بدء جلسة استئناف عصام صاصا وشقيقه على حكم حبسهما سنة مع الشغل بتهمة التزوير
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
بدأت منذ قليل محكمة مستانف جنايات الجيزة، الاستئناف المقدم من مطرب المهرجانات عصام صاصا وشقيقه على الحكم الصادر ضدهما بالحبس سنة مع الشغل لاتهامهما بتزوير توكيل الشهر العقاري.
كانت محكمة جنايات جنوب الجيزة، عاقبت مؤدى المهرجانات عصام صاصا وشقيقه بالحبس سنة مع الشغل والسجن 10 سنوات لـ2 آخرين، فى اتهامهم بالتزوير فى توكيل شهر عقارى للمحامى الخاص بصاصا.
وكشفت تحقيقات النيابة فى القضية رقم 11659 لسنة 2024 جنايات قسم الجيزة، المقيدة برقم 3447 لسنة 2024 كلي جنوب الجيزة، اتهام كلا من محمد طه طلعت 24 سنة طالب ،محبوس، ومحمود الجوهري 30 سنة طالب هارب، وطلعت أبو العلا 58 سنة موظف سابق هارب، وعصام طه طلعت - عصام صاصا - 24 سنة طالب محبوس، بتزوير توكيل شهر عقاري لمحامى الدفاع الخاص بصاصا.
وأشارت تحقيقات النيابة، إلى أن محمد شقيق عصام صاصا، ومحمود الجوهري طالب قاما بتزوير محرر رسمي رقم 965 أ / لسنة 2024 مكتب توثيق مجلس النواب بالاتفاق والمساعدة مع موظف سابق ومطرب المهرجانات عصام صاصا مع علمهم جميعا بأمر تزويره، مستغلين الإهمال الجسيم لموظف الشهر العقاري بمكتب توثيق مجلس النواب وذلك بان اتفق المتهم الرابع مع المتهمين الأول والثالث لارتكاب تزوير في التوكيل المذكور.
المصدر: اليوم السابع
كلمات دلالية: قضية عصام صاصا حكم عصام صاصا عصام صاصا اليوم حبس عصام صاصا الحكم على عصام صاصا اخبار عصام صاصا حكم عصام صاصا اليوم محاكمة عصام صاصا مطرب المهرجانات عصام صاصا عصام صاصا
إقرأ أيضاً:
«نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى».. قاتل محترف.. كيف خطط نتنياهو وشقيقه لاغتيال الرئيس جمال عبد الناصر؟!
- سر العلاقة بين نتنياهو وشقيقه جوناثان
- كان يرى أن السادات استطاع خداع مناحيم بيجين، وحصل منه على سيناء
- ثلاث أطروحات تحكم سياسة نتنياهو فى مواجهة العرب
الحلقة الثالثةكانت العلاقة بين نتنياهو وشقيقه جوناثان هى علاقة متميزة، كان جوناثان الذى لقى حتفه فى عملية عنتيبى يلقن شقيقه الأفكار المتطرفة وكيفية مواجهة أعداء إسرائيل، وكان يقول له دومًا: إن مصر تشكل عقبة أمام سيطرة إسرائيل على المنطقة، وكان يرى أن قتل الرئيس جمال عبد الناصر قد يعطى بعض الأمان لإسرائيل.. لقد وضع نتنياهو وشقيقه فى هذا الوقت خطة هلامية تقدم على تفجير طائرة الرئيس عبد الناصر خلال إحدى زياراته الخارجية بوضع قنبلة فيها فى أى من المطارات الدولية.
وفى هذه الحلقة يسرد الكاتب الصحفي مصطفى بكرى مواقف نتنياهو من الرئيس الراحل أنور السادات، حيث كان يرى أن السادات استطاع أن يخدع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق مناحم بيجين ويحصل منه على شبه جزيرة سيناء.. وفى هذه الحلقة يرصد الكاتب الرؤى الاستراتيجية التي كان يطرحها نتنياهو خلال لقاءاته ومؤتمراته وندواته لمواجهة الأوضاع في المنطقة العربية:
- الأولى سياسات مصيرية لا يمكن التراجع عنها أو تغيير الموقف بشأنها ومنها سياسات الاستيطان وأمن إسرائيل وحماية حدودها.
