فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة وأثرها في حياة المسلم، يوم الجمعة هو يوم من أيام الأسبوع التي اختصها الله تعالى بفضائل كثيرة، ومنها قراءة سورة الكهف. 

فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة، أضاء له من النور ما بين الجمعتين."

 هذه السورة المباركة تحمل في آياتها العديد من العبر والدروس التي تنير قلوب المؤمنين وتزيدهم تقوى وإيمانًا.

تعرفكم بوابة الفجر الإلكترونية في السطور التالية علي فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة وأثرها الكبير على حياة المسلم، وكيف يمكن الاستفادة من معانيها في حياتنا اليومية.

فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة وأثرها في حياة المسلمأهمية سورة الكهف:

سورة الكهف هي السورة رقم 18 في القرآن الكريم، وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى فضلها الكبير في حديثه الشريف: "من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة، أضاء له من النور ما بين الجمعتين." 

فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة وأثرها في حياة المسلم

هذا الحديث يعكس أهمية هذه السورة في حياة المسلم، حيث أن قراءة هذه السورة يوم الجمعة تعد من السنن المستحبة التي يجب على المسلم الحرص عليها.

أسباب تفضيل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة

1. البركة والنور:
من أبرز الفضائل التي ذكرها الحديث الشريف هو النور الذي يضيء للمسلم ما بين الجمعتين.

 هذا النور ليس فقط نورًا ماديًا، بل هو نور إيماني يفتح قلب المسلم ويزيده تقوى وهدى، كما يعين المسلم على مواجهة تحديات الحياة.


2. العبر والدروس:
سورة الكهف مليئة بالقصص التي تحمل دروسًا حياتية عميقة، مثل قصة أصحاب الكهف الذين صمدوا في وجه الظلم وأعطوا مثالًا في الثبات على الحق، وقصة الرجلين اللذين ضرب الله بهما مثلًا للغنى والفقر، هذه القصص تدعو المسلم للتفكر في نعم الله وحكمته.


3. الوقاية من الفتن:
سورة الكهف تحوي أيضًا قصة الدجال، وهي من أعظم الفتن التي ستمر بالبشرية.

 وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة، كان في ذلك وقاية له من فتنة الدجال. هذا يدل على أن السورة ليست مجرد قراءة ترويحية، بل تحمل أيضًا حماية روحية للمسلم من أوقات الفتن.

فضل الدعاء في يوم الجمعة وأثره في حياة المسلم كيف يمكن للمسلم الاستفادة من سورة الكهف؟

1. التأمل في معاني السورة:
على المسلم أن يقرأ سورة الكهف بتدبر وتأمل في معانيها. فما يتضمنه القرآن من آيات يعين المسلم على فهم وتطبيق المبادئ الإسلامية في حياته اليومية.

 فعندما يتأمل في قصص أصحاب الكهف أو في قصة موسى والخضر عليهما السلام، يدرك كيف أن الصبر على البلاء والابتلاءات هو الطريق للثبات على الإيمان.


2. تكرار القراءة:
قراءة سورة الكهف يوم الجمعة ليست محصورة في مرة واحدة فقط، بل يمكن للمسلم تكرار قراءتها خلال اليوم، وخاصة في صباح الجمعة، ليحصل على بركتها ونورها طوال اليوم.


3. مواصلة العمل بالأحكام:
ما تحتويه السورة من أحكام حياتية، كالدعوة إلى الصبر في مواجهة المحن، ووجوب التواضع لله، والاعتراف بنعمه، يعد من الأسس التي يجب أن يتبعها المسلم في سلوكه اليومي.

 

مي عز الدين تطلب دعاء جمهورها لوالدتها بعد وعكة صحية مفاجئة

إن قراءة سورة الكهف يوم الجمعة ليست فقط عبادة تقرب المسلم إلى ربه، بل هي أيضًا وسيلة لزيادة الإيمان، والتمتع بنور من الله، والوقاية من الفتن. 

علينا أن نحرص على قراءة هذه السورة المباركة بتدبر، وأن نستشعر معانيها العميقة في حياتنا. 

من خلال ذلك، نكون قد حصلنا على عون الله ورضاه في هذا اليوم المبارك، وزيَّنا أيامنا بنور الهداية.

