مركبة خارقة تنقل المسافرين من لندن إلى نيويورك في 30 دقيقة
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
يمن مونيتور/قسم الأخبار
تتجه شركة «سبيس إكس» المملوكة للملياردير الأمريكي إيلون ماسك إلى نقل تكنولوجياتها الفضائية إلى مجال الطيران التجاري، حيث تعمل على إنتاج مركبة خارقة قادرة على نقل الركاب من لندن إلى نيويورك في ثلاثين دقيقة بدلاً من سبع ساعات بالطائرات التقليدية الحالية، لتختصر بذلك المسافات بين دول العالم.
وحسب التفاصيل التي نشرتها جريدة «دايلي ميل» البريطانية، واطلعت عليها «القدس العربي» فقد تنقل مركبة «سبيس إكس» الفضائية الركاب قريباً في رحلات طويلة المسافة بسرعات مذهلة تصل إلى 16700 ميل في الساعة، حسب ما يدعي إيلون ماسك.
ويبدو أن «سبيس إكس» تحيي خططها لمواجهة صناعة الطيران التجاري من خلال نقل الركاب إلى دول أخرى عبر الفضاء.
ويقول ماسك إن رؤيته الطموحة للسفر الفضائي «من الأرض إلى الأرض» على صاروخ «ستارشيب» الخاص به «ممكنة الآن» بعد إعادة انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة.
وتم الترويج لأول مرة من قبل «سبيس إكس» منذ ما يقرب من عقد من الزمان، حيث سيصعد ما يصل إلى ألف راكب إلى «ستارشيب» وهو أقوى صاروخ على وجه الأرض، وينطلق في المدار.
ولكن بدلاً من التحليق في الهاوية المظلمة في الفضاء، ستطير ستارشيب «بالتوازي» مع الأرض أثناء عبورها لسطح الكوكب، متجهة إلى مدينة أخرى.
ويزعم إيلون ماسك أن هذا من شأنه أن يقلل بشكل كبير من مدة السفر الجوي، ما يوفر الوقت لرجال الأعمال والسياح على حد سواء، على الرغم من أنه من المحتمل أن يدفعوا آلاف الدولارات لكل رحلة.
وتقول شركة «سبيس إكس» إن «ستارشيب» يمكنها نقل الأشخاص من لندن إلى نيويورك في 30 دقيقة، ومن نيويورك إلى شنغهاي في 39 دقيقة ومن زيورخ إلى سيدني في 50 دقيقة.
ومع ذلك، سيواجه الركاب قوى الجاذبية أثناء الإقلاع والهبوط، في حين أن ظروف الجاذبية المنخفضة في منتصف الرحلة تعني أنه سيتعين عليهم ربط أحزمة الأمان.
ويمكن أيضاً نصح المسافرين بإمالة مقاعدهم للخلف أثناء الإطلاق و«شد أردافهم» أثناء مغادرتهم وإعادة دخولهم الغلاف الجوي للأرض.
ونشر أحد المستخدمين على شبكة «إكس» مقطع فيديو ترويجي لشركة سبيس إكس، ما يشير إلى أن الشركة قد تحصل على موافقة إدارة الطيران الفيدرالية «FAA» خلال رئاسة ترامب.
وقال المستخدم: «تحت إدارة الطيران الفيدرالية لترامب، يمكن لشركة سبيس إكس الحصول على موافقة على استخدام مركبات ستارشيب في غضون بضع سنوات، ونقل الأشخاص من أي مدينة إلى أي مدينة أخرى على الأرض في أقل من ساعة». ورد ماسك على هذه التغريدة قائلاً: «هذا ممكن الآن».
لكن الملياردير ماسك لم يقدم أي تفاصيل أخرى حول موعد تحقيق هذا المشروع، كما رفضت شركة «سبيس إكس» التعليق على هذه المعلومات، حسب ما نقلت جريدة «دايلي ميل».
ويصور مقطع الفيديو الخاص بالشركة، الذي نُشر في الأصل عام 2017 مستقبلاً قريباً حيث يصعد سرب من الناس على متن قارب في نهر هدسون في نيويورك في الساعة 6:30 صباحاً. ثم ينقل القارب ركابه إلى صاروخ «Starship» على بعد أميال قليلة من الشاطئ، والذي ينطلق بسلاسة إلى المدار في تمام الساعة 7 صباحاً.
وبسرعة قصوى تبلغ 16700 ميل في الساعة (27000 كم / ساعة) تدور المركبة الفضائية حول الكوكب إلى شنغهاي في الصين في 39 دقيقة فقط.
وعلى مسافة 7392 ميلاً (11897 كم) تستغرق الرحلة من نيويورك إلى شنغهاي على متن طائرة تجارية اليوم حوالي 15 ساعة.
