هل نحن #أغنياء أم #فقراء؟ / #ماهر_أبوطير
نحن أمام حالة غريبة تثبت نشوء طبقية اقتصادية واجتماعية واضحة في البلد، ونحن لم نعد أمام الأردن الذي تتقارب طبقاته الاجتماعية اقتصاديا.
هذا هو الواقع، وحين نقرأ مثلا البيانات الرسمية فهي تشير إلى ارتفاع الإنفاق السياحي في الخارج خلال شهر 7 من عام 2023 بما نسبته
13.
أكثر من مليار دولار ينفقها الأردنيون على السياحة الخارجية خلال 7 أشهر، أي أن الرقم قد يصل إلى أكثر من ملياري دولار مع نهاية العام الحالي 2023.
هذا رقم سيقول لك إن المجتمع مزدهر ماليا، وينفق بلا حساب، ولديه أموال، وإن كل الضجيج الذي نسمعه مجرد شكوى وأنين وتجارة في الهموم الصغيرة والكبيرة.
بالمقابل تقرأ تقريرا صادرا عن البنك الدولي مطلع الشهر الماضي تحت اسم “أطلس أهداف التنمية المستدامة للعام 2023″، ويشير إلى أن عدد الفقراء في الأردن يقدر بحوالي 3.980 مليون شخص، أي قرابة 4 ملايين شخص، 35 بالمائة من السكان، من أصل 11.3 مليون نسمة، ووفق المعطيات التي كشفها التقرير فإن ثلث الأردنيين فقراء، إذ إن خط الفقر للفرد الواحد يقدر بـ168 دينارا شهريا مقارنة مع 100 دينار العام 2018.
وفي تقرير اقتصادي تحليلي ومتزامن منشور هنا في “الغد” في وقت سابق، أشير إلى أنه قد يكون للأحداث التي شهدها العالم في السنوات الخمس الماضية من جائحة كورونا، والصراع الروسي الأوكراني وما نجم عنه من مد تضخمي أثر على أسعار الغذاء في العالم، دور واضح في هذا الارتفاع الملحوظ لمعدلات الفقر.
مطالعتنا هنا تتقصد الكلام عما تقوله الأرقام من تناقضات اجتماعية واقتصادية، فالطبقة الميسورة لديها المال وتنفق على التعليم والصحة والسفر، كما في نسبة الذين ينفقون على السياحة الخارجية، وأكثر من ثلث السكان والمواطنين بالمقابل يعانون من الفقر، وهناك كتلة عائمة في المنتصف، تحاول الصعود نحو الطبقة الأعلى، أو الصمود في الطبقة الوسطى، وهي تتأرجح كل فترة بسبب عوامل كثيرة، وهناك طبقة تم حسم أمرها فهي فقيرة، وإمكانات إعادة تأهيلها ونهوضها تبدو منخفضة.
يأتي زوار كثر إلى الأردن والكل يكرر ذات الانطباع، بالقول كيف تشتكون من الفقر وكل هذا الزحام والسيارات الفخمة، والمطاعم التي لا تجد فيها مكانا، وغير ذلك من مظاهر من تسجيل الشقق والعقارات والأراضي، والاقتراض لغايات الإنفاق، والمظاهر الاستهلاكية من جهاز الخلوي، وصولا إلى أرقام النمو في التصدير والمصارف وبعض القطاعات، وهذا الكلام سطحي وانطباعي جزئيا، لأنني كما أشرت هناك كتلة ميسورة ماليا، وهناك كتلة عائمة ما تزال فيها روح الحياة والقدرة على الإنفاق، مع مليون مغترب أردني يموّلون كثيرا من النفقات العائلية في الأردن.
ما يمكن قوله استخلاصا هنا أن هناك طبقية واضحة، وهذا ما وصلنا إليه اقتصاديا واجتماعيا، ولكل طبقة سماتها وطريقة إنفاقها، ومظاهرها الخاصة بها، وليس من العدل أساسا، سحب استنتاجات حول من يستطيعون السفر للسياحة مثلا، على أكثر من خمسة وثلاثين بالمائة من السكان والمواطنين لا يجدون طحينا في معاجنهم.
هذه التشكيلات الاجتماعية موجودة في دول كثيرة، لكن خطورتها هنا أنها تؤسس لفروقات حادة بين الناس في مجتمع صغير أصلا ويعرف بعضه البعض، وهي فروقات نراها حاليا على مستوى التعليم المدرسي والجامعي، وأين يدرس أبناء كل فئة – إن جاز هذا التعبير- فيما يبقى علينا التحذير من كلفة هذه الاختلالات، والتغيرات، على الصعيد الاجتماعي، حتى لا نصحو بعد سنوات طويلة ولدينا طبقة ارستقراطية معزولة فقط، وطبقة شغيلة كادحة، وطبقة معدمين، بما يعنيه ذلك من كلف اجتماعية على صعيد الوئام والجريمة، وغير ذلك، مما يعني أن إعادة تصحيح الاختلالات، أمر لا بد منه على مستويات كثيرة في هذه البلاد.
