الأخ العزيز يوسف محمد أصدر الحكم قبل أن ينظر في الحيثيات
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
الأخ العزيز يوسف محمد أصدر الحكم قبل أن ينظر في الحيثيات ويقتلها بحثاً وهذا هو التسرع الذي عرفنا به نحن معشر السودانيين !!..
الأخ العزيز يوسف محمد .
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
اخي العزيز كنت اتوقع منك منذ البداية أن تبادر بالسلام بدلا من هذا الهجوم الكاسح الذي بدأت به وكما تعرف فإن السلام هو سنة الاسلام ديننا الحنيف.
هؤلاء القوم الذين تصفهم بالقحاتة اسمهم قوي الحرية والتغيير وهم قوي مدنية ساهمت في الثورة ضد نظام المخلوع وليس لهم ادني علاقة بالجنجويد مثلما يروج البعض وانت تعرف والكثير يعرف أن الدعم السريع ولد من رحم الجيش وان قائده وصل إلي رتبة الرجل الثاني في الدولة ونال رتبة الفريق أول وهو لم يدخل الكلية الحربية مصنع الرجال وعرين الابطال ... فهل يا تري أن د. حمدوك هو الذي أعطي حميدتي هذه الرتبة الرفيعة واوصله ليكون رجل دولة يقابل الرؤساء ويستقبل الوفود في صالونه الفخم وفي مكاتبه العديدة ... هذا الرجل البدوي البسيط القادم من الصحراء الذي كان يرعي الإبل ( وهذا ليس عيب ) ... هذا الرجل الذي أطلق عليه الرئيس المخلوع لقب ( حمايتي ) ونال مانال من ثروات البلاد والذهب بالذات وصارت له علاقات بالامارات هذه الدولة التي تصفونها الآن بأنها دولة معادية وقد استخدمت الدعم السريع كمرتزقة في اليمن بموافقة الرئيس المخلوع وتحول حميدتي الي زعيم وكان يخطط أن يكون أميرا للبلاد مثل أمراء الخليج ويجعل من آل دقلو معالي الوزراء وأصحاب السمو الملكي الأمراء ...
وكل هذا الذي حدث من تطور في بلادنا الحبيبة ليس لقوي الحرية والتغيير يد فيه لأنهم أناس لايملكون سلاح ولا أجهزة اتصالات متطورة ولاذهب جبل عامر ولاشركات الجنيد ولاشركات عابرة للقارات ...
قوي الحرية والتغيير ناس علي قدر حالهم مساكين كان همهم أن تمر المرحلة الانتقالية بسلام لتنعم بلادنا الحبيبة بالأمن والاستقرار ولكن حدث ماحدث وحاولوا المستحيل بعد قيام الحرب اللعينة العبثية المنسية أن تتوقف هذه الحرب ومازالوا يعملون من أجل هذا الغرض النبيل ولكن الحرب كل يوم تزداد شراسة وانت تعرف من اين يتدفق السلاح ... هل تم القبض علي قطعة سلاح أو سيارة تاتشر مرسلة لقوي الحرية والتغيير ؟!
الأخ يوسف محمد ارجو قبل أن تمسك بالقلم أن تفكر في انك حر فيما تكتب وحتي تصل رسالتك للمرسل إليه وعلي حسب العرف السائد وحتي يكون النقاش ومستوي الحوار راقيا وبعيدا عن التجريح والإساءة وخاصة الذين تكتب لهم لأول مرة ولم تعرفهم مسبقا يكون جميلا أن تطرح فكرتك بنفس بارد وان تحشد حججك وتستعين باي مراجع ترغب فيها ولا تركن مطلقا للتقليل من شأن الخصوم في الرأي فإن اختلاف الرأي لايفسد للود قضية ...
نعم أنا من مؤيدي د. حمدوك هذا الرجل الإنسان الذي نال تعليما راقيا وخبرة لا تقدر بثمن وكانت له رغبة ومازالت في ايقاف الحرب وقد تقلد رئاسة الوزراء ونال ثقة العالم ويكفي أن الجمعية العامة للأمم المتحدة قد وقفت له مرحبة ومصفقة بكامل عضويتها وهذا مما لم يحدث لكنيدي أو خرتشوف أو أي رئيس اوروبي أو عربي او افريقي ...
