هل يحيي ماركو روبيو "عقيدة مونرو" في أمريكا؟
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
اختار الرئيس الجمهوري المنتخب دونالد ترامب، السيناتور عن ولاية فلوريدا ماركو روبيو لقيادة وزارة الخارجية. ويُعرف عن روبيو تشدده في السياسة الخارجية خصوصاً تجاه الصين وإيران.
كان مبدأ مونرو محاولة لإبقاء أمريكا اللاتينية بعيدة من ألعاب أوروبا الإمبريالية
لكن الكاتب في موقع "واشنطن فري بيكون" مايك واتسون، يرجح أن تكون المساهمة الأكثر تميزاً لروبيو في أمريكا اللاتينية، حيث يستطيع أن يعيد مبدأ مونرو إلى مركز السياسة الخارجية الأمريكية.بسمارك يحسد أمريكا
إن الجوار الحميد الذي تتمتع به أمريكا هو أحد أعظم المزايا الاستراتيجية لديها. يقال إن المستشار الألماني أوتو فون بسمارك، قال مازحاً: "إن الأمريكيين شعب محظوظ جداً. فمن الشمال والجنوب يحدهم جاران ضعيفان، ومن الشرق والغرب تحدهم أسماك".
Rubio and the Return of the Monroe Doctrinehttps://t.co/S9VmRfxNZm
— Washington Free Beacon (@FreeBeacon) November 16, 2024لقد استغرق الوصول إلى هذه النقطة مقداراً كبيراً من العمل. فمنذ أشعلت الثورة الفرنسية حريقاً عالمياً قضى في نهاية المطاف على إمبراطوريتي فرنسا وإسبانيا، كان الأمريكيون يخشون تدخل قوى معادية إلى الجنوب منهم. في شراكة هادئة مع بريطانيا العظمى، كان مبدأ مونرو محاولة لإبقاء أمريكا اللاتينية بعيدة من ألعاب أوروبا الإمبريالية. لقد حاولت الولايات المتحدة منذ بداية عهد جويل روبرتس بوينسيت، وزير جون كوينسي آدامز إلى المكسيك، الترويج للجماعات الديمقراطية المؤيدة لأمريكا في المنطقة.
مهمة شاقةمثل طرد المنافسين البريطانيين والروس مهمة شاقة. فقد كانت بريطانيا القوة العالمية البارزة طيلة القرن ونصف القرن الأول بعد استقلال الولايات المتحدة، ونجحت في جذب أمريكا اللاتينية إلى إمبراطوريتها الاقتصادية غير الرسمية.
وخلال أغلب تلك الفترة، كان عمال المطاحن البريطانيون من بين أفضل زبائن أمريكا اللاتينية، لكن المزارعين الأمريكيين كانوا أكبر منافسيها.
Rubio and the Return of the Monroe Doctrine
@FreeBeacon
https://t.co/v6fZwBn690
وبحلول الوقت الذي انهار فيه النفوذ الإقليمي البريطاني، كان الاتحاد السوفييتي مستعداً لدعم الحركات الشيوعية في مختلف أنحاء النصف الغربي للكرة الأرضية. وللفوز بالحرب الباردة في أمريكا اللاتينية، توجب على الولايات المتحدة أن تدخل في شراكة مع ديكتاتوريين أشرار وأن تجذب المنطقة إلى مدارها الاقتصادي الخاص.
بعد الهدوء أضاف الكاتب أنه بعد بضعة عقود من الهدوء النسبي، يتدهور الوضع في أغلب أنحاء أمريكا اللاتينية. فقد أدى التحول الاشتراكي في فنزويلا إلى تحويل الدولة التي تمتلك أكبر احتياطات نفطية مؤكدة في العالم إلى دولة مفلسة. هرب ما يقرب من ثمانية ملايين فنزويلي من وطنهم، وكشفت الانتخابات الصورية التي جرت هذا الصيف أن الرئيس نيكولاس مادورو لن يتخلى عن السلطة. وتكافح المنطقة بشكل عام مع انخفاض النمو الاقتصادي وارتفاع الديون. والجريمة مشكلة رئيسية في دول مثل المكسيك، حيث أطلقت العصابات موجة قتل استمرت لسنوات.كما أن للولايات المتحدة منافساً جديداً من القوى العظمى في المنطقة. فقد أصبحت الصين أكبر شريك تجاري لأمريكا الجنوبية، وهي تتوغل في جميع أنحاء نصف الكرة الغربي. وانضمت أكثر من 20 دولة في أمريكا اللاتينية إلى مبادرة الحزام والطريق الصينية وتقوم العديد منها ببناء شبكات الاتصالات من الجيل التالي بمعدات هواوي.
