لماذا يستمر انقطاع الكهرباء في إيران رغم احتياطي الغاز الهائل؟
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
الاقتصاد نيوز - متابعة
يوجد في إيران ثاني أكبر احتياطي من الغاز الطبيعي في العالم، إلا أن ذلك ما يزال غير كافٍ لتزويد البلاد بالكهرباء خلال الشتاء المقبل، حيث تتعرض لانقطاعات الكهرباء على نطاق واسع، بما يشمل الانقطاعات المجدولة في أنحاء طهران والمدن الكبرى الأخرى خلال الأيام الماضية، فيما تقيد العقوبات الأميركية الاستثمار.
يعد ذلك أحدث مثال على الأزمات الاقتصادية التي تواجهها إيران في إطار سعيها للموازنة بين احتياجات الطاقة المحلية وتمويل الصراع مع إسرائيل، بينما أثرت العقوبات بشكل بالغ على قطاع الطاقة الإيراني، ما أدى إلى عدم تطوير حقول الغاز الكبيرة، وتهالك خطوط نقل الكهرباء، وتضرر الصناعات من انقطاعات الكهرباء.
يعد الغاز الطبيعي مصدراً أساسياً لوقود محطات الكهرباء ومنشآت الصناعات الثقيلة والكيماويات في إيران، التي يوجد بها أكبر احتياطيات الوقود في العالم بعد روسيا، وتوفره للمنازل في بلد يبلغ عدد سكانه 90 مليون شخص، حيث بلغ استهلاك الغاز والكهرباء مستويات قياسية متتالية خلال العقد الماضي، ما أدى إلى ارتفاع إنتاج الغاز بنسبة 58% خلال العقد المنتهي في 2022، بحسب إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
يتضح أحد الأمثلة على الأزمات التي تواجه القطاع في عدم تمكن إيران من بناء محطات ضغط الغاز، والتي من دونها ستنخفض مستويات الإنتاج في الحقول، مثل حقل بارس الجنوبي، بدرجة كبيرة. وتشير وسائل الإعلام الحكومية في إيران إلى أن حقل بارس الجنوبي العملاق يحتاج وحده إلى 20 محطة ضغط، يتطلب إنشاؤها استثمارات تبلغ 20 مليار دولار، بينما لا تملك الدولة التقنية ولا الخبرة لتصنيعها، ولا يمكنها استيراد المكونات اللازمة بسبب العقوبات.
في غضون ذلك، حث الرئيس مسعود بيزشكيان مسؤوليه على بذل كل جهودهم لدعم تطوير الطاقة النظيفة، بهدف تجنب انقطاعات الكهرباء في المدى الطويل.
ترقب لسياسة ترمب تجاه طهرانستصب إعادة انتخاب دونالد ترمب تركيزاً أكبر على قطاع الوقود الأحفوري في إيران، وكذلك احتمال عودة ترمب إلى ممارسة ما يطلق عليها “استراتيجية الضغوط القصوى” على إيران عبر تضييق الخناق على قطاع الطاقة في البلاد، ما قد يفاقم الأزمات التي تواجهها الدولة عبر مواصلة إبعاد الاستثمار الأجنبي عنها وخفض إيراداتها النفطية.
يُتوقع أن تتبع إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب نهجاً أكثر صرامة في تطبيق العقوبات النفطية على إيران، مما قد يخفض صادرات الجمهورية الإسلامية من الخام.
عاد إنتاج إيران من النفط إلى الارتفاع وقارب الطاقة الإنتاجية القصوى منذ فترة رئاسة ترمب السابقة، لتتدفق مليارات الدولارات الأخرى إلى الاقتصاد الإيراني. ورغم أن إدارة جو بايدن أعطت الأولوية إلى الحفاظ على العرض العالمي والسعي لخفض أسعار النفط الخام في ظل العقوبات على روسيا، قد يستهدف ترمب مشتريات الصين من النفط الإيراني لإحكام الخناق على إيرادات الدولة، بحسب المحللين.
