من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. أحداً يطرق بابي؟؟
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
أحداً يطرق بابي؟؟
من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي
نشر بتاريخ .. 14/ 01 / 2018
أذكرها جيداً ، #البوابات كانت مصنوعة من #التنك ،او براميل قديمة جرى تطبيقها وإدخالها ببعضها البعض لتصبح #بوابة_الدار ، لم يكن يُرتجى منها سوى أن تكون مصدّة وهمية للضباع الحائمة والكلاب الهائمة التي تقودها حاسّة شمّها إلى دجاجات البيت وأرانبه المختبئة ، لم تكن وظيفة البوابات لتغلق بوجه الجيران وأهل الحي ، على العكس فجميع الجيران والأقارب يعرفون أين يكمن “ملقط” البوابة وكيف تفتح ، دفعة يد واحدة سيسمعك صريرها وهي ترتد إلى الحائط بكل ترحاب ،لا يوجد قفل ولا مفتاح تحت المقبض ،البوابة الكبيرة عبارة عن درع حديدي يقف في وجه غير العاقل ويوهمه أن الدخول إلى #الحوش معقّد ومحمي.
كانت الجارات يألفن “ملقط” البوابة ، يفتحن “الخوّيخة” – الباب الصغير المنبثق من البوابة الكبيرة – ويدخلن في الصباح الباكر بلا استئذان إلى غرفة العيلة الوحيدة ، كانت الزيارات مبكرة جداً وغير مستهجنة ، في السادسة او السابعة صباحاً تأتي الجارة وتجلس على فراش الأولاد بحثاً عن “جوز زغاليل” لـ”ولاّدة منتصف الليل” أو “بيض بلدي” للمكسور أو “حليب ” للشايب..وأحياناً كانت زيارة بروتوكولية خالية من أية طلبات ، بعد أن تيسّر زوجها إلى البذار وأولادها إلى المدرسة ، لذا لم تجد من يسلّيها سوى جارتها فــ”صابحتها مصابحة”..
صوبة البواري في بواكير اشتعالها والحيطان الطينية متعرقة من بخار ليلة أمس ، إبريق البلاستيك في درجة البيت على حافة المصرف، وسجادة الصلاة مطوي نصفها بعد أن أُديت صلاة الفجر قبل ساعتين ، والصغار يتكورون في فراشهم يسمعون حديث الجارات وهو يتشابك فوق رؤوسهم ويرفرف فوق أشجار نعاسهم..
كانت تحضر الجارات حديثات العهد بالأمومة المواليد الصغار منذ مطلع الشمس إلى ختيارة مختصة في “التمتين” بعد ان يشتكين من بكائه طوال الليل ووجعه الذي لا يهدأ ، تجلس العجوز في فراشها ، تحرّك يديه ورجليه وعندما يصرخ ألماً تعرف سرّ “الملع” او التمزق العضلي ، تدلك العضو المتألم بزيت دافئ ثم تعيد تربيطه من جديد بكثير من التسمية وآيات الحفظ ، كانت البساطة مظلة الحياة كلها ، لا هنّ يشعرن بالحرج من هذه الزيارة ولا هي تشعر بالإزعاج..وعند خروجهن يغلقن البوابة خلفهن كما كانت..
**
البوابات القديمة مثل القلوب القديمة تفتح بسهولة لكل الناس، دخولها غير معقد ، مفاتيحها مألوفة للجميع ولا تحتاج الى كل هذه الأقفال لتحمي صاحبها..البوابات الجديدة كالقلوب الجديدة ، سميكة وعالية وأقفالها معقدة ،ولا يمكن الولوج إلى صاحبها بسهولة الا اذا استأذنته عبر جرس او “انتركوم او موعد مسبق”…فلم نعد نزور أحدا أو يزورنا أحد الا لحاجة أو مناسبة ..حتى صرنا نفرح اذا ما رنّ الجابي جرس البيت مرة في الشهر..
يا لتلك البيوت المفتوحة للجميع كيف كانت تحتفظ بكل ذلك الآمان!!..
الآن ألف قفل على الباب وننام خائفين!.
احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com
#139يوما
#أحمد_حسن_الزعبي
#كفى_سجنا_لكاتب_الأردن
#متضامن_مع_أحمد_حسن_الزعبي
#الحرية_لأحمد_حسن_الزعبي
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: البوابات الحوش الحرية لأحمد حسن الزعبي أحمد حسن الزعبی
إقرأ أيضاً:
ماكانوش مستحملينه.. إيه حكاية عم أحمد و طرد ولاده له من البيت
كشف عم أحمد، والذي قام أبناؤه بطرده من بيته بعد كتابته لهم، أنه لديه ولدين وبنت، معلقا "عيشتي مبقتش عاجبة ولادي وقاموا بطردي بعد أن قمت بكتابة البيت اللي كنت قاعد فيه باسمهم، بسبب زوجة أبني والتي كانت ترفض وجودي في المنزل.
وقال عم أحمد، خلال لقاء ببرنامج “واحد من الناس”، عبر فضائية “الحياة”، أن "ابني قالي اشوف مكان أعيش فيه غير بيتي، وان عيشتي متنفعش معاه
ومشاني من البيت".
وتابع عم أحمد والذي قام أبنائه بطرده من بيته بعد كتابته لهم، أنه “ومشيت في الشارع وروحت اشتغلت في مخبز لفترة وخلال عملي في المخبز تعرضت للحرق، وحصلت على تعويض وأعطيته لأولادي”
وفي الفيديو التالي نكشف تفاصيل ما حدث …