- الثانية: سياسات استراتيجية من الصعب تعديلها أو تغييرها مثل الانسحاب من الجولان أو القدس أو إقامة الدولة الفلسطينية.
- الثالثة: سياسات تكتيكية، يمكن القبول بها ولكن بعد الحصول على مكاسب كبرى في مقابلها.
تحدثت الوثائق الخاصة لجهاز “السي آي إيه” عن أن بنيامين نتنياهو شأنه شأن بقية الإسرائيليين واليهود كان يجب أن تجمع حولهم معلومات لكى تتم الاستفادة بها عندما يكبرون ويعملون في أحد أفرع الجهاز، وكان هذا التقليد شائعًا في الـ سي أي إيه في الستينيات والسبعينيات، وربما يعود ذلك إلى سيطرة اليهود على المقاعد الرئيسية في إدارات السي آي إيه، وكان هذا التقليد يتتبع التلاميذ والأطفال اليهود في المدارس الأمريكية المختلفة، لمعرفة من منهم يمكن أن يكون قائدًا في الجيش الإسرائيلي، أو فذًا في مجال علم من العلوم، أو الدور الذى يمكن أن يؤديه لخدمة دولة إسرائيل، حيث إن السي أي إيه كانت منشغلة في تلك الفترة مثل بقية الأجهزة الأمريكية في تأمين دولة إسرائيل، وتحديدًا منذ عام 1962، وظلت مستمرة حتى معاهدة السلام المصرية- الإسرائيلية، حيث إنه بعد هذه المعاهدة قرر الموساد أن ينفذ خططه وحده دون مشاركة السي آي إيه، واكتفى بحالات التعاون الإستراتيجي الأخرى معها.
في ظل هذه الظروف كان بنيامين نتنياهو أحد التلاميذ الإسرائيليين الذين يدرسون في مدرسة “تشلنتهام” الثانوية التي من العادة أن يزيد الاهتمام بطلابها، حيث إنه بعد سنوات قلائل سيتم تجنيدهم في الجيش الإسرائيلي، ويقول الجنرال “أروى دون”، إنه كانت هناك خطة منضبطة في خلال هذه الفترة، بحيث إننا كنا نقوم بتوزيع الأفراد على أنواع وحدات الجيش الإسرائيلي بناء على معلومات مسبقة خاصة بالنسبة إلى أولئك الذين يدرسون في الخارج، والمهاجرين، ويقول لقد ساعدتنا الأجهزة الأمريكية كثيرًا، كنا نخطط لقادة إسرائيل في المستقبل، وكنا نرسم على الورق الوزارات ومن يتولاها في سنوات محددة بناء على مواهب التلاميذ اليهود، وكنا نعرف أن هذا التخطيط هو الكفيل بالحفاظ على دولة إسرائيل، وتحقيق تقدمها، وقد طالب “دون” في مذكراته بأن يعود السي آى إيه مشاركًا مع الموساد في تنفيذ خطة الأمن المستقبلي لدولة إسرائيل وبخاصة في إطار المتغيرات العديدة التي تشهدها دولة إسرائيل.. كان “تسيون” والد “بنيامين” يعرف ما يدور في الكواليس بين الموساد والسي آى إيه، وكان يحكى لأولاده عن أهم أنشطة التعاون المشترك بين الولايات المتحدة وإسرائيل، إلا أن أهم ما يلفت النظر أن التقرير السرى الذى كتب عن نتنياهو والذى حفظ في السي آى إيه، والذى كان أيضًا عاملًا رئيسيًا بعد ذلك، في أن يعمل نتنياهو لحساب الـ سي آى إيه هو أن طالب مدرسة تشلنتهام الثانوية، طويل القامة، عريض المنكبين، ملامحه غزيرة، عيناه واسعتان، ذكى بدرجة ممتاز، لا ينتمى إلى أي تيار متطرف، إسرائيلي متحمس، شخصية غامضة لا تستطيع أن تعرف ما يدور بداخله، ولكنه يعرف ما يدور بداخل الآخرين، نهاز للفرص، قادر على أن يغير المواقف لصالحه، إذا ساءت المسائل ضده، ليست لديه أفكار محددة، إلا فكرة واحدة، وهى أن يكون شيئًا مهمًا في دولته، لايعاني اضطرابات