وينتهي الفيديو بمركبة من الفولاذ المقاوم للصدأ يبلغ طولها 395 قدماً وهي تهبط بشكل مثالي على منصة هبوط أخرى قبالة الساحل في شنغهاي.
وتعلن شركة «سبيس إكس» عن «أطول الرحلات في أقل من 30 دقيقة» وأي مكان على الأرض في أقل من ساعة.
وعلى الرغم من أن الفيديو يصور رحلة خالية من العيوب من الخارج، إلا أنه لم يتم الكشف عن أي شيء حول الظروف التي قد تكون عليها الرحلة للركاب.
ونظراً لانخفاض الجاذبية في المدار، سيتعين على الركاب ربط أنفسهم في مقاعدهم وقد لا يتمكنون من الذهاب إلى دورة المياه.
وقال ماسك سابقاً إنه لن تكون هناك حاجة إلى «دورة مياه أو منطقة قيادة أو مطبخ طعام» لأن «معظم الرحلات الجوية لن تستغرق سوى 15 إلى 20 دقيقة».
ونتيجة لذلك، قد يضطر الركاب إلى أخذ استراحة تكتيكية للذهاب إلى دورة المياه على متن القارب، لإنقاذهم من تبليل أنفسهم في الفضاء.
ويتمثل التركيز الرئيسي لمركبة ستارشيب بالطبع في نقل البشر إلى أماكن أبعد، أي القمر وفي النهاية الكواكب الأخرى.
ومن المقرر أن يهبط أربعة رواد فضاء على القمر كجزء من مهمة «أرتميس 3» التابعة لوكالة «ناسا» في عام 2026 وهي أول رحلة مأهولة إلى سطح القمر منذ عام 1972.
وقال ماسك مؤخراً إن «سبيس إكس» سترسل صاروخ «ستارشيب» الذي تبلغ تكلفته عدة مليارات من الدولارات إلى المريخ في عام 2026 على الرغم من أنه سيكون مهمة غير مأهولة. وبعد عامين من ذلك في عام 2028 ستنقل «ستارشيب» الناس إلى المريخ لأول مرة، وهو ما سيمثل المرة الأولى التي يمشي فيها البشر على كوكب آخر.
المصدر: القدس العربي
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: اليمن ايلون ماسك لندن مركبة نیویورک فی سبیس إکس
إقرأ أيضاً:
عشرات العائلات اللبنانية تنقل رفات قتلاها بعدما دفنوا كـودائع
بيروت – لم تتمكن عائلة ياغي اللبنانية من دفن ابنها محمد في بلدة زوطر الغربية الواقعة في قضاء النبطية بجنوبي لبنان بعد مقتله مع مجموعة من القتلى نتيجة غارة إسرائيلية استهدفت البلدة قبل أكثر من ثلاثة أشهر، ونتيجة القصف المكثف على المنطقة، قررت عائلة ياغي مع 15 عائلة أخرى دفن أقاربهم في مدينة صور كـ"وديعة" إلى حين انتهاء الحرب وليتمكنوا لاحقا من نقل الجثث ودفنها في مسقط رأسهم.
قصة عائلة ياغي ليست الوحيدة، إذ أصبح مصطلح "الودائع" شائعا في لبنان، حيث دفن العديد من اللبنانيين أقاربهم في أماكن متعددة بسبب ظروف الحرب، ومنهم أبو عيسى -أحد أبناء مرجعيون- الذي يروي للجزيرة نت قائلا "بسبب القصف المكثف لم نتمكن من نقل ابننا إلى بلدتنا، فدفناه في مدينة صور كوديعة، وعندما هدأت الأوضاع تمكنا أخيرا من نقل جثمانه ودفنه بالطريقة التي تليق به".
يؤكد أبو عيسى أن مبدأ الودائع كان خيارا اضطراريا، مضيفا "كنا حريصين على عدم تعريض حياتنا وحياة الأهالي للخطر أثناء دفن أقاربنا في مدينة النبطية، كانت الحرب قاسية، وكان لا بد من تأجيل دفنهم إلى حين استقرار الأوضاع".
أما أم حيدر، وهي من بلدة مارون الراس الحدودية، فتروي بحرقة للجزيرة نت كيف لا يزال سكان المنطقة الجنوبية محرومين من العودة إلى أراضيهم أحياء وأمواتا، وتقول "عندما علمت باستشهاد ابني غمرني حزن عميق، وبدأت أتساءل كيف لي أن أودع ابني أو أقيم له مراسم عزاء؟"، وتضيف "حتى الآن دفنته كوديعة في مدينة صور على أمل أن أتمكن من دفنه في بلدتنا قريبا".
