تركز البرازيل منذ توليها رسمياً رئاسة مجموعة العشرين في 1 ديسمبر 2023، على تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء للتوصل إلى حلول فعالة، للتحديات العالمية الرئيسية.

 

ووفق رؤية البرازيل، فإن التوجهات المستقبلية للمجموعة تهدف إلى معالجة القضايا الملحّة من خلال المبادرات الديناميكية، والالتزام بالممارسات المستدامة والحوار الشامل، ما يمهد الطريق لتحقيق إنجازات مشتركة بين دول المجموعة.

وتعمل البرازيل من خلال قيادتها لمجموعة العشرين إلى وضع استراتيجيات مبتكرة وإقامة تعاون مثمر مع دول المجموعة يؤسس لمستقبل يتسم بالإنجازات المشتركة والتضامن العالمي.

 

وتأتي مشاركة دولة الإمارات بصفة ضيف في أعمال قمة مجموعة العشرين التي تعقد يومي 18 و19 نوفمبر الحالي في العاصمة البرازيلية ريو دي جانيرو، تحت شعار "بناء عالم عادل وكوكب مستدام" في إطار تبادل الرؤى المشتركة مع البرازيل، ما يدعم العمل المشترك من أجل تحقيق الأهداف المستقبلية خاصة وأن العلاقات بين البلدين الصديقين تشهد  تطورا مضطردا مع اتفاقهما في عام 2019 على الارتقاء بعلاقاتهما الثنائية إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية.

 

وأعلنت دولة الإمارات دعهما لأولويات الرئاسة البرازيلية لمجموعة العشرين، التي تتمثل في تطوير منظومة الحوكمة العالمية، ومكافحة الفقر والجوع، ومواجهة تحديات المناخ وتحولات الطاقة.

 

وعلى مدار العام الحالي حرصت دولة الإمارات على المشاركة في جميع الاجتماعات الوزارية المرتبطة بمجموعة العشرين التي عقدت في البرازيل، والتي تضمنت اجتماع وزراء الخارجية، واجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية، واجتماع وزراء التجارة والاستثمار، واجتماع وزراء العمل والتوظيف، واجتماع الشيربا، واجتماع وزراء سياحة قمة مجموعة العشرين لعام 2024، واجتماع وزراء الزراعة، واجتماع وزراء الطاقة، واجتماع وزراء الصحة بهدف بحث التحديات الصحية العالمية وتحديد الأولويات الاستراتيجية، واجتماعات وزراء التعليم، وغيرها من الاجتماعات التي جاءت ضمن أجندة عمل المجموعة.

 

أخبار ذات صلة نيابة عن رئيس الدولة في قمة مجموعة العشرين.. ولي عهد أبوظبي يصل إلى البرازيل جبل جيس يسجل أقل درجة حرارة في الدولة

وعلى صعيد العلاقات الثنائية، تعد دولة الإمارات من أكبر الشركاء الاقتصاديين للبرازيل في منطقة الشرق الأوسط وقد بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري 13.28 مليار درهم، فيما تعد البرازيل حالياً أكبر شريك تجاري لدولة الإمارات في أميركا اللاتينية، وثاني أكبر شريك على مستوى القارتين الأميركيتين بعد الولايات المتحدة، حيث تُقدر الاستثمارات الإماراتية فيها بنحو 5 مليارات دولار مع وجود شركات إماراتية كبرى مثل "مبادلة" وموانئ دبي العالمية، وطيران الإمارات، وبنك أبوظبي الأول، والياه سات وغيرها.

 

ويعمل البلدان على دعم المبادرات المشتركة الهادفة إلى تحقيق التنمية المستدامة، وفي هذا الصدد أطلقت حكومة دولة الإمارات وحكومة جمهورية البرازيل الاتحادية خلال العام الجاري، شراكة إستراتيجية في مجالات التحديث وتطوير الإدارة الحكومية تركز على تبادل الخبرات والتجارب وأفضل الممارسات في 3 مجالات للتعاون، تشمل، بناء قدرات الكوادر الحكومية، وتبادل المعرفة في مجال التنافسية الحكومية، إضافة إلى مشاركة التجارب في المجالات الاقتصادية. وقد أعلنت البرازيل خلال العام الجاري انضمامها لإعلان الإمارات بشأن الإطار العالمي للتمويل المناخي، الذي أطلقه مجموعة من القادة العالميين في مؤتمر الأطراف "COP28" الذي شهد إعلان اتفاق الإمارات التاريخي، وتمكن من جمع وتحفيز أكثر من 85 مليار دولار من التمويل وإطلاق 11 تعهدا وإعلانا.

 

ومثل تأييد البرازيل، التي ستستضيف مؤتمر الأطراف "COP30" في بيليم عام 2025، انعكاسا للتنسيق بين أجندات رئاسات مؤتمر الأطراف ومجموعة العشرين لتوفير التمويل المناخي بشروط ميسرة وبتكلفة معقولة.

 

من جهة أخرى ترتبط دولة الإمارات بعلاقات متنامية ومتطورة مع دول مجموعة العشرين، وتشهد العلاقات التجارية والاستثمارية بين الجانبين نقلة نوعية تتسم بالتطور والازدهار، وهو ما تعكسه بيانات التجارة الخارجية غير النفطية التي سجلت 196.1 مليار دولار خلال النصف الأول من عام 2024، بزيادة 4.1% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق لتصبح حصة مجموعة العشرين نحو 51.6% من إجمالي التجارة الخارجية غير النفطية للدولة خلال تلك الفترة، وهو نمو جاء بفضل الزيادة القياسية التي سجلتها الصادرات الإماراتية غير النفطية التي ارتفعت بنسبة 11.5%، علماً بأن التجارة غير النفطية لدولة الإمارات مع مجموعة العشرين كانت قد وصلت إلى 393.2 مليار دولار في العام 2023، مسجلةً نمواً بنسبة 15.3% مقارنة بالعام 2022، وبنسبة 54% مقارنة بالعام 2019، ما يعكس قوة العلاقات الاقتصادية المتنامية بين الإمارات وأكبر 20 اقتصاداً حول العالم.

