قراءة في الجذور الفكرية للحركة الإسلامية السودانية والحصاد المر
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
الحلقة الاولي :- شهادات الإسلاميين علي عهدهم
عبدالعزيز حسن علي
I. المدخل للدراسة
II. شهادات الإسلاميين علي عهدهم
III. ملاحظات علي شهادات الإسلاميين
I. المدخل للدراسة
جرائم الحركة الإسلامية السودانية بدأت في عقل عرابها ومنظرها الأوحد الدكتور حسن الترابي بفكرة شديدة التبسيط لدرجة السذاجة، مفادها إرجاع الزمن وإنسان القرن العشرين الي الماضي، إلى عهد الصحابة الراشدين، من خلال دولة إسلامية متخيَّلة بدأت في الديمقراطية الثانية بالتأمر والتحريض علي طرد نواب الحزب الشيوعي المنتخبين بواسطة الشعب السوداني ، محاولة تكفير واغتيال الأستاذ محمود محمد طه ، ثم لاحقاً في الفترة النميرية مبايعة عسكري مخبول أماماً لدولة للمسلمين.
نشأت الحركة الإسلامية السودانية على المخلفات الفكرية لحسن البنا، وأبو الاعلي المودودي، وسيد قطب وآخرين ولم تجتهد مطلقاً في تقديم نظرية للحكم تحترم علوية الانسان ، وتعلي من قيم التسامح. بل، استسهلت الركون للشعارات الفضفاضة التي لا يمكن محاكمتها بالأدوات الموضوعية؛ شعارات خاوية هدفها، كما قيل، ربط الأرض بقيم السماء. فانتهت إلى تشويه قيم السماء والأرض معاً. من خلال هذه الدراسة التي تأتي مجزأة في عدة مقالات سنغوص معاً في الجذور الفكرية للحركة الإسلامية وتبيان خطلها كمشروع ظلامي مغيِّب للعقل، وعدو للإنسانية وقيمها.
في هذا المقال نورد بعض شهادات أصحاب المشروع الإسلامي (أصحاب الجلد والراس)، بعد تنفيذ المشروع ممثلاً في دولة الإنقاذ التي استمرت في الحكم والاحاطة بالحديد والنار لمدة تزيد علي الثلاثين عاماً. على أن نحاول في المقالات القادمة أن نحاور الأساس الفكري للحركة الإسلامية النظري "المشروع الحضاري" والعملي "دولة الإنقاذ"، ثم نختم الي كشف الحصاد المر ونتائجه.
II. شهادات الإسلاميين علي عهدهم
الرئيس المخلوع عمر البشير بعد الانقلاب على النظام الديمقراطي، وفي أول تصريح صحفي له لصحيفة (القوات المسلحة) بتاريخ ٢ يوليو ١٩٨٩، قال: "أهدافنا محاسبة المفسدين، ومواجهة السوق الأسود والتهريب، لا نتخذ واجهة سياسية ضيقة، والذين يروجون لذلك يحاولون شق الصف وجرنا إلى صراعات".
دكتور تجاني عبدالقادر في مقاله في مقاله (الرأسماليون الإسلاميون)، يكتب: "تحول التنظيم إلى ما يشبه حصان طروادة، يشير مظهره الخارجي إلى صرامة المجاهدين وتقشف الدعاة، أما من الداخل فقد تحول إلى سوق كبير تبرم فيه الصفقات، وتقسم فيه الغنائم، دون ذكر لتجديد الفكر الإسلامي أو لنموذج التنمية الإسلامية الموعودة. وبهذه الطريقة صار أفراد هذه الشريحة أغنياء، بينما ترك التنظيم ليزداد فقراً وتمزقاً. بل، إن عامة العضوية ظلوا فقراء مثل عامة الشعب برغم الشركات الكثيرة التي تم توزيعها بين المؤتمرين الوطني والشعبي؛ الشركات التي أسست باسم الإسلام ومن أجل نصرة الفقراء والمستضعفين “.
