الخليج الجديد:
2025-03-04@13:09:04 GMT

ماذا تريد تونس وليبيا من أفريقيا؟

تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT

ماذا تريد تونس وليبيا من أفريقيا؟

ماذا تريد تونس وليبيا من أفريقيا؟

على ليبيا وتونس أن تطرحا اليوم سؤالاً جوهرياً على نفسيهما، ماذا تريدان من أفريقيا تحديداً؟

يهدف مشروع الممر التجاري القاري إلى إرساء شراكة فعالة ثلاثية الأبعاد تونسية ليبية أفريقية، وبحث تنفيذ الخطط التي تقود إلى ذلك فعلياً.

كانت ليبيا ملجأ آلاف أفارقة جنوب الصحراء وآلاف التونسيين الذين يتوجهون إليها باحثين عن الرزق.

واليوم أصبحت للأسف منطلقاً لهجرة أخرى نحو أوروبا.

إذا لم تفهم تونس وليبيا أنهما بحاجة إلى سند يحمي الظهر، وهو ما تؤكده جغرافيا القارة، فيسخسران كثيراً من الوقت والجهد والثروة ولا يبدو هناك وعياً حقيقياً بذلك.

ثمة أسئلة كثيرة مطروحة على البلدين، سياسية واقتصادية بالضرورة، لكنها أخلاقية قبل كل شيء؛ فالبلدان متهمان بسوء معاملة المهاجرين الأفارقة، خاصة في الأسابيع الأخيرة.

* * *

أُعلن الخميس الماضي في تونس عن استحداث الممر التجاري القاري التونسي الليبي نحو بلدان أفريقيا جنوب الصحراء، بإشراف وزيرة التجارة وتنمية الصادرات التونسية كلثوم بن رجب، ووزير الاقتصاد والتجارة في حكومة الوحدة الوطنية الليبية محمد علي الحويج. ويهدف المشروع إلى إرساء شراكة فعالة ثلاثية الأبعاد تونسية ليبية أفريقية، بحسب الوزيرين، وبحث تنفيذ الخطط التي تقود إلى ذلك فعلياً.

يطرح توقيت هذا الإعلان أسئلة كثيرة على البلدين، سياسية واقتصادية بالضرورة، ولكنها أخلاقية قبل كل شيء؛ فالبلدان متهمان معاً بسوء معاملة المهاجرين الأفارقة، في الأسابيع الأخيرة بشكل خاص.

ووثّقت المنظمات الدولية والجمعيات الإنسانية خلال السنوات الأخيرة العديد من التجاوزات بحق الأشقاء الأفارقة، بالإضافة إلى الخطاب الرسمي في البلدين، الذي يضيق بالمهاجرين الأفارقة، ويرقى أحياناً إلى تمييز واضح.

مرّ زمن طويل منذ كانت ليبيا ملجأ آلاف أفارقة جنوب الصحراء، وآلاف التونسيين، الذين يتوجهون إليها مهاجرين باحثين عن الرزق. واليوم أصبحت للأسف منطلقاً لهجرة أخرى نحو أوروبا.

ومرّ كذلك زمن طويل منذ كانت تونس قادرة على احتضان الهاربين إليها، تؤويهم وتخفف آلامهم. غير أن كل ذلك تغيّر اليوم، صحيح أن الأزمات في البلدين لا تنتهي، وعدم الاستقرار في كليهما لا يرقى إليه شك، والظروف الاقتصادية متردية للغاية.

لكن على ليبيا وتونس ألا ينسيا أن أولئك الأفارقة ساهموا في إعمار ليبيا على مدى عقود، وقد كشفت الأرقام الأخيرة في تونس أنهم أيضاً وراء تحويلات مالية كبيرة إليها، حاولت السلطة أن تثبت أنها مبعث للشك، وقد يكون الأمر صحيحاً، ولكنه رقم اقتصادي مهم.

ولكن على ليبيا وتونس أن تطرحا اليوم سؤالاً جوهرياً على نفسيهما، ماذا تريدان من أفريقيا تحديداً؟

أخطأ العقيد الليبي الراحل معمر القذافي عندما تغلغل في أفريقيا وحاول أن يكون وصياً على بعض الدول بقوة المال، وأخطأ الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة ومن بعده الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، عندما فعلا العكس تماماً وأدارا الظهر لأفريقيا.

اليوم يريد البلدان ربح كل شيء من قارة تنمو بقوة وتتوجه إليها أنظار العالم كله، بينما يرفضان دفع أي ثمن مقابل ذلك، بل ويمعنان في خطابات تُبيّن أنه ليس هناك احترام حقيقي وعميق للأشقاء، أو على الأقل للشركاء.

