كيف صارت أمريكا معادية للهجرة؟
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
كيف تحولت أمة من المهاجرين إلى واحدة تكره الهجرة؟ هذا ما يجب فهمه، قبل تفسير الوضع الحالي للسياسة الأمريكية.
ربما يكون السبب في ضخامة الأمر: الأعداد الضخمة الخارجة عن السيطرة التي تتدفق عبر الحدود المفتوحة
وكتبت جانيت دالي في صحيفة تلغراف البريطاينة، أنه ربما كان متوقعاً أن يؤدي الوصول المفاجئ لأعداد كبيرة من الأشخاص من البلدان الأجنبية إلى استياء لدى سكان العالم القديم، الذين تعود جذورهم الراسخة، إلى أبعد مما يمكن لعائلاتهم أن تتبعه.
كان الشرط الوحيد، هو أن يكون اللاجئ مستعداً لشق طريقة الخاص وألا يصبح، كما أعلن التحذير في جزيرة إليس، "عبئًا على الدولة". ولن يكون هناك نظام رعاية اجتماعية لرعايته. وفي إمكانه أن يدخل ويجعل هذا المكان بيته ويحقق أي شيء يستطيع تحقيقه، طالما قبل مبادئ الدستور ولم يطلب أي شيء آخر. كان هذا هو الاتفاق.
If you’re wondering why mass immigration into America has always been a HORRIBLE idea, look no further than this video
Immigrant being interviewed “I don’t give a f*ck about the founding of America. Like, I'm not even from here.”
We’re destroying ourselves pic.twitter.com/QkWK4T2iTr
ولأطول فترة، بدا الأمر ناجحاً. إن العائلات التي فرت من المذابح في مطلع القرن الماضي، ولا تتحدث الإنكليزية ولا تملك سوى الأمتعة التي يمكن حملها، خلقت فرصاً لأطفالها لم تكن ممكنة في أي مكان آخر. لقد اعتمدوا على حرفهم الموروثة، أو أبقوا دكاكينهم مفتوحة كل يوم من أيام السنة، من أجل إلحاق أبنائهم بالجامعة، ويفضل أن يكون ذلك للتخصص في الطب أو القانون. ففي نهاية المطاف، كانت هذه "أرض الفرص"، التي كان فيها الاعتماد على الذات والآمال والطموح، هي الفضائل النهائية.
بعد الانتخابات الرئاسية، التي فاز بها دونالد ترامب بسبب قضية الهجرة الجماعية، تقول الكاتبة إنها تلقت رسائل من إحدى أقدم صديقاتها فيها تعاطف غير متوقع مع ناخبي ترامب " ربما لأنها أقامت في الولايات المتحدة وتالياً ظلت على اتصال بالمزاج الشعبي. انتقلت تأملاتها إلى تجارب طفولتنا كأبناء الجيل الثاني من المهاجرين.
وكانت هذه قصتها: "جاء جدي إلى الولايات المتحدة مع زوجة وطفلين. لم يكن يقرأ ولا يكتب ولا يتحدث بالإنكليزية. بدأ العمل مع عصابات الطرق حول بوفالو (ولاية نيويورك). وفي غضون خمسة عشر عاماً، عندما تخرجت والدتي من المدرسة الثانوية، كان رجل أعمال ثرياً عمل بجهد ثم تحول إلى ميكانيكي، ثم افتتح محطات للوقود والكراجات. كان يقود سيارات فاخرة وكانت جدتي ترتدي معاطف من الفرو وجوارب حريرية في المدرسة الثانوية".
???? "The United States was once confident in what it stood for. When it forgot that, new arrivals just became a nuisance" | Writes Janet Daley
Read the full column below ⬇️https://t.co/2HC1IBGi7q pic.twitter.com/KosNvjSUxs
ومضت قائلة إن جدها "كان يحفظ القصائد الملحمية الصربية القديمة عن ظهر قلب، وكان يجلس معي لساعات تحت دالية العنب ويتلوها لي. لكن والدتي لم تكن تريدني أن أتعلم الصربية، وكانت تقول لي أنت أمريكية، كانت تقول ذلك طوال الوقت".