عاطفية، تصنيفه “قائد مدنى لإسرائيل، ” هذه هي التوصية الأخيرة للتقرير، ولقد لاحظ التقرير أن بنيامين أذكى من أقرانه، وأن تفكيره أوسع بكثير منهم، إلا أن الشيء الأساسي هو أنه كان يريد أن يجذب الأنظار نحوه من الجميع سواء كانوا مدرسين أو زملاء، حتى عندما كان يجيب عن أسئلة مدرسيه، كان يعرف من البداية الإجابة الصحيحة، إلا أنه كان لديه إصرار فى بداية كل إجابة أن يطرح سؤالًا في المقابل على مدرسيه، ويجيب هو عن سؤاله، ثم يجيب عن سؤال المدرس، وكانت هذه الطريقة تضايق مدرسيه إلا أنه كان يعتبرها أسلوبًا مختلفًا عن إجابة بقية زملائه، وكان دائمًا ينتقد المناهج الدراسية واصفًا إياها بمناهج أمريكية عقيمة، لأنها لا تولد القدرة على التفكير والإبداع، كان ينفر من زملائه، في الوقت الذى كانوا فيه يتوددون إليه، لأنه كان يعتبر نفسه أكثر فهمًا وإدراكًا للأمور، وكان يرى أن هذه الوسيلة “النفور من الزملاء” وسيلة لجذب اهتمام الجميع نحوه، وأن يتحدثوا عنه دائمًا، ولعل هذه التركيبة النفسية لنتنياهو لم يتخل عنها عندما أصبح رئيسًا للوزراء، فوفق ما أكدته دراسات التحليل النفسي الأمريكية إزاءه، فهو يخالف الآخرين فيما ذهبوا أو قاموا به، حيث من المعروف أنه في فترة الستينيات انتشرت تسريحة وملابس الهيبز، وكان تقريبًا كل تلاميذ وفتيات مدرسة تشلنتهام الثانوية، من ضمن مجموعة الهيبز، إلا أنه ظل محافظًا على تقليديته، وكان يهاجم الجميع بشراسة لأنهم انساقوا وراء مجموعة الهيبز، وعلى الرغم من أنه كان يحب أن ينفر منه زملاؤه وزميلاته إلا أنه كان ذكيًا فى أن يحافظ على شعرة عدم قطع الاتصال بهم.
وعندما أصبح رئيسًا للوزراء قرر أيضًا أن يكون محط أنظار العالم بأسره من خلال السياسات المخالفة التى يهواها وفق تركيبته النفسية، حتى أن واحد ممن يدركون المزاج النفسى لنتنياهو قال لأحد الدبلوماسيين العرب، إذا أردتم أن تحصلوا على الأرض من نتنياهو قولوا له إننا لا نريدها، فهذه هى الحالة الوحيدة التى يمكن أن يقبل بها نتنياهو، عودة بعض الأرض للعرب، وكان هذا الكلام غريبًا على مسمع هذا الدبلوماسى العربى إلا أنه أدرك فيما بعد أن بنيامين يعشق أن يكون مخالفًأ لأى أمر يتفق عليه الآخرون، إلا أنه مع هذه المخالفة يحب أن يحتمى بطرف أو أكثر حتى يمكن أن يبرر مواقفه، وعلى الرغم من أن تخطيطه هو أن تكون الولايات المتحدة هى الحامى الرئيسى لهذه السياسات المخالفة، إلا أنه قرر فى لحظة ما أن يكسب ود مصر وأن يستمر فى سياسة المخالفة مع الدولة العربية، والأمر الآخر الذى أكدته دراسات التحليل الأمريكية أن نتنياهو مع سياساته المخالفة لا يحب أن يقطع شعرة الاتصال بالآخرين وهذا ما يفعله حاليًا مع مصر والدول العربية على وجه العموم كانت التقارير الأمريكية تصفه بأنه مقاتل من نوعية خاصة، يقاتل من أجل فكرة، يقاتل من أجل كلمة، يقاتل من أجل هدف، إلا أنه لا يقاتل من أجل فتيات، أو من أجل صديق، حيث لا صديق لنتنياهو إلا نتنياهو.. هكذا قال التقرير الأمريكى السرى الأول عنه و فى إحدى المرات سأله أحد زملائه ويدعى “ستيرن”: ألم تكن تحب أن تكون أمريكيًا؟ فرد بنيامين: ألم تكن تحب أن تكون إسرائيليًا؟ فرد ستيرن: لا.. فأجاب بنيامين لو كنت أمريكيًا لقتلت نفسى، وإن أسمى شيء أعتز به فى هذه الحياة أننى إسرائيلى، لأنك عندما تكون إسرائيليًا تعرف معنى السمو والرفعة وحق الحياة، أما أنتم معشر الأمريكيين فلا هم يشغلكم سوى الهيبز، أو الجرى مع الفتيات، ولولا أجدادكم لانهارت دولتكم، ولكنى أتوقع أننا وحدنا، ووحدنا فقط سنستطيع إنقاذكم إذا ما انهرتم، فرد ستيرن ضاحكًا: وهل أنتم دولة عظمى حتى تنقذونا! رد بنيامين نحن أكبر دولة عظمى فى التاريخ، وتأكد أننا بعد أن ننتهى من العرب، سيكون أول شيء أن ننتهى منكم أنتم.. فرد ستيرن: ولماذا يا بيبى؟ نحن أصدقاؤكم، ولولا مساعداتنا لما كان لكم وجود أو حياة، فضحك بنيامين قائلًا: بسبب مساعداتكم هذه لابد أن ننتهى منكم لأنكم تذكرونا دائمًا بالضعف والهوان، ويقول ستيرن عنه كما تورد التقارير الأمريكية: أن بيبى شخصية مختلفة عن كل الذين قابلتهم فى حياتى، كان جادًا لأبعد الحدود، كان مدركًا أن كل وقته يجب أن يستغل، كان غموضه يثير الكثير من الاستفهامات، إلا أن هذا الغموض كان يخفى وراءه هدفًا واحدًا، هذا الهدف لا نعرفه عنه، ولكن يعرفه بيبى، وكان مصممًا على أن يحقق هذا الهدف مهما كلفه الأمر، لم يكن بيبى صديقًا لأحد، ولم يكن يحب أحدًا فى حياته سوى والده ووالدته وأخويه، وكان قوى الجسم، إلا أنه كان يستخدم عقله أكثر من قوته الجسمانية فى حسم أى شجار لصالحه، ولذلك كانت الفتيات يرين أنه الفتى المثالى بالنسبة إليهن، لكنه كان دنيئًا، حيث إنه كان الوحيد الذى يسمح لنفسه بأن يستخدم الفتيات لتحقيق مآرب شخصية له، مثل معرفة ما يقوله الآخرون عنه، وبخاصة إذا كان هناك من يكنّ له عداء، أو يشعر نتنياهو بذلك، وكان هناك فرق كبير بينه وبين أخيه يوناثان فهو شخصية اجتماعية، ومرحة، وكنا لا نصدق أحيانًا أن يوناثان أخو بيبى، لاختلاف صفات كل منهما عن الآخر، ويعتقد ستيرن أن بيبى كانت لديه عقدة نفسية ما، وأنه لا يعرف هذه العقدة، أو يعرف أسبابها، إلا أنه من المؤكد أن هذا الشيء النفسى أثر فى بيبى على الرغم من أنه كان يبدو مستقرًا نفسيًا ولا يعانى أى اضطرابات، وتقول التقارير الأمريكية: إن بنيامين فى صغره كان يطبق مبدأ النفعية لأقصى درجة ممكنة، فهو ليس على استعداد لأن يعطى الآخرين أى نصائح إذا رأى أن هذه النصائح يمكن أن تفيدهم، ولكنه كان على استعداد لأن يقول هذه النصائح إذا قدم له الآخرون شيئًا ما مثل هدية أو أموال، حيث إن بنيامين كان يريد الاعتماد على ذاته، وألا يحصل من والده على أموال، إلا بقدر قليل، وكان زملاؤه وزميلاته دائمًا يهرعون إليه ليشرح لهم بعض الأشياء الصعبة فى مجالات الدراسة، ولم يكن سهلًا أن يعطى لهم الإجابات، أو يقوم بالشرح دون الحصول على المقابل، ولقد كان ذكيًا فى إدارة علاقاته الاجتماعية وكان يديرها بدهاء أكبر من سنه، والشيء المؤكد أن بنيامين قرر أن يستفيد من كل شيء فى الولايات المتحدة، لأنه كان قد حزم أمره منذ صغره على أنه سيعود لإسرائيل قائدًا، أو مواطنًا له شأن فيها، وكان يعرف أن الفرصة التى اتيحت له للتعلم فى المدارس الأمريكية يجب أن تستثمر، لأنها