الشيخ ياسين عمر الإمام، في لقاء مطول لصحيفة (ألوان)، بتاريخ ١٢ أغسطس ٢٠٠٧، حول تقييم التجربة الإسلامية في السودان قال: "زارني بعض الإخوان بالمنزل، وكان من ضمنهم حسن الترابي، قلت لهم إنني أخجل أن أحدث الناس عن الإسلام في المسجد الذي يجاورني بسبب الظلم والفساد الذي أراه، وقلت لهم إنني لا أستطيع أن أقول لأحفادي انضموا للإخوان المسلمين لأنهم يرون الظلم الواقع على أهلهم، فلذلك الواحد بيخجل يدعو زول للإسلام في السودان، أنا غايتوا بخجل".
انتقدت القيادية الإسلامية البارزة والنائبة البرلمانية السابقة عن المؤتمر الوطني، دكتورة عائشة الغبشاوي، الوضع الاقتصادي الذي وصلت إليه البلاد، مطالبة الحكومة بإعلاء الشورى، والحرية، والمساواة، ورفع راية العدل، ورفع الظلم عن الناس، وصرحت لصحيفة (الصيحة) بتاريخ ٢٠ سبتمبر ٢٠١٦ بالقول: "خلال 27 عاماً لم ننتهج نهج النبوة ولم نخرج البلد من الفقر، بعض قادة المؤتمر الوطني لا يعترفون بالأخطاء، ويعتبرون كشفها إحباطاً للهمم".
دكتور محمد محي الدين الجميعابي، صرح في لقاء تلفزيوني، بقناة أم درمان مع الأستاذ بكري المدني: "البشير أخبرني أنه يريد قتل الترابي، وأنا قلت للترابي: أنت أكبر مُربٍّ للأفاعي وهم سوف يؤذونك ويؤذون الشعب السوداني " .
الدكتور حسن مكي، في مساهمته في ندوة مركز دراسات العالم الإسلامي ١٤ أكتوبر ٢٠١٥، قال: "على الحركة الإسلامية أن تراجع أولوياتها وخطابها السياسي، وأنهم لم يتمكنوا من ضبط تكامل شخصياتهم مع الضوابط الشرعية، واعتقدوا أن الشريعة هي الحدود، وأهملوا القضايا الأساسية مثل التعليم والصحة والاقتصاد ومعاش الناس، فأصبح 90% منهم يعاني من الفقر والفقر المدقع، فأصبح الشعب يتسول داخل البلاد وخارجها، مفضلين الموت غرقاً من البقاء في ذل الإنقاذ " .
دكتور عبد الوهاب الأفندي، في لقاء مع صحيفة (الجريدة) بتاريخ ٢٨ يوليو ٢٠١٥، وفي إجابته عن سؤال المحرر كيف ترى النظام السياسي السوداني؟ أجاب: " لا يوجد في السودان نظام سياسي، لان من يتولون الامر فيه لا يريدون نظاماً ولا مؤسسات. هنالك تفريغ للمؤسسات من محتوها ، الحكومة تكتل انتهازيين ، والصحافة محاصرة من داخلها وخارجها ، هنالك نظام الانظام ، وهي وصفة جيدة للتدمير الذاتي " .
الشيخ صادق عبد الله عبد الماجد، المراقب العام الأسبق للإخوان المسلمين بالسودان، صرح في لقاء تلفزيوني بالقول: "عايشت كل الحكومات منذ ١٩٥٥، وأشهد أن نظام الإنقاذ أفسد نظام في تاريخ السودان الحديث" .
