مفاوضات المرحلة المقبلة: القرار 1701 ركيزة لانتهاء الحرب
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
عنوان أساسي يحكُم مجرى الحياة السياسية والدبلوماسية في لبنان، وهذا العنوان يتركّز حول مفاوضات المرحلة المقبلة والعودة الى تطبيق القرار 1701 الذي تتمسّك به الدولة اللبنانية التزاماً بالقرارات الدولية، خصوصاً وأن الورقة التي قدّمتها الولايات المتحدة الاميركية تحمل تنازلات نسبية عن سقف المطالب الاسرائيلية من بينها حذف بند تفويض إسرائيل بالتدخل لمنع خرق الاتفاق في الجنوب، اضافة الى بنود أخرى كانت قد رُفضت سابقاً.
وفق مصادر سياسية مطّلعة، فإنّ رفض لبنان و"حزب الله" لبعض البنود المدرجة في الورقة الاميركية من شأنه أن يؤدّي حتماً الى البحث فيها بشكل أو بآخر تحت النار، وفي حين أن العدوّ الاسرائيلي قد عاود تصعيد عدوانه، يبدو أن "الحزب" الذي استعاد عافيته بقوّة واضحة أظهرها الميدان سواء من الجانب البرّي أو من جانب خطّ الإمداد ورفع من مستوى استهدافاته التي باتت تطال العمق بضرباتٍ نوعية محققة إصاباتٍ مؤكدة، أطلق أيضاً عنان وتيرة التصعيد نفسه ما من شأنه أن يُحكم قبضة الضغط على إسرائيل في ظلّ مساعي جدية ورغبة حقيقية لوقف إطلاق النار والاستفادة من الإنجازات التي تحقّقت. وعليه فإنّ الوصول الى حلّ سريع سيأخذ ربما وقتاً إضافياً.
في لبنان، وعلى المستوى السياسي، يبدو أن حلفاء "حزب الله" الذين ابتعدوا عنه ولو بشكل نسبي بعد الضربات القاسية التي تلقّاها، عادوا ليتصدّروا المشهد العام للاحداث؛ إذ إنّ تبدّل خطابهم السياسي وعودتهم الى حضن "الحزب" بدأ يخرج تدريجياً الى العلن، وبنسب متفاوتة بين شخصية أو تيار. لذلك بات واضحاً أن تثبيت معادلة الميدان أصبحت اليوم أكثر أماناً لتجعل منه اللاعب الرئيسي في المعركة، وأن الحراك الديبلوماسي لا يتعدّ كونه عمليات جسّ نبض فعلية، وحتى على صعيد الحراك السياسي الداخلي فإنّ الميدان يبدو المتحكّم الأساس بالمواقف والسقوف واعادة تموضع القوى السياسية.
من هنا فإن الأيام المقبلة ستكون بلا شك حاسمة، والرهان على إطالة أمد الحرب لتحقيق النصر بات يشكّل خطراً كبيراً على اسرائيل التي تواجه حرب استنزاف صعبة للغاية في ظلّ تعدد الجبهات، الأمر الذي يضع رئيس حكومة الاحتلال في مأزق يسعى للخروج منه عبر اتصالات مستمرّة مع الرئيس الاميركي المنتخب لولاية جديدة دونالد ترامب الذي يبدو أنّه لم يحسم موقفه لنتنياهو حتى اللحظة. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
هل معادن أوكرانيا النادرة التي أشعلت الحرب ستوقفها؟
تحظى المعادن النادرة بحضور قوي على طاولة المفاوضات الجارية لوقف الحرب الروسية الأوكرانية، حيث أبدت الولايات المتحدة اهتماما بالغا بتوقيع اتفاق مع كييف لإدارة هذه المعادن، وهو ما تم فعلا أمس الأربعاء.
ووفقا لتقرير أعده مراسل الجزيرة في كييف حسان مسعود، فإن هذه المعادن -التي تمتلك الصين نصف الاحتياطي العالمي منها- تعتبر واحدة من أهم ساحات التنافس الدولي نظرا لأهميتها الكبيرة في العديد من الصناعات الإستراتيجية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2اشتباكات صحنايا تكشف هشاشة السلام بين الدروز والحكومة السوريةlist 2 of 2الأمن يستعيد السيطرة على أشرفية صحنايا بعد اشتباكات مسلحةend of listوإلى جانب خصوبتها، تُعرف الأراضي الأوكرانية بغناها بالفحم والمعادن الثقيلة والنادرة التي تشد أنظار الغرب والشرق على حد سواء، وهو ما أحال السيطرة عليها من صراع إقليمي إلى نزاع دولي.
وبعد أن كانت السيطرة على إقليم دونباس -الذي يحمل اسم المناجم الضخمة التي يزخر بها- واحدة من أهم عوامل اشتعال الحرب قبل ثلاث سنوات، فإن حفاظ كييف على ما تبقى منه قد يكون سببا لتوقف هذه الحرب، كما يقول التقرير.
فقد خسرت أوكرانيا خُمس أراضيها في هذه الحرب، بما فيها أهم المناطق التي تحوي موارد طبيعية تقليدية كالفحم والحديد ورواسب النفط والغاز، وأجزاء من المعادن النادرة والحساسة.
وقف الحرب حفاظا على المعادن
ويبدو السعي الأميركي الحثيث إلى وقف الحرب محاولة لإنقاذ ما تبقى من هذه المعادن خارج السيطرة الروسية، حتى يتسنى لكييف وحلفائها الغربيين الاستفادة منها.
