- رئيس الحكومة ووزراء ومسئولون يحرصون على تدشين مشوار الاكتفاء الذاتي

- د.مصطفى مدبولي يتفقد الإنتاج ويشيد بجودة التنفيذ وكفاءة العامل المصري

- خطة لـ20 ألف سيارة سنويًّا.. وبدء تنفيذ مشروع الـ300 أتوبيس كهربائي

- توقيع شراكات عالمية لتصنيع الأتوبيسات وتوطين تكنولوچيا النقل النظيفة

- وزير قطاع الأعمال يشيد بالشركة واستغلال مصانعها في دورة إنتاج متكاملة

- زيادة المكون المحلي وتعزيز التعاون مع القطاع الخاص لدعم القدرة التنافسية

شكلت عودة إنتاج شركة «النصر للسيارات» بعد توقف دام 15 عامًا خطوةً فارقةً في تاريخ الصناعة المصرية، تعكس تحولًا كبيرًا في استراتيچية تطوير القطاع الصناعي.

في منطقة وادي حوف بحلوان، كان السبت الماضي موعدًا مع بداية جديدة لزيادة القدرة الإنتاجية المحلية وتلبية احتياجات السوق والتصدير، وفق الخطة الطموح لـ«النصر للسيارات» بعد أن أُغلقتِ الشركة عام 2009، عندما كان التفريط في المكتسبات الوطنية شيئًا عاديًّا.

افتتاح شركة النصر للسيارات

لكن مع دعم الحكومة المصرية لعودة الإنتاج بعد 2023، يتم تعزيزُ مكانة مصر كداعم رئيسي للصناعة الوطنية، وسط توقعات بأن تسهم الشراكات العالمية مع كيانات مثل «يور ترانزيت» و«ترون تكنولوچي» وغيرهما في زيادة الإنتاج وإدخال تكنولوچيا السيارات الكهربائية، لاسيما أن إعادة تشغيل «النصر للسيارات» لا تقتصر على استعادة خطوط الإنتاج القديمة، بل تشمل أيضًا إدخال تقنيات جديدة وزيادة المكون المحلي في التصنيع.

شهدت مصر، السبت الماضي، حدثًا مهمًّا في تاريخ الصناعة المصرية، بعدما أعيد تشغيل «النصر للسيارات».

حضر الافتتاح رئيس الحكومة، الدكتور مصطفى مدبولي، والفريق كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير النقل والصناعة، والمهندس محمد شيمي، وزير قطاع الأعمال العام، والدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، وكبار المسئولين، والقيادات التنفيذية، وممثلون عن مجلسَي النواب والشيوخ.

مدبولي يشهد افتتاح شركة النصر للسيارات عيد للصناعة

أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، خلال احتفالية إعادة تشغيل شركة «النصر لصناعة السيارات»، على أهمية عودة الشركة للإنتاج، واصفًا اليوم بـ«عيد للصناعة المصرية».

وأوضح أن الشركة تمثل إحدى القلاع الصناعية الوطنية، مشددًا على أن الشراكات مع القطاع الخاص تُعَد جزءًا أساسيًّا من استراتيچية الدولة لضمان استدامة الإنتاج وتعزيز القدرة التنافسية، مع التأكيد على أن الهدف هو زيادة المكون المحلي في الإنتاج ليصل إلى 70% بحلول عام 2026.

تفقَّد رئيس الحكومة والحضور مصنع الأتوبيسات بالشركة، للوقوف على آخر الأعمال التطويرية التي تم تنفيذُها.

تابع مدبولي سير العمليات الإنتاجية المختلفة داخل المصنع وصولًا إلى المنتَج النهائي، واستمع إلى شرح تفصيلي حول مراحل وخطوات الإنتاج، بما في ذلك عمليات الاختبارات الخاصة بالجودة والكفاءة التي تتم وفقًا للمعايير العالمية خلال مختلف مراحل التصنيع.

شركة النصر للسيارات الاكتفاء الذاتي

جرتِ الاحتفالية وسط أجواء من الفرح، حيث زُيِّنت شوارع مدينة حلوان بـ«علم مصر»، ما يعكس أهمية الحدث بالنسبة للمنطقة والمجتمع الصناعي بشكل عام.

