طاولة أيلول محاطة بالعقد الداخليّة والخارجيّة
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
كتبت ابتسام شديد في"الديار": انطلق العد العكسي لعودة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت المقررة في شهر أيلول، لجمع اللبنانيين وتقريب وجهات النظر حول طاولة "عمل" تتناول الملف الرئاسي، وما تريده القوى السياسية لتجاوز الأزمة الرئاسية. وعلى الرغم من انه جرى استبدال وتعديل بعض النقاط والتفاصيل في المبادرة الفرنسية بعد الاجتماع الأخير للدول الخمس، كما جرى تبديل مصطلح حوار أيلول بطاولة عمل، إلا ان حوار أيلول المرتقب لا يزال يواجه تعقيدات داخلية وخارجية.
لكن حوار أيلول لا يزال ينتظر جواب المعارضة، التي تؤكد مصادرها انها تحاول تجميع أوراقها وتوحيد صفوفها للتفاوض من موقع قوة بدل التشرذم والضعف، وهي تتعاطى بحذر مع حوار أيلول، ولم تصل بعد الى قرار موحّد في شأن المشاركة. ووفق المصادر نفسها، فان قوى المعارضة تتخوف من ان يكون الطرح الذي يحمله الموفد الفرنسي هو محاولة جديدة لتمرير الوقت، ولهذا تفعّل المعارضة اتصالاتها وتتجه الى طلب ضمانات قبل الجلوس الى طاولة الحوار.
يعتبر فريق سياسي ان طرح لودريان يشكل الفرصة الأخيرة للعبور من المراوحة الرئاسية، وهذا الحوار يملك فرصا قوية للنجاح، كونه ينطلق في مباحثاته من موقف اللجنة الخماسية الدافع الى توافق اللبنانيين حول خيار رئاسي.
ومع ذلك لم يسجل أي تقدم بعد في الملف الرئاسي بسبب العقد الرئاسية المسيطرة، وليس لتقصير من الجانب الفرنسي، فالموفد لودريان يملك تصورا كاملا عن الملف اللبناني، ولديه انطباعات سلبية عن انقسام اللبنانيين وبقاء كل فريق على موقفه الرئاسي، سواء تكتل المسيحيين على نهج تقاطعهم الرئاسي" المركب"، مقابل اصرار الثنائي الشيعي على مرشحه للرئاسة.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حوار أیلول
إقرأ أيضاً:
ترسيم الحدود البريّة هدفٌ للوساطة الأميركية أيضاً: فماذا عن الملفّ؟
كتب مجد بو مجاهد في" النهار": انشغل لبنان بالجانب الخاصّ بالتوصّل إلى وقف للنار وتطبيق القرار 1701 من المقترح الأميركي، لكنّ هناك جزءاً منه لم يأخذ الحيّز الأوسع من التشاور أو الاهتمام الإعلامي رغم أنه شكّل جزءاً من المستندات التي حضّرت في الملفّ الأميركي الذي عرضته السفيرة الأميركية ليزا جونسون في زيارتها لمقرّ رئاسة مجلس النواب قبل مجيء كبير مستشاري الإدارة الأميركية آموس هوكشتاين، حسب تأكيد مصدر لبناني رسميّ مواكب. لقد شكّل المقترح الأميركي خريطة طريق للمرحلة المقبلة أيضاً شملت أفكاراً مثابرة لحلّ ترسيمي للحدود البرّية بين لبنان وإسرائيل، كطرحٍ هو بمثابة نتاج لكلّ مفاوضات هوكشتاين السابقة في البلدين بهدف ترسيم الحدود البرية.
في معطيات واكبتها "النهار"، إن التركيز اللبناني الرسمي في ملفّ ترسيم الحدود البرية، سيحصل بعد الوصول إلى وقف للنار والانتشار الإضافي للجيش اللبناني بمؤازرة اليونيفيل على الحدود الجنوبية على أن يوسَّع التشاور فيه في مرحلة لاحقة، لكن الأولوية تكمن حالياً في وقف النار وتنفيذ القرار 1701 بكافة بنوده للانتقال إلى مرحلة استقرار. ولا يمانع من يتابع المفاوضات على المستوى اللبناني الرسمي التوصّل إلى حلّ للحدود البرية بعدما استطاعت المفاوضات سابقاً أن تتيح إنهاءً مبدئياً للنزاع على 7 نقاط في مرحلة ماضية، فيما بقيت المحادثات تدور حول 6 نقاط نزاع أخرى بين لبنان وإسرائيل. ببساطة، البحث اللبنانيّ عن حلّ في موضوع الحدود البرية متوقّف حالياً عند مسألة التوصّل إلى وقف للنار، وهناك من لا يغفل الحاجة إلى انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية للتوصّل إلى معاهدات دولية. إن النقطة الأكثر أهمّية التي تحتاج إلى اتفاق ترسيمي حولها هي النقطة B1 بحسب التحديد اللبنانيّ، التي
يطالب كلّ من لبنان وإسرائيل بضمّها نتيجة أهمية موقعها الاستراتيجي وطابعها الأمنيّ فوق رأس الناقورة، لأنها تشكّل نقطة تكشف مساحة كبيرة من الأراضي في الداخل الإسرائيلي وتشمل منشآت ومنتجعات وقواعد عسكرية ما يجعلها ذات أهمية للبلدين خصوصاً أنها نقطة ساحلية. وثمة من يختصر أهمية هذه النقطة بالقول إنه إذا حصل التوصّل إلى حلّ حولها فسيكون ملف ترسيم الحدود البرية قد أنجز في غالبية نقاطه خصوصاً أنّ النقاط الباقية الأخرى التي يحصل الشدّ التنافسي حولها بعضها خاص بمحاولة الحصول على مساحات إضافية من الأراضي وبعضها الآخر بمسألة تقنية طوبوغرافية.
وإذ لا تشمل النقاط كافة، البالغ عددها 13 نقطة، قرية الغجر ومزارع شبعا، فإن المفاوضات التي حصلت مع لبنان الرسميّ في مرحلة سابقة تضمّنت اقتراحاً لهوكشتاين بانسحاب الجيش الإسرائيلي من الجزء الشمالي لقرية الغجر إضافة إلى التشاور في حلّ للنقاط الترسيمية، بحسب أجواء سابقة لرئاسة الحكومة اللبنانية. ولم يشمل الطرح الذي تفاوض به هوكشتاين في الأشهر الماضية مزارع شبعا. وتالياً، فإن المفاوضات محصورة بجزء من قرية الغجر. لكن ثمة استفهامات لا تزال في أروقة رسمية لبنانية تحيل المشكلة الحدودية البرية أيضاً إلى سيطرة إسرائيل على الشطر الشمالي من قرية الغجر وهل ستوافق إسرائيل على الانسحاب منها، فهي كانت قد عملت قبل بدء مرحلة تشرين الأول 2023 على بناء سياج لضمّ الشطر الشمالي من القرية.