وهذه العلاقات ليست اقتصادية وحسب، فقد دعت حكومة البرازيل ذات الميول اليسارية القوات الصينية للمشاركة في التدريبات العسكرية في سبتمبر (أيلول)، واستضافت كوبا قاعدة تجسس صينية منذ سنة 2019 على الأقل. ما الذي يميز روبيو؟ يتمتع روبيو بخبرة واسعة في العمل في المنطقة. هو ابن أبوين كوبيين ويتحدث الإسبانية بطلاقة وقضى حياته المهنية، ممثلاً لولاية فلوريدا. لولايته علاقات ثقافية واسعة النطاق مع المنطقة، وميامي هي العاصمة المالية الفعلية لأمريكا اللاتينية.
وفي مجلس الشيوخ، كان روبيو أحد المشرعين الرائدين للحزب الجمهوري بشأن قضايا أمريكا اللاتينية. أثارت كوبا وفنزويلا غضبه بشكل خاص، وكذلك الزعماء المناهضون لأمريكا في بلدان أخرى. وأدرك أيضاً أن المصالح الأمريكية كانت في أفضل حالاتها في المنطقة عندما كانت الشركات الأمريكية أكثر نشاطاً هناك، لذلك شجع نقل سلاسل التوريد من الصين إلى الدول الصديقة.
بالرغم من المشاكل الكبيرة في المنطقة، ثمة بعض اللبنات الأساسية للنجاح. لا أحد في المنطقة يريد تقليد كوبا أو فنزويلا، وثمة بعض القادة الواعدين مثل الأرجنتيني خافيير ميلي. حسب الكاتب أيضاً، سيكون كبح النفوذ الصيني أصعب من طرد السوفييت، لكن مكافأة أصدقاء أمريكا ومعاقبة خصومها قد يقطعا شوطاً طويلاً في جعل اقتصاد الأمة وحدودها الجنوبية أكثر أمناً.
تاريخياً، كان جوار أمريكا أحد أعظم مزاياها الاستراتيجية. إذا تمكن ترامب وروبيو من استعادة الهدوء في المنطقة، فستستفيد البلاد بشكل كبير.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عودة ترامب أمریکا اللاتینیة فی المنطقة فی أمریکا
إقرأ أيضاً:
كيف يشكل التحالف بين أمريكا وأوروبا ركيزة أساسية لمواجهة الصين؟
في وقت يتسارع فيه التأثير الصيني على الاقتصاد العالمي والسياسة الدولية، تبرز الحاجة إلى تعزيز التعاون بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لمواجهة هذا التحدي المشترك، إذ يمثل الجانبان معاً القوى الاقتصادية الأكبر في العالم، ومن خلال تحالفهما، يمكن لهما تشكيل جبهة موحدة لمواجهة السياسات الاقتصادية الصينية المهيمنة.
النزعة التجارية الصينيةويقول الباحثان كوش أرها وجورن فليك في تقرير نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية إن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، باعتبارهما الاقتصادين الحرين والمنفتحين الوحيدين القادرين على مواجهة النزعة التجارية الصينية، هما شريكان لا غنى لأحدهما عن الآخر في التغلب على الصين.
ويضيف الباحثان أن حصة الاتحاد الأوروبي من الناتج المحلي الإجمالي العالمي أكبر قليلاً من حصة الصين. وتبلغ قيمة الاستثمارات المتكاملة عبر الأطلسي أكثر من 5 تريليونات دولار، مع أكثر من 2.7 تريليون دولار من الاستثمارات الأمريكية في أوروبا، وأكثر من 2.4 تريليون دولار من الاستثمارات الأوروبية في الولايات المتحدة.
وتشكل اقتصادات ضفتي الأطلسي أكبر وأقوى تجمع اقتصادي في العالم، وتحتاج إلى الاستفادة من ميزتها الجماعية في مواجهة الخصوم العالميين المشتركين الذين يسعون بعزم إلى تقسيمهما.
