علماء يتوصلون إلى أدلة جديدة على وجود كائنات فضائية
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
يمن مونيتور/قسم الأخبار
توصل علماء مختصون إلى ابتكار أداة حسابية جديدة لما أسوه «صيغة الحياة» وكشفت هذه الأداة عن احتمالات وجود كائنات فضائية في كوننا حالياً وفي المستقبل.
وحسب التقرير الذي نشرته جريدة «دايلي ميل» البريطانية، واطلعت عليه «القدس العربي» فقد طور الباحثون نموذجاً جديداً لـ«صيغة الحياة» وزعموا أنه الأكثر شمولاً من نوعه.
ووضعت الأداة الحسابية الجديدة احتمالات وجود حياة في عوالم خارج مجرتنا بنسبة 27 في المئة، وهو أقل بكثير من 65 في المئة من البالغين الأمريكيين الذين يعتقدون أن هناك حياة خارج كوكب الأرض على كواكب أخرى.
وأفاد باحثون في جامعة إدنبرة وجامعة جينيف في سويسرا أن احتمال وجود حياة ذكية داخل مجرتنا أقل قليلاً، حيث يتراوح حول 23 في المئة فقط.
وأشار البحث إلى أن تكوينات النجوم وتطور الكواكب الكبيرة الحجم يمكن أن تتحد بهدوء لتكوين الجيل القادم من الحياة الذكية.
ولكشف أسرار أشكال الحياة الأخرى، ابتكر الفريق نموذجاً نظرياً يعتمد على معادلة «دريك» التي تم تطويرها في عام 1960.
وحسب النموذج فقد توسع الكون وتم استخدامه سابقاً كإطار للبحث في ما إذا كانت الحضارات المتقدمة موجودة في مجرتنا.
وقال الفريق البحثي إنهم لم يستخدموا حساباتهم لتحديد عدد أشكال الحياة الذكية، بل قدروا بدلاً من ذلك احتمال وجودها.
ويرجع هذا إلى الطاقة المظلمة التي تشكل أكثر من ثلثي الكون وتدفع توسعه، ما يتسبب في تطور المجرات وعناقيد المجرات. ويمكن لهذه العناقيد أن تتحد معاً لتكوين نجوم وكواكب يمكن أن تستضيف حياة غريبة إذا ظلت مستقرة لمليارات السنين.
وأشار البحث إلى أن تكوينات النجوم وتطور الكواكب الكبيرة الحجم يمكن أن تتحد بهدوء لتكوين الجيل التالي من الحياة الذكية.
وقال الباحث الرئيسي الدكتور دانييل سوريني من معهد علم الكونيات الحاسوبي بجامعة دورهام: «إن فهم الطاقة المظلمة وتأثيرها على كوننا هو أحد أكبر التحديات في علم الكونيات والفيزياء الأساسية». وأضاف: «إن المعايير التي تحكم كوننا، بما في ذلك كثافة الطاقة المظلمة، يمكن أن تفسر وجودنا».
وأخذت الدراسة في الاعتبار أيضاً أن أشكال الحياة الغريبة التي لا وجود لها حالياً يمكن أن تتطور في المستقبل، على الرغم من أنها لم تذكر المدة التي قد يستغرقها ذلك.
وقدر الباحثون الاحتمالية من خلال حساب كمية المادة العادية التي اجتمعت لتكوين النجوم عبر تاريخ الكون، الذي يعود تاريخه إلى 13.8 مليار سنة. ثم فصلوا كل مجموعة نجمية حسب كمية كثافة الطاقة المظلمة التي ساهمت في تكوينها.
وتنبأ النموذج بأن احتمالية تطور الحياة الذكية في الكون خارج كوننا تحوم عند 27 في المئة، حسب ما نقلت «دايلي ميل».
وقال الدكتور سوريني: «ومن المدهش أننا وجدنا أنه حتى كثافة الطاقة المظلمة الأعلى بشكل ملحوظ ستظل متوافقة مع الحياة، ما يشير إلى أننا قد لا نعيش في أكثر الأكوان احتمالاً».
وأضاف سوريني إنه في الوقت الحالي، لا يستطيع الباحثون تفسير ماهية الطاقة المظلمة أو مقدارها في الكون بشكل قاطع.