اخي العزيز محمد يوسف انت لم تراني من قبل ولاتعرف عني ادني شيء وبسبب انتقادي لأداء الفريق القومي أمام النيجر هذه الكارثة التي تسبب فيها حارس المرمي ( ابو عشرين ) وقد تم اختباره في أكثر من مباراة وتبين أنه مستهتر واداءه ضعيف ... كيف يا اخ محمد يوسف أن تضع نفسك في مقام الحادب علي سمعة الفريق القومي وتضعنا نحن أمام خانة الأعداء وما الذي أدخل السياسة هنا واقحام الحرية والتغيير وأننا قحاتة وان الفريق القومي سينتصر وينال التأهل اللازم وان الجيش سينتصر ... أي مواطن وانا منهم ( إذا لم تنكر علي مواطنتي ) اكيد أنه يتمني ذلك ويتمني أن تقف هذه الحرب اللعينة العبثية المنسية ...
هل تعتقد يااخ محمد يوسف أننا ننعم بمنتجعات تركيا وماليزيا وسنغافورة ودبي ... كلا أننا نعيش مع النزوح واللجوء والدانات والمرض والجوع ونقص الدواء !!..
نتمني ياأخي محمد بدلا من أن نمسك في خناق بعض ونترصد أخطاء بعضنا بعضا أن نتلفت قليلا لحالنا الذي أصبح لا يسر عدوا ولا صديقا وأن نعمل جميعا كيد واحدة لمحاولة إنقاذ مايمكن إنقاذه وان نصوب سهامنا لصدر العدو وليس لصدور اهلنا في الوطن علي زعم أنهم قحاتة أو اي شيء مثل هذا القبيل !!..
وقد صدق الشاعر الذي قال :
أمة قد فت في ساعدها .. بغضها الأهل وحب الغرباء.
اخي محمد انت تسرعت وحكمت علي دون أن تراني بأنني جاهل في الأمور الكروية وهذا التسرع في الحكم علي الاشياء من عيوب الشخصية السودانية التي تقتي في الأمور في لحظة غضب وانفعال وبكامل مصادرة لأدب الحوار وكل شخص من هذه الشاكلة يحتكر لنفسه الحقيقة ويجرد الآخرين منها ويعتبرهم من الذين تجوز عليهم الرعاية والوصاية وهذا هو سبب تخلفنا في نظام الحكم والإدارة .
شكراً جزيلاً اخي محمد علي رسالتك الملتهبة وانا تقبلتها بكل روح طيبة وتسامح وارجو منك الاعتذار إذا رغبت وان لم تعتذر فأنا عاذرك لأني أعرف طبيعة اهلي السودانيين فهم احيانا أهل مكابرة والواحد منهم يعتبر الاعتذار منقصة وذلة مع أن الاعتذار دليل على قمة الرقي والتحضر ... ومن منا من لا يخطئ ...
وهلا استمعنا الي هذا الحديث النبوي الشريف الذي يقول فيه سيدنا رسول الله سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين أتم الصلاة والتسليم :
( كلكم خطاؤون وخير الخطايين التوابون ) .
أتمني يا اخ محمد أن يمتد بنا التواصل ونزيح عن كاهلنا هذه الأوهام العالقة في أذهاننا تصور البعض منا كاعداء في حين أن العدو يمرح ويسرح فينا ناشرا سمومه ونحن نتركه علي هواه وهذه هي المأساة التي ( دقت بينا الدلجة ) !!..
اخوكم حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم
ghamedalneil@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الحریة والتغییر یوسف محمد
إقرأ أيضاً:
الماضي الذي يأسرنا والبحار التي فرقتنا تجربة مُزنة المسافر السينمائية
يأخذك الحديث وأنت تتأمل فيلم غيوم لمُزنة المسافر إلى التطور الفني والموضوعي في تجربتها، موضوعا التعددية الثقافية والعرقية في المجتمع العماني كمصدر ثراء غني، تتجه إليه مزنة في استقصائها الطويل، مزيلة وهم ما يفصل بيننا، عبر البحث عن ما يجمع بيننا ويأتلف في نسيج اجتماعي واحد. عبر هذا الثراء العرقي واللغوي نخلق تجانسنا الحقيقي، التجانس المميز لمجتمعنا منذ جذوره التاريخية البعيدة. فنيا يشكل فيلم غيوم تحولا نوعيا تخرج به مزنة عن الطرح الأفقي للتجربة، عن أحكام البداية فتتسلسل الأحداث وصولا إلى نهايتها. فيلم غيوم يخرج عن القوالب التقليدية في السينما منحازا إلى شاعريتها، الغائب والماضي والمفقود هم من يشكل وهج الأحداث، ويدفع بشخوصه إلى المحبة والأسى والفراق والندم، محكومة بالماضي الذي تسدل ظلال أحداثه على الحاضر والمستقبل معا. فنيا ينحاز السيناريو إلى الصورة السينمائية عنه إلى الحوار، الصورة خاصة في تجسيدها المباشر لملامح شخوص الفيلم، قادرة حقا على نقل عواطفهم واختلاجات قلوبهم، سينمائيا تضفي هذه اللغة الجمال السينمائي، الذي تريد مزنة إيصاله إلينا، ما لا يستطيع الحوار نقله عبر السينما.