وإذا لم تفهم تونس وليبيا أنهما بحاجة إلى سند يحمي الظهر، وهو ما تؤكده جغرافيا القارة، فيسخسران كثيراً من الوقت والجهد والثروة. ولا يبدو أن هناك وعياً حقيقياً بذلك، لأن النقاش لم يُطرح بعمق في كلا البلدين إلى اليوم.

*وليد التليلي كاتب صحفي تونسي

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: تونس ليبيا أفريقيا جنوب الصحراء معمر القذافي الحبيب بورقيبة تونس ولیبیا من أفریقیا

إقرأ أيضاً:

مصر تسلم رئاسة مجلس وزراء المياه الأفارقة لدولة السنغال

شهد الدكتور هاني سويلم وزير الموارد المائية والري، مراسم تسليم رئاسة مجلس وزراء المياه الأفارقة (الأمكاو) من جمهورية مصر العربية إلى جمهورية السنغال، خلال اجتماع إفتراضي شارك فيه عدد من الوزراء وكبار المسئولين الأفارقة ، وممثلى الدول الأعضاء بالأمكاو، وأعضاء اللجنة الإستشارية الفنية للأمكاو .

وأعرب الدكتور سويلم، فى كلمته بالإحتفالية، عن خالص تقديره للدول الإفريقية الشقيقة وامتنانه العميق لجميع الدول الأعضاء والشركاء وأصحاب المصلحة لدعمهم مصر خلال فترة رئاستها للامكاو مما أسهم فى تحقيق الرؤية المشتركة للقارة الإفريقية.

وتوجه بالتهنئة إلى الدكتور الشيخ تيجان جاي وزير المياه والصرف الصحي في السنغال بمناسبة توليه منصب رئيس الأمكاو، مشيراً إلى أن رئاسة السنغال للأمكاو ستوفر روابط قوية بين الأجندتين القارية والعالمية للمياه حيث تشغل السنغال منصب الرئيس المشارك لمؤتمر الأمم المتحدة للمياه ٢٠٢٦ إلى جانب دولة الإمارات، مما يضع على السنغال مسئولية ضمان التوافق في خطط العمل بين الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي، خاصة ونحن نقترب من نهاية رؤية أفريقيا للمياه ٢٠٢٥ مع وجود العديد من الأهداف التي لم تتحقق بعد، مما يستدعي بذل جهود كبيرة لتحقيق مستقبل أفضل للمياه والصرف الصحي في القارة الأفريقية.

كما توجه الوزير بالتهنئة للدول الأعضاء التي تم ترشيحها من خلال العمليات الإقليمية الفرعية لتولي مسؤوليات القيادة في الأجهزة السياسية لـلأمكاو للفترة ٢٠٢٥ - ٢٠٢٧.

وأعرب الدكتور سويلم عن شكره لجميع نواب الرئيس وأعضاء اللجنة التنفيذية وأعضاء المجلس التنفيذي فى الفترة التي خدمت فيها مصر كرئيس للأمكاو من فبراير ٢٠٢٣ إلى فبراير ٢٠٢٥ وهم النواب من دول ( ساو تومي - كينيا - أنغولا و - بنين - موريتانيا).

وأضاف أنه بدعم نواب الرئيس الجدد واللجنة التنفيذية، ستواصل الأمكاو مهامها خلال العامين المقبلين ، كما أعبر سيادته عن تقديره العميق لجمهورية نيجيريا الاتحادية لما قدمته من حكمة وتوجيه، فضلاً عن التزامها باستضافة أمانة الأمكاو  في مدينة أبوجا بنيجيريا .

وأشار إلى ما تحقق من إنجازات خلال رئاسة مصر للأمكاو والمتمثلة في  قيادة الرؤية الإفريقية خلال مؤتمر الأمم المتحدة للمياه الذى عُقد في نيويورك في مارس ٢٠٢٣، واستضافة الجمعية العامة الثالثة عشرة في القاهرة في يونيو ٢٠٢٣ بمشاركة غير مسبوقة لأكثر من ٤٠ وزير، حيث تم افتتاح المركز الأفريقي للمياه والتكيف مع المناخ (PACWA) ليصبح مؤسسة قارية رائدة لبناء القدرات في أفريقيا، واستضافة الجلسة الاستثنائية الخامسة للجنة التنفيذية في مايو ٢٠٢٤، والاجتماع الرابع عشر للجنة التنفيذية في القاهرة فى أكتوبر ٢٠٢٤.

