في مواجهة ردي علي مقال علي عسكوري الذي يهاجم فيه القوي المدنية تحت عنوان ( انكسار (تقدم) الذي نشر في موقع الاحداث الخبري السوداني المملوك للاستاذ عادل الباز،كان من الضروري التركيز على الطرح الموضوعي المدعوم بالمواقف الواضحة للقوى المدنية، وتجنب الوقوع في الانفعال أو الرد الشخصي. الرد يجب أن يعكس التزام القوى المدنية بمبادئها الأساسية في وقف الحرب وحماية المدنيين، مع دحض الاتهامات بطرح يستند إلى الحقائق
إلى السيد علي عسكوري
إن المقال الذي كتبته مليء بالاتهامات العامة والمبالغات التي تفتقر إلى الدقة والموضوعية، كما يعكس محاولة لتشويه جهود القوى المدنية التي تعمل بإصرار على تحقيق السلام ووقف النزيف الوطني الذي يهدد بتمزيق السودان.

وهنا نقاط توضيحية:
التزام القوى المدنية بحماية المدنيين
القوى المدنية، وعلى رأسها (تقدم) وقوى الحرية والتغيير، أعلنت بشكل صريح أنها ماضية في نهجها لوقف الحرب وحماية المدنيين. هذا الموقف لا ينبع من أي "إملاء خارجي" كما تزعم، بل من واقع مسؤوليتها التاريخية تجاه الشعب السوداني الذي يعاني من ويلات الصراع.
الرفض لأي تدخل عسكري أجنبي في السيادة الوطنية
عكس ما تدعيه، فإن القوى المدنية لم تدعُ في أي وقت إلى عودة الاستعمار أو قهر الجيش الوطني. بل على العكس، نادت بضرورة احترام السيادة الوطنية ومعالجة القضايا السودانية بطرق سلمية وديمقراطية بعيداً عن عسكرة الدولة.
الاتهامات بالعمالة والتبعية
الإصرار على وصف القوى المدنية بالعمالة وخيانة الوطن هو محاولة يائسة لتشويه صورتها أمام الشعب السوداني، وهو خطاب لا يخدم سوى تأجيج الصراعات وزيادة الاستقطاب. المواقف الحقيقية للقوى المدنية تظهر حرصها على تجنيب البلاد الدمار ومواصلة نضالها من أجل سودان ديمقراطي ومزدهر.
رفض الحرب كوسيلة لحل النزاعات
شعار "لا للحرب" ليس تعبيرًا عن حياد أو خنوع، بل هو موقف مبدئي ينبع من الإيمان بأن الحل العسكري لن يؤدي إلا إلى مزيد من الموت والدمار. إن استخدام السلاح لحسم الخلافات السياسية هو ما دفع السودان إلى شفا الانهيار.
من هم العملاء الحقيقيون؟
العملاء هم من يسعون إلى تقسيم البلاد وتشتيت وحدة الشعب السوداني بإشعال نار الحروب الأهلية، وليس من ينادي بالسلام والتعايش السلمي. القوى المدنية تطرح مشروعًا سياسيًا شاملاً يعالج جذور الصراع، وهو ما يقلق أولئك الذين لا يعيشون إلا في أجواء الحرب.
مستقبل السودان يتطلب الشراكة الوطنية
دعوات الإقصاء والتخوين التي وردت في المقال لا تبني وطناً. السودان لا يمكن أن ينهض إلا بتضافر جهود جميع أبنائه، بما في ذلك الجيش، القوى المدنية، والشباب الذين يدفعون ثمن الحرب من دمائهم وأرواحهم.
الاستقواء بالشعب وليس الخارج
الشعب السوداني، الذي خرج في ثورة ديسمبر العظيمة، أثبت أنه لن يقبل العودة إلى الماضي أو السماح بتسلط القوى العسكرية. القوى المدنية تستمد شرعيتها من هذا الشعب، وليس من "مجتمع دولي" أو أجندة خارجية كما تلمح.
وما طرحته هو محاولة لتقسيم السودانيين إلى "معسكرين"، وكأن السودان بحاجة إلى مزيد من الفرقة. أما القوى المدنية فهي مستمرة في الدفاع عن حقوق السودانيين بالوسائل السلمية، وستبقى متمسكة بالحلول السياسية التي تحقق السلام والاستقرار بعيداً عن خطابات الكراهية والتخوين التي لا تجلب سوى الخراب.

هذا الوطن يسع الجميع، والسلام هو السبيل الوحيد لبناء مستقبل مشترك.

zuhair.osman@aol.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الشعب السودانی القوى المدنیة

إقرأ أيضاً:

جبريل: هذا الجهد السوداني ملك لكل السودانيين

اجتماعات القوى السياسية والمجتمعية ببورتسودان وضعت أساساً صلباً للحوار السوداني السوداني ورسمت خارطة طريق واضحة للحل الوطني تقوم على مبادئ صون وحدة وسيادة البلاد ودعم القوات المسلحة، وعلى استقلالية القرار الوطني وتحريره من الارتهان للخارج.ان المشاركة في ايجاد الحلول وتشكيل ملامح المستقبل حق مكفول للجميع الا من خانوا الوطن، لنؤسس لحوار معافى بارادة سودانية حرة وبمعزل عن المساومات التي ترهن مصير البلاد لمصالح الخارج، وصولاً لتوافق وطني تتكامل فيه جهود الامة السودانية في تعزيز السلام والتحول الديمقراطي.القوى السياسية والمجتمعية التي شاركت في إعداد خارطة الطريق تضم عدد من التحالفات السياسية والفئوية والمجتمعية من ضمنها الكتلة الديمقراطية وقوى الحراك الوطني وتحالف تسع وحزب البعث السوداني والمؤتمر الشعبي والحزب الوطني الاتحادي وتنسيقية القوى الوطنية والحزب الاتحادي الديمقراطي، بالاضافة الى رموز المجتمع المدني والادارة الاهلية والطرق الصوفية والكنائس وقطاعات الشباب والشابات والمرأة.هذا الجهد السوداني ملك لكل السودانيين ومفتوح للقوى السياسية والمدنية الوطنية للمساهمة في المشروع، فهي مبادرة سودانية نؤكد من خلالها للعالم ان السودانيين قادرين علي ابتدار الحلول وإدارة شؤون بلادهم دون وصايا.د. جبريل ابراهيم محمد إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • ما وراء انقسامات التنظيمات التي تحالفت مع الدعم السريع؟
  • السيرك السياسي السوداني في نيروبي: آل دقلو والفلنقايات الجدد
  • الجيش السوداني يرد على خطوة تشكيل حكومة موازية لقوات الدعم السريع في كينيا.. أسود بأنياب ومخالب
  • حكومة السوداني تحت تهديد الحراك السياسي السري.. ماذا وراء الكواليس؟
  • حكومة السوداني تحت تهديد الحراك السياسي السري.. ماذا وراء الكواليس؟ - عاجل
  • الأمين السياسي لحزب المؤتمر السوداني: البرهان تواصل مع تحالف “صمود” ومع رئيس حزبنا عمر الدقير
  • قائد جيش السودان يعلن: الشعب السوداني يرفض أي حلول خارجية ومن أراد أن يحكم السودان فليأت وليقاتل مع السودانيين
  • البرهان: لن تُفرض أي حكومة على الشعب السوداني
  • جبريل: هذا الجهد السوداني ملك لكل السودانيين
  • خريطة الطريق التي لا تقود إلا إلى داخل المتاهة