عواقب عقوق الوالدين في الدنيا والآخرة
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية إن الله سبحانه وتعالى نهى عن عقوق الوالدين، وجعل عواقبه شديدةً ووخيمةً؛ منها عقوبة في الدُّنيا قبل الآخرة؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم قال: «بابانِ مُعجَّلانِ عُقوبتُهما في الدنيا: البَغْيُ، والعقُوقُ» رواه الحاكم في "المستدرك".
وأوضحت الإفتاء أن عقوق الوالدين يمنع الشخص من دخول الجنَّة؛ روى النسائي عن ابن عمر رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم قال: «ثلاثةٌ لا ينظرُ اللهُ عزَّ وجلَّ إليهم يومَ القيامةِ: العاقُّ لوالِدَيهِ، والمرأةُ المترجِّلةُ، والدَّيُّوثُ، وَثَلَاثَةٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ: الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ، وَالْمُدْمِنُ عَلَى الْخَمْرِ، وَالْمَنَّانُ بِمَا أَعْطَى.
وأضافت الإفتاء قائلة: وقد بيَّن العلماء أن العقوق: هو كلُّ ما يؤذي الوالدين أو أحدهما غير معصية الله تعالى؛ قال العلامة ابن حجر الهيتمي في "الزواجر عن اقتراف الكبائر" (2/ 115، ط. دار الفكر): [والوجه الذي دلَّ عليه كلامهم أن ذلك كبيرة كما يعلم من ضابط العقوق الذي هو كبيرة، وهو أن يحصل منه لهما أو لأحدهما إيذاء ليس بالهين؛ أي عرفًا] اهـ.
وقال الإمام ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري شرح صحيح البخاري" (10/ 406، ط. دار المعرفة، بيروت): [والعقوق -بضم العين المهملة- مشتقٌّ من العق؛ وهو القطع، والمراد به صدور ما يتأذَّى به الوالد من ولده من قولٍ أو فعلٍ إلا في شرك أو معصية ما لم يتعنت الوالد، وضبطه ابن عطية بوجوب طاعتهما في المباحات فعلًا وتركًا، واستحبابها في المندوبات، وفروض الكفاية كذلك] اهـ.
وقال العلامة المناوي في "التيسير بشرح الجامع الصغير" (1/ 251، ط. مكتبة الإمام الشافعي، الرياض): [والعقوق: ما يتأذى به من قول أو فعل غير محرم ما لم يتعنت الأصل] اهـ.
وروى عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ الْجُهَنِيِّ رضي الله عنه قَالَ : " جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، شَهِدْتُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ ، وَأَنَّكَ رَسُولُ اللهِ ، وَصَلَّيْتُ الْخَمْسَ ، وَأَدَّيْتُ زَكَاةَ مَالِي ، وَصُمْتُ شَهْرَ رَمَضَانَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ مَاتَ عَلَى هَذَا كَانَ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ هَكَذَا - وَنَصَبَ إِصْبَعَيْهِ - مَا لَمْ يَعُقَّ وَالِدَيْهِ ) وصححه الألباني في " صحيح الترغيب " (2515) .
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عقوق الوالدين العقوق دار الإفتاء الإفتاء عقوق ى الله علیه
إقرأ أيضاً:
الإفتاء: زيارة المقابر يوم الجمعة من السنن المستحبة
يتبادر إلى الأذهان كل جمة تساؤل بين المسلمين حول جواز زيارة المقابر يوم الجمعة، فالبعض يرها موعظة وتذكرة للإنسان بالموت والآخرة، فما حكم تخصيص يوم الجمعة لزيارة المقابر.
حكم توزيع الصدقات عند زيارة المقابر حكم زيارة المقابر يوم الجمعة.. الإفتاء توضح حكم زيارة المقابر يوم الجمعةزيارة المقابر يوم الجمعةأكدت دار الإفتاء المصرية أن زيارة المقابر مستحبة شرعًا، وأن يوم الجمعة يُعد من الأيام التي اختصها الله تعالى بمزيد من الفضل والأجر. وقد وردت نصوص في الشرع تُظهر أن زيارة المقابر في يوم الجمعة أو قبله أو بعده تحمل ثوابًا عظيمًا وقبولًا للدعاء.
ورد في الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:
"مَنْ زَارَ قَبْرَ أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدِهِمَا فِي كُلِّ جُمُعَةٍ غُفِرَ لَهُ، وَكُتِبَ بَرًّا" (رواه الطبراني في "المعجم الأوسط").
كما روي أن السيدة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تزور قبر سيد الشهداء حمزة رضي الله عنه كل جمعة، كما أخرجه عبد الرزاق الصنعاني في "المصنف".
أشار الفقهاء إلى أن يوم الجمعة هو الأفضل لزيارة المقابر مقارنة بأيام الأسبوع الأخرى.
قال العلامة ابن عابدين الحنفي في "رد المحتار على الدر المختار":
"لا بأس بزيارة القبور، بل تُندب، وتُزَار في كل أسبوع. إلا أنَّ الأفضل يوم الجمعة والسبت والاثنين والخميس".
وأكد أن الموتى يعلمون بزوارهم يوم الجمعة، أو يومًا قبله، أو يومًا بعده، مما يجعل الجمعة يومًا مميزًا لهذه العبادة.
وأضاف الشيخ العدوي المالكي في "حاشيته على شرح مختصر خليل":
"الموتى يعلمون بزوارهم يوم الجمعة وعشية الخميس ويوم السبت، لذلك يستحب زيارة القبور ليلة الجمعة ويومها وبكرة السبت".
أثر زيارة المقابرزيارة المقابر تحمل معاني عظيمة، منها:
1. صلة الرحم مع الأموات: من خلال الدعاء لهم بالرحمة والمغفرة.
2. تذكير الأحياء بالموت والآخرة: مما يدفعهم للإصلاح والعمل الصالح.
3. التخفيف عن الأموات بالدعاء: حيث يُرجى قبول الدعاء والرحمة لهم.
زيارة المقابر يوم الجمعة
زيارة المقابر يوم الجمعة ليست فرضًا، لكنها مستحبة ولها فضل كبير. هذا اليوم المبارك يحمل خصوصية من حيث استجابة الدعاء واطلاع الموتى على زوارهم، لذا، فإن تخصيص يوم الجمعة لزيارة المقابر يُعد أمرًا محمودًا، خصوصًا للأبناء تجاه والديهم، حيث يجمع بين طاعة الله وبر الوالدين، مما يزيد من الثواب ويكتب الزائر في عداد البارين.