إعادة تشغيل المصنع تأتي ضمن جهود الدولة لتطوير الصناعة الوطنية، وتحقيق الاكتفاء الذاتي في مشوار صناعة السيارات، وهو ما يُعَد خطوة مهمة في تحقيق أهداف الحكومة في توطين الصناعات المحلية، ويمثل هذا المشروع عودةً إلى الصناعة الوطنية التي شهدت تراجعًا في العقود الأخيرة، وهو جزء من خطة أوسع للنهوض بالقطاع الصناعي في مصر.

خلال الجولة التفقدية، تم تسليطُ الضوء على النسب الإنتاجية داخل المصنع، حيث أشار المسؤولون إلى أن الطاقة الإنتاجية الحالية للمصنع تصل إلى 300 أتوبيس سنويًّا.

النصر للسيارات

وبحلول عام 2027، يُتوقع أن يتم الوصول إلى إنتاج 1500 أتوبيس سنويًّا، مع رفع نسبة المكون المحلي إلى 50% في المرحلة الأولى، على أن تُزاد تدريجيًّا لتصل إلى ما بين 60% و70% في السنوات القادمة.

كما تمتِ الإشارة إلى أن الأتوبيسات المنتَجة ستستهدف التصدير إلى عدد من الدول العربية، مما يعزز من قدرة مصر على التوسع في أسواق جديدة ويعكس النجاح المتوقع للمشروع. وخلال جولته في مصنع «النصر لصناعة السيارات»، شهد مدبولي تسليم الدفعة الأولى من الأتوبيسات السياحية الجديدة «نصر سكاي» إلى شركات وزارة النقل.

وتُعتبر هذه الحافلات من بين الأحدث عالميًّا من حيث التكنولوچيا والكفاءة، كما تتميز بتصميمات مريحة وآمنة، حيث تبلغ سعة الحافلة 49 راكبًا، وطولها 12 مترًا، مما يعكس التقدم الذي حققته الشركة في إنتاج وسائل النقل الحديثة.

كفاءة العمالة.

في نهاية جولته، أشاد مدبولي بجهود وكفاءة العمالة المصرية، معبِّرًا عن فخره بما شاهد من عمليات تصنيع تنفَّذ بأيدٍ مصرية، وبالجودة العالية التي تم تحقيقُها وفقًا للمعايير والمواصفات المطلوبة.

النصر للسيارات

وأكد أن هذه الإنجازات تُبرز قدرةَ العامل المصري على تنفيذ مشاريع صناعية معقدة ومتميزة. كما أجرى رئيس الوزراء جولةً تفقديةً في مشروع تطوير مصنع سيارات الركوب، حيث اطلع على مراحل التصنيع المختلفة التي تمر بها السيارات قبل الوصول إلى المنتج النهائي.

استمع إلى شرح تفصيلي حول الوضع الحالي للأعمال الإنشائية الجارية، التي تُنفَّذ وفقًا للجدول الزمني المحدد.من المتوقع أن تنتهي هذه الأعمال في الشهر المقبل، لتبدأ بعدها مرحلة تركيب خطوط الإنتاج، التي ستمكن المصنع من إنتاج 20 ألف سيارة سنويًّا في الوردية الواحدة.

النصر للسيارات

وأشار مدبولي إلى أن الإنتاج التجريبي للمصنع من المقرر أن يبدأ في منتصف عام 2025، مع استهداف نسبة مكون محلي تتجاوز 45% في المرحلة الأولى من الإنتاج، وهو ما يُعَد خطوةً مهمةً نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي وتعميق صناعة السيارات المحلية.

شراكات دولية

شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، توقيع عقد تأسيس شركة مساهمة جديدة بين شركة النصر لصناعة السيارات وكل من شركتين إماراتية وسنغافورية- تايوانية. التوقيع جاء في إطار خطة لإنتاج أول ميني باص كهربائي بسعة 24 راكبًا، مخصص للخدمة داخل المدن والقطاع السياحي.

المشروع يهدف إلى تلبية احتياجات النقل المستدام والمتطور في مصر.

يأتي هذا التعاون بين شركة النصر للسيارات والشركاء الأجانب في إطار جهود الدولة لتوسيع الشراكة مع القطاع الخاص وجذب الاستثمارات الأجنبية، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز القدرة التنافسية للصناعة المصرية عالميًّا.