 

جدير بالذكر أن مجموعة العشرين تتألف من 19 دولة هي "الأرجنتين وأستراليا والبرازيل وكندا والصين وفرنسا وألمانيا والهند وإندونيسيا وإيطاليا واليابان وكوريا والمكسيك والمملكة العربية السعودية وجنوب إفريقيا وروسيا وتركيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية"، بالإضافة الى الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي. ويمثل أعضاء مجموعة العشرين حوالي 85% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وأكثر من 75% من التجارة العالمية.

المصدر: وام

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: مجموعة العشرين البرازيل الإمارات مجموعة العشرین دولة الإمارات واجتماع وزراء غیر النفطیة

إقرأ أيضاً:

الإمارات تدعم إنشاء مراكز للأسر الحاضنة ورعاية الأيتام في أوكرانيا بـ 4.5 مليون دولار

أبوظبي - وام
في إطار التزامها الراسخ والمستمر بدعم الجهود الإنسانية العالمية، وقّعت وكالة الإمارات للمساعدات الدولية اتفاقية تعاون مع مؤسسة أولينا زيلينسكا، تهدف إلى توفير مراكز إضافية للأسر الحاضنة ورعاية الأيتام، وذلك من خلال تقديم مساهمة مالية قدرها 4.5 مليون دولار أمريكي.
وتأتي هذه المبادرة ضمن المرحلة الثانية من المشروع؛ إذ سبق أن شيّدت دولة الإمارات عدداً من مراكز الإيواء مجهزة بالكامل للأسر الأوكرانية الحاضنة، ما أسهم في توفير بيئة آمنة ومستقرة للأطفال الذين فقدوا رعاية ذويهم. وتهدف المرحلة الثانية إلى تعزيز جهود دعم الأسر الحاضنة وتوفير السكن اللائق للأطفال.
وفي هذا السياق، أكدت ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي ، أن دولة الإمارات مستمرة في التزامها الإنساني تجاه الفئات الأكثر ضعفاً حول العالم، مشيرة إلى أن هذا المشروع يعكس روح التضامن الإماراتي مع الشعب الأوكراني الصديق، لاسيما النساء والأطفال الذين يحتاجون إلى رعاية خاصة.
وأضافت معاليها: 'يأتي هذا الدعم في إطار جهود دولة الإمارات الحثيثة والمتواصلة والتي من شأنها تخفيف التداعيات الإنسانية الناجمة عن الحرب الدائرة في أوكرانيا، حيث أرسلت دولة الإمارات لأوكرانيا منذ بداية الأزمة طائرات إغاثية محملة بأكثر من 1,015 طنًا من المساعدات الطبية والغذائية والإغاثية، وقدمت 50 سيارة إسعاف وأكثر من 4،500 مولد كهربائي لمواجهة تحديات الشتاء. كما دعمت دولة الإمارات القطاع التعليمي عبر توفير 7,500 جهاز كمبيوتر محمول و10,000 حقيبة مدرسية، وسيرت سفينتين إغاثيتين إلى رومانيا، ليصل إجمالي عدد المستفيدين من هذه الجهود إلى أكثر من 1.2 مليون شخص، من بينهم مليون امرأة وطفل.
وأشارت معاليها إلى الجهود الدبلوماسية المستمرة والوساطات الناجحة التي تقوم بها دولة الإمارات بين روسيا الاتحادية وجمهورية أوكرانيا، حيث نجحت الدولة بإتمام 12 وساطة، ليصل العدد الإجمالي للأسرى الذين تمّ تبادلهم بين البلدين في هذه الوساطات إلى 2,883.
وأكدت على التزام دولة الإمارات بمواصلة الجهود الهادفة إلى إيجاد حل سلمي للنزاع في أوكرانيا، مؤكدةً على موقفها المتمثل في الدعوة إلى الدبلوماسية والحوار وخفض التصعيد.
وقع الاتفاقية من الجانب الإماراتي سعادة سلطان محمد الشامسي، نائب رئيس وكالة الإمارات للمساعدات الدولية عضو مجلس الشؤون الإنسانية الدولية، خلال اجتماع جمع معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي مع السيدة الأولى لأوكرانيا، أولينا زيلينسك.

مقالات مشابهة

  • الهند تؤكد تأييدها لأولويات جنوب أفريقيا فى رئاستها لمجموعة العشرين
  • الاتحاد النسائي يشارك في اجتماعات لجنة المرأة العربية
  • جوهانسبرغ.. تفاصيل لقاءات وزير الخارجية في اجتماع مجموعة العشرين
  • وزراء خارجية مجموعة العشرين يلتقون في جوهانسبرغ في غياب الولايات المتحدة
  • جنوب أفريقيا تستضيف اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين
  • لافروف يصل إلى جوهانسبرغ للمشاركة في لقاء وزراء خارجية مجموعة العشرين
  • جنوب أفريقيا.. وزير الخارجية يشارك في اجتماع مجموعة العشرين
  • سمو وزير الخارجية يصل إلى جنوب أفريقيا للمشاركة في اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة العشرين
  • الإمارات تدعم إنشاء مراكز للأسر الحاضنة ورعاية الأيتام في أوكرانيا بـ 4.5 مليون دولار
  • الإمارات تدعم إنشاء مراكز للأسر الحاضنة ورعاية الأيتام في أوكرانيا