إعلانأما سالي التي فقدت زوجها في غارة إسرائيلية فتقول "لم أكن أتصور أنني سأعيش لحظة دفن زوجي بهذه الطريقة، حين سمعت عن دفن الوديعة في بداية الحرب لم أكن أفهم معنى هذا المصطلح ولا شرعيته، لكن الواقع كان أقسى من أن أرفض، لم يكن أمامي خيار سوى الموافقة على هذه الطريقة، فقط لأتمكن من الوفاء بوعده وأدفنه في مسقط رأسه كما طلب".
بعد انتهاء الحرب بدأت العائلات باستخراج الودائع ليتم دفنهم في بلداتهم (الجزيرة) تنظيم الدفنأوضح رئيس طبابة قضاء صور الدكتور وسام غزال للجزيرة نت أن دفن "الودائع" بدأ في اليوم السابع من العدوان نتيجة العدد الكبير من الشهداء الذي تجاوز قدرة ثلاجات حفظ الجثث في المستشفيات، وأشار إلى أنه مع اليوم الأول من العدوان، أي بتاريخ الأول من أكتوبر/تشرين الأول 2024، كان هناك نحو 85 شهيدا، ومع تزايد الأعداد تقرر البدء بدفن الجثث في مدفن الوديعة المؤقت.
وأضاف غزال أن مدفن الوديعة استوعب 191 قتيلا، موضحا أنه مع بداية العدوان كان بالإمكان نقل القتلى ودفنهم في قراهم وبلداتهم، إلا أن توسع دائرة الاستهدافات جعل ذلك أمرا بالغ الصعوبة.
وتابع أن "مدفن الوديعة فتح بعد أربعة أيام من انتهاء العمليات العسكرية يوم 26 نوفمبر/تشرين الأول الماضي لتسليم جثامين الشهداء إلى ذويهم كي يتم دفنهم في قراهم"، وأفاد بأنه تم تسليم جثث نحو 113 قتيلا، في حين بقيت بعض الحالات التي تعذر فيها وصول الأهالي لاستلام الجثث أو إتمام مراسم الدفن، ونتيجة لذلك لا يزال في مدفن الوديعة حوالي 45 قتيلا.
وأوضح غزال أن مدفن الوديعة هو قطعة أرض تابعة لبلدية صور، تم تخصيصها بالتعاون مع مخابرات الجيش اللبناني وتحت إشراف اتحاد بلديات قضاء صور، وأشار إلى أن العمل تم باسم وزارة الصحة العامة وبالتنسيق مع اتحاد البلديات والجيش اللبناني، إلى جانب الفرق الإسعافية التي تولت تجهيز القتلى.
وبيّن أن دفن الشهداء تم وفق ترتيبات لوجستية دقيقة، حيث تم تجهيز الجثمان وتكفينه ووضعه في تابوت خشبي مرقّم لتسهيل التعرف عليه لاحقا، وأضاف أن "الأرقام وزعت على ثلاث جهات رئيسية خلال فترة العدوان، مما أسهم في تنظيم العملية وضمان سيرها بكفاءة"، كما أكد غزال أن التعاون بين جميع الجهات المعنية كان أساسيا لإنجاز هذا الملف الإنساني الحساس.
التشييع يقام في البلدة التي ينقل لها القتيل ويتم دفنه دون فتح التابوت (الجزيرة) ما دفن الوديعة؟شرح الشيخ أحمد حمود، في حديث للجزيرة نت، موضوع "الدفن الوديعة" وفقا للأحكام الشرعية في مذهب الشيعة الاثني عشرية، موضحا أن هذا النوع من الدفن يختلف عن الدفن العادي حيث يدفن الميت داخل صندوق، وأضاف أن "دفن الميت بهذه الطريقة يتيح إمكانية نقله لاحقا من مكان دفنه إلى آخر بشرط الحفاظ على الصندوق كما هو دون إخراج الجثة منه".
إعلانوأشار الشيخ حمود إلى أن هذا الإجراء يتوافق مع الضوابط الشرعية، مستندا إلى فتوى السيد علي خامنئي التي تجيز نقل الميت المدفون في صندوق مغلق إلى مكان آخر بشرط نقل الصندوق دون المساس بالجثة، وأكد أن "الوديعة" تعني أن الميت يدفن داخل صندوق، ويجوز نقله طالما بقي داخل الصندوق، بينما لا يجوز نبش القبر في حال عدم دفن الميت بهذه الطريقة.
ونتيجة لتداعيات الحرب التي منعت العديد من أبناء البلدات الجنوبية من العودة إلى مناطقهم، تم إنشاء مقبرتين مؤقتتين، واحدة في مدينة النبطية، وأخرى في مدينة صور لدفن الودائع.
يُذكر أنه في حرب يوليو/تموز 2006، تم إنشاء مقبرة مؤقتة في مدينة صور خصصت لدفن جثث 138 قتيلا، وبعد توقف العدوان تم استخراج تلك الجثث ليتم دفنها في مسقط رأس كل قتيل تكريما لذكراهم.