النصر للسيارات

تشير الخطة إلى أن الطاقة الإنتاجية للمصنع ستصل إلى 300 أتوبيس كهربائي بحلول عام 2026، بالإضافة إلى إقامة خط لإنتاج البطاريات الكهربائية بقدرة إنتاجية تصل إلى 600 بطارية سنويًّا في نفس العام.

هذه الخطوة تأتي في سياق تعزيز مكانة مصر في مجال التكنولوچيا النظيفة، حيث يُتوقع أن تبدأ أعمال الإنتاج في منتصف العام المقبل، مع إمكانية مضاعفة الأعداد بدايةً من عام 2027.

أشار وزير قطاع الأعمال العام، محمد شيمي، إلى أن إعادة تشغيل شركة النصر لصناعة السيارات تمثل نقطةً فارقةً في تاريخ الصناعة المصرية.. مؤكدًا أنها خطوة مهمة نحو تعزيز مكانة مصر في المجال الصناعي.

النصر للسيارات

وأوضح أن القرار جاء بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي، مما يعكس دعم القيادة السياسية للصناعة الوطنية وتطويرها. كما أكد شيمي أن هذه الخطوة تجسد التزام الدولة بتطوير القطاع الصناعي بما يتماشى مع التوجهات الوطنية.

دعم الاقتصاد

وأكد الوزير على أهمية الشركات التابعة للوزارة في دعم الاقتصاد الوطني، مشيرًا إلى استمرار جهود تطويرها وتحسينها بما يتماشى مع رؤية مصر 2030.

وأوضح أن إعادة تشغيل شركة النصر لم تكن لتتم إلا من خلال التعاون بين العاملين والمسؤولين، فضلًا عن الدعم الحكومي المستمر لتطوير قطاع الأعمال العام ومواكبة التغيرات التكنولوچية والصناعية العالمية.

تحدث العضو المنتدب لشركة النصر لصناعة السيارات، الدكتور خالد شديد، عن رؤية الشركة المستقبلية التي تهدف إلى استغلال مصانعها بشكل كامل وتعميق الصناعة المحلية عبر الاستثمار في الصناعات المغذية وتنويع المنتجات، مثل: النقل الخفيف، سيارات الجولف، والتوك توك الكهربائي.

كما أشار إلى سعي الشركة لتحقيق الاستغلال الأمثل للمنطقة الجمركية داخل المصنع لتحسين العمليات اللوجستية وكفاءة الإنتاج.

النصر للسيارات

كما استعرض شديد الأتوبيس السياحي الذي تمَّ تصنيعُه بالتعاون مع شريك صيني، والذي يأتي بسعة 49 راكبًا وطول 12 مترًا، ويعمل بنظام الديزل. وأوضح أن نسبة المكون المحلي فيه حاليًّا تبلغ 50% مع خطة لرفعها إلى 70% بحلول عام 2026.

كما ذكر أن مصنع سيارات الركوب يمتد على مساحة 40 ألف متر مربع، وأن الطاقة الإنتاجية للمصنع ستكون سيارة واحدة كل 6 دقائق، بما يعادل 20 ألف سيارة سنويًّا. فيما يتعلق بتحديث خطوط الإنتاج، أوضح أن تكلفة الشراء بلغت 20 مليون دولار، وأن الخطوط الجديدة ستلبي نفس الطاقة الإنتاجية المتوقعة.

بدأت مراسم الاحتفالية بعرض فيلم تسجيلي يعكس تاريخ شركة النصر لصناعة السيارات، وما شهدته من تطورات خلال العقود الماضية، وما يجري من أعمال حاليًّا لاستعادة مكانتها المرموقة في صناعة السيارات المصرية.

الفيلم لم يكن مجرد سرد تاريخي، بل كان بمثابة تذكير بما تم تحقيقُه في الماضي وما ينتظر الشركة من مستقبل مشرق، ليؤكد على العزيمة والإصرار على العودة بقوة إلى الساحة الصناعية.

تاريخ طويل

تأسست شركة النصر للسيارات في عام 1959 كأول شركة مصرية لصناعة السيارات، وقد كان لها دور كبير وبارز في دعم الصناعة الوطنية، حيث أصبحت إحدى القلاع الصناعية المتميزة في مصر.