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الكتف هذه السورة

إقرأ أيضاً:

الروم والمسلمون.. قراءة في السياق القرآني

عندما ظهر الإسلام كانت جزيرة العرب في تنافس بين الإمبراطوريتين المجاورتين: فارس والروم، وكان العرب مستقطَبين؛ من الفرس كالمناذرة، ومن الروم كالغساسنة. والفرس مع ولاء الحيرة لهم؛ يسيطرون عسكريا على ساحل عمان الشمالي، وعلى أجزاء من اليمن؛ بعدما قضوا على الوجود الحبشي فيها المدعوم من الروم. والشام واقعة تحت سيطرة الروم، مع ولاء الغساسنة لهم. والحجاز.. ليس بعيدا عن أطماع الدولتين، وكانت الدعوة المحمدية مهددة من قِبَلهما. وبعد أن أخذ الإسلام بالانتشار وبدأ العرب نهضتهم في ظل الدين الجديد ازداد توجس الفرس والروم منهم، فدخلوا معهما في مواجهة منذ عهد النبي محمد. المقال.. يتحدث عن صراع الروم مع القوة الإسلامية الجديدة من خلال رصد القرآن له، مع رجاء أن أكتب عن المواجهة بين هذه القوة والفرس في المستقبل.

للمواجهة بين العرب المسلمين والروم البيزنطيين سببان:

- سياسي، حيث إن نشوء قوة عربية موحَّدة سيغيّر موازين القوى في جزيرة العرب، ويعطيها قدرة على المناورة بين الروم والفرس، وربما تتحالف هذه القوة الناشئة مع الفرس؛ باعتبار أنه لم يظهر للروم بعد هدفُ الدعوة المحمدية، وهو استقلالها التام عن أية تبعية دينية وسياسية.

- ديني، كان الروم يسيطرون على الشام، و«المسجد الأقصى» تحت ولايتهم، وقد سعى النبي محمد إلى «تطهيره» بكونه أحد المسجدين اللذين أقامهما النبي إبراهيم؛ هو والمسجد الحرام، وكان اليهود حينها قائمين بالقدس، فوقفوا ضد النبي بعدما وعدوه بالنصرة، كما وردت بذلك «سورة الإسراء». انظر.. مقال «الإسراء.. من الواقع إلى المتخيّل»، بجريدة «عمان»، بتاريخ: 28/ 2/ 2022م.

يقول الله تعالى: (الـم، غُلِبَتِ الرُّومُ، فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ، فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ، بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ، وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ، يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ، أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمّىً وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ، أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ، ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوءَى أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ) -الروم:1-10-، وهذه القراءة.. بضم «الغين» وكسر «اللام» في (غُلِبَتِ)، وفتح «الياء» وكسر «اللام» في (سَيَغْلِبُونَ) هي التي يقرأ بها المسلمون الآن، وبها نتعبّد لله.

تناقل المفسرون بعضهم عن بعض تفسير هذه الآيات بأنها تحدثت عن الاقتتال بين الفرس والروم، وأن الفرس في الجولة الأولى انتصروا على الروم، ففرح مشركو مكة بانتصار «الفرس المشركين» على الروم باعتبارهم «نصارى كتابيين»، واستاء المسلمون، فأنزل الله الآيات تبشرهم بأن الروم سينتصرون على الفرس في بضع سنين. وهذا التفسير أول مَن قال به مقاتل بن سليمان (ت:150هـ)؛ أي بعد حوالي قرن ونصف من نزول السورة. ويبدو أنه لسابقة الحروب بين الفرس والروم؛ ظن المفسرون أن السورة نزلت فيهما، ولم ينتبهوا بأن القرآن لا يتكلم عن صراع الأمم، وكل حديثه عن الصراع بين الإيمان والكفر. والذي ينظر في السورة لا يجد ذكرا للفرس، فقد أقحموا على التفسير من خارج سياقها.

يقول الله تعالى: (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ، بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ، وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ)، فكيف يفرح المؤمنون بانتصار المسيحيين الروم -وهم أعداء للنصارى الموحدين لله المنتشرين في المنطقة حينذاك- وقد ألّهوا عيسى بن مريم؛ أي أنهم «مشركون» مثل الفرس؟! ولو قدّرنا أن المسلمين فرحوا؛ فكيف يقرّهم عليه القرآن؟! هذا ليس من أسلوبه، فلا يوجد فيه امتداح للمشركين قط. ثم لو حُمِلت الآيات على فرح المؤمنين بانتصار الروم على الفرس؛ فكيف يعد الله الروم بالنصر؟! وإذا قيل: بأنه وعدٌ للمؤمنين بانتصارهم في معركة بدر. قلتُ: فأين ذِكْرُها هنا؟! كما أن السورة يختل إحكامها والآيات يتبدد معناها. ثم ما الذي يجعل مشركي مكة يفرحون بانتصار الفرس، وهم لا يجمعهم جامع ديني ولا ينتظمهم نظام سياسي؟! بل العرب منذ القديم يُكِنّون العداء للفرس.

