جدعون ليفي: هكذا غدا التطهير العرقي والقتل الجماعي قيمة عليا في إسرائيل
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
ليست المشكلة في أن إسرائيل فقدت كل شعور بالعار فحسب، بل في كونها فخورة بأفعالها، ولم يعد -كذلك- أن الإسرائيليين ينظرون إلى الحرب على أنها شر ضروري محكوم عليهم بالتعايش معه، بل الحرب أصبحت الآن نموذجا للقيم، أصبحت كقصيدة تربوية، وغدا التهجير في شمال قطاع غزة والمذابح في جنوبه تراثا وطنيا، مع ألبومات الصور والمتاحف التي ستتبعه قريبا.
بهذه الجمل، وصف جدعون ليفي -في عموده بصحيفة هآرتس- كيف تردت القيم في إسرائيل، منطلقا من كلام لرئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت، شارك فيه كلمات لأحد المدرسين يصف فيها العائدين من غزة من مقاتلين واحتياطيين بأنهم جيل من الأسود ناشئ في إسرائيل، وأشخاص ذوو مثل عالية، وهم من سيعيدون بناء البلد وعليهم يقوم الأمل.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2واشنطن بوست: الولايات المتحدة قد تواجه قريبا تهديدا أقوى من الأسلحة النوويةlist 2 of 2هآرتس: القضاة لم يبتلعوا الطُعم الذي حاول نتنياهو استغلالهend of listهذا الجيل من "الأسود" لن ينظر ولو للحظة واحدة إلى ما فعله لأنه جبان للغاية، بعد أن أخذت إسرائيل الأمر إلى مستوى أكثر فظاعة.. حتى إن التلفزيون الروسي لم يجرؤ على بث مثل هذا المشهد المخزي من أوكرانيا، لأن العار يمنع ذلك، ولكن هنا لا يوجد شعور بالعار.
ويقول ليفي "وحتى لو تجاهلنا المشاعر التي أظهرها زعيم الجناح اليميني المعتدل فلا يسعنا إلا أن نشعر بالفزع من الفوضى التي تتكشف أمام أعيننا المذهولة، من انقلاب الأمور إلى درجة أن يصبح التطهير العرقي والقتل الجماعي من المثل العليا، وجرائم الحرب تخلق مدنيين أفضل وأكثر توجها نحو القيم، لأن هذا هو معنى الأمل في رأي بينيت".
ففي إسرائيل عام 2024، ليس هناك أي تلميح إلى جرد ما فعله الجيش في غزة ولبنان، والآن يرفعون الجرائم والوحشية إلى مستوى المثل العليا، وسوف تناقش دروس التربية المدنية كيف أصبحت مذبحة عشرات الآلاف من النساء والأطفال قيمة، وهكذا تدمر شريطا من الأرض لتجعل الإسرائيليين مواطنين أفضل، وتقدم الإبادة الجماعية كورشة تعليمية، حسب جدعون ليفي.
وهكذا -كما يقول الكاتب- يحصل كل من توقع الشعور بالذنب وأسئلة المحاسبة الأخلاقية، على العكس تماما، ويحصل كل من توقع جيلا مصابا بالصدمة والكوابيس بسبب الفظائع، على الفخر الوطني، فالمثل الصهيوني الأعلى الآن هو الحرب المستعرة في غزة، تلك الجريمة الفظيعة التي لا تزال بحاجة إلى تعريف في المحاكم الدولية، والتي روعت العالم أجمع ويتم استغلالها الآن لتصبح قيمة.
وخلص جدعون ليفي إلى أن هذا الجيل من "الأسود" لن ينظر، ولو للحظة واحدة إلى ما فعله، لأنه جبان للغاية، بعد أن أخذت إسرائيل الأمر إلى مستوى أكثر فظاعة، مع أنه لم يسبق لها قط أن عبرت عن مثل هذا الفخر بجرائم حرب مروعة كهذه، حتى إن التلفزيون الروسي لم يجرؤ على بث مثل هذا المشهد المخزي من أوكرانيا، لأن العار يمنع ذلك، ولكن هنا لا يوجد شعور بالعار.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات جدعون لیفی فی إسرائیل
إقرأ أيضاً:
إسرائيل التي تحترف إشعال الحرائق عاجزة عن إطفاء حرائقها
يرى الخبير في الشأن الإسرائيلي إسماعيل المسلماني أن استعانة إسرائيل بدول أوروبية لإطفاء الحريق الضخم الذي اندلع غربي القدس دليل على فشلها في التعامل مع هذه الأزمات.
وتقف إسرائيل عاجزة عن التعامل مع الحريق الثاني الآخذ في الاتساع، والذي تتحدث وسائل إعلام محلية عن أنه ربما يكون بفعل فاعل وليس بسبب الأحوال الجوية.
