية الشمالية النارية المعركة المدفعية أوكرانيا اوكرانية تعميق التعاون ثمانينات القرن الماضي جبهات القتال صاروخي كوريا الشمالية للجيش الروسي موسکو وبیونغ یانغ هذه المدافع فی أوکرانیا یمکن أن

إقرأ أيضاً:

دون مشاركة أوكرانيا وأوروبا.. بدء المحادثات الأمريكية الروسية في السعودية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

بدأ مسئولون أميركيون وروس اليوم الثلاثاء، محادثات في المملكة العربية السعودية بشأن كيفية إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.

يلتقي وفد روسي برئاسة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مع وفد أمريكي برئاسة وزير الخارجية ماركو روبيو، في أول اتصال رسمي وجهاً لوجه بين الجانبين منذ بدء الحرب.

وأظهرت صورة رسمية للاجتماع المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف و يتكوف، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي مايك والتز، ووزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، ومستشار الأمن القومي السعودي مساعد بن محمد العيبان، ومستشار السياسة الخارجية بالكرملين يوري أوشاكوف، ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، على طاولة في قصر الدرعية بالرياض.

ورغم أن الولايات المتحدة وروسيا تجتمعان بدون أوكرانيا، فإن الرئيس فولوديمير زيلينسكي سيتوجه أيضًا إلى المملكة العربية السعودية هذا الأسبوع. وذكرت شبكة إن بي سي أن النية هي أن تستضيف الولايات المتحدة اجتماعًا ثنائيًا مع روسيا، يليه اجتماع ثنائي مع أوكرانيا ، ويختتم بمحادثات معًا.

ولم تتم دعوة أوكرانيا ولا أوروبا إلى المناقشة الرئيسية، مما أثار أجراس الإنذار في كييف وعواصم القارة، من أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يتوصلان إلى اتفاق بدون مشاركة أوكرانيا وأوروبا.

حذر زيلينسكي من اتفاق السلام الذي تم التفاوض عليه على عجل من قبل إدارة ترامب خلال مقابلة واسعة النطاق مع شبكة ARD الإعلامية الألمانية نشرت في 17 فبراير، مؤكدا أن أوكرانيا لن تقبل اتفاق سلام يتم التفاوض عليه دون مشاركة البلاد.

وقال زيلينسكي لقناة "ARD" التلفزيونية : "كل ما يمكن لروسيا والولايات المتحدة الاتفاق عليه - إذا أرادتا الاتفاق على شيء ما - يتعلق بعلاقاتهما الثنائية. بالتأكيد لا يمكنهما التفاوض بشأن شعبنا وحياتنا. حول إنهاء الحرب بدوننا" .

وقال “لافروف” في 17 فبراير إنه لا يمكن أن يكون هناك أي تفكير في تقديم تنازلات إقليمية لأوكرانيا.

وفي العام الماضي، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن شرط إجراء مفاوضات السلام هو انسحاب القوات الأوكرانية من مناطق دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوروجيا.

وقال لافروف في تصريحات نقلتها رويترز: "التنازلات الإقليمية لما يسمى الآن بأوكرانيا قدمتها القيادة السوفييتية أثناء تشكيل الاتحاد السوفييتي".

وأضاف أنه لا يرى أي دور لأوروبا في المفاوضات بشأن كيفية إنهاء الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا.

وتابع: "إذا كانوا سيخرجون بأفكار ماكرة حول تجميد الصراع بهذه الطريقة، وهم أنفسهم... يفكرون في استمرار الحرب، فلماذا ندعوهم؟".

بعد قمة طارئة للزعماء الأوروبيين في باريس في 17 فبراير، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على الحاجة إلى ضمانات أمنية قوية لأوكرانيا، محذرًا من أن أي وقف لإطلاق النار بدون هذه الضمانات يهدد بالانهيار مثل اتفاقيات مينسك الفاشلة.

وعكست قمة باريس، التي دعا إليها ماكرون في وقت قصير، المخاوف الأوروبية المتزايدة من أن ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يتفاوضان بشأن الأمن الأوروبي دون المشاركة المباشرة من الزعماء الأوروبيين.

وقال ماكرون "نسعى إلى تحقيق سلام قوي ودائم في أوكرانيا. ولتحقيق ذلك، يتعين على روسيا أن تنهي عدوانها، ويجب أن يكون هذا مصحوبًا بضمانات أمنية قوية وموثوقة للأوكرانيين".

وأكد أنه بدون هذه الإجراءات فإن أي وقف لإطلاق النار قد يكون قصير الأمد وغير فعال.

وفي 17 فبراير، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته إن أوروبا مستعدة و راغبة في الاضطلاع بدور قيادي في توفير الضمانات الأمنية لأوكرانيا.

مقالات مشابهة

  • القوات الروسية تكبد أوكرانيا 85 آلية عسكرية في مقاطعة كورسك
  • خطوة جديدة من برشلونة لتمديد عقد مدافعه الفرنسي جول كوندي
  • وصول قافلة إغاثية سعودية جديدة إلى وسط وجنوب قطاع غزة
  • حملة إغاثة الشعب الفلسطيني.. وصول قافلة سعودية جديدة إلى غزة
  • بعد تقارير عن التنين القوي.. حقيقة صور وصول مقاتلات عسكرية جديدة إلى مصر
  • الخارجية الروسية: دور الاتحاد الأوروبي في المفاوضات بشأن أوكرانيا مستبعد
  • دون مشاركة أوكرانيا وأوروبا.. بدء المحادثات الأمريكية الروسية في السعودية
  • بدء المحادثات الروسية الأميركية بالرياض لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • محورها حرب أوكرانيا.. المحادثات الأمريكية الروسية تنطلق في الرياض
  • واشنطن: المباحثات الأمريكية الروسية في الرياض تحدد سبل إنهاء حرب أوكرانيا