لم تتح لأقرانه، فقرر بجانب المقررات الدراسية، أن يتعلم ويقرأ وينقب فى التاريخ اليهودى والديانة اليهودية وقد ساعده فى ذلك والده كثيرًا، ولم يترك بيبى كتابًا أو مخطوطة عن التوراة إلا وقرأها، وكان يحفظ هذه المخطوطات عن التوراة، بل كان يلتقى بالكثير من اليهود ممن هم أكبر منه سنًا حتى ولو كانوا فى سن والده، وكان يدير معهم جلسات واسعة للمناقشة فى التوراة ومبادئها، ومحطة نزولها، وكان يؤمن بأن إسرائيل هى التى ستحمل شعلة التوراة فى العالم، وأن إسرائيل إذا انطفأت، فإن التوراة ستنطفئ شعلتها، وينقل عنه “ستيرن” أنه كان يؤمن إيمانًا عميقًا بأنهم شعب مختار من الله، وكانت لديه رؤية دقيقة لحركة الأديان فى العالم، وكان يرى أن هناك انسجامًا والتقاء بين الديانتين اليهودية والمسيحية فى العديد من النقاط، إلا أنه كان يكره المسلمين لأنهم كانوا يعبرون عن العرب، وكان لا يخفى عداءه للمسلمين عن الجميع، إلا أنه من حسن حظه أنه لم يتصادم فى النقاش مع مسلمين، وكان يرى أن دينهم يجب ألا يتعدى حدود المكان الذى وجدت فيه هذه الدعوة وهو السعودية، ويرى أن هذا الدين كان سببًا فى العديد من المشاكل القائمة بين اليهود والعرب، إلا أن من أهم الأفكار التى عبرت عنها التقارير الأمريكية بالنسبة إلى التلميذ نتنياهو فى المرحلة الثانوية هو أن خطأ الفرد يجب أن تتحمله الجماعة، وخطأ الجماعة لا يجب أن يتحمله الفرد، وهو نوع من الفلسفة الغريبة التى كان يبرر فيها مواقف الصراع العربى- الإسرائيلى، حيث كان يرى من واقع سجلات مناقشاته، وهى الفترة التى كان مرصودًا فيها من الـ سى أى إيه: أنه إذا أخطأ عربى بقتل إسرائيلى أو الاعتداء على إسرائيلى، فإن العرب جميعًا مسئولون عن هذا الخطأ، وإذا أخطأ العرب جميعًا فى حق دولة إسرائيل، فإننا لا يمكن أن نحمل هذا الخطأ لليهودى، الذى يعيش فى الدول العربية، حيث يرى أن هؤلاء لا حول لهم ولا قوة، وأنهم مجبرون على اتخاذ مواقف لا تنسجم مع دولة إسرائيل، هذه التقارير وغيرها التى سمحت السى أى إيه للخارجية الأمريكية بالإطلاع عليها بالتفصيل فور إعلان فوز نتنياهو بالسلطة فى إسرائيل، والتى سربت من الخارجية الأمريكية للعديد من مراكز البحوث الأمريكية التابعة فى أنشطتها للجهات الرسمية والتى تعرف عليها بعض الدبلوماسيين العرب، هذه التقارير أكدت أيضًا من واقع كل هذه المعلومات أنه تقرر تجنيد بنيامين نتنياهو فى 5 من مايو1967.. وقبل شهر واحد من حرب 1967، لقد وصلت رسالة عاجلة تطلب بنيامين للتجنيد فى الجيش الإسرائيلى الذى كان قد سبقه للتجنيد فيه أخوه “يوناثان”، إلا أن والده كان يرغب فى أن يشارك الابن فى حفل الخريجين من هذه المدرسة، وأن يحضر بنفسه تسلم شهادته، إلا أن قيادة الأركان الإسرائيلية، رفضت ذلك وأصرت على أن يعود إلى إسرائيل، وعندما عاد فى مايو1967 كان جيش الاحتلال الإسرائيلى فى حالة التأهب القصوى، وكان الجو مشحونًا للغاية ضد مصر وسوريا تحديدًا، وعندما دخل غرفة القيادة العسكرية المؤهلة لتجنيده قال له القائد العسكرى الإسرائيلى: أتريد أن تحارب؟ فرد نعم.. فقال له: وهل تدربت مع الجيش فى إسرائيل قبل ذلك؟! فرد بنيامين لا، فقرر القائد تأجيل عملية تجنيده، أو الدفع به فى حرب يونيو1967، والتى كان مخططًا لها منذ أن كان بنيامين خلال هذه الفترة يتردد على أصدقائه فى إسرائيل، وكان يريد أن يفعل شيئًا وبخاصة بعدما لاحظ أن تهديدات الرئيس جمال عبد الناصر لإسرائيل زادت على الحد المألوف، إلا أنه كانت لديه ثقة بأن الجيش الإسرائيلى سيحقق انتصارًا كبيرًا، ولكن الذى لم يكن يعرفه نتنياهو فى خلال هذه الفترة أنه كان مرصودًا من الموساد الإسرائيلى الذى كان قد أوصى بناء على تقرير السى اى إيه بإلحاقه بوحدة “ساميرت متثال” وهى وحدة عمليات عسكرية خاصة، وهى من الوحدات التى لم يكن الالتحاق بها ميسورًا، وكان يتم اختيار أفرادها بعناية فائقة، وبعد تدقيق واستقصاء وبحث متكرر عن أى شخصية تلتحق بها، وبمجرد أن يلتحق الشخص يمكن أن يلتحق أخوه، وكانت هذه الوحدة معروفًا عنها أنها تؤدى أقسى المهام القتالية شراسة، وقرر الموساد أن يخضع نتنياهو لاختبار المراقبة لمدة ثلاثة أشهر مايو ويونيو ويوليو، واندلعت حرب 1967، وحققت إسرائيل نكسة بمصر وسوريا واحتلت الجولان وسيناء والضفة وغزة وفرضت سيطرتها على غزة، وباختصار فإن هذا النجاح من وجهة نظر بنيامين لم يكن كافيًا، لقد قال بنيامين فى أوراقه الخاصة: “إن الخطأ الأكبر فى 1967، هو أن إسرائيل تراجعت عن مواصلة إنتصاراتها، بسبب تخوف القادة الإسرائيليين من ردود الفعل الدولية وقال لو كنت وقتها مسئولًا لأمرت الجيش الإسرائيلى بالتحرك إلى القاهرة واحتلالها، والتحرك إلى دمشق واحتلالها، لأن العالم كان قد بدأ بالفعل فى إدانتنا ولم تكن أى إدانة جديدة ذات أثر، وكان وقتها يجب أن يدور التفاوض حول إمكانية أن تنسحب الجيوش الإسرائيلية من القاهرة ودمشق، ويعترف نتنياهو بأنه فى صغره رسم خطة كاملة لاحتلال القاهرة، وأنه استفاد ففى وضع هذه الخطة من القراءات المتعددة له عن حرب 1956وأثرها على مصر، وكان يرى أن الأمر المؤكد- كما يقول- هو أنه إذا أتيحت له الفرصة لدخول مصر فى ذلك الوقت لكان أول شيء يفعله قتل الرئيس جمال عبد الناصر، وقتل كل القيادات العسكرية المصرية المتشددة مع إسرائيل، لأن قتل جمال عبد الناصر كان سيريح إسرائيل كثيرًا، ويرى أن الخطوط التى وصل إليها الجيش الإسرائيلى فى حرب 1967هى خطوط ليست آمنة، والدليل على ذلك أن العرب لم يهابوا هذه الخطوط وهاجموا إسرائيل فى1973، وكان طبيعيًا- كما يقول نتنياهو- أن إسرائيل تسيطر سيطرة كاملة على قناة السويس، وأن يتواجد الجنود الإسرائيليون فى الضفة الغربية من القناة، وأن تضمن وجودًا آمنًا لهم فى هذه الضفة، حتى يتعذر على المصريين مهاجمة إسرائيل إلا بعد اجتياز حاجزين هما قناة السويس وخط بارليف، ويقول: كان من الممكن أن تنشئ إسرائيل فى منطقة قناة السويس أكبر أسطول بحرى لها، وأن يكون هذا الأسطول إحدى نقاط الأمن الحصينة لإسرائيل، لقد كان نتنياهو سعيدًا مثل بقية الشباب الإسرائيلى فى ذلك الوقت بهذا الانتصار الذى حققه الجيش الإسرائيلى على الدول العربية، وطلب مقابلة موشى ديان، وجولد مائير لينقل التهنئة الشخصية إليهما، إلا أنه كان حزينًا لعدم مشاركته