وتتذكر أن ذلك الأمر دق على وتر حساس لديها، "إذ كان والدي من الجيل الأول الذي ولد في مجتمع يهودي في بوسطن. ولم يتعلم الإنكليزية حتى ذهب إلى المدرسة، حيث كان يتحدث اليديشية فقط في المنزل وفي الحي الذي يقيم فيه. ولكن عندما أعربت عن رغبتي في تعلم اليديشية، رفض أن يعلمني إياها، مدعياً بأنه لا يستطيع تذكرها ــ على رغم أنه لا يزال يتحدثها مع والديه. ومن الواضح أنه لم يكن يريد إدامة هذه العلاقة مع الماضي: لقد صرنا أمريكيين الآن. كان لا بد من احتضان الامتنان والشعور بالخلاص الذي منحنا إياه هذا الهروب إلى العالم الجديد، بكل إخلاص".
وتتساءل الكاتبة: "إذاً ما الذي يحدث الآن؟ لماذا يشعر أحفاد كل هؤلاء المهاجرين الأوائل، الذين نشأت وطنيتهم، من شعورهم بالامتنان، بالاستياء الشديد إزاء تدفق هذه الموجة الجديدة، إلى الحد الذي يجعلهم يصوتون لرجل جعل من معارضة الهجرة فكرته المهيمنة، حتى لو كانوا يكرهونه؟". ربما يكون السبب في ضخامة الأمر: الأعداد الضخمة الخارجة عن السيطرة التي تتدفق عبر الحدود المفتوحة، حيث كان الدخول في الماضي يُراقب بعناية. ومع هذا التدفق الهائل يأتي خطر المجتمعات الانفصالية المنعزلة، التي لا تندمج مع المجتمع الأوسع. ولكن هذا كان نمطاً في الزمن القديم أيضاً.
لا شك أن تلك النسخة المثالية المبكرة من أمريكا، التي عرضت علينا منذ السنوات الأولى، كانت مجرد خيال ساذج. لقد كانت هذه أمة من النازحين، وكان القلق الوجودي المزمن الذي نشأ عن ذلك أمراً لا مفر منه ومضراً عاطفياً. هناك تجذّر واثق في مجتمعات العالم القديم، وهو ما تفتقده التجربة الأمريكية.
وما قدمته الولايات المتحدة ذات يوم بدلاً من ذلك، كان التفاؤل والثقة بالنفس. وعندما انهارت هذه الثقة، باتت الهجرة مجرد غزوٍ موبوء.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عودة ترامب الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
النرويج: وقف إطلاق النار في غزة "لن يكون كافيا بمفرده"
قالت وزارة الخارجية النرويجية، اليوم الأربعاء، إن وقف إطلاق النار المرتقب في قطاع غزة لن يكون كافيا بمفرده، داعية إلى اتخاذ خطوات ليقرر الشعب الفلسطيني مصيره ويدير دولته.
جاء ذلك خلال مشاركة وزير خارجية النرويج إسبن بارث إيدي، في افتتاح الاجتماع الثالث للتحالف الدولي الداعم لتنفيذ حال الدولتين لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، في العاصمة النرويجية أوسلو.
وقال إيدي إن "وقف إطلاق النار (المرتقب في غزة) شرط مسبق لكل ما نريد أن نحققه في التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين".
وشدد على أنه "آن الأوان أن ننتقل للخطوات التالية، لأن وقف إطلاق النار بمفرده يمكنه أن يخلق فراغا وشعورا بالأمل لن يتحقق، والمشاكل والانقسامات في غزة لن تُعالج، والكراهية لن تتوقف بمجرد وقف إطلاق النار".
وأضاف أن "ما يجمعنا في هذا التحالف هو الخطوات التالية: كيف يمكننا أن ننتقل إلى ما يحقق السلام الفعلي للشعب الفلسطيني، وحقه في تقرير المصير، واختيار حكومته، وإدارة دولته".
وتابع: "أيضا إمكانية أن يعيش الشعب الإسرائيلي بسلام مع الجيران الفلسطينيين، والاندماج في المنطقة من خلال التطبيع مع الدول المجاورة".
المصدر : الأناضول اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين صحيفة تكشف سبب تأخر الإعلان الرسمي عن وقف إطلاق النار في غزة محدث: الرئاسة وفصائل فلسطينية يعقبون على قصف جنين وارتقاء 6 شهداء مصطفى: يجب ألا تحكم أي سُلطة غير السلطة الفلسطينية قطاع غزة الأكثر قراءة نتنياهو يرد على تقارير وقف إطلاق النار في غزة لأسبوع مقابل قائمة بالرهائن غزة - توقف أقسام في مجمع ناصر الطبي هيئة البث: معتقلو غزة يتعرضون لعنف شديد في السجون وزير عماني يعلق على مقترح إرسال قوات دولية إلى غزة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025