???????? The EU wants to impose sanctions against China because it has allegedly started supplying weapons to Russia, the German publication FAZ reported on Friday, citing sources. pic.twitter.com/Eeq9oW3v21
— Sprinter III (@SprinterIII) November 15, 2024 توحيد الجهودويقول الباحثان إنه ينبغي على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي توحيد جهودهما لتعزيز مصالحهما المشتركة، غير مبالين بمحاولات خصومهما المشتركين لإلهائهما. ويعكس التصويت الأخير لدول الاتحاد الأوروبي على فرض رسوم جمركية على السيارات الكهربائية الصينية الرخيصة التي تغزو الأسواق الأوروبية، إدراك التهديد الصيني والتحديات التي تواجه توحيد الدول الأوروبية المختلفة لاتخاذ إجراءات حاسمة. ويجب على الولايات المتحدة أن تعي هذا التقارب عبر الأطلسي وأن تركز على الجهود المشتركة والمنسقة لدعم هذا التحالف المتزايد، رغم هشاشته.
وتتبنى الصين استراتيجية مشابهة لروسيا، لكنها تمتلك أدوات اقتصادية أكبر بكثير. وتهدف بكين إلى خلق انقسامات، ليس فقط بين دول الاتحاد الأوروبي، بل أيضاً بين الولايات المتحدة وأوروبا. وسيكون تجاهل أو دعم خطط الخصوم لتفريق الصف تصرفا غير حكيم. وعلى العكس، ينبغي على القادة الأمريكيين والأوروبيين إظهار فهم وصبر استثنائيين تجاه التحديات الداخلية لكل جانب لضمان تعزيز التضامن عبر الأطلسي في مواجهة الخصمين المشتركين، الصين وروسيا.
ويقول الباحثان إن اتخاذ إجراء جماعي ضد الصين في أوروبا أثبت أنه أشبه بمحاولة "جمع القطط"، كما يظهر من التصويت الأخير حول فرض رسوم جمركية محتملة على السيارات الكهربائية الصينية.
وعلى الرغم من أن التصويت قد أقر في المفوضية الأوروبية، فإن غالبية دول الاتحاد الأوروبي إما امتنعت عن التصويت "12 دولة من أصل 27" أو كما في حالة خمس دول بقيادة ألمانيا والمجر، عارضت الإجراء. وصوتت عشر دول فقط، بما في ذلك دول البلطيق وبولندا وبلغاريا والدنمارك وهولندا وإيطاليا وفرنسا وإيرلندا، لصالح القرار.
????NATO CHIEF: RUSSIA GIVES NORTH KOREA MISSILE TECH THAT THREATENS THE US
“Russia working together with North Korea, Iran, and China, is not only threatening Europe…but also the Indo-Pacific and North America.
We must stand together: Europe, North America, and our global… pic.twitter.com/zN8XooBvJe
وامتنعت دول بارزة في حلف الناتو عن التصويت، مثل رومانيا وجمهورية التشيك، إلى جانب الأعضاء الجدد في الناتو فنلندا والسويد، كما فعلت إسبانيا والبرتغال واليونان وعدد من الدول الأصغر مثل كرواتيا وقبرص والنمسا وبلجيكا ولوكسمبورج. ويعطي هذا النمط في التصويت أربع رؤى رئيسية للقادة الأمريكيين، لا سيما أولئك الذين يركزون على الصين.
أولاً وقبل كل شيء، يمتلك الاتحاد الأوروبي وحده، وليس أي دولة أوروبية منفردة، القوة الاقتصادية الكافية لمواجهة الصين. ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين هي القائدة الأوروبية الوحيدة التي زارت بكين وأرسلت رسالة قوية قائلة: "الهدف الواضح للحزب الشيوعي الصيني هو إحداث تغيير جوهري في النظام الدولي، بحيث تكون الصين في مركزه".
وفي المقابل، أرسل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رسائل متباينة بشأن تايوان في محاولة لإبعاد فرنسا عن الولايات المتحدة. ويبدو أن المستشار الألماني أولاف شولتس مهتم أكثر بالحفاظ على السوق الصينية للسيارات الألمانية. أما بالنسبة للمجر، فإنها تتلقى استثمارات صينية تفوق تلك التي تتلقاها ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة مجتمعة، مع خطط لإنتاج السيارات الكهربائية الصينية محلياً لتجنب الرسوم الجمركية الأوروبية.