فى هذه الحرب، بيد أن المسائل لم تدم كثيرًا، حيث تم إلتحاقه فى أغسطس1967 بوحدة العمليات العسكرية “ساميرت متثال” التى كان يترأسها “دانى ياتوم” الذى أصبح فيما بعد رئيسًا للموساد الإسرائيلى و”عوزى يائيرى”، وأبلغ بنيامين بأنه سيلتقى السيد عوزى يائيرى ليقرر انضمامه إلى وحدة العمليات الإسرائيلية الخاصة، وهنا يقول بنيامين فى أوراقه الخاصة: لقد كنت قلقًا جدًا بشأن هذه المقابلة وبخاصة أننى كنت قد سمعت كثيرًا عن يائيرى وحزمه، وهو من أكفأ القادة العسكريين فى إسرائيل، ويضيف: كنت أعرف أنه ذكى، وقررت ألا أتسلح بسلاح الوطنية فقط، وإنما أتسلح بسلاح الشجاعة وحبى للقتال، وتدريبى على السلاح، وكان من عادة يائيرى ألا يجرى هو بنفسه المقابلات الشخصية مع المقرر انضمامهم إلى وحدة “ساميرت متثال”، إلا أنه بعدما أطلع على التقارير الأمريكية بالإضافة إلى تقارير الموساد فى ثلاثة أشهر قرر أن يستقبل بنفسه بنيامين نتنياهو، الذى سأله فى البداية عن اسمه ومؤهلاته، وعمل والده.. ثم بادره بالسؤال: هل تحب أن تشارك مع الجنود فى القتال؟ فرد بنيامين: لا أحب أن أقوم بعمليات إسرائيلية كبيرة، وعلى الرغم من أننى أجيد القتال بالبندقية، إلا أننى أريد أن أحقق أهدافنا بسرعة ومن خلال قتل أكبر عدد ممكن من العرب..
قال يائيرى: إن هذه العمليات الخاصة تكلفنا كثيرًا، كما أن أخطاء الأفراد فيها أيضًا كثيرة، فهل أنت على استعداد لأن تتحمل التكلفة إذا فشلت أى مهمة خاصة؟، قال بنيامين: الذين يخطئون فى العمليات الخاصة ضد العرب هم بالتأكيد أغبياء لأن العرب أغبى من أن يكتشفوا تخطيطًا إسرائيليًا لأية عملي، قال يائيرى: أنت واثق بقدراتك؟ قال بنيامين: أنا واثق بأن حبى لدولة إسرائيل سيجعلنى أفعل مالا أقوى على تخيله الآن.. وبناء على هذه الإجابات التى استخدم فيها بنيامين ذكاءه، قرر يائيرى انضمام بنيامين إلى وحدة ساميرت، وتلقى بنيامين تدريبات قاسية ومكثفة فى بقية فترة عام 1967، ولم يُصرح له فى 1967بأن يشارك فى العمليات الخاصة بوحدة “ساميرت متثال” وهذه المسألة ضايقت بنيامين كثيرًا، حيث كان يرى أنه أحق من غيره فى المشاركة فى هذه العمليات وخاصة أنه يتميز بعقله المخطط لمثل هذه العمليات الخاصة، وفى أحد أيام يناير1968، استُدعى بنيامين لمقابلة القائد “رفائيل إيتان” الذى أصبح فيما بعد وزيرًا للزراعة والبيئة، وأثنى “إيتان” على “بنيامين”، وعلى كفاءته فى التدريبات التى أثبتها خلال الشهور الماضية، ووعده بأن أول عملية خاصة سوف يشارك فيها، وبذلك رفع كثيرًا من معنوياته، وبعدها بأيام قليلة لم تتجاوز- الأسبوع- وفق ما يقوله نتنياهو فى أوراقه الخاصة، تقرر أن أسافر مع مجموعة من الزملاء إلى بيروت، وكنت أدرك أن المسألة خاصة جدًا، إلا أنه فجأة تقرر أننا سنصل إلى سوريا، وفى إحدى النقاط الأمنية بين الجولان ”الإسرائيلية”، والأراضى السورية هبطت الطائرة الإسرائيلية، وتوجهنا معًا إلى إحدى النقاط السورية الحصينة، وطلب منا استخدام الأسلحة الخفيفة فى التعامل مع طاقم حراستها، وقال إنه تمكن من قتل جنديين سوريين، وفى لحظات تم الهجوم على الموقع السورى وإبادته كاملًا.
