صدى وقاحة نظام كييف مع إسرائيل سيرتد عليه
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
تحت العنوان أعلاه، كتب غيفورغ ميرزايان، في "فزغلياد"، حول توازن موقف إسرائيل الهش من الأحداث في أوكرانيا، وثمن عنجهية القيادة الأوكرانية.
وجاء في المقال: أوكرانيا ستفرض عقوبات على إسرائيل. على الأقل، بدأت هذه المعلومات تتسرب إلى وسائل الإعلام الأوكرانية.
يتحدد موقف تل أبيب في الأزمة الأوكرانية بمعادلة معقدة مع عدد من المتغيرات، بين مناصرة لأوكرانيا ومناصرة لروسيا.
وهي كالتالي: إسرائيل تدين روسيا رسميًا، وتمنح الإذن لتزويد كييف بأسلحة غربية بمكونات إسرائيلية، وتزود كييف بهدوء ببعض الأسلحة الصغيرة، فضلاً عن الأنظمة غير العسكرية؛ ومع ذلك، ترفض إمدادها بتقنيات عالية مثل القبة الحديدية والصواريخ الحديثة والدبابات.
في هذه الحالة، لم يبق أمام نظام كييف خيار سوى مهاجمة إسرائيل بشكل مباشر وتعريضها لانتقادات التحالف الغربي بالكامل. أي استخدام الأساليب التي سبق أن استخدمها زيلينسكي ضد ألمانيا، حين تلكأت في تقديم دبابات ليوبارد، أملا بنتيجة مشابهة.
ولكن المفارقة هنا، هي أن هذا الابتزاز لم يكن ضروريًا على الإطلاق. فلرؤية تغيير في موقف إسرائيل، لم تكن كييف بحاجة إلا إلى القليل من الصبر. الحقيقة هي أن كفة كييف في الميزان الإسرائيلي، بين "مع" و"ضد" مساعدة أوكرانيا، بدأت ترجح. وأهمية المتغير الأمريكي آخذة في الازدياد.
احتمال رد روسيا على مساعدة إسرائيل كييف بالسلاح بتشكيل تحالف مع إيران لا تأخذه القيادة الإسرائيلية في الحسبان بشكل كبير، لأن هذا التحالف قائم عمليا بمعزل عن هذه المساعدة.
لحسن الحظ، لم يصبر النظام الأوكراني. فقد سمحت كييف لنفسها بمهاجمة إسرائيل. لا شك في أن القيادة الإسرائيلية لن تنسى أو تغفر لأوكرانيا ذلك. هذا يعني أنهم سيجدون أسبابًا وأعذارًا جديدة لعدم تزويد أوكرانيا بمنظومات أسلحة خطيرة، أو على الأقل تأخير عمليات التسليم بشكل جدي.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا تل أبيب كييف
إقرأ أيضاً:
باحث: موسكو تتريث بشأن الهدنة وسط مخاوف من إعادة تموضع كييف
أكد الدكتور رامي القليوبي، الباحث في الشأن الروسي والأكاديمي بكلية الاقتصاد في معهد الاستشراق بموسكو، أن الموقف الروسي من مقترح الهدنة لا يزال غامضًا، في ظل حسابات استراتيجية معقدة تشمل المصالح الروسية والموقف الأمريكي المتغير.
أوضح القليوبي خلال مداخلة مع الإعلامية منى عوكل، على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن موسكو قد تنظر إلى الهدنة كفرصة لمنح دونالد ترامب إنجازًا دبلوماسيًا في حال فوزه بالرئاسة الأمريكية، إلا أن هناك مخاوف روسية من استغلال أوكرانيا لهذه الهدنة لإعادة التموضع، وتلقي المزيد من الأسلحة والمعلومات الاستخباراتية.
وأشار إلى أن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمقاطعة كورسك مرتديًا الزي العسكري تحمل إشارة واضحة على عزم موسكو مواصلة القتال، رغم وجود محللين سياسيين مقربين من الكرملين يرجحون قبول روسيا بالهدنة بشروط صارمة.
بحسب القليوبي، قد تتضمن الشروط الروسية لقبول الهدنة ما يلي: استبعاد الأراضي التي تعتبرها روسيا "روسية"، مثل مقاطعة كورسك، من وقف إطلاق النار، السماح للقوات الروسية بمواصلة تقدمها حتى حدودها المعترف بها دوليًا، بدء المفاوضات الفعلية على أرض الواقع، وليس فقط عبر وسطاء دوليين، وقف إمداد أوكرانيا بالأسلحة والبيانات الاستخباراتية خلال الهدنة.
وأشار القليوبي إلى أن التفاهم بين روسيا والإدارة الأمريكية المستقبلية قد يكون ممكنًا، لكنه يعتمد على الشروط التي ستُطرح، مشيرًا إلى أن مخرجات اجتماع جدة لم تكن مقنعة لموسكو، التي ترى أن توقيت الهدنة قد لا يكون مناسبًا حاليًا، خاصة مع تحقيقها تقدمًا على الأرض.