فالمناذرة.. على الرغم أنهم واقعون في بوتقة الفرس، وجعلوا من أنفسهم وبلادهم حائلَ صدٍّ عن وصول الروم إليهم بالمدافعة عن حدودهم، إلا أنهم ظلوا في أنفة منهم، وأبوا أن يداخلوهم اجتماعيا، ولو بمصاهرة الأكاسرة، وهذا معلوم من طبع العرب. وعندما انتصروا يومَ ذي قار بقيادة هانئ بن مسعود الشيباني على الفرس فرح سائر العرب، وقد روي عن النبي أنه قال: (هذا يوم انتصفت فيه العرب من العجم، وبي نصروا)، وقوله: (وبي نصروا) إشارة إلى دعوته لتوحيد الله؛ حيث كان العرب الذين واجهوا الفرس على النصرانية الموحدة، وهم غير المسيحيين الأقنوميين المؤلهين لعيسى بن مريم، فكأنها كانت حينها ثورة من المؤمنين بالله ضد الشرك.

توجد قراءة أخرى قُرِئ بها في صدر الإسلام؛ يعدّها المفسرون من القراءات الشاذة، وهي: (غَلَبَتِ الرُّومُ، فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيُغْلَبُونَ)، بفتح «الغين» و«الباء» في (غَلَبَتِ)، وضم «الياء» وفتح «اللام» في (سَيُغْلَبُونَ)، وممن قرأ بها من الصحابة: علي بن أبي طالب وأبو سعيد الخدري وعبدالله بن عمر وعبدالله بن عباس، ومن التابعين معاوية بن قُرَّة، وقرأ بها أهل الشام، ولا أدري كيف بهذا تسمى شاذة؟! ومع ذلك؛ تقرر لدى طائفة من المفسرين بأن «القراءة الشاذة» يجوز الأخذ بها في تفسير القرآن والاستفادة منها في فهم معانيه، وقد تعرضوا إلى هذه القراءة بتفسير لا يخرج عن الصراع بين الفرس والروم.

دعونا ننظر في تفسير الآيات وفقاً لقراءة «غَلَبَتْ الروم» و«سيُغْلَبون»؛ بعيدا عن الصراع بين الفرس والروم، وإنما وفقاً للصراع بين الروم والمسلمين، نجده تفسيرا يتسق مع السياق التاريخي والإحكام القرآني، إذ المواجهة دارت بينهما، وبعدما غَلَبَتْهم الرومُ وعدهم الله بأنهم سينتصرون عليهم في بضع سنين، وهذا ما حصل، فإذا قدّرنا أن معركة تبوك في السنة التاسعة وفتح الشام سنة 16هـ، فهذا يعني أنهم انتصروا في بضع سنين. وهذه المعركة وقعت بين الشام والحجاز، في (أَدْنَى الْأَرْضِ)؛ أي أقرب للمدينة عن (الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى).

وقد وجّه الله عتابا إلى المؤمنين؛ خاصةً المتخلفين عن معركة تبوك، من ذلك قوله: (لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) -التوبة:117- ومن ينظر في سياق الآيات في «سورة التوبة» لا يجد الحديث عن المعركة يخرج مخرج انتصار المؤمنين. وغَلَبَة الروم في الجولة الأولى لا تعني هزيمة المسلمين عسكريا؛ فيكفي أنهم لم يتمكنوا من كسر شوكة الروم ولم يحققوا هدفهم من «تحرير» المسجد الأقصى بأن تكون الغلبة للروم، لا سيما؛ أن يهود القدس نكثوا في عهدهم مع المسلمين وانحازوا للروم.

وإذا نظرنا في قول الله: (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ...) -الروم:9-10-، فالخطاب فيه للروم، فهم من كانت لأسلافهم قوة ضاربة شاهرة وعمارة فخمة ظاهرة؛ كما تدل عليها آثار الحضارة الرومانية، وهم من جاءتهم الرسل بالشام. أما مشركو مكة فلم يرد ذكرهم في السورة، ولم يُرسل إليهم من قبل: (لِتُنْذِرَ قَوْماً مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ) -يس: 6-.

مقالات مشابهة

  • فضل قراءة سورة النور يوميًا
  • الروم والمسلمون.. قراءة في السياق القرآني
  • ما دلالات تسميات سور وآيات القرآن الكريم؟
  • تكبيرات عيد الفطر 2025 وعدد ركعات صلاة العيد
  • كيفية أداء صلاة عيد الفطر 2025؟.. عدد الركعات والتكبيرات
  • عبادة بسيطة وأجرها كبير وعظيم في العشر الأواخر من رمضان
  • أمور عجيبة تحدث بمنزلك عند قراءة هذه السورة في العشر الأواخر
  • هل الرحمة تجوز على غير المسلم؟.. الدكتور أيمن أبو عمر يجيب
  • علامات ليلة القدر.. كيف يعرف المسلم أنها نزلت عليه؟
  • ملتقى الأزهر للقضايا الإسلامية: كف الأذى أدنى حقوق الجار والكرم أعلاها.. صور