جورج إبراهيم عبد الله، أحد أبرز السجناء السياسيين في العالم العربي، وأقدم سجين لبناني في السجون الغربية. استمر احتجازه في فرنسا لأكثر من 40 عامًا بسبب اتهامات مرتبطة بأحداث دموية خلال الثمانينيات، قبل أن يتم الإفراج عنه أخيرًا في نوفمبر 2024. يمثل عبد الله شخصية مثيرة للجدل، رمزًا للمقاومة عند البعض، وإرهابيًا في نظر آخرين.

مناضل أم متهم بالإرهاب؟

ولد جورج إبراهيم عبد الله في لبنان عام 1951، ونشأ في ظل الحروب الأهلية اللبنانية والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة. انضم إلى الحركة الوطنية اللبنانية والفصائل المسلحة الثورية، التي عُرفت بمواقفها المناهضة لإسرائيل والإمبريالية الغربية.

في عام 1984، اعتُقل عبد الله في مدينة ليون الفرنسية. ورغم أنه دخل مركز الشرطة طالبًا الحماية مما اعتقد أنهم عملاء الموساد، إلا أن السلطات الفرنسية اتهمته بالتورط في اغتيال الدبلوماسي الأمريكي تشارلز راي والإسرائيلي ياكوف بارسيمانتوف، ومحاولة اغتيال القنصل الأمريكي في فرنسا.

محاكمته والحكم عليه

في عام 1987، صدر حكم بالسجن مدى الحياة ضد عبد الله، مما أثار موجة من الجدل. على الرغم من ضعف الأدلة المباشرة التي تثبت تورطه في الجرائم، إلا أن محاكمته جرت في أجواء سياسية مشحونة بسبب الضغوط الأمريكية والإسرائيلية، حيث وُصف بأنه أحد أبرز العناصر الثورية المرتبطة بالصراع في الشرق الأوسط.

معركة الإفراج المشروط

قدّم عبد الله ومحاموه 11 طلبًا للإفراج المشروط منذ عام 1999، وهو حق قانوني وفق القوانين الفرنسية. ورغم مرور أكثر من ثلاثة عقود على سجنه، كانت الطلبات تُرفض دائمًا، بسبب الضغوط السياسية، خاصة من الجانب الأمريكي. يُنظر إلى قضية عبد الله كملف حساس يشمل أبعادًا سياسية وأمنية دولية، جعلته رهينة خلافات بين القوى العالمية.

العودة إلى الحرية

في نوفمبر 2024، وبعد مسيرة طويلة من المفاوضات والضغوط الحقوقية، أُعلن عن الإفراج عن جورج إبراهيم عبد الله. تم استقباله بحفاوة في لبنان، حيث عُدّ بطلًا قوميًّا ورمزًا للصمود أمام الظلم السياسي.

ما بين الدعم والانتقاد

يرى أنصاره أن عبد الله كان ضحية لمؤامرة سياسية، ودفع ثمن مواقفه الرافضة للهيمنة الغربية ودعمه للقضية الفلسطينية. بينما يعتبره خصومه متورطًا في أعمال عنف أضرت بالأمن الدولي.

جورج إبراهيم عبد الله: رمز جدلي

تظل قصة جورج إبراهيم عبد الله مرآة للصراع الأيديولوجي والسياسي بين الشرق والغرب، حيث تجسّد حياته نضالًا طويلًا بين الحرية والقمع السياسي. الإفراج عنه يختتم فصلًا من فصول هذا الصراع، لكنه يترك أثرًا عميقًا في الذاكرة السياسية.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الاعتداءات الاسرائيلية أقدم سجين السلطات الفرنسية السجن مدى الحياة الحروب الأهلية مدينة ليون الفرنسية مدينة ليون سجن مدى الحياة السجناء السياسيين جورج ابراهيم عبدالله

إقرأ أيضاً:

السفير الأمريكي يزف بشرى سارة لليمنيين بعد خطوة سياسية يمنية فريدة من نوعها

السفير الأمريكي يزف بشرى سارة لليمنيين بعد خطوة سياسية يمنية فريدة من نوعها

مقالات مشابهة

  • مسجون منذ عقود.. فرنسا تفرج عن اللبناني جورج إبراهيم عبد الله
  • الحرية بعد عقود: القضاء الفرنسي يفرج عن السجين اللبناني الأشهر في العالم
  • السفير الأمريكي يزف بشرى سارة لليمنيين بعد خطوة سياسية يمنية فريدة من نوعها
  • عائلة جورج عبد الله تخشى تدخلات سياسية تنسف قرار الإفراج عنه
  • محكمة فرنسية تأمر بإطلاق سراح اللبناني جورج عبد الله.. محبوس منذ 40 عاما
  • توم مارتن: الإفراج المشروط عن جورج عبد الله خطوة أولى نحو الحرية
  • القضاء الفرنسي يفرج عن جورج عبدالله أقدم سجين عربي في العالم
  • بعد 40 عاماً.. محكمة فرنسية تأمر بالإفراج عن اللبناني جورج عبد الله
  • عاجل. المحكمة فرنسية تأمر بالإفراج عن الناشط اللبناني جورج عبدالله في 6 كانون الأول المقبل