واستطرد البروفيسور لوكاس لومبريسر، من جامعة جنيف والمؤلف المشارك للدراسة: «سيكون من المثير استخدام النموذج لاستكشاف ظهور الحياة عبر أكوان مختلفة ومعرفة ما إذا كان يجب إعادة تفسير بعض الأسئلة الأساسية التي نسألها لأنفسنا حول كوننا».
وأضاف: «لا يمكنني أن أعطيك رقماً أو نسبة مئوية لفرصة العثور على حياة ذكية في هذه المرحلة لأن النموذج هو مجرد خطوة واحدة في العملية».
وتابع: «يجب أن نكون قادرين على إعطاء رقم أكثر دقة في المستقبل. نحن لا نقيد متى يمكن أن تظهر الحياة في الماضي أو الحاضر أو المستقبل». وقال: «قد يكون من الممكن أن تظهر العديد من أشكال الحياة في وقت لاحق من عمر الكون».
وتتناقض نتائج الفريق مع الأبحاث السابقة التي ادعت أن احتمال وجود حضارات تكنولوجية متقدمة أخرى كان «منخفضاً بشكل مذهل».
وفي عام 2016 استخدم الباحثون في جامعة روتشستر في نيويورك أيضاً معادلة دريك للسؤال عما إذا كان البشر على الأرض هم النوع التكنولوجي الوحيد الذي وجد على الإطلاق، وأفادوا أن احتمالات تطور الحضارة إلى كوكب صالح للسكن أقل من واحد في 10 مليارات تريليون.
ومع ذلك، حتى وفقاً لهذه الإحصائيات، قال آدم فرانك، أستاذ الفيزياء والفلك في جامعة روتشستر والمؤلف المشارك لدراسة عام 2016: «فرصة واحدة في تريليون، تعني أن ما حدث هنا على الأرض مع البشرية حدث في الواقع حوالي 10 مليارات مرة أخرى على مدار التاريخ الكوني».
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: كائنات فضائية الطاقة المظلمة الحیاة الذکیة أشکال الحیاة فی المئة یمکن أن
إقرأ أيضاً:
«كيوب سات» .. أقمار صغيرة بقدرات فائقة في استكشاف الكون!
شهدت الأقمار الصناعية تطورًا ملحوظًا خلال تسعينيات القرن الماضي، وكان ظهور الأقمار الصناعية المكعبة (CubeSats) من أبرز مظاهر هذا التطور. وبفضل حجمها الصغير وتكاليفها المنخفضة، فتحت هذه الأقمار آفاقًا جديدة لاستكشاف الفضاء ودراسة الظواهر الأرضية، مما أدى إلى تغيير المفهوم التقليدي للأقمار الصناعية. وأصبح بإمكان الجامعات ومراكز الأبحاث الوصول إلى المدار الأرضي المنخفض (LEO) بسهولة غير مسبوقة بفضل هذه التقنية المتطورة.
ظهرت فكرة الأقمار الصناعية المكعبة لأول مرة في أواخر التسعينيات، وتحديدًا عام 1999، على يد باحثين من جامعتي ستانفورد وكاليفورنيا، وهما الدكتور بوب تويغز والبروفيسور جوردي بويغ-سوير. كان الهدف من هذه الفكرة هو تطوير قمر صناعي صغير منخفض التكلفة يمكن استخدامه للأغراض التعليمية والبحثية، بحيث يتيح للأساتذة والطلبة المشاركة الفعالة في استكشاف الفضاء.
ومع النجاح الذي حققه الإطلاق الأول لهذا النوع من الأقمار الصناعية عام 2003، ازداد الاهتمام بها بفضل سهولة تصنيعها مقارنةً بالأقمار التقليدية. كما أن دورها البحثي والمعرفي جعلها وسيلة فعالة لدراسة ظواهر محددة بشكل معمّق، ومراقبتها عن كثب. فقد أصبح بالإمكان استخدامها في دراسة التغير المناخي، ومراقبة الغابات، وتحليل المسطحات المائية، إلى جانب العديد من المجالات العلمية والبيئية الأخرى التي كانت تتطلب ميزانيات ضخمة سابقًا.