وتمتد الإنجازات لتشمل المشاركة الفعالة في قمة المناخ الأفريقية مما ساهم في تبني إعلان نيروبي الذي يبرز التحديات والفرص الاستراتيجية في مجال المياه والمناخ ، وتنظيم حدث أفريقي رفيع المستوى خلال إسبوع القاهرة السادس للمياه ٢٠٢٣، الذي جمع ٦ وزراء أفارقة للمياه لمناقشة الإجراءات المطلوبة لضمان أمن المياه في أفريقيا، والمشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ COP28 في الامارات حيث تم تعزيز النقاش حول وضع المياه في قلب التكيف مع تغير المناخ في أفريقيا.

كما شهد المنتدى العالمي العاشر للمياه في بالي بإندونيسيا تجسيدًا قويًا لوحدة إفريقيا حيث اجتمع الافارقة لتقديم رسالة موحدة تُوجت بإعلان بالي الذي يمثل شهادة على قوة الصوت الإفريقي على الساحة العالمية .

وتشرفت مصر باستضافة أسبوع المياه الأفريقي التاسع فى شهر أكتوبر ٢٠٢٤ بالتزامن مع إسبوع القاهرة السابع للمياه بحضور قياسي لأكثر من ٢٠٠٠ مشارك من الوزراء وصناع السياسات والخبراء وشركاء التنمية شاركوا في مناقشات حاسمة حول التحديات الملحة للمياه في القارة وأولوياتها المستقبلية، بما يعزز الالتزام الإفريقي بالإدارة المستدامة للمياه والتعاون العابر للحدود وتسليط الضوء على الحلول المبتكرة والشراكات الاستراتيجية، وانتهى الحدث بوضع خارطة طريق واضحة وقابلة للتنفيذ لتسريع التقدم في أجندة المياه الإفريقية، وإطلاق نداء موجه لقمة رؤساء الدول والحكومات لاعتماد المياه والصرف الصحي كموضوع رئيسي لعام ٢٠٢٦ ، والإعداد لمذكرة تفاهم مقترحة بين مجلس وزراء المياه الأفارقة (الامكاو) والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية .

وأضاف الوزير أنه على الرغم من التقدم المحرز، لا تزال تحديات المياه والصرف الصحي قائمة في قارتنا ، حيث يُظهر أحدث تقرير لمراقبة المياه والصرف الصحي في إفريقيا لعام ٢٠٢٤ (WASSMO) أن ٥٠% فقط من السكان يستخدمون خدمات مياه الشرب المدارة بأمان، ويستخدم ٤٥% فقط من السكان خدمات الصرف الصحى المأمونة، ولا تزال هناك فجوات كبيرة في البيانات، لا سيما فيما يتعلق بمعالجة مياه الصرف الصحي، مما يعيق التقييم الشامل للتقدم في جميع أنحاء القارة .

ولفت إلى أن هناك حاجة ماسة لرفع مكانة تمويل قطاع المياه والصرف الصحي لأعلى المستويات الوطنية ، وأن تواصل مفوضية الاتحاد الإفريقي والأمكاو الدعوة لإدراج تمويل المياه والصرف الصحي كعنصر دائم في جدول أعمال قمم رؤساء دول الاتحاد الإفريقي لإدراجه فى خطط التنمية الوطنية والميزانيات، مع تعزيز القدرات البشرية والمؤسسية وتحسين أنظمة المعلومات لدعم إدارة المياه بالقارة.

مقالات مشابهة

  • دعاء اليوم الرابع من رمضان مستجاب.. ماذا كان يقول النبي؟
  • مصر تسلم رئاسة مجلس وزراء المياه الأفارقة لدولة السنغال
  • مصر تضيف 10 ميداليات جديدة في اليوم الثاني ببطولة أفريقيا للسلاح للناشئين والشباب بأنجولا
  • مصر تضيف 10 ميداليات جديدة في اليوم الثاني ببطولة أفريقيا للسلاح للناشئين بأنجولا
  • بالصور | الحداد يزور تونس لبحث التعاون العسكري بين البلدين
  • واشنطن تضع اليمن في قائمة الدول الممنوع على مواطنيها السفر إليها
  • غزة وسوريا وليبيا وتعزيز الشراكة الاستراتيجية.. أبرز مباحثات السيسي ومفوضية الاتحاد الأوروبي
  • اليوم.. منتخب المحليين في مواجهة جنوب أفريقيا بذهاب تصفيات الشان
  • اليوم.. منتخب مصر يواجه جنوب أفريقيا في تصفيات بطولة المحليين
  • مصر تحصد 9 ميداليات متنوعة في اليوم الأول ببطولة أفريقيا للسلاح للناشئن والشباب بأنجولا