دكتور الطيب زين العابدين في مقاله بتاريخ ١٣ مارس ٢٠١١ كتب شهادة مهمة عن تجربة الإنقاذ، نقتطع منها أجزاء قال فيها: "لم يخطر ببالنا -طرفة عين- أننا عندما نحكم قبضتنا على مقاليد الدولة والمجتمع، سنضرب أسوأ مثل لحكم ديمقراطي أو عسكري شهده السودان علمانياً كان أم إسلامياً. فقد حدث في عهد الإنقاذ ما لم يحدث في غيرها من الكبائر: حارب أبناء الشمال لأول مرة مع حركة تمرد جنوبية يسارية كراهية في حكم الإنقاذ، وانقلبت الحرب ضد التمرد من حرب وطنية تحفظ وحدة السودان إلى حرب دينية جهادية ضد الكفار في الجنوب أدت إلى مقتل أكثر من عشرين ألفاً من شباب الإسلاميين". وكتب عن التمكين وفساد الدولة: "سعت الحكومة الإسلامية إلى تسيس الخدمة المدنية والقوات النظامية والقضاء والمؤسسات الأكاديمية تحت شعار التمكين، بصورة لم يسبق لها مثيل في تاريخ السودان الحديث، وبلغ الفساد المالي والأخلاقي مداه في ظل حكومة الإنقاذ بممارسات لم نسمع بها من قبل في العهود العسكرية السابقة" .
والي “حاكم” ولاية القضارف الأسبق، كرم الله عباس، جاهر بالقول بعد تقديم استقالته: "الإنقاذ فاسدة، وإذا كنا في السابق نقول إن المعارضة يجب أن تغتسل سبع مرات، فإن الإنقاذ يجب أن تغتسل ثلاثين مرة من الفساد" .
المهندس داؤود يحيى بولاد، الرئيس الأسبق لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم ،أجاب عندما سأله الشهيد دكتور جون قرنق: لماذا تركت الحركة الإسلامية؟! قال بولاد بأسًى: "لأنني اكتشفت أن رابطة الدم أثقل عند الإسلاميين من رابطة الدين " .
الرئيس المخلوع عمر البشير يعترف في مأدبة إفطار رمضاني عام ٢٠١٣ بمنزل التجاني السيسي الرئيس السابق للسلطة الانتقالية بدارفور: "لقد سفكنا دماء أهل دارفور لأتفه الأسباب، كيف قتلنا المسلمين ونحن عارفين أن هدم الكعبة أهون على الله من قتل امرئ مسلم، وبعد دا عاوزين الله يغفر لينا!! غايتوا أنا قدر ما فتشت ما وجدت أي كفارة للموضوع دا" .
الشيخ أحمد عبد الرحمن ، احد القادة التاريخيين للحركة الإسلامية السودانية ، في اعترافاته الجريئة مع الصحفي مزمل عبد الغفار نشر بصحيفة الانتباهة “البشير كان مظلة للفساد، لا أتأسف على زوال الإنقاذ، النظام بنفسه قضى على نفسه بسياساته الخرقاء. وسُبة بالنسبة للإسلاميين أنهم تابعوا رجلاً واحداً. البداية تكمن في النقد الموضوعي لتجربة الحركة الإسلامية في الحكم" .
الرئيس المخلوع عمر البشير، في اجتماع مجلس شورى الحركة الإسلامية، بالعيلفون بتاريخ ١٣ مايو ٢٠١٢، قال: "الحكم والسياسة أفسدا كثيراً من عضوية الحركة الإسلامية في السودان، على الرغم من أن مجيئهم كان لأجل القيم وتطبيق الشريعة الإسلامية" .
دكتور مبارك علي طه الكوده معتمد الخرطوم الأسبق يعترف: "في مسيرتي الطويلة وأنا في حركة الإخوان المسلمين أعترف باني أخطأت في مفاهيم كثيرة منها مفهوم الجماعة في الإسلام، ومفهوم الإمارة، والطاعة لأولي الامر، وأخطأت كذلك في مفهوم الاعتراف بالآخر وإنسانيته وحقوقه، وهذه الأخطاء المفاهيمية شكلت تكويني العقلي مما جعلني أخطئ التقدير فيما هو ظني الدلالة فأخطأت التقدير عندما كنت مسئولاً في الدولة في الصرف علي المؤتمر الوطني من مال المواطن بحجة المصلحة العامة. وأخطأت التقدير بالصمت علي تمكين أهل الولاء في مفاصل الدولة علي الكفاءات من أبناء الشعب السوداني بحجة أن خير من استأجرت القوي الأمين وبحجة أن تأمين دولة الإسلام يقتضي ذلك. وأخطأت التقدير في الطاعة المطلقة لأولي الأمر لأنني تعلمت منهم: (على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب أو كره ما لم يؤمر بمعصية) مما جعلهم يزيدون طغيانا على طغيانهم ويستخفون بعقولنا وذواتنا ولا يزالون. وأخطأت حتى في فهمي لآيات الله لأَنَّنِي كنت أسوقها سوقاً لما أعتقد" .
