قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن هناك مشكلة في علاقة الإبداع بالحرية، وفي علاقة الإبداع بالتفلت، والإبداع لا بد فيه من معاناة، ولا بد فيه من أن ينشئ شيئًا جميلاً نافعًا يرتبط ارتباطًا روحيًا بقضية عمارة الأرض، وليس الإبداع هو الإرهاب الفكري، ولا هو أن يضيق الناس الذين يدعون بالحرية بآراء الآخرين.

وأضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أنه لما كان الذين يدعون إلى الحرية من أجل الإبداع لا يعرفون معنى الحرية ولا يطبقونها في كلامهم مع الآخرين، فيصفون المخالف بالتخلف والظلامية والرجعية إلى آخر هذه القائمة الجاهزة لوصف من خالفنا في الرأي، فإن الجماهير تشعر بعدم صدقهم حتى ولو لم تستطع أن تعبر عما يجيش في نفوسها من هذا الشعور الغريب الذي يمتزج فيه القرف من هذا التصرف مع الاشمئزاز من الألفاظ المستعملة في الحوار والنقاش، خاصة إذا كانت سوقية.

وأشار إلى أن الفرق بين الحرية والتفلت هو الالتزام، فإن الحرية والمسئولية وجهان لعملة واحدة، ولذلك فإن عنصر الالتزام يتوفر فيما نسميه بالحرية، في حين أن التفلت يخلو من الالتزام لأنه بطبيعته يخلو عن المسئولية، والتفلت قد ينشئ شيئًا جديدًا ولكنه أبدًا لا يسمى إبداعًا، فعندما يخرج الشاعر ليستعمل فن الشعر في سب الإله، وعندما يستخدم الرسام فرشاة للعبث بالقيم والأخلاق، أو لإقرار مبادئ الفوضى في نفوس الناس أو في استعمال مجموعة من السب والقذف يرصها بجوار بعضها في تشنج ظاهر، فإنه لا يكون بذلك مبدعًا وإن أتى بشيء جديد من قلة الأدب والحياء.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الحرية الالتزام المسؤلية الحرية واحترام الآخرين

إقرأ أيضاً:

ود مدني.. بذرة المقاومة وحصاد الحرية

في المستقبل، سيقول المؤرخ أن في لحظة فارقة من تاريخ السودان كان الجنرال “شمس الدين كباشي” بطل معركة التحرير الكبرى، التي بدأت بسنار ولم تنته في “ود مدني” و”أم روابة”.

هذا ليس حديثي، إنما ما هتفت به الجماهير المبتهجة في “ود مدني” وهي تسقط عام وشهر من الدمار و التنكيل، و عدد هائل من القتلى، وأطفالاً و رضّعاً وعجزة يموتون من الرعب وقلة الغذاء والدواء.

كانت جذوة المقاومة مشتعلة على الخطاب الذي ألقاه “كباشي” في الفرقة الأولى ، كان تكملة لخطاب القَسَم الذي أداه للشعب السوداني قبل أسابيع، وهو يعد بالمفاجآت السارة، وما هي إلا ايذاناً بالتبدل العميق الطارئ على ميدان معركة الكرامة، وميزان القوة .
فقد أدرك “حميدتي” وحلفاءه المدنيين أن الضربة التي تلقوها ليست مجرد هزيمة عسكرية و سياسية، بل نقطة تحول في مسيرتهم أفقدتهم ما تبقى لهم لدى الشعب السوداني وأعجز تهم عن تبرير الهزيمة، واتجهوا لاتهام الجيش بارتكاب جرائم حرب.

فجر الأحد ١٢/يناير/٢٠٢٥م، اليوم التالي لتحرير قلب السودان، مدينة “ود مدني” ، كان النقيب طيار “محمد علي ابوقرون” يحلق بالطائرة الانتنوف التابعة للقوات الجوية السودانية (وهذه حكايا أخرى من بطولات ضباط وجنود سلاح الجو السوداني سنكتب عنها لاحقاً) متوجهاً إلى مطار “الشوك” (وهذه حكايا أخرى عن بطولات التنمية اثناء الحرب ) ،يحمل وفد الإعلام السوداني الذي يقوده ابطال الاعلام الحربي عقيد ركن “غبوش”، مقدم “عاطف فتحي”، “مقدم “محمد ضرار” ، لنقل ملحمة تحرير “ود مدني”.

في الطريق البري من “القضارف” الى “مدني” قفز إلى ذهني سؤال ، مَن يستطيع أن يضبط مسار الأحداث في السودان؟، منذ ١٥/ابريل/٢٠٢٣م دمِّرت مليشيات “حميدتي” نصف السودان ، وصارت المدن الأخرى مخيماً، وأُشعلت الحرائق في المناطق المحتلة ، وانقلب الحال رأساً على عقب، ، استمرت حرب الاستفراس والعبث حتى بلغ بنا اليأس ، وفجأة بدأ الجيش السوداني يسجل مكاسب غير متوقعة وأرسل إلينا المقاتلون الابطال في الميدان التهاني (الحارة) بمناسبة العام الجديد، وليد السنة الفارطة.

وانا اشاهد جثث المتمردين المتناثرة ، والسيارات القتالية المدمرة على طول الطريق البري من القضارف الى ود مدني ، أدركت أن ثمة طريق واحد في بلادنا لا يخطئ؛ طريق النصر .
عند مدخل جسر حنتوب، كانت الجثث متناثرة، والسيارات مدمرة، يبدو أن معركة شرسة دارت في هذه النقطة، وجدنا السكان مبتهجين في الشوارع، فصائل المقاتلين منتشرة على امتداد المدينة، كانت “مدني” محظوظة، لم تتأثر بنيتها التحتية، يبدو أن “نسور الجو” كانوا حذرون في التصويب، مازالت الشوارع تحتفظ برونقها، والهواء نقياً ما عدا القليل من رائحة بارود الذخيرة المندفعة بفرح عارم من بنادق الأبطال ، لم تستثنى المدينة من عمليات النهب والسلب، المحلات منزوعة الأبواب، والمنازل غير المأهولة نهبت وقطع الأثاث المتبقية متناثرة على الشوارع.
غادرتها وقد بدت لي المدينة مبتسمة .
محبتي واحترامي

رشان اوشي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • تفاح أخضر
  • لا أبرحُ حتى أبلغَ
  • ريهام حجاج تكشف عن آخر رسالة بينها وبين فكري صادق
  • إلهام علي تروي قصة زواجها بخالد صقر وكواليس أول لقاء بينهما .. فيديو
  • ود مدني.. بذرة المقاومة وحصاد الحرية
  • كيف تميز بين متحور كورونا الجديد ونزلة البرد؟.. 8 علامات تفرق بينهما
  • بعد مشاجرة بينهما.. عامل ينهي حياة زوجته في المنيا
  • إعلام إسرائيلي: الجيش يعاني وعناصر حماس يتحصنون في الأنفاق وبين الركام
  • صور| ماذا حدث لعملة كوريا الجنوبية أمام الدولار بعد اعتقال رئيسها؟
  • تجديد حبس المتهم بقتل زميله بالمعصرة لـ خلافات بينهما