الأراغيل تغزو مراكز الايواء.. أداة للتأقلم والصمود
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
بين كلّ الدمار والخراب الذي نشاهده جراء العدوان الإسرائيلي على لبنان، مشهد يستوقفنا، يكاد يكون غريباً عمّا نتوقعه في ظلّ الظروف الراهنة خاصة لدى اخلاء المناطق.. هي ظاهرة النزوح مع الاراغيل. فبعد توجيه العدو انذاراته، امتلأت الطرقات بمن غادروا على عجلة منازلهم، تاركين الثياب، الاحذية والصور التذكارية.
"نفس" للتكيّف والصمود على غرار المقولة الشهيرة "نفّخ عليها تنجلي"، وضّب اللبنانيون الأراغيل وتوجهوا بها الى مراكز الايواء أو مساكنهم الجديدة، لعلّ دخان التبغ يخفي ولو قليلاً دخان الغارات ويطفئ جمرة النيران التي اضرمها العدو في قلوبهم. مشهد الجلسات و"قرقرة" الأراغيل تتكرر في المراكز، وكأنها صورة موحدة وامتداد لثقافة أهل الضيافة والكرم وسط فوضى الحرب والتهجير.
وتوضح الاختصاصية بعلم النفس، كاندي أبو سرحال، في حديثها لـ"لبنان 24"، ان التمسّك بوجود الأراغيل في مراكز الايواء، هو مؤشر على رغبة اللبنانيين وقدرتهم بالاستمرار بحياتهم وثقافاتهم، رغم كل الصعاب. ووفقاً لأبو سرحال، قد تكون مشهدية الاراغيل والجمعات أكبر دليل على الصمود ورمز للمقاومة الشعبية وللوحدة بوجه آلة القتل الإسرائيلية.
ولتفسير الأمر، تقول أبو سرحال إن الحروب تدمّر الحياة اليومية للافراد وتصبح الأولويات ملخّصة بأولوية واحدة وهي البقاء على قيد الحياة، معتبرة أن احتفاظ اللبنانيين بعادة "جمعة الاراغيل" والتي باتت من ثقافة شعوبنا يعدّ رسالة يوجهها هذا الشعب للعالم بحبه للحياة ورغبته بالسلام وأنه قادر بالرغم من مأساته من إيجاد سبيل للاستمرار والتكاتف وتبادل الخبرات والتجارب القاسية بهدف الصمود.كما ان اللجوء الى "الشيشة" قد يكون للحصول على لحظة هدوء وسط الاضطرابات اليومية والحرب المندلعة وكل ما يترافق معها من ضغوط.
وتقول أبو سرحال إن "نفس" الأرغيلة او التدخين والحصول على النيكوتين يعتبر من أكثر ما يستهوي الافراد للهروب من الواقع الأليم الذي يحيونه، مضيفة أن البعض يعتبره كوسيلة للتكيّف مع الوضع الحالي، فالنيكوتين يحفّز إفراز الدوبامين في الدماغ، مما يمنح المدخن شعوراً موقتاً بالاسترخاء والهدوء وهو أقصى ما يطلبه أي انسان بهذه الظروف.
ملاذ ضارّ يجلب الخلاف!
الأراغيل في لبنان اذاً دخلت في صلب الصراع وباتت أداة للتأقلم والتكيف والصمود، غير أنها أيضاً مصدر للخلاف في بعض مراكز الايواء. وتقول أبو سرحال إن المراكز تضمّ العديد من الأفراد الكبار والصغار ومن يعاني من الأمراض المزمنة والرئوية. لذا قد يولّد التدخين حالة من التوتر بين المقيمين في المركز بسبب مضار التدخين وتأثيره على الأطفال والمرضى.
كما أن مادة النيكوتين والتي يحصل الافراد على جرعات منها عبر استخدام الأراغيل، قد تؤدي الى تفاقم مشاكلهم النفسية. وتقول أبو سرحال إن الحصول على النيكوتين بشكل مستمر ومضاعف يزيد في وقت لاحق الشعور بالقلق والاكتئاب، مشيرة الى أن "الراحة والاسترخاء" هي فكرة قد توصل الافراد الى الإدمان على التدخين والارغيلة، بعد ان كانت ملاذاً للسكينة والتسلية لهم.
في السراء والضراء، الأرغيلة رفيقة اللبنانيين وكلفتها الصحية والاقتصادية مهما كثرت لن تكون أكبر من كلفة الحرب بالنسية لهم.. ادخلوها في الصراع وارادوا أن يقولوا للعالم اجمع بعزّ محنتهم أنهم صامدون وان ثقافتهم ووحدتهم لن يقوى عليها من أي عدوان. مشهدية الأراغيل تتخطى مفهوم التسلية لتصبح رسالة مفادها: لم ولن نهزم! المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
تيك توك تضيف أداة لإنشاء مقاطع بالذكاء الاصطناعي
بدأت منصة "تيك توك" في السماح لجميع المسوقين على منصتها باستخدام أداة تعمل بالذكاء الاصطناعي لإنشاء مقاطع تسويقية، لتصبح أحدث منصة تسمح للمعلنين بالاستفادة من هذه التكنولوجيا.
ترافق ذلك مع معلومات مفادها أن وكالة "غيتي" ستتيح مخزونها من الصور والفيديو لأداة إنشاء الفيديو التي تعمل بالذكاء الاصطناعي من "تيك توك"، والتي تسمى "Symphony Creative Studio" (سيمفوني كرييتيف ستوديو).
ستتمكن العلامات التجارية من استخدام الصور ومقاطع الفيديو المرخصة من وكالة "غيتي" لإنشاء إعلانات بواسطة الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك رسائل تسويقية تضم شخصيات تشبه الأشخاص الحقيقيين، وفقا للشركتين.
لم تكشف "غيتي" و"تيك توك" عن الشروط المالية للصفقة.
يُعد التعاون مع "غيتي" جزءا من توسع أدوات "تيك توك" للمعلنين وصنّاع المحتوى، وفق التطبيق.
وقال آندي يانغ رئيس قسم تحقيق الدخل من المنتجات الإبداعية في "تيك توك"، في بيان مرفق "نهدف إلى تمكين المعلنين ومساعدتهم على التواصل مع مجتمعاتهم بقوة الذكاء الاصطناعي التوليدي".
في الشهر الماضي، أطلقت شركات الإعلان عبر الإنترنت العملاقة "أمازون" و"غوغل" و"ميتا" أدوات تضع الذكاء الاصطناعي في العمل للمساعدة في إنشاء إعلانات لمنصاتهم.
قال بيتر أورلوفسكي، نائب الرئيس الأول للشراكات الاستراتيجية العالمية في وكالة Getty Images، في البيان المشترك "مع الارتفاع في الطلب على القصص الأصلية في الإعلان، فإن الحاجة إلى محتوى جذاب وعالي الجودة لنقل هذه القصص بشكل فعال إلى الجماهير باتت أكبر من أي وقت مضى".
وأثارت نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي المدربة على الصور والمقالات والبيانات الأخرى الموجودة على الإنترنت، حماسة كبيرة لدى فئات من المستخدمين، في حين أثارت غضب صناع المحتوى والفنانين وغيرهم ممن يعتقدون أن إبداعاتهم يتم استخدامها لتدريب هذه النماذج من دون أخذ إذنهم أو دفع حقوق مالية لهم.
وقد رفعت منشورات مثل صحيفة "نيويورك تايمز" دعاوى قضائية للدفاع عن محتواها، في حين اختارت بعض المؤسسات الإخبارية إبرام صفقات ترخيص.