تمتد الشركة على مساحة تقارب 900 ألف متر مربع في منطقة وادي حوف بمدينة حلوان، التي تتبع المنطقة الجنوبية لمحافظة القاهرة، وتضم في داخلها 9 مصانع متخصصة. كانتِ الشركة، منذ إنشائها، واحدةً من الركائز الأساسية التي دعمت تقدم قطاع الصناعة في مصر وساهمت في تطويره.

بسبب تراكم الديون والتحديات الاقتصادية، دخلتِ الشركة في أزمة مالية حادة. ففي عام 2009، وصلت مديونيات شركة النصر إلى نحو مليار جنيه مصري، مما دفع إلى اتخاذ قرار بتصفية الشركة.

النصر للسيارات

تزامن هذا مع تراجع الإنتاج، حيث انخفض عدد العمال من حوالي 10 آلاف عامل إلى نحو 300 عامل فقط. ورغم أن الشركة بدأت في العودة للعمل جزئيًّا في عام 2013، فإن إنتاجها توقف بشكل كامل في عام 2015.

لم تستسلمِ الشركة للأزمة، وفي عام 2016 بدأت مفاوضات لتسوية مديونياتها بهدف إعادة تشغيلها. ومع تطور الأوضاع في كل من السوق المصري والعالمي، اتخذتِ الحكومة قرارًا بدمج شركة النصر للسيارات مع الشركة الهندسية لصناعة السيارات في عام 2022، وذلك لتأسيس كيان صناعي متخصص في صناعة السيارات الكهربائية.

هذه الخطوة كانت بمثابة بداية جديدة لشركة النصر التي طالما كانت تمثل رمزًا للصناعة المصرية.

عودة الحياة

في عام 2024، وبعد 15 عامًا من التوقف، شهدتِ شركة النصر للسيارات لحظةً فارقةً في تاريخها مع بدء الإنتاج والتشغيل مجددًا.

وهو ما يُعَد خطوةً مهمةً نحو استعادة مكانتها في السوق، حيث يتم التركيز على تصنيع السيارات الكهربائية، بالإضافة إلى إنتاج المركبات الأخرى التي تلبي احتياجات السوق المحلي والدولي.

النصر للسيارات

قدمتِ الشركة العديدَ من الموديلات التي أثرت بشكل كبير في السوق المصري، وأصبحت منتجاتها رمزًا للثقة والجودة في صناعة السيارات المحلية. من بين أشهر موديلات سيارات شركة النصر كانتِ السيارة «نصر 128»، التي تم إنتاجُها بالتعاون مع شركة فيات الإيطالية في عام 1969.

كانت هذه السيارة من أبرز السيارات في تلك الحقبة، وساهمت في بناء سمعة قوية لشركة النصر.

إضافة إلى ذلك، أنتجتِ الشركة سيارة «نصر شاهين» التي كانت تُعَد نسخةً معدَّلةً من سيارة «فيات 131»، وحظيت بشعبية واسعة في السوق المصري.

كما أنتجتِ الشركة أيضًا موديل «نصر فلوريدا»، الذي تم تطويرُه بالتعاون مع شركة يوجو الصربية، وكان نموذجًا معدَّلًا من سيارة «فيات 128».

اقرأ أيضاًمتحدث «الوزراء»: أسعار سيارات شركة النصر ستكون في المتناول

الشعب الجمهوري: إعادة تشغيل شركة النصر للسيارات تمهد الطريق لمستقبل اقتصادي أكثر إشراقا

مصطفى بكري: عودة شركة النصر للسيارات تُبشر بعهد جديد للصناعة في مصر

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: رئيس الوزراء صناعة السيارات وزير الصناعة اقتصاد النصر للسيارات الصناعة المحلية للسيارات شرکة النصر لصناعة السیارات شرکة النصر للسیارات الطاقة الإنتاجیة إعادة تشغیل شرکة النصر للسیارات ت الاکتفاء الذاتی صناعة السیارات المکون المحلی قطاع الأعمال مصطفى مدبولی وأوضح أن فی تاریخ التی تم التی ت فی مصر إلى أن فی عام