بالرغم من كثرة انتقادات بعض الإسلاميين لنظامهم الذي أتوا به على ظهر الدبابات والخديعة، إلا أن هدف هذا المقال ليس حصرها، لذلك نختم بشهادتين لمفكر الحركة الإسلامية الأوحد، وعرَّاب انقلاب الإنقاذ، الدكتور حسن الترابي:
الشهادة الأولى عند مخاطبته بتاريخ ٢٦ مارس ٢٠١٢ احتفال إقامة المؤتمر الشعبي، والتي صوب فيها الترابي انتقادات حادة للحكومة ودمغها بالإساءة البالغة لصورة الإسلام. وأبدى ندماً على إتيانه بالحاكمين. قائلاً: "السلطة أصابتهم بالفتنة"، منتقداً ما يجري في السودان تحت واجهة الدين والإسلام: "نكاد نشفق على سمعة السودان الذي أصبح من أبشع الصور في العالم، نعيش في حدود دنيا للعدالة، خربوا علينا سمعة الإسلام. ظنناهم دعاة ذات يوم، لكنهم أصبحوا أكثر من ينفر عن الإسلام. أقاموا فينا أفسد الدول وأكثرها سفكاً للدماء، وأكثرها تقطيعاً للأرض التي مكنهم الله فيها".
الشهادة الثانية لبرنامج (شاهد على العصر) على قناة (الجزيرة)، قال الترابي: "الفساد انتشر في مفاصل الدولة تحت سمعي وبصري وعجزي"، مؤكداً أن السلطة "فتنت أعضاء جماعته، وانساقوا خلفها لأنهم منذ البداية كانوا يجهلون أن السلطة يمكن أن تفتن من تربى وتزكى في حركة دينية عشرات السنين" .
III. ملاحظات علي شهادات الإسلاميين
أن هذه الشهادات الموثقة لم تصدر من خصوم سياسيين للحركة الإسلامية ولم تقف وراءها دول الاستكبار والكنيسة العالمية أو الشيوعية الدولية. ولم تصدر كذلك من (طرف ثالث). بل، صدرت من قادة في الصف الأول والثاني للحركة الإسلامية، من إسلاميين تربوا في حضن الحركة الإسلامية منذ نعومة أظافرهم وحتى بلوغهم سن الشيوخ، لذلك يصعب دحضها، ورغم ذلك سيحاول البعض الانكار، لأن الكذب في سبيل التنظيم عندهم فريضة، والغاية تبرر الوسيلة، وصدق من قال إن السياسة بدون ضوابط أخلاقية وقانونية إجرام منظم.
أن القاسم الأكبر بين هذه الشهادات هو الحديث عن الفساد والاعتراف به والعجز عن مقاومته، وهو أمر مثير للتفكير لجماعة تدَّعي الطهر والعفاف وتشدد على أن دستورها القرآن، وقدوتها محمد صلوات الله وسلامه عليه .
أن الفساد ليس فساد أفراد فقط، بل فساد المؤسسات، الذي طال حتى المؤسسات المسؤولة عن "صياغة الفرد والجماعة وفق أسس الشريعة الإسلامية" – حسب زعمهم - . فوفقًا لتقارير المراجع العام لجمهورية السودان، فإنَّ المؤسسات ذات الطابع الديني كانت الأكثر فساداً، مثل: ديوان الزكاة، وهيئة الحج والعمرة. فيما أن هناك مؤسسات أخرى شبيهة لا تتم مراجعة حساباتها، مثل هيئة علماء السودان، وهيئة الذكر والذاكرين.