الغد
مقالات ذات صلة كتاب ع القمردين 2023/08/15المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
التطبيقات الذكية تحطم الأرقام القياسية.. إنفاق يتجاوز المليار دولار في 2024
إسلام العبادي(الاتحاد)
شهدت التطبيقات المدعومة بالذكاء الاصطناعي نمواً هائلًا في الإنفاق الاستهلاكي خلال عام 2024، حيث تجاوز إجمالي الإنفاق عليها حاجز المليار دولار.
ووفقاً أبرزت لقراءة نشرها موقع TechCrunch التقني حول لتقرير "حالة الأجهزة المحمولة" السنوي الصادر عن شركة Sensor Tower، التي استحوذت على Data.ai العام الماضي، بلغ الإنفاق الاستهلاكي العالمي على التطبيقات بشكل عام 150 مليار دولار، بزيادة قدرها 13% مقارنة بعام 2023.
أقرأ أيضاً.. هل يتفوق "O3" على البشر؟ قفزة جديدة تُعيد تعريف الذكاء الاصطناعي
تطبيقات الذكاء الاصطناعي تقود السباق
التطبيقات المدعومة بالذكاء الاصطناعي كانت في طليعة هذا النمو، حيث ارتفع الإنفاق عليها بنسبة تزيد عن 200% على أساس سنوي، ليصل إلى ما يقارب 1.1 مليار دولار.
من أبرز هذه التطبيقات: شات جي بي تي، Gemini، Doubao من ByteDance، وغيرها.
التقرير أشار إلى أن استمرار هذا النمو بمعدلاته الحالية قد يؤدي إلى دخول فئة تطبيقات الذكاء الاصطناعي ضمن أفضل عشر فئات من حيث الإنفاق الاستهلاكي خلال عام واحد فقط. وعلى الرغم من أن إطلاق نماذج ذكاء اصطناعي جديدة، مثل GPT-4o من أوبين إيه آي في الصيف الماضي، ساهم في رفع الإيرادات بشكل كبير خلال فترات معينة، إلا أن الطلب على هذه التطبيقات ظل مستقرا طوال العام.
اقرأ أيضاً.. ترامب يطلق أكبر مشروع بنية تحتية للذكاء الاصطناعي في التاريخ
أخبار ذات صلة «صحة أبوظبي» تدعو إلى توظيف الذكاء الاصطناعي في القطاع رئيس مايكروسوفت لـ«الاتحاد»: الإمارات رائدة عالمياً في الذكاء الاصطناعي
أبرز الأرقام والاتجاهات في التطبيقات المدعومة بالذكاء الاصطناعي لعام 2024
في عام 2024، قضى المستخدمون ما يقرب من 7.7 مليار ساعة على تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وتم تنزيل التطبيقات التي تذكر "الذكاء الاصطناعي" في وصفها حوالي 17 مليار مرة.
جدير بالذكر أن شات جي بي تي وحده تمكن من الوصول إلى 50 مليون مستخدم نشط شهريا بسرعة قياسية، متفوقًا على تطبيقات مثل Temu وDisney+ وYouTube Music.
أداء فئات التطبيقات الأخرى
على صعيد آخر، شهدت عدة فئات من التطبيقات تحركات ملحوظة خلال عام 2024. فعلى سبيل المثال، حققت التطبيقات المالية نموا مزدوج الرقم من حيث وقت الاستخدام، وبلغت تنزيلاتها حوالي 7.5 مليار مرة، بزيادة 8% عن عام 2023. كما برزت تطبيقات العملات المشفرة ودخلت قائمة أفضل 10 تطبيقات مالية من حيث التنزيلات.
أما تطبيقات البث، فقد شهدت انخفاضا طفيفا في مستوى التفاعل رغم تحقيقها نموا في الإيرادات وعدد التنزيلات. وبالإضافة إلى ذلك، تمكنت أربع ألعاب وتطبيق واحد من تجاوز حاجز المليار دولار في الإنفاق الاستهلاكي خلال العام.
التقرير الكامل متاح عبر موقع Sensor Tower، حيث يقدم تحليلات شاملة لمتجري iOS وGoogle Play، مع استثناء المتاجر الخارجية في بعض المناطق مثل الصين. هذا التقرير يبرز الأهمية المتزايدة للتطبيقات المدعومة بالذكاء الاصطناعي والتوجه المتسارع نحو اعتمادها على نطاق واسع عالميًا.