اختيار مُزنة لطرح تجربتها جبال ظفار، عائدة بنا إلى عام ١٩٧٨م، أي بعد ثلاثة أعوام من نهاية حرب الجبل بعد حرب طويلة استمرّت عشرة أعوام. هذه الحرب هي الماضي الذي يثقل أرواح رعاة الجبل، الماضي الذي يسدل على الحياة مشاعر الفقدان والخوف من عودة الحرب ثانية. الحرب التي تركت في كل منزل قتيلًا، أو قريبًا لقتيل، أحرقت المراعي وفتكت بالإبل مصدر حياة سكانه، والأثقل أنها تركت روح الفرقة بين أبناء الجبل، نظرا لتغير مواقفهم من موقع إلى آخر، ذلك ما نقرأ ثقله في حياة بطل الفيلم دبلان الذي يتحول بعد الحرب إلى رجل منطو على نفسه، يرفض مشاركة الناس أفراحهم وأحزانهم ويقضي معظم وقته في العناية ببندقيته، وملئها بالرصاص حتى تكون جاهزة للقضاء على النمر في أي وقت تتكرر عودة الحرب ثانية إلى جبال ظفار.
مزنة في هذا الفيلم العميق والشاعري في آن تبتعد عن تقديم الرصاص والقصف والقتلى، كما أن المرأة القتيلة لم تظهر في الفيلم أبدا، رغم ظهور ذكراها المتواصل، كهاجس يومي يلازم حياة الأب وابنه عمر وابنته سلمى، المرأة ومقتلها الغامض هي السر المكتوم في الفيلم، ابنها عمر كل ليلة ينام في حضن أخته الكبرى، متخيلا والدته تنام على سحابة بعيدة في السماء، يراقب أباه يوميا أثناء تنظيف وتعمير بندقيته، محاولا أكثر من مرة خطفها منه، دون أن يتبين لنا السبب المباشر لذلك، حتى نجاح اختطافه البندقية في مشهد سينمائي أخاذ، يوجّه فيه عمر البندقية إلى صدر أبيه طالبا منه فك لغز اختفاء أمه، تكون الفرصة مؤاتية آنذاك للأب للاعتراف لابنه وابنته أن الأم قد توفيت برصاصة طائشة أثناء معارك الجبل، دون أن يحدد من أي طرف جاءت الرصاصة، ذكاء مزنة يوقف التجربة برمتها أمام تقييم جديد يكشفه التاريخ في مستقبل الأيام، والوقت ما زال باكرا لإدانة طرف ضد آخر، فقط الخوف من عودة الحرب ثانية، هي النمر الذي يستعد دبلان يوميا لمواجهته. وأخيرا لتعليم ابنه طريقة استخدام البندقية لقتل النمر وحش الحرب قبل وصوله إلى الجبال.
مصدر إيحاء غيوم هي مجموعة من الصور الوثائقية التقطها والدها الفنان موسى المسافر، الذي دون شك عاصر مرارة تلك الأحداث، تكشف لنا جانبا مهما من حياة أبناء الجبل في ظفار أثناء الحرب وبعد انتهائها. من تلك الصور الوثائقية استمدت مزنة هذا الإلهام المتدفق، وصاغت سيناريو فيلم غيوم، الذي يأتي ليس لإدانة طرف دون آخر، بل لإدانة الحروب البشرية برمتها، ذلك لأنها نظرت لنتائجها الوخيمة في عيني دبلان رب العائلة الذي مع خروجه حيا منها إلا أنه خرج مهزوما فاقد القدرة على الحياة، معذبا بالماضي الذي قدمته مزنة كنمر يفترس كل ما أمامه دون تمييز ورحمة.
مزنة تعي جيدا آثار الحروب على تغيير العلاقات الاجتماعية بين البشر، العلاقة بين دبلان وشيخ القبيلة بعد الحرب، ليست هي العلاقة إياها قبل الحرب، يتقدم شيخ القبيلة المتقدم في العمر لخطبة سلمى صبية دبلان، المرتبطة بعلاقة عاطفية مع سالم الصبي الجبلي من جيلها. يقف دبلان وهو راعي الإبل الجبلي موقفا متقدما عندما يرفض تزويج ابنته شيخ القبيلة الثري، مزوجا إياها الصبي الفقير مع مباركة الأب له بحبات من شجرة اللبان الأسطورية والتي تصل محبة أبناء الجبل لها إلى درجة التقديس، نظرا لارتباط استخدامها بطقوس دينية في معابد الأديان الهندية بل وفي معابد الأديان السماوية قديما.
