انشقاق كبير يهز حزب البشير «المعزول» .. الرئيس المخلوع خاطب اجتماع «الشورى» بحضور قادة «المؤتمر الوطني»
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
ضرب انشقاق كبير حزب المؤتمر الوطني المعزول، الذي أطيح به من الحكم بثورة شعبية في السودان 2018، إثر انتخاب «مجلس الشورى» المختلف حوله، أحمد هارون، المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية، رئيساً للحزب، على الرغم من اعتراض التيار الذي يقوده رئيس المكتب القيادي، إبراهيم محمود، وتحذيره من خلافات قد تؤدي إلى انقسام الحزب.
وعلمت «الشرق الأوسط»، من مصادر مقربة من المجموعتين المختلفتين، فضلت حجب اسمها، أن اجتماع «الشورى» عقد الخميس الماضي بمدينة عطبرة بولاية نهر النيل (شمال البلاد)، حضره من القيادات، أحمد هارون، والأمين العام للحركة الإسلامية علي أحمد كرتي، ونائب الرئيس الأسبق، علي عثمان محمد طه، والقيادي أسامة عبد الله، كما شاركت قيادات بالخارج داعمة للاتجاه نفسه في الاجتماع عبر وسائل الإنترنت.
البشير يخاطب الاجتماع
ووفقاً للمصادر، خاطب الرئيس السوداني المعزول، عمر البشير، اجتماع «الشورى» برسالة صوتية، وبارك انتخاب أحمد هارون، وجرى تأمين الاجتماع بعناصر الحركة الإسلامية.
واستبق المكتب القيادي، بقيادة إبراهيم محمود، انعقاد الاجتماع بإصدار بيان الأربعاء الماضي، أعلن فيه عدم الاعتراف به أو بأي قرارات تصدر عنه، وعَدَّ تلك الخطوة مخالفة للنظام الأساسي، مطالباً الأعضاء الذين وجهت اليهم الدعوات بعدم حضوره.
خلافات حول المطلوبين للجنائية
وبدأ الحراك الانشقاقي داخل الحزب الذي تقوده شخصيات نافذة عقب عودة إبراهيم محمود، آخر رئيس مكلف من قبل «مجلس الشورى»، إلى مدينة بورتسودان العاصمة الإدارية المؤقتة في البلاد، قادماً من تركيا. وقالت مصادر أخرى إن محمود لن يعترف بقرارات «مجلس الشورى»، وسيمضي وحده في تكوين حزب تحت ذات المسمى.
وأوضحت أن دوافع مجموعة محمود هو التخلُّص من التركة الثقيلة من قيادات الحزب المطلوبة لدى المحكمة الجنائية -من بينهم البشير وهارون وعبد الرحيم محمد حسين- والتي تسببت -حسب تعبيرها- في خسائر سياسية كبيرة للحزب، واستمرار وجودها سيكون خصماً في المستقبل على الحزب.
وأشارت إلى أن الصراع بين المجموعتين بدأ في أعقاب عودة إبراهيم محمود مباشرة من تركيا، والذي يحظى بدعم كبير من القياديين نافع علي نافع، ومدير جهاز الأمن والمخابرات الأسبق، محمد عطا المولى.
وحسب المصادر، سارعت مجموعة أحمد هارون إلى عقد اجتماع «مجلس الشورى»، بدعم من علي كرتي، المسؤول الأول عن إشعال حرب 15 من أبريل (نيسان) 2023، (حسب تقارير ومصادر متنوعة) لإزاحة أي مجموعة أخرى تسعى للسيطرة على الحزب.
كرتي... كرَس الانقسام
ووفقاً للمصادر، فإن كرتي وراء قيام اجتماع «مجلس الشورى» لحسم المجموعة الأخرى، والتمهيد لاستلام أحمد هارون قيادة الحزب، وأن دافعه في ذلك استمرار الحرب تحت مسمى «معركة الكرامة» للعودة إلى الحكم مرة أخرى.
وقالت المصادر إن تحركات إبراهيم محمود أزعجت مجموعة علي كرتي، المعروف بعلاقته الواسعة مع الجيش عبر أذرعه في الاستخبارات العسكرية.
واعتذرت قيادات في المؤتمر الوطني عن الحديث لـ«الشرق الأوسط» للتعليق على هذه المعلومات، دون ذكر الأسباب، من بينهم قيادي تسلم موقعاً بارزاً في الحزب.
واستبعد مفكر إسلامي شهير قدرة حزب المؤتمر الوطني ومرجعيته الفكرية، الحركة الإسلامية، على الإصلاح، بسبب ما سمّاه «الإفلاس الفكري الذي تواجهه الحركة، لأنهم مهما اتفقوا أو اختلفوا فهم بحاجة إلى مشروع جديد ولتجديد جذري».
