الدعم السريع جيش وطني لا جنيدي ولا عطوي
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
انتشرت في الآونة الأخيرة "بروباقندا" للفلول والمرتزقة "المشتركة"، تعمل على وصم جيش التحرير الوطني – قوات الدعم السريع، بأنها مشروع لكيان اجتماعي يسمى العطاوة والجنيديين، جاءت هذه الدعاية المغرضة بعد أن تكبد الفلول ومرتزقتهم الهزائم في جميع المحاور، وقصد من هذه الاشاعة تحجيمها وحصرها في الإطار الإثني والقبلي الضيق، ليسهل بعد ذلك عزلها من المجتمع، متناسين الموقف المشهود لقائدها حينما ألقى القبض على ابن عمه الشيخ موسى هلال بمستريحة، وعندما حاول مقدم البرنامج التلفزيوني آنذاك جرّه لفخ القبيلة، وأراد مخاطبته كرزيقي (جنيدي – عطوي)، رفض ذلك التعريف، وهدد بالانسحاب من الحوار، لو أن مقدم البرنامج أصرّ على استنطاقه من المنطلق القبلي، فنزع السماعة والمايك، ومن جميل صفات القائد بحسب شهادة المقربين منه، أنه مطلقاً لا يحتفي بمن يتقرّب إليه من باب القبيلة أو الجهة أو العرق، لهذا السبب التف حوله الشرق والشمال والوسط والجنوب قبل الغرب، ومعلوم أن الانسان السوداني البسيط قد تأثر كثيراً وما يزال، بخبث طرائق الآلة الإعلامية لفلول النظام البائد، والتي نجحت إلى حد ما في تفكيك المجتمع، لملل ونحل وعشائر وقبائل لكي تسهل قيادته، إنّ قوات الدعم السريع نشأت بقانون، أجازه نفس البرلمان الذي بارك شراكة الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني، في حكم السودان بعد اتفاقية السلام الشامل، والتي جاءت برائد ثورة التحرير الوطني الدكتور جون قرنق نائباً للرئيس، ورئيساً لحكومة جنوب السودان، فالتطور الطبيعي لأي جيش وطني أن يقف مع ثورة الشعب عندما يصل الجميع لمفترق الطرق، وهو ذات الخيار الذي اختاره القائد بعد اندلاع ثورة ديسمبر، فكان القشة القاصمة لظهر بعير النظام السالف، فجاء انتقام فلول المنظومة الاخوانية المندحرة، ممثلاً في الصاق فرية العشائرية على هذه القوات الوطنية الصرفة.
عندما كان البشير رأساً للنظام سمعنا بعض من أبناء قبيلته يقولون أن مقاليد الحكم بيدهم، وهذه الظاهرة من الظواهر الاجتماعية السودانية المشهورة، كذلك فعل بعض ممن ينتمون قبلياً للقائد بحسب بساطتهم وفخرهم المستحق، بابنهم الذي قاد ثورة التحرير الوطني، لكن هذا لا يعني أن المؤسسة تؤيد ذلك، أو تحذوا حذو الانحياز القبلي، على الرغم من أن جيش الفلول قد ارتكب الفظائع عبر طيرانه المأجور، بحق المجتمعات المحسوبة على القائد، لخلق بذرة فتنة جهوية تجعل خيار تفتيت وحدة السودان ممكناً، باستفزاز الكيانات الاجتماعية ودفعها لاختيار الانفصال رغبة ورهبة، لكن فات على الفلول أن القبائل المستهدفة بالقصف الجوي تمثل مع أخواتها الأخريات من جهات السودان الأربع، عصب الدولة المؤسسة قبل أكثر من مائة سنة، الدولة الوطنية الأولى التي قادها الإمام محمد أحمد المهدي وخليفتاه عبد الله ودقنه، ففلول الإخوان – فرع السودان، لا علاقة تجمعهم بالمنهاج الإسلامي، والدليل على ما نقول هو عملهم ضد الموروث المهدوي الذي رسم لنا حدود هذه الدولة العظيمة أرض (المليون) ميل مربع، والتي خانتها الحركة (الإسلامية) – المؤتمر الوطني – الاخوان المسلمون، بلعب الدور نفسه الذي جعل انفصال جنوب السودان عن شماله ممكناً، ولأن الجماعة الاخوانية لا يهمها الوطن في شيء انتقلت لبورتسودان، بعد أن دحرتها قوات الدعم السريع في الخرطوم، لكي تقيم لها وطناً بديلاً، فهي لا تؤمن بقيمة الأوطان طالما أن هنالك إمكانية لممارستها للسلطة ولو من جزيرة توتي، فهي تحتضن قوم جبلوا على حب الكرسي بصرف النظر حيوات أو موات الناس، لذلك نشاهد قائد جيشهم يتغول على سيادة الوطن ويحاول سارقاً أن يمثل الدولة في المحافل الدولية.
