قال الدكتور ماجد أبو العينين عميد تربية عين شمس السابق ، إن تدريس مواد التربية القومية والأخلاق يعد أمرًا ضروريًا لتنمية القيم والمبادئ الأخلاقية للطلاب وتشجيعهم على أن يكونوا أعضاء فاعلين ومسؤولين في مجتمعهم ويمكن توسيع تدريس هذه المواد عن طريق النقاش والتحليل العميق للمواضيع ذات الصلة وتطبيقها على الحياة اليومية.

 

وفيما يلي بعض النقاط المهمة التي يمكن أخذها في الاعتبار عند التوسع في تدريس مواد التربية القومية والأخلاق:

1- تشجيع التفكير النقدي: يُنبغي تشجيع الطلاب على التفكير النقدي وتحليل المفاهيم والقيم المطروحة في المواد التربوية، وتطبيقها على الحياة اليومية والمشكلات الاجتماعية والأخلاقية المعاصرة. يمكن استخدام النقاشات والدراسات الحالة والأنشطة التفاعلية لتعزيز هذه المهارات.

2-تعزيز القيم الأخلاقية: ينبغي أن يعمل تدريس مواد التربية القومية والأخلاق على تعزيز القيم الأخلاقية مثل النزاهة، والصدق، والعدالة، والانتماء إلى المجتمع، وحسن المعاملة. يمكن تحقيق ذلك من خلال قصص وأمثلة ونماذج إيجابية تعكس هذه القيم وتوفر تجارب عملية للطلاب لتطبيقها في حياتهم اليومية.

3- تنمية الوعي الثقافي: يمكن توسيع تدريس مواد التربية القومية لتشمل تعزيز الوعي الثقافي للطلاب والتعريف بتراثهم الثقافي والتاريخي وقيمهم التقليدية. يمكن استخدام الزيارات الميدانية والأنشطة الثقافية لتعزيز التفاهم والاحترام المتبادل بين الثقافات المختلفة.

4-التركيز على التنمية الشخصية: يمكن لتدريس مواد التربية القومية والأخلاق أن يركز على التنمية الشخصية للطلاب، بما في ذلك تعزيز المهارات الاجتماعية والقيادية والتفكير الإبداعي. يمكن توفير الفرص للطلاب لتطوير قدراتهم ومواهبهم وتحقيق إمكاناتهم الكاملة.

5- التواصل مع أولياء الأمور: يجب تشجيع التواصل المستمر مع أولياء الأمور لمتابعة تقدم الطلاب في مواد التربية القومية والأخلاق والحصول على ملاحظاتهم وتعاونهم في تعزيز قيم التربية في المنزل أيضًا.

6- توظيف التكنولوجيا: يمكن استخدام التكنولوجيا في توسيع تدريس مواد التربية القومية والأخلاق، مثل استخدام الوسائط المتعددة والموارد الرقمية لتعزيز التفاعل والتعلم التشاركي وتوفير مصادر متنوعة للاستكشاف والبحث.

7-  التدريب والتطوير المهني: ينبغي توفير فرص التدريب والتطوير المهني للمعلمين لتعزيز قدراتهم في تدريس مواد التربية القومية والأخلاق. يمكن توفير ورش العمل والدورات التدريبية والمواد التعليمية المحدثة لمساعدة المعلمين على تطوير استراتيجيات تدريس فعالة في هذا المجال.

توسيع تدريس مواد التربية القومية والأخلاق يساهم في بناء جيل متعلم وأخلاقي وقادر على تحمل المسؤولية في المجتمع. يجب أن يتم تنفيذ هذا التوسيع بشكل شامل ومتكامل، مع التركيز على المشاركة النشطة للطلاب وتطبيق مفاهيم التعلم العملي والتفاعلي في الحياة اليومية.

 
هناك العديد من الأمثلة على كيفية تعزيز القيم الأخلاقية في التعليم. وفيما يلي بعض الأمثلة:

1- مناقشة السيناريوهات الأخلاقية: يمكن استخدام سيناريوهات واقعية لتحفيز النقاش بين الطلاب حول قضايا أخلاقية مثل الغش في الامتحانات، أو التمييز العنصري، أو حقوق الحيوانات. يتم تشجيع الطلاب على مناقشة المشكلة وتقديم حلول مبتكرة وأخلاقية.

2-. تعليم العمل الجماعي والتعاون: يمكن تعزيز القيم الأخلاقية من خلال تشجيع العمل الجماعي والتعاون بين الطلاب. يمكن تنظيم مشاريع جماعية تتطلب التفاعل والتعاون وتبادل الأفكار والمساعدة المتبادلة. هذا يعزز القيم مثل التعاون وروح الفريق والمسؤولية المشتركة.