الفيلم ناطق بالشحرية لغة رعاة الجبال بظفار، كان ذلك ضروريا، هذا ما أدركته مزنة، منذ بداية اشتغالها على المشهد السينمائي العماني، بما يحمله من تنوع عرقي وثقافي أخاذ منذ قديم الزمان. قبلها قدمت فيلم شولو الناطق بالسواحيلية وفيلم بشك الوثائقي الناطق بالبلوشية. هي السينمائية التي لا تعترف بفوارق وهمية بين أبناء الوطن الواحد، القادرة على اكتشاف النسيج الاجتماعي المخفي، الرابط أبناءه روحيا على أرض واحدة، وتحت سماء واحدة.
فيلم تشولو، تناقش مُزنة فيه تجربة الانتماء الوطني والحنين إلى الجذور البعيدة خلف البحار، تدور أحداثه في زنجبار، موطن أساسي لهجرة العمانيين عبر التاريخ لقرون مضت، يستقبل تشولو الصبي أخاه عبدالله القادم من عُمان، يعيشان معا توافق البحث عن جذورهم المشتركة، يتعرضان للاعتداء من رجال أفارقة بسبب انتماء عبدالله العربي الواضح في لونه، تتراءى عمان وطنا بعيدا مجهولا لتشولو، أرضا سحرية لن يعود إليها أبدا، يعود عبدالله مع أبيه ويظل تشولو ينظر إلى البحر، إلى السفن وهي تبحر عائدة إلى عمان التي لن يراها أبدا، هكذا تتكرر تجربة الماضي الساكن كقيد يرتبط به المرؤ. ولكن بشكل إيجابي في تشولو عنه في غيوم، مزنة تتجاوز تجربة الحنين النوستالجي إلى الماضي، في الفيلمين تنظر إلى الماضي كقيد يجب علينا كسره والانطلاق إلى المستقبل دون الالتفات إليه. خاصة في مرارة أحداثه كما هو في فيلم غيوم، حيث يبقى الدم الأفريقي العماني المشترك، تجربة حضارة مشتركة أيضا، تغذي النسيج الاجتماعي العماني بخصوبة العطاء في فيلم تشولو، أي أنها تنطلق من الإيجابي في ثراء الوجود العماني بشرق إفريقيا، الثراء الذي دفع بالأفارقة إلى ما هو مثمر، حيث حمل العمانيون معهم الأساليب الحديثة في الزراعة، وارتياد آفاق العمل التجاري، ونشر الدين الإسلامي وغيرها من الدلائل الحضارية المهمة، التي تؤكد إيجابية وجودهم المبكر في شرق إفريقيا. وحش الماضي الذي يصوب له دبلان وابنه عمر البندقية لمواجهته، يحتفظ له تشولو وأخيه عبدالله بمئة قطعة من المندازي الذي خبزته لهما جدتهم الإفريقية، يحشوان فم النمر المفترس بها حتى لا يكون قادرا على افتراسهما معا. ذلك دون شك مشهد طفولي ساحر يؤكد وحدة الأخوين ضد وحش الحرب المأساوية بين العمانيين والأفارقة، أي من المحبة المشتركة بينهما نخلق إمكانية التعايش المشترك والوحش الذي يطعمه الطفلان العماني والأفريقي المندازي، هي الحرب التي خلقت روح الكراهية بينهما، وآن لنا جميعا طي صفحاتها الدموية، نحو خلق عالم أجمل لأجيالنا القادمة.
مُزنة التي جاءت بعد ستين عاما على مأساة خروج العمانيين من شرق إفريقيا بطريقة مأساوية فقد فيها العمانيون الآلاف من أبنائهم ثم أنها جاءت بعد خمسين عاما أيضا بعد نهاية حرب الجبل بظفار، تنصت إلى أوراق التاريخ التي تحفظ لنا ما فقد وتم نسيانه، مؤهلة حقا للذهاب أبعد مستقبلا، نحو تقديم تجارب العطاء العماني المتدفق عبر التاريخ، ورفد السينما العمانية الناشئة بلغة شاعرية متميزة، ذلك حقا جوهر الفن الطليعي الجاد، يضيء كالنجوم ترشد المسافرين في ليل البحار إلى المجهول.
فيلم غيوم /روائي قصير /ناطق بالشحرية/ جائزة أفضل فيلم روائي قصير /المهرجان السينمائي الخليجي ٢٠٢٤م. إخراج مزنة المسافر.
فيلم تشولو/ روائي قصير/ ناطق بالسواحيلية /جائزة أفضل سيناريو /مهرجان أبوظبي السينمائي ٢٠١٤ م. إخراج مزنة المسافر.
سماء عيسى شاعر عُماني