الرئاسة تنتظر تسوية وقف النار.. فهل تنتخب شخصية من رحمها؟
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
بين رئيس تسوية ورئيس توافق في لبنان قد لا يكون الفارق كبيرا ، وليس مؤكدا أن الشخصية التي ستدخل القصر الجمهوري تحمل إحدى هاتين الصفتين، ولو أن التسوية المتصلة بوقف إطلاق النار قد تتسم بالشمولية في السياسة لاسيما إذا كانت الولايات المتحدة الأميركية الساعية إليها بضوء اخضر عربي ودولي .
لن يقبل الأفرقاء المحليون بأية تسوية في الملف الرئاسي بعيدة عما هو مرسوم في توجهاتهم إلا إذا أظهرت الوقائع تطورات ما تضع الجميع أمام خيار محتم، انما حتى الآن لا صوت يعلو فوق صوت وقف إطلاق النار، والتأخير في إتمام الانتخابات الرئاسية مرده إلى أسباب ومعوقات داخلية وعدم السير بأية مبادرة من رحم الدستور أو غبر ذلك
ما قبل الحرب بختلف عما حصل اليوم بالنسبة إلى التطور الرئاسي، فالرئاسة في غيبوبة لو أن بعض القوى يحبذ بت الملف سريعا .
المعلومات هنا ضئيلة ، لأن الملف سحب من التداول وفق مصادر سياسية مطلعة ل "لبنان ٢٤ " اوضحت ان الملف يتحول إلى جزء من التفاوض في المرحلة المقبلة ، لأن هذه المرحلة ترسم معالم الرئاسة والشخصية التي تنتخب، اما القول بأن الرئيس يفاوض على عملية وقف إطلاق النار فليس محسوما ،وتوضح أن الملف ليس على الأجندة العاجلة في الوقت الراهن ، لكن مما لاشك فيه أن تحريكه دونه عقبات تتصل أولا وأخيرا بقرارات الكتل النيابية وتأمين النصاب الدستوري ، وما من قرار بشأن الدعوة إلى جلسة انتخاب، حتى أن رئيس مجلس النواب نبيه بري لم يعد الشارة الخضراء بعد .
هل هناك ترقب لمسار جديد في هذا الملف؟ تجيب المصادر نفسها قائلة إن الاستفسار في الأصل حول الملف خجول والمعنيين به أوقفوا مسار الاتصالات حوله ، إلى أن يتم استئنافها عند نضوج الظرف المتصل بإجراء الأنتخابات ومعرفة ما إذا كان هناك من مرشحين جددا يناسبون مقتضيات المرحلة ،لأن الزمن ولى بالنسبة إلى إمكانية انتخاب أسماء محددة ، مع العلم أن السلة الكاملة في حال تمت، تشمل الرئيس والحكومة وشكلها، وإي تسوية تفرض معها واقعا رئاسيا جديدا، فتكون الشخصية المنتخبة وفق ما يتم الاتفاق حوله عند قيامها.
وفي هذا السياق، لا ترى المصادر نفسها أن هناك ملامح شبه نهائية لحل في هذا الملف الذي قد يستغرق وقتا في حال تمت عرقلة مساعي العمل على تعليق الأعمال العسكرية، ومن هنا ليست هناك صورة واضحة بشأن أي تقدم ممكن في الملف. وتكرر المصادر القول ان هناك من وضع نوعا من الفيتو المسبق على الصفة التوافقية لرئيس الجمهورية، وحتى أن رئيس التسوية قد تكون للبعض ملاحظات بشأنه وهناك ممن يريد معرفة برنامجه وجدول أعماله والضمانات التي يقدمها ، مذكرة بأن مجلس النواب هو من ينتخب الرئيس العتيد والكلمة للنواب .
لن تنقشع الرؤية الرئاسية قريبا وإي امل بأنتخاب رئيس جديد للبلاد لا يزال بعيدا على ما يبدو، وإي حراك جديد بالتالي لن بنجح ، كل ذلك إلى حين أن تتظهر نتائج المفاوضات الجديدة لوقف إطلاق النار ، إلا إذا حصلت " اعجوبة" رئاسية..
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: وقف إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
أفراح في غزة| مصر تنجح في ملف المفاوضات.. وخبير: الدولة الوحيدة التي حافظت على القضية
في ظل تواصل المفاوضات بشأن هدنة في قطاع غزة، أعلنت حركة حماس قبولها مسودة اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح عشرات المحتجزين، مما يمثل خطوة هامة نحو إنهاء النزاع الذي دام 15 شهرا.