تستعد إيران في الفترة الحالية لاتخاذ التدابير اللازمة لمعادلة أي ضغوط أخرى تمارسها الولايات المتحدة على قطاع الطاقة، و”وضعت الخطط لضمان استقرار إنتاج إيران من النفط وصادراته”، بحسب تصريحات وزير النفط محسن باكنجاد يوم الثلاثاء، التي نقلتها وكالة “شانا” الحكومية.
كما أشار باكنجاد إلى أن الدولة تجري مفاوضات أولية حول استيراد الغاز من تركمانستان الشتاء المقبل، بحسب تقرير نشرته وكالة “الطلبة الإيرانية” شبه الحكومية. وتستورد إيران الغاز لتزود به بعض أنحاء البلاد التي تكون فيها خطوط الربط بشبكات توزيع الغاز في الدول المجاورة في حالة أفضل مقارنة بالشبكة المحلية.
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار فی إیران على قطاع
إقرأ أيضاً:
توقف الغاز الإيراني يهدد بانهيار الكهرباء في العراق - عاجل
بغداد اليوم- بغداد
حذر رئيس اللجنة المالية النيابية، عطوان العطواني، اليوم الخميس، (20 شباط 2025)، من "انهيار" منظومة الكهرباء الوطنية مع التوقف المفاجئ للغاز المستورد من إيران لتشغيل محطات كهرباء في العراق.
وذكر بيان لمكتب رئيس اللجنة، تلقته "بغداد اليوم"، ان اللجنة استضافت اليوم وزير الكهرباء زياد علي فاضل والكادر المتقدم في الوزارة "وبحث الاجتماع خطة الوزارة لموسم الصيف المقبل، والسبل والمشاريع المتعلقة بزيادة إنتاج الطاقة الكهربائية، وتحسين الخدمات، وتعظيم الإيرادات المالية وما تم تنفيذه من البرنامج الحكومي".
كما ناقش الاجتماع، وفقاً للبيان "ابرز التحديات التي تواجه عمل وزارة الكهرباء ومنها تزايد الضائعات وضعف الجباية وزيادة الأحمال، فضلا عن ملف إيقاف استيراد الغاز الإيراني وتداعيات ذلك على عمل المنظومة الوطنية".
وأضاف "كما تطرق الاجتماع الى ملف تثبيت عقود 315، وجرى الاتفاق على تنسيق الجهود بين اللجنة المالية والوزارة، لحسم هذا الملف، وبما يحفظ الحقوق".
بدوره، استعرض وزير الكهرباء خطط وزارته على صعيد زيادة انتاج الطاقة وتوزيعها والمشاريع التي قيد الإحالة فيما يتعلق بالتحول الذكي وإنتاج الطاقة الشمسية، فضلا عما تحقق من إيرادات مالية خلال العام الماضي، حيث أشار الى انه قدم خطة تلتزم بها الوزارة أمام الحكومة بتحقيق 4 تريليونات دينار خلال 2025.
وأكد رئيس اللجنة المالية النيابية عطوان العطواني خلال الاجتماع "على زيادة الإيرادات، لا يعني فرض رسوم جديدة على المواطن وإنما تحقيق الإيراد المخطط" مبينا ان "ما تحققه الوزارة من ايراد لا يوازي ما يتم انفاقه على هذا القطاع، وتقديراتها يجب أن تكون صحيحة".
ونوه الى، ان "أبرز التحديات التي تواجه وزارة الكهرباء هي مشكلة الضياعات وزيادة الأحمال وضعف الجباية" مشيداً "بقرار شمول المناطق الزراعية بمشروع التحول الذكي، وخطط الوزارة يجب أن تواكب النمو السكاني".
ورأى العطواني، ان "رسم السياسة العامة لقطاع الطاقة الكهربائية وادارته ملف مركزي، ولا يحق للمحافظين التدخل به، خاصة فيما يتعلق بمشاريع الخدمة والجباية".
وحذر من، ان "التوقف المفاجئ عن استيراد الغاز الإيراني يهدد المنظومة الوطنية بالانهيار، وبذلك فإن العقوبات تستهدف العراق وليس إيران كونه المتضرر".