إعلانوبعد بحث معمق، خلص التقرير إلى أن غالبية هذه المعادن بالغة الأهمية والندرة، تمثل مطمعا للدول الكبرى وكبار صناع التكنولوجيا في العالم- تقع في مناطق لا تزال خاضعة للسيطرة الأوكرانية.
فعلى حدود دونباس مباشرة، تقع مدينة دنيبروبتروفسك التي تسيطر عليها كييف بشكل كامل، وهي مدينة تختزن أرضها عددا من هذه المعادن النادرة مثل النيكل، الكوبالت، اليورانيوم، والمنغنيز وغيرها من المواد التي تدخل في الصناعات النووية والعسكرية الحساسية.
كما تحتضن منطقة "كريفي ريه"، أكبر مناجم الحديد الأوكرانية، الذي تمكنت الجزيرة من الدخول إليه والتعرف إلى طريقته في التنقيب عن الحديد والخامات الأخرى.
ووفقا لمدير منجم الحديد في شركة "بي آي سي" (BIC) بمقاطعة كريفي ريه، أوليغ غرافشينكو، فإن كييف لا تزال تستخرج الحديد منخفض التركيز من أحد محاجر المقاطعة، رغم أنهم لا يعملون بكامل طاقتهم بسبب الحرب.
الفولاذ الإلكتروني
وعلى ضخامتها، فإن المعدات والأجهزة الموجودة في هذا الموقع تظل صغيرة أمام حجم الموارد التي تخفيها الأرض الأوكرانية، وهذا ما جعل "سيرغي" يواصل العمل في مصنع "كريفي ريه ستال"، طوال مدة الحرب.
يقول هذا المواطن الأوكراني للجزيرة، إن خسارة بلاده مصنع آزوف ستال الشهير للصلب، دفعه أكثر إلى مواصلة العمل سبيلا للحفاظ على موارد البلاد.
ويمثل "كريفي ريه ستال"، أكبر مصانع الصلب المتبقية بيد الأوكرانيين، وهو لا يتوقف عن إنتاج ملايين الأطنان سنويا لإطفاء شيء من نار الطلب العالمي على الفولاذ وأنواع الحديد المختلفة.
ورغم أهمية ما ينتجه المصنع من الفولاذ والحديد المتنوع، إلا أن التركيز الأكبر ينصب على ما يسمَّى بالفولاذ الإلكتروني، الذي يدخل في صناعة محركات السيارات الذكية والمحولات وتوربينات الطاقة الكهربائية.
وينتج مصنع "كريفي ريه"، الفولاذ من خام الحديد، بينما تنتج مصانع أخرى أكثر تخصصا الفولاذ الكهربائي من خردة الحديد الذي يعالج بواسطة السيليكون.
إعلان
تريليونات الدولارات
وتقدر المعادن التي تحويها الأرض الأوكرانية بنحو 11 تريليون دولار، وهي قيمة ما تمكن العلماء من تقديره وبحثه حتى الآن، حيث تحتفظ جامعة دينبرو بقرابة 120 نوعا مختلفا منها.
وفي محاولة لتلخيص القصة الكبيرة للمعادن الأوكرانية النادرة، يقول رئيس قسم الجيولوجيا العامة بجامعة دينبرو، سيرغي شافشينكو، إن هذه العناصر الأرضية النادرة "تدخل في كل ما يحيط بنا".
ويضيف شافشينكو "لولا هذه المعادن ما كانت الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر موجوة في أيدينا، فضلا عن تقنيات الصواريخ والطائرات ووسائل الفضاء"، مؤكدا أن هذه العناصر "بالغة الأهمية، وهي جزء من الصراع لأن أوكرانيا ثرية بها".
وبعيدا عن مناطق القتال، تزداد قيمة المعادن النادرة الموجودة في وسط وغرب البلاد، بما فيها حقل التيتانيوم الواقع في "جيتومر"، حيث تمتلك أوكرانيا أكبر احتياطات أوروبا (ما يعادل 7% من الاحتياطي العالمي) من المعدن الذي يعتبر أساسيا في الصناعات الفضائية والطبية والبحرية.
ومع ذلك، فإن ما تمتلكه أوكرانيا من المعادن النادرة يعتبر بسيطا إذا قورن بما تمتلكه الصين التي تمتلك ثلث احتياطات العالم، وهو ما يعكس تمسك الولايات المتحدة بالوصول إلى ما تبقى خارج أيدي خصومها من هذه المعادن، وخصوصا أوكرانيا التي تعوم على بحر مما تحتاجه أميركا لصناعات الذكاء الاصطناعي مثل الغرافيت.
ففي مقاطعة كريفوغراد، جنوب وسط البلاد، حيث يقع أحد أضخم حقول الغرافيت، يبذل الأوكرانيون جهودا لتكرير المعدن الثمين وتجهيزه للاستخدام.
ويرى الخبير في المعادن النادرة، فلوديمير كادولين، أن الصين تعتبر أكبر لاعب عالمي في مجال المعادن النادرة اليوم، مؤكدا أنها تحتكرها تقريبا بعدما أزاحت الولايات المتحدة من سوقها العالمية.
وبالنظر إلى امتلاك أوكرانيا هذه الثروات وعدم قدرتها على استخراجها منفردة، سيكون من الجديد -برأي كادولين- اختيار أفضل الأطراف التي يمكنها تقديم أفضل شروط استثمارية لكييف، ما أدى إلى وضع قوانين خاصة بهذه الاستثمارات.
إعلانفي الوقت نفسه، يقول كادولين "إن هذه المعادن الأوكرانية لا يجب احتكارها من طرف واحد في ظل التنافس العالمي المحتدم عليها".