وتشير التطورات الأخيرة إلى أن كلا من إسرائيل والحركة الفلسطينية قد اقتربا أكثر من أي وقت مضى من التوصل إلى صفقة قد تنهي فترة طويلة من الحرب والدمار في المنطقة.
وفي هذا الصدد، يقول عبدالله نعمة المحلل السياسي اللبناني، إن الأمر بدأ بعد توصية الرئيس دونالد ترامب بضرورة وقف إطلاق النار وصفقة التبادل بين الفلسطينيين وإسرائيل وتحديدا حين قال أنه يجب أن تتبلور هذه الصفقة ويقف إطلاق النار قبل 20 يناير وهو موعد تسلمه سدة الرئاسة في البيت الأبيض أو سيكون هناك جحيم على غزة والفلسطينيين.
وأضاف نعمة- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب اتصل بالرئيس عبدالفتاح السيسي وطلب منه أن تقوم مصر بجهود كبيرة لإتمام الصفقة وتقارب وجهات النظر بين الطرفين ضمن مفاهيم عريضة اتفقوا عليها وتحركت مصر وقطر وبذلا جهودا جبارة للوصول لوقف إطلاق النار واتمام صفقة التبادل.
وأشار نعمة، إلى أنه كان هناك عراقيل كبيرة من كلا الطرفين وخصوصا أنه منذ حوالي ثلاثة أسابيع قيل أنهم وصلوا لصيغة الاتفاق وهناك بعض العراقيل تقوم مصر وقطر على إزالتها كالاتفاق على الأسماء التي ستتولى الحكم وكيفية الحكم في غزة وموضوع فتح معبر غزة مع مصر والاتفاق على أسماء المعتقلين الذين ستخرجهم إسرائيل من السجون لإتمام صفقة التبادل مع الأسرى الإسرائيليين الموجودين لدى حماس وكيفية وآلية التنفيذ ومراحلها والتوقيت والوقت لتنفيذ هذا الاتفاق لضمان نجاحه لأنها الفرصة الأخيرة لكلا الطرفين وتجنيب غزة والفلسطينيين مزيدا من الدماء والدمار .
وأكد نعمة، أن حرص مصر والقيادات السياسية على إتمام الأمور بشكل تدريجي ومدة زمنية معينة تريح الأطراف المتنازعة وبلورة الأمور بالشكل والمضمون الصحيح، يثبت أن مصر بقيادتها الحكيمة هي "رمانة الميزان" في الشرق الأوسط، فهي مصر التي تحافظ على الأمن القومي العربي والتي يسجل لها التاريخ أنها الوحيدة التي حافظت على القضية الفلسطينية بموقفها المشرف عندما منعت الفلسطينيين بالنزول إلى سيناء وعدم ابعادهم عن أرضهم رغم أن مصر خسرت الكثير جراء هذه الحرب نتيجة ما قام به الحوثيون وخسائرها في قناة السويس.
واختتم: "اتفاق غزة يشمل وقفا لاطلاق النار مدته 6 أسابيع تشهد انسحابا تدريجيا للقوات الإسرائيلية من وسط غزة وعودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال القطاع والسماح بدخول 600 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية 50 منها تحمل الوقود إلى غزة كل يوم من أيام وقف إطلاق النار مع تخصيص 300 شاحنة إلى شمال القطاع وسيتم الإفراج ما يقارب 1700 معتقل فلسطيني بينهم رجال ونساء وأطفال".
وعمت الزغاريد والأفراح وصيحة "الله أكبر" قطاع غزة بعد التوصل إلى اتفاقية وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن فى قطاع غزة برعاية مصرية قطرية.
وذلك بعد 15 شهرا كاملة من العدوان، والذى أسفر عن سقوط عشرات الألاف الشهداء والمصابين، معظمهم من النساء والأطفال، ناهيك عن حالة الدمار الكبير التي يشهدها القطاع إثر الهجمات المتواترة، والتي وضعت سكانه في مأزق إنساني حرج، خلال الأشهر الماضية، وهو ما يمثل ثمرة مهمة لجهود كبيرة بذلتها القوى الإقليمية، وعلى رأسها الدولة المصرية، والتي نجحت في إدارة العملية التفاوضية، خلال العديد من المراحل، ناهيك عن كونها استطاعت أن تكبل بنيامين نتنياهو وحكومته بالكثير من الضغوط، في إطار العديد من المسارات المتزامنة، والتي دارت بين الدبلوماسية تارة، القضاء الدولي تارة أخرى، والبعد الإنساني تارة ثالثة، في ظل تقاعس الدولة العبرية عن تمرير المساعدات لسكان القطاع، لتكشف الغطاء أمام تعنت اليمين المتطرف في إسرائيل، الذي فشل في تبرير انتهاكاته في العديد من المواقف.