كانت هذه أولى المهمات الخاصة التى شارك فيها بنيامين، إلا أن العمليات الكبرى التى يؤكد نتنياهو أنها علمته كثيرًا كانت خاصة بالهجوم على مطار بيروت بعد اختطاف طائرة الخطوط الجوية الإسرائيلية العال، حيث إن هذه العملية كانت مسئولية المخابرات العسكرية وقد تقرر اختيار أكفأ العناصر للاشتراك فيها، فقرر روافائيل إيتان اختيار “بنيامين” ضمن المجموعة المشاركة، حيث يقول: إنه تلقى العديد من التدريبات على هذه العملية دون أن يشعر بهم أحد، كما تم رسم خريطة كروكية للموقع وسلمت لكل فرد لكى يقوم بدراستها، ويقول: كان القادة يدلون كل يوم بتعليماتهم لتنفيذ العملية، واستمرت هذه التدريبات قرابة ثلاثة أسابيع متواصلة، وعلى الرغم من الجهد والأعباء الواضحين على كل أفراد المجموعة لتنفيذ هذه المهمة، إلا أن الجميع كانت لديه روح معنوية مرتفعة، ويرى أن الفضل فى ذلك يرجع إلى قادته الذين صوروا عمليه اختطاف الطائرة الإسرائيلية على أنها ضربة لكرامة وأمن إسرائيل، وأن إسرائيل إذا لم ترد على هذه العملية فإن العرب سيتجرأون ويهجمون على طائرات إسرائيلية أخرى، ويقتلون مواطنين إسرائيليين، وكان واضحًا أن هناك شعورًا واحدًا بين الجميع هو الانتقام لإسرائيل، وبعد التدريبات تم نقل الوحدة المكلفة بتنفيذ العملية إلى مقر رئاسة الأركان، حيث يقول بنيامين: لقد قابلنا قادة إسرائيليين وتمنوا لنا التوفيق، وأضاف: إن هذا اللقاء كان له أثره الكبير فى رفع المعنويات أيضًا، حيث نجحت العملية، وتم تدمير13طائرة عربية فى مطار بيروت وأنه كان سعيدًا جدًا بنجاح هذه العملية، وبعدها توالت العمليات الخاصة التى شارك فيها بنيامين، حيث شارك مع مجموعات أخرى فى اغتيال شخصيات عربية بالدول الأوروبية، ثم ذهب مرتين لتنفيذ عمليات خاصة فى سوريا بعد ذلك، ومرات أخرى إلى لبنان، وبلجيكا و سويسرا، ورابعة فى فرنسا، وأن كل زياراته إلى البلدان الأوروبية كانت بهدف اغتيال شخصيات عربية، إلا أن أخطر المرات عندما تقرر أن يقوم بعملية خاصة فى قناة السويس، حيث إن المصريين فاجأوه وكاد يُقتل فى هذه العملية.
اقرأ أيضاًمصطفى بكري يوجه الشكر لوزير الصحة ومعهد ناصر على جودة الخدمة الطبية
مصطفى بكري يكشف المستور حول شائعات تهجير الفلسطينيين «فيديو»
مصطفى بكري يكشف أهداف العملية العسكرية الإسرائيلية الجديدة «فيديو»