وتختلف أنواع الأقمار الصناعية المكعبة باختلاف حجمها وتركيبها. فهناك الأقمار ذات الوحدة الواحدة ، وهي مخصصة للمهام البسيطة والمحددة، كما يمكن دمج عدة وحدات معًا لتشكيل أقمار صناعية أكبر.
وكلما زاد عدد الوحدات، زادت قدرة القمر الصناعي على حمل أجهزة إضافية وأداء مهمات أكثر تعقيدًا. فعلى سبيل المثال، تُستخدم الأقمار الصناعية المكعبة الأكبر في مهمات المراقبة الأرضية والاتصالات، بينما تُعَد الأقمار الأصغر مثالية لاختبار التقنيات الجديدة أو جمع البيانات الأساسية.
استخدامات كبيرة لأقمار صغيرة
أحدثت الأقمار الصناعية المكعبة تحولًا جذريًّا في مجال الفضاء، ومع التقدم التكنولوجي تزايدت استخداماتها، مما أسهم في توسيع آفاق المعرفة العلمية. فمنذ إطلاق أول قمر صناعي مكعب عام 2003، تم إرسال آلاف الأقمار حتى يومنا هذا، مما يوضح مدى انتشار هذه التقنية. ويمكن تلخيص استخداماتها فيما يلي:
.1 البحث العلمي
يُعَد هذا المجال من أهم أسباب تطوير الأقمار المكعبة، حيث تُستخدم في دراسة الغلاف الجوي للأرض، وتحليل الظواهر الفلكية، ومراقبة التغيرات المناخية، والغابات، والمسطحات المائية، إلى جانب العديد من الدراسات البيئية الأخرى.
2. الاتصالات
تؤدي الأقمار المكعبة دورًا محوريًّا في إنشاء شبكات اتصالات فضائية منخفضة التكلفة، بما في ذلك توفير الإنترنت في المناطق النائية التي تفتقر إلى بنية تحتية تقليدية، وهو ما أدى إلى تزايد استخدامها خلال السنوات الماضية.
3. استكشاف الفضاء
تُستخدم الأقمار المكعبة في رصد الأجسام الفضائية القريبة من الأرض، والتي قد تشكل خطرًا على كوكبنا، كما بدأت وكالات الفضاء بالفعل في إدماجها ضمن المهمات البعيدة، مثل إرسالها إلى كوكب المريخ لدراسة بيئته.
4. المهمات العسكرية
تُستخدم الأقمار المكعبة في مهمات الإنذار المبكر، وعمليات جمع البيانات، والمراقبة العسكرية والاستخباراتية، مما يوضح أهميتها في المجال الأمني والدفاعي.
انتشار أوسع
مع التطورات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي، يتوقع الخبراء أن يسهم دمج هذه التقنية مع الأقمار المكعبة في تحسين سرعة الاستجابة وتحليل البيانات، مما سيزيد من كفاءة هذه الأقمار بشكل غير مسبوق. كما أن هناك طموحًا متزايدًا لتعزيز التعاون الدولي في هذا المجال، خصوصًا في المهمات الفضائية التي تستهدف استكشاف الأجرام السماوية البعيدة أو التنبؤ بالكوارث الطبيعية التي قد تؤثر على الأرض.
وفي المجمل، تمثل الأقمار الصناعية المكعبة نقلة نوعية في استكشاف الفضاء، حيث ساهمت في إتاحة فرص جديدة للطلبة والباحثين لتطوير تقنيات فضائية بتكلفة أقل، مما كسر المفهوم التقليدي للأقمار الصناعية وسرّع من وتيرة التطور في هذا المجال. كما أنها أوجدت فرصًا اقتصادية، لا سيما للشركات الناشئة والمتوسطة، مما عزز من حضور الدول في هذا القطاع الواعد.
ومع استمرار الجهود في معالجة التحديات التقنية والبيئية، فإن هذه التكنولوجيا ستظل عنصرًا رئيسيًّا في مستقبل استكشاف الفضاء، حيث تحمل في طياتها فرصًا واعدة وتحديات كبيرة قد تعيد تشكيل معالم استكشاف الكون في العقود القادمة.
د. إسحاق بن يحيى الشعيلي رئيس مجلس إدارة الجمعية الفلكية العمانية