نصيحة مني أركو مناوي
وأشار إلى تصريحات حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، الذي طالبهم فيها بإجراء مراجعات فكرية وتقديم رؤية جديدة، والاعتذار للشعب السوداني عن أخطاء الماضي، بقوله: «هناك واجبات تقع عليهم... عليهم عمل مراجعة وتقديم رؤية للمستقبل، لأن معادلة وجودهم في المستقبل تقتضي القبول بالسودان الواحد الديمقراطي». وتابع: «هذا حديث ظللت أردده لهم عدة سنوات، فالقضايا الأساسية التي يجدون لها حلّاً أدت لفصل الجنوب، وهي قضية المواطنة وإشكالية الشريعة والدولة الحديثة، هم كانوا أكثر حركة مؤهلة لحل هذه القضايا، لكنهم لم يفعلوا، والحل يبدأ بفتح الباب لجيل جديد مؤهل لصياغة مصالحة بين الإسلام والعصر».
وشدّد المفكر -الذي طلب عدم ذكر اسمه- على أهمية تأدية واجبات المراجعة والمستقبل، والرجوع لأصل الحركة التي تدعي أنها حركة توحيدية، وتابع: «هي تدعي أنها حركة توحيدية، لكنها دائماً ظلّت تحافظ على ظاهر وباطن، وحزب وحركة وحكومة».
دعوة لتأسيس حزب عصري
ودعا المفكر الإسلامي البارز الإسلاميين إلى تأسيس حزب حديث، ووضع برنامج يجيب أسئلة الواقع، والتحول لحركة سياسية، وأن يوجهوا طاقتهم الفكرية والاجتماعية أو الدعوية إلى منظمات المجتمع المدني، مثلما فعلت تونس، وقال: «الشيخ حسن الترابي كان يطمح في إذابة الحركة في المجتمع، وليس لقولبة المجتمع في الحركة الإسلامية، وهذا ما دفعه لإلغاء اسمها، وأطلق عليها حركة الإسلام في المجتمع».
الشرق الأوسط:
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: المؤتمر الوطنی إبراهیم محمود مجلس الشورى أحمد هارون
إقرأ أيضاً:
أبوظبي تستضيف اجتماع قادة برامج الأولمبياد الخاص
انطلقت اليوم السبت أعمال اجتماع العمل لقادة برامج الأولمبياد الخاص للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مركز أبوظبي للطاقة، بمشاركة 18 وفداً من مختلف دول المنطقة، لتبادل الخبرات بين المشاركين حول أفضل الممارسات والبرامج الموحدة.
يعقد الاجتماع بعد توقف دام ستة أعوام، ويشهد مشاركة رفيعة المستوى بمشاركة رئيس الأولمبياد الخاص الدولي الدكتور تيموثي شرايفر، والرئيس الإقليمي للأولمبياد الخاص الدولي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا المهندس أيمن عبد الوهاب.
وشهد اليوم الأول للاجتماع الإعلان عن تعيين المدير الوطني للأولمبياد الخاص الإماراتي طلال الهاشمي، كرئيس للمجلس الاستشاري الإقليمي للأولمبياد الخاص الدولي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالتزكية، فيما يعد خطوة مهمة لتعزيز دمج أصحاب الهمم في مجتمعات المنطقة، واعترافًا بريادة دولة الإمارات فيها.
ويتضمن جدول أعمال اجتماع العمل لقادة برامج الأولمبياد الخاص للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الذي ينعقد من 15-17 نوفمبر الجاري، لقاءات تشاورية للبحث في أفضل الممارسات التي يمكن تبنيها لدمج أصحاب الهمم.
كما ستعقد مناقشات حول خطط تطوير البرامج الرياضية والصحية والتعليمية التي تخدم ذوي الإعاقات الذهنية والنمائية، إضافة إلى استعراض المبادرات الإقليمية والتعاون الدولي لتعزيز الوعي المجتمعي وتمكين أصحاب الهمم من تحقيق أقصى إمكاناتهم.
وفي إطار البرنامج المصاحب للاجتماع، سيقوم المشاركون أيضاً بزيارة ميدانية لمؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، حيث سيتعرفون على الخدمات والتسهيلات المقدمة لأصحاب الهمم. وستتيح الزيارة للضيوف فرصة للاطلاع على النماذج العملية لدمج أصحاب الهمم في المجتمع، من خلال عرض الأعمال التي يقومون بها، والتي تعزز من استقلاليتهم وقدرتهم على المساهمة الفعالة في الحياة اليومية.
وقال المهندس أيمن عبد الوهاب، الرئيس الإقليمي للأولمبياد الخاص الدولي لمنطقة الشرق الاوسط وشمال أفريقيا: "أتقدم بجزيل الشكر لدولة الإمارات العربية المتحدة على الاستضافة الكريمة لاجتماع العمل لقادة برامج الأولمبياد الخاص الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الذي عقدت أخر دوراته في أبوظبي قبل أعوام، توقف من بعدها أيام الجائحة، لنعود هذا العام من جديد للاجتماع فيها. ومع المكانة المتقدمة التي تحتلها الإمارات بين دول المنطقة في دمج وتمكين أصحاب الهمم، ستستفيد الوفود المشاركة من التعرف على أبعاد هذه التجربة الناجحة".