ويرحب العديد من القادة والأحزاب السياسية في أوروبا، خصوصاً أولئك المتحالفين مع المحافظين الأمريكيين في القضايا الثقافية، غالباً بمبادرات روسيا والصين، رغم أنها تتعارض مع المصالح الوطنية لكل من الولايات المتحدة وأوروبا.
ثانياً، تنظر أورسولا فون دير لاين، المدعومة من المجموعة الأساسية من الدول التي صوتت لصالح فرض الرسوم على الصين، باستثناءات ملحوظة مثل فرنسا وإيرلندا، إلى الصين وروسيا كتهديدين متكاملين. وعلى عكس الآخرين، لا تسعى هذه المجموعة للحصول على ضمانات أمريكية لحلف الناتو بينما تعرب عن استيائها من التورط في منافسة أمريكية-صينية.
ويرى الباحثان أن التحدي الصيني للمصالح الأمريكية يمتد إلى ما هو أبعد من منطقة المحيطين الهندي والهادئ، إذ أن الدعم المادي الذي تقدمه الصين لروسيا يعد أمراً أساسياً لاستمرار حربها الوحشية ضد أوكرانيا.
كما أن القوات الكورية الشمالية تقاتل نيابة عن روسيا على الجبهات الأوكرانية. ويدرك القادة الواقعيون في كل من أمريكا وأوروبا حجم التحدي العالمي الذي تمثله الصين ويعرفون أن التصدي له يتطلب تحركاً جماعياً.
وفي هذا الجهد، تتولى فون دير لاين قيادة أوروبا متفوقة على أي قائد وطني آخر.
ثالثاً، انتقل محور سياسة أوروبا تجاه الصين من برلين إلى بروكسل. فلم تتمكن برلين من عرقلة التحرك الأوروبي ضد السيارات الكهربائية الصينية، كما فعلت سابقاً مع الألواح الشمسية الصينية منذ نحو عقد من الزمن. وأصبحت المفوضية الأوروبية تحت قيادة أورسولا فون دير لاين تقود سياسة أوروبا تجاه الصين.
واستثمرت فون دير لاين رصيداً سياسياً كبيراً لمواجهة بلدها الأم والحفاظ على هذا المسار. وإن شراكة أمريكية-أوروبية بشأن الصين ستدعم موقفها، مما يساعدها على إبقاء الدول الأعضاء ثابتة على هذا النهج، وسيتيح للولايات المتحدة شريكاً اقتصادياً قوياً للحد من السلوك الاستغلالي للصين.
ورابعاً، يجب على الولايات المتحدة وأوروبا أن تظهران قدراً من التضامن والوحدة لا يقل عن ذلك الذي يظهره خصومهما. فقد تغلبت الصين وروسيا، في شراكتهما "بلا حدود"، على اختلافات هيكلية كبيرة للاتحاد ضد التحالف الأطلسي.
وهذا التوحد يزداد وضوحاً مع انضمام إيران وكوريا الشمالية. وإن استجابة عبر الأطلسي مدفوعة بالمصالح المشتركة والهدف الملح ليست مجرد ترف، بل ضرورة. ويعد الناتو المعزز والتحالف القوي بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من الركائز الدفاعية والاقتصادية التي لا غنى عنها في مواجهة "محور الأربعة" بقيادة الصين.
ويخلص الباحثان إلى أنه يجب على الإدارات الأمريكية والأوروبية المقبلة أن تعطي الأولوية لإيجاد أرضية مشتركة في مواجهة النزعة التجارية الصينية. وأي نزاع تجاري عبر الأطلسي بشأن الرسوم الجمركية من شأنه أن يضعف التقارب الهش بشأن التهديد الصيني، ويؤدي إلى ضغط الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على المفوضية لاتخاذ تدابير انتقامية ضد أمريكا.
وفي الوقت نفسه، سيظل التحدي الأكبر الذي تشكله الصين دون معالجة، مما يعزز محور الصين-روسيا من خلال إضعاف مرونة وإرادة الحلفاء.