نواصل في الحلقات القادمة مناقشة المرتكزات الفكرية لمشروع الحركة الإسلامية مثل: الوطن ، الشعب والأمة، الشوري والديمقراطية، ودولة الشريعة، مقابل دولة المواطنة ، الآخر في فكر وممارسة الإسلاميين .
نشر في موقع مجلة افق جديد
https://nehorizon-s.net
abdelazizali@outlook.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الإسلامیة السودانیة للحرکة الإسلامیة الحرکة الإسلامیة الشعب السودانی الدکتور حسن فی السودان فی لقاء
إقرأ أيضاً:
ماذا وراء تصريحات مبعوث ترامب للشرق الأوسط التي قال فيها إن مصر مفلسة والنظام مهدد بالسقوط؟
سرايا - يبدو أن اللعب بات على المكشوف بين مصر والولايات المتحدة، فها هو مبعوث ترامب لشئون الشرق الأوسط ستيف ويتكوف يحذر من سقوط نظام الرئيس السيسي، مؤكدا أن مصر مفلسة.
وحذر في مقابلة إعلامية أخيرة من ردود الأفعال الشعبية على ما يحدث في غزة.
ويتكوف ذكر أرقاما عن تدهور الوضع الاقتصادي منها انتشار البطالة بين من هم أقل من 25 عاما إلى نسبة تصل الى 45%.
وقال صراحة: “البلد لا يمكنه الاستمرار بهذا الشكل”.
وقال إنه إذا وقع حدث سيئ في مصر سيعيدنا إلى الخلف.
فكيف كانت الردود على مبعوث ترامب؟ وكيف استقبلها الشارع المصري والاعلامي سواء بسواء؟
الغالبية العظمى ذهبت إلى أن تصريحات مبعوث ترامب للشرق الأوسط تأتي في إطار ضغط على مصر للقبول بمخطط التهجير.
أول ردود الأفعال إعلاميا جاء من الإعلامي نشأت الديهي الذي قال إن المطور العقاري ويتكوف لم يقرأ التاريخ ولم يعرف خطوط الجغرافيا ولا يفهم طبيعة وتعقيدات المنطقة ولم يعرف الدور المصري في الإقليم.
وخاطب الديهي ويتكوف قائلا: “مصر ليست دولة مفلسة ولتذهب معونتكم إلى الجحيم. مصر لا تعاني من نسبة بطالة 45٪ كما قلت كذبا او جهلا وعليك بالاتصال بصندوق النقد والبنك الدوليين في واشنطن لتعرف ان نسبة البطالة في مصر لا تزيد عن 6٪ نظام الحكم في مصر مستقر وراسخ وقوي اكثر مما تتخيل رغم كل الصراعات المحيطة به فنحن لسنا دولة قص ولصق او جمهورية من جمهوريات الموز في حدائقكم الخلفية .
مصر قد لا تملك المال الذي تحتاجونه في بلدكم وتبتزون العالم لأجله لكنها تملك الأفكار والتأثير والقرار في منطقة شديدة التعقيد واذكرك بأنكم دخلتموها اكثر من مرة وخرجتم منها مهزومين في العراق والصومال وافغانستان فقط لأنكم لم تستمعوا لصوت مصر الحكيم “.
وتابع الديهي قائلا: “إذا كنت خائفا على اوروبا من موجات الهجرة فأنت محق تماما واضيف لك عليك ان تتوقع موجات من الإرهاب ايضاً وهذا ما تحذركم منه مصر مرارا وتكرارا والى ان تستمتعوا إلى صوت العقل والمنطق .
إذا اردتم النجاح في مسعاكم فعليكم بالتوقف الفوري عن دعم الارهابي نتنياهو والشروع في مفاوضات إقامة دولة فلسطينية فورا.