إقرأ أيضاً:

إنتصارات الجنجويد البيروسيية التي أرعبتنا

إنتصارات الجنجويد البيروسيية التي أرعبتنا:
قبل أكثر من عام كانت المعنويات الوطنية في الحضيض والحلف الجنويدي يتبختر من نصر إلي آخر ويسخر كتابه من الشعب ومن الجيش ويطلبون منه الإستسلام والانحناء لهم. حينها كتبنا وقلنا أن الجنجويد لفي خسر لان مشروعهم مستحيل لاسباب بيناها. ثم وصفنا التقدم العسكري للجنجويد بانه من أنواع النصر البيروسي – أي النصر الباهظ الثمن الذي يلحق بالمنتصر خسائر فادحة لدرجة أنه يعادل الهزيمة. وهذا النصر ينفي أي إحساس حقيقي بالإنجاز ويضر باهداف الحلف الجنجويدي على المدى الطويل.
وحين كتبنا ذلك جاءت حكامة نبتت قرونها وضحكت من كلامنا الجاهل سخرية فهي القرن الوحيد العارف المطرة صابة وين.. ولكن لا أدري هل ما زالت ضاحكة بعد الأحداث الأخيرة لانها إختفت في إجازة منذ عودة مدني لاهلها.
أدناه مقالتان عن الطبيعة البيروسية للأنتصارات الجنجويدية في النصف الأول من المباراة والتي أرعبت الجميع بمن فيهم شخصي الغير ضعيف. والحمد لشعبنا الذي منحنا الثبات.
إنتصارات الجنجويد البيروسيية التي أزعجت الحلفاء:
٢٣ ديسمبر ٢٠٢٣
المفارقة: حقق الجنجويد انتصارات عسكرية مهمة في غرب ووسط السودان بينما تراجع الجيش السوداني. ومع ذلك فإن الجنجويد منفتحون على التفاوض. لماذا؟ لأن الجميع يعلم أن الجنجويد لا يستطيعون الحكم، فليس لديهم القدرة ولا الرغبة في الحكم. وتتمثل خطتهم في الحكم خلف واجهة مدنية يقدمها حلفاؤهم السياسيون.
ولكن إذا استولى الجنجويد على البلاد بقوة السلاح، فسيصعب على حلفائهم السياسيين الظهور والحكم معهم والكشف عن التحالف غير المعلن. ولهذا السبب يأمل الجنجويد وحلفاؤهم في عملية سياسية تحجب طبيعة التحالف من خلال ضم فصائل أخرى وكيانات دولية وإقليمية تعمل كقناع يخفي طبيعة التحالف.
ومن ناحية أخرى، فإن الجيش وأنصاره من الإخوان وغيرهم – رغم ضعفهم الراهن – متشككون بشأن المفاوضات لأنهم يعتقدون أنها ستكون فخًا لأن تحالف الجنجويد يتمتع بدعم خارجي من أثرياء وأقوياء، ولأن العملية السياسية ستؤدي على الأرجح إلى إخراج الجيش من السياسة وتأميم شركاته وأصوله الاقتصادية بينما سيحتفظ الجنجويد بإمبراطوريتهم الاقتصادية تحت ستار كونها مملوكة لأفراد. وسيستمر نفوذ الجنجويد السياسي الثقيل عبر واجهة حلفائه في الداخل والخارج.
وعلى الرغم من انتصاراتهم الأخيرة، فشل الجنجويد في تحويل هذه الانتصارات العسكرية إلى مكاسب سياسية. وفي الواقع فإن الغزوات العسكرية الأخيرة للجنجويد تحمل بذور هزيمة سياسية هائلة لأنها ستجعل من الصعب على حلفائهم في المستقبل أن يتقدموا لتوفير واجهة مدنية لعصر الجنجويد المحتمل.
إن حقيقة أن الجنجويد ليس لديهم القدرة أو الرغبة في الحكم هي حقيقة مهمة تفسر أشياء كثيرة. إحداها أن بعض القوى المدنية راهنت على حصان الجنجويد لأنهم بعد أن يحققوا النصر العسكري سيسلمونها السلطة السياسية وتوفير حماية ميليشية لسلطتهم.
كما تفسر تلك الحقيقة سبب إعلان الجنجويد أنهم سيسمحون لمدن الجزيرة بالحكم الذاتي. وهذا ليس من باب احترام حقوق الناس ولكنه اعتراف بأنهم لا يستطيعون ولا يريدون تحمل مسؤوليات الحكم التي تشمل الحفاظ على النظام وتوفير الحد الأدنى من الخدمات الحيوية مثل الكهرباء والماء والتعليم.
التقدم العسكري للجنجويد في الأيام السابقة نوع من أنواع النصر البيروسي – أي النصر الباهظ الثمن الذي يلحق بالمنتصر خسائر فادحة لدرجة أنه يعادل الهزيمة. وهذا النصر ينفي أي إحساس حقيقي بالإنجاز ويضر باهداف الحلف الجنجويدي على المدى الطويل. وهذا هو سبب انزعاج مناصري الجنجويد تحت تحت من الانتصارات العسكرية ما أضعف أحتفالياتهم وشماتتهم.
ماساة الحلف الكدمولي و انتصاراته البيروسية:
١٥ يناير ٢٠٢٤
من سيرياليات غموض هذه الحرب أن الحلف الجنجويدي متفوق كثيرا بسلاح الخارج وماله الوفير ودعمه السياسي والدبلوماسي والإعلامي ويتمتع بجحافل من الجنود لا حصر تهبط كالجراد من الصحاري وقاع المدن السودانية ومع ذلك يصرخ الحلف الجنجويدي من الألم ويستجدي التفاوض (كشرك؟). لماذا يصرخ الحلف الجنجويدي رغم إنه ربما بامكانه حسم المعركة عسكريا إن أراد مع سادته في الخارج؟
السبب بسيط وراء خوف الحلف الجنجويدي من السيطرة الكاملة وهو افتقاده الكامل للمشروعية وللقاعدة الاجتماعية – السياسية اللازمة للحكم فلا سلطة تجلس كاملا عل أسنة الرماح في غني عن حد أدني من القبول الأجتماعي.
وحتي المكون المدني للحلف الجنجويدي يخشي النصر الكامل لانه قد يسقط قناع الكدمول عن الحلف السري (زواج عرفي) الذي لا يستطيع أن يعلن عن نفسه لذلك تراهم يبحثون عن طبقة أخري من الأقنعة فوق الكدمول والكرفتة والعمامة يستحسن أن يكون بها شيوعي وجنرالات جيش ودلاقين أخري تغطي وجه الحلف الكدمولي.
كان أمل أرباب الحلف أن يضفي مدنيو التحالف مشروعية لجيش الجنجويد ولكن حدث العكس إذ سحب إجرام الأشاوس المشروعية من المدنيين المتحالفين معهم.
من هنا تكتسب المقاومة السياسية والفكرية أهمية خاصة في هزيمة مشروع الحلف الجنجويدي المدعوم من الخارج.