من نعم الله على شعب السودان أن سخّر له هذه القوة العسكرية الوطنية لأن تقول لا للدكتاتورية، وأن تضع حداً فاصلاً بين الدولة القديمة والمستقبل الجديد للسودان الجديد، الذي حلم به الدكتور جون قرنق ولم يستطع تحقيقه، نسبة لصلف وجبروت وسطوة الاخوان المسلمين في السودان في تلك الحقبة، والذين لم يتبقى لهم سوى مخلفات نوايا خبيثة لتفكيك ما تبقى من لحمة اجتماعية، ظهرت ملامحها في شرق السودان أيضاً، باستخدام ذراع الفلول – "المرتزقة" في جر أهل الشرق للاقتتال البيني، وما طفح في الاعلام من خلافات بين زعامات الشرق ما هو إلّا سيناريو آخر مثيل لسيناريو حرب دارفور العرقية، التي أشعلتها مليشيات "المرتزقة" الذين يتواجدون اليوم بميناء السودان، فهم الذين يسوقون لبروباقاندا عطوية وجنيدية قوات الدعم السريع، التي احتوت نسيج السودان الاجتماعي الكبير، ومثلت طيف واسع من الداعمين السياسيين والناشطين الذين يحبون السودان، ويعلمون تمام العلم أنه لا توجد قوة عسكرية وطنية وحدوية، ظلت تقدم الغالي والنفيس في سبيل رفعة راية الوطن وجعلها عالية خفاقة، غير قوات الدعم السريع، فقوميتها ووطنيتها لا يجب أن يجادل فيها مرتزق أو فلول منتفع، فلو كانت لحقبة "الإنقاذ" حسنة واحدة تحمد لها، فهي تكوين هذه القوة العسكرية التي تمثل الدرع والحصن الحصين للدفاع عن الوطن، وسوف تنقشع سحب النفاق والتدليس قريباً، وسيكتشف السودانيون أنها السد المنيع الذي قاوم تسونامي تمزيق الوطن الجريح.
إسماعيل عبد الله
ismeel1@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
قوات الدعم السريع تحاصر رفاعة ووفيات غامضة بالمدينة
قوات الدعم السريع اختطفت خمسة من مواطني مدينة رفاعة من بينهم استاذ معاشي وطالبت بدفع فدىًّ مالية- بحسب ما أكده ناشطون.
رفاعة: التغيير
اتهم ناشطون قوات الدعم السريع بفرض حصار على مدينة رفاعة بولاية الجزيرة- وسط السودان، في وقت تفشت فيه حالات وفيات بصورة يومية منذ قرابة الشهر لأسباب غامضة.
ومنذ العشرين من أكتوبر الماضي تمارس قوات الدعم السريع انتهاكات كبيرة في مناطق شرق الجزيرة، إذ شنت عشرات الهجمات الشرسة على قرى وبلدات المنطقة في عملية وصفت بالانتقامية لانسلاخ القائد أبو عاقلة كيكل المنتمي للمنطقة، وإعلانه الانضمام للجيش السوداني.
وقالت منصة “مؤتمر الجزيرة” في بيان، السبت، إن “مليشيا الدعم السريع” قامت يوم الجمعة باختطاف خمسة من مواطني مدينة رفاعة، من بينهم أستاذ معاشي، وطالبت بدفع فديات مالية تصل لخمسة ملايين جنيه سوداني للفرد الواحد نظير إطلاق سراحه.
وأضافت: “في الأثناء تفرض المليشيا حصاراً محكما على المدينة في ظل انعدام كامل للخدمات الضرورية”.
ونقلت منصة مؤتمر الجزيرة عن شهود عيان قولهم إن هناك وفيات وسط المواطنين لأسباب غامضة تتراوح بين 7- 10 أشخاص يومياً وذلك منذ ثلاثة أسابيع، مع تواصل لعمليات الخطف، والسلب والنهب.
وكانت المنصة اتهمت قوات الدعم السريع بإغراق قرية “السريحة” في ريفي محلية الكاملين بالمياه، بعد أن قتلت 181 من مواطنيها وهجرت كل سكانها، وذلك بعد أن قامت بالفعل ذاته في منطقة جنوب الجزيرة.
وأكد مؤتمر الجزيرة في وقت سابق، أن عناصر من الدعم السريع فتحت بوابات الكنارات والترع على منازل المواطنين بقرى جنوب الجزيرة مثل “الزناندة جبارة، والزناندة فضل السيد” بغرض إغراقها.
وبحسب شهود العيان فإن المياه تدفقت بغزارة على المنازل الفارغة من السكان، مما يهددها بالانهيار التام.
وقال مواطنون إن القوات بعد أن هجّرت سكان تلك القرى بدأت ما أسموه بـ”حرب المياه”، موثقين ذلك عبر فيديوهات نشر مؤتمر الجزيرة بعضها.
وتزامنت الانتهاكات مع دعوات متزايدة على مواقع التواصل الاجتماعي، تطالب المجتمع الدولي بالتدخل لوقف هذه الجرائم، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات المتكررة التي تطال المدنيين وتستبيح الأحياء السكنية.
الوسومأبو عاقلة كيكل الزناندة جبارة السريحة السودان الكاملين المجتمع الدولي رفاعة ولاية الجزيرة