واختتم مؤكدا أن الاتفاقيات الإبراهيمية والتطبيع المنشود أمر لن ينجح ولن تقبله الشعوب حتى لو قبلته الحكومات دون إقامة دولة فلسطينية، داعيا ويتكوف عليك لالتزام الأدب والاحترام عندما تتحدث عن دولة بحجم مصر صاحبة الحضارة والتاريخ .
في ذات السياق قال الإعلامي أحمد موسى إن ما ذكره ويتكوف غير حقيقى والرقم الصحيح طبقا لبيانات المسح التتبعى لسوق العمل فى مصر سواء تقرير منتدى البحوث الاقتصادية والجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، معدلات البطالة 6.3٪ ، وبالنسبة للشباب من 15 حتى 24 عاما بلغت البطالة 14.7٪ فى عام 2023.
وأضاف موسى أنه برغم ظروفنا الاقتصادية الصعبة فقد ساعدنا الأشقاء فى غزة من قوت المصريين وأموالهم وعرقهم بمساعدات تمثل تمثل 75٪ من حجم كل مساعدات العالم، مشيرا إلى أن شعب مصر يتحمل الظروف وكل الضغوط مهما كانت ولن يسمح بتمرير مخطط التهجير للحفاظ على أمننا القومى .
وأكد موسى أن الكلام عن إفلاس مصر مجرد أمنيات من البعض ، لافتا إلى أن وضعنا ورغم التحديات أفضل مما كنا عليه قبل 10 سنوات وبلدنا مستقرة ونظام الحكم فيها يحظى بدعم هائل من الشعب الذى يلتف حول قيادته بكل قوته.
واختتم قائلا: “مصر لا تبيع ثوابتها وقيمها مقابل كنوز الدنيا.. لا تهجير.. لا للابتزاز والتهديدات.. لا لتصفية القضية الفلسطينية.. سنتحمل كل الضغوطات والتحديات، والأمن والاستقرار لن تنعم به إسرائيل طالما تستمر فى احتلال الأراضى الفلسطينية وارتكاب جرائم الإبادة يوميا .. من يريد الخير للعالم والمنطقة يضع السلام أمام عينيه.. مصر دولة صامدة واستقرارها هو استقرار لكل العالم العربى والمنطقة بدون استثناء”.
من جهته يرى الباحث السياسي د. خليل العناني أن كلام ويتكوف ليس به أي نوع من التهديد للنظام سواء من قريب او بعيد وذلك كما يحاول أنصار السيسي الترويج له لحاجة في أنفسهم، إنما يعكس خوفا حقيقيا، وربما رعبا، داخل الدوائر السياسية والاستخباراتية الأميركية من سيناريو سقوط النظام نتيجة لتداعيات ما يجري في القطاع عليه باعتباره أهم حليف لاميركا في المنطقة.
ويضيف أن كلام ويتكوف ليس بجديد، والجميع يعرفه، الفرق فقط انه جاء من أعلى مسؤول أميركي له علاقة بالمنطقة حاليا.
السؤال الذي فرض نفسه: هل فعلا كان ويتكوف مخلصا في تحذيره أم أن حديثه انطوى على تهديد مبطن لنظام السيسي؟
وهل تكتفي القاهرة بالردود الإعلامية أم تبادر إلى خطوات من شأنها ايلام أمريكا وكيانها منها التقارب مع إيران وتركيا؟
رأي اليوم
إقرأ أيضاً : ترامب: "لا أحد في العالم سيوقف بوتين إلا أنا"إقرأ أيضاً : قناة عبرية تكشف عن خلافات أمريكية (إسرائيلية) إثر انهيار مفاوضات غزةإقرأ أيضاً : بالفيديو .. تعرف على تكلفة فاتورة كهرباء المسجد الحرام شهرياتابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #العالم#جرائم#اوروبا#مصر#ترامب#إيران#المنطقة#الوضع#أمريكا#العراق#القاهرة#البطالة#العمل#غزة#أحمد#السيسي#الشعب#بوتين#الرئيس#القطاع#صوت
طباعة المشاهدات: 1685
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 23-03-2025 01:07 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...