وعلى الرغم من محاولة 120 فريق إطفاء الحريق من البر والجو فإنهم لم يتمكنوا من السيطرة عليه، مما دفع تل أبيب إلى طلب الدعم من دول أوروبية.
وأكد المسلماني -في مقابلة مع الجزيرة- أن هذا الحريق يعكس فشل إسرائيل في التعامل مع هذا الحوادث الكبرى رغم ما تمتلكه من تكنولوجيا متطورة، وقال إن استعانتها بدول أوروبية دليل على عدم امتلاكها البنية التحتية اللازمة للتعامل مع هذه الأزمات.
مشاهد من الحرائق المندلعة في أحراش غرب القدس المحتلة. pic.twitter.com/VEXoG6M48i
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) April 30, 2025
وهذه هي المرة الأولى التي تضطر فيها إسرائيل إلى إخلاء هذا العدد من السكان في منطقة غربي القدس، فضلا عن إغلاق كافة الطوارئ بالمنطقة، وهو ما يؤكد عجزها عن التعامل مع الحريق، برأي المسلماني.
إعلانويضع هذا الفشل الحكومة في مواجهة انتقادات كثيرة بالنظر إلى زعمها المستمر امتلاك الخبرة اللازمة للتعامل مع هذه الأزمات، وهو ما أثبت الواقع كذبه، وفق المسلماني.
ولا يمكن للحكومة القول إنه الفشل الأول لها في التعامل مع هذه الحرائق، لأنها فشلت في التعامل مع حريق مماثل الأسبوع الماضي، كما فشلت في التعامل مع الحرائق التي كانت تندلع في مئات الدونمات خلال المعارك بينها وبين حزب الله اللبناني، كما يقول المسلماني.
وهذا هو الحريق الثاني الذي تتعرض له غربي القدس خلال هذا الأسبوع، وقد أعلنت الحكومة حالة الطوارئ وألغت كافة احتفالات يوم الاستقلال، والتي كانت مقررة مساء اليوم الأربعاء.
واندلع الحريق في منطقتي القدس وتل أبيب، وقال قائد فريق الإطفاء إنه الأكبر في تاريخ إسرائيل، وإنه ربما ينتشر إلى جبال القدس الغربية، ومن المحتمل أن تبدأ الحكومة إخلاء مدينة إلعاد من السكان.
ووفقا للقناة الـ12 الإسرائيلية، فقد تم إجلاء سكان 8 بلدات غربي القدس بسبب هذه الحرائق المدفوعة بالسرعة الكبيرة للرياح، وصدرت أوامر بإخلاء مزيد من البلدات.
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن اعتقال 3 شبان فلسطينيين من القدس بسبب الاشتباه في تورطهم بإشعال الحريق كما قال مراسل الجزيرة في القدس إلياس كرام، في حين نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصدر أمني أن هناك شبهة عمل إرهابي في هذا الحريق.
امتداد الحرائق إلى مستوطنة "بيتاح تكفا" شرقي "تل أبيب" وسط فلسطين المحتلة. pic.twitter.com/jfhn90HFPG
— القسطل الإخباري (@AlQastalps) April 30, 2025
غموض بشأن الأسبابولا يزال الغموض مسيطرا على الأسباب الحقيقية لهذا الحريق، لكن دخول جهاز الشاباك على خط التحقيقات يشي بوجود شبهة جنائية فيه رغم غياب التأكيد الرسمي حتى الآن، كما يقول كرام.
ويدير رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأزمة بنفسه، في حين يتساءل الإعلام الإسرائيلي عن كيفية عجز إسرائيل عن التعامل مع هذه الأحداث رغم ما تمتلكه من إمكانيات.
إعلانوتمتلك إسرائيل 24 طائرة لإطفاء الحرائق إضافة إلى 3 طائرات تابعة للشرطة، كما يقول كرام الذي أشار إلى أن تل أبيب تمتلك مئات الطائرات لإشعال الحرائق في قطاع غزة وسوريا ولبنان، لكنها لا تمتلك ما يكفي لإطفاء حرائقها.
وحتى هذه اللحظة تمنع الرياح القوية الطائرات من التدخل لإطفاء النيران، ومن المقرر أن تصل غدا الخميس 3 طائرات من كرواتيا وإيطاليا للتعامل مع الحريق.
وقالت قناة "كان" الرسمية إنه تم إخلاء أكثر من مستوطنات وإجلاء 10 آلاف شخص من منازلهم بسبب هذه الحرائق، في حين طالب قائد فرق الإطفاء في القدس بعدم الاقتراب من شارعي 1 و3 ومنطقة القدس، مؤكدا أن السيطرة على الحريق لا تزال بعيدة.