معتصم اقرع
معتصم اقرع إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • (ضبط) خبير: مصر في طليعة صناعة السيارات بداية مع شركة النصر في 1960
  • إنتصارات الجنجويد البيروسيية التي أرعبتنا
  • فوضى الأسواق وتراجع الإنتاج المحلي يرفعان أسعار اللحوم في ليبيا
  • مدير "جيلي" العالمية للسيارات: مصانع الشركة بمصر تتبنى معايير التصنيع العالمية
  • شركة أوتو موبيليتي: خط إنتاج جيلي يدعم التصنيع المحلي ورؤية الحكومة المصرية
  • الإنتاج المحلي يغطي 10٪؜ فقط من احتياج السوق، ووزارة الاقتصاد تتخوف
  • مدبولي: افتتاح مصنع جيلي للسيارات في مصر خلال ساعات لتغطية الطلب المحلي والتصدي
  • صنعاء : المحكمة الجزائية تعقد جلسة لمحاكمة مدير شركة برودجي وموظفو الشركة ينفذون وقفة احتجاجية 
  • من التصنيع المحلي إلى التصدير العالمي.. كيف تسعى الدولة لتطوير صناعة السيارات؟
  • مزادات علنية لبيع السيارات من قبل الشركة الوطنية لخدمات الملاحة الجوية والبنك الأهلي المصري: تفاصيل وشروط المشاركة