3- توفير نماذج إيجابية: يمكن للمعلمين توفير نماذج إيجابية للسلوك الأخلاقي من خلال سرد قصص واقعية عن أشخاص قاموا بأفعال أخلاقية ملهمة. يمكن أيضًا دعوة محاضرين ضيوف من المجتمع لمشاركة تجاربهم وقصصهم الشخصية حول القيم والأخلاق.

4-. تعزيز العدالة والمساواة: يمكن تعزيز القيم الأخلاقية عن طريق التركيز على العدالة والمساواة في التعليم. يتضمن ذلك توفير فرص متساوية للجميع، ومكافحة التمييز والعنصرية، وتشجيع الاحترام والتسامح بين الطلاب من خلفيات ثقافية واجتماعية مختلفة.

5-تنمية التفكير النقدي: يمكن تعزيز القيم الأخلاقية من خلال تنمية التفكير النقدي لدى الطلاب. يتضمن ذلك تشجيعهم على استكشاف وتحليل القضايا الأخلاقية المعقدة، وتقديم حجج مدروسة ومستنيرة، واتخاذ قرارات أخلاقية مسؤولة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: یمکن استخدام من خلال

إقرأ أيضاً:

هل هناك تحديات في تعزيز جودة التعليم المدرسي؟

هناك مجموعة كبيرة من العلماء الذين لهم بصمات ملموسة في مجال إدارة الجودة ولعل أبرزهم الذين أثروا بمفاهيمهم الإبداعية والعلمية حول الجودة هو(Edward Deeming) . تلك المفاهيم التي تم إيجازها في أربع عشرة نقطة التي منها: التحسين المستمر لمسار عمليات الخدمات المقدمة، وبناء القيادات والكفاءات بالمؤسسة، وتصميم برامج للتعليم المستمر، ومشاركة جميع العاملين في مشاريع المؤسسة، وتدريب العاملين على رأس العمل. هذه المفاهيم أصبحت نظريات يتم الاسترشاد بها في تأليف الكتب وفي تقديم الأوراق والمؤتمرات العلمية المتعلقة بإدارة الجودة والجودة الشاملة. وبالتالي، وإن كانت بداية تطبيق مفاهيم الجودة كانت في القطاع الصناعي فهي قابلة أيضا للتطبيق في جميع القطاعات ومنه قطاع التعليم المدرسي.

أيضا الجودة تتمحور حول التجديد المستمر في كل ما يتعلق بالعملية التعليمية ومنها المناهج والمقررات الدراسية التي يتحدد دراستها في كل سنة دراسية لتكون متواكبة مع متغيرات العصر والتقنيات الحديثة في طرق التعليم والتعلم. ومن جوانب التجديد في العملية التعليمية فإن هناك دولا بدأت تلغي تدريجيا استخدام الكتب الدراسية واستبدالها بموضوعات يتم تحديثها -بشكل مستمر- لتكون متواكبة مع التطور العلمي في شتى مجالات العلوم والمعارف. تلك العلوم والمعارف ينبغي أن تعطى للطالب بطريقة يغلب عليها جانب التفكير النقدي وحل المسائل والنظريات العلمية بطابع تحليلي يراعي الفروقات الفردية للطلبة مع تجنب الطرق التقليدية المتعلقة بنماذج التعليم عن طريق التلقين والحفظ والذي يقلل من مستويات الفهم ويضعف الاحتفاظ بالمعلومات مع غياب التفكير الإبداعي والنقدي. أيضا طريقة الحفظ والتلقين قد تُسهم في تضخيم حصول الطلبة على درجات عالية في المواد الدراسية بطريقة قد لا تعكس جودة العلوم والمعارف التي أتقنها أو تعلمها أو فهمها الطلبة. بمعنى أن التلقين والحفظ لا يؤديان إلى الجودة المستهدفة أثناء مرحلة التعليم المدرسي.

تعزيز جودة التعليم للوصول إلى مستويات الجودة عن طريق مقارنة المؤشرات المستهدفة مع النتائج المحققة لا تأتي بسهولة بل تحتاج إلى برامج تدريبية للمعلمين الذين هم أهم ممكنات جودة التعليم المدرسي عليه المعلم يحتاج - بشكل دوري ومنتظم - إلى صقل لمهاراته العلمية لتتوافق مع التجديد في طرق التعليم بحيث يتم التقليل من إعطاء الطلبة الكم الهائل من المعلومات أثناء مرحلة التعلم واستبدال ذلك باستخدام أساليب المعرفة العلمية المتمثلة في التشويق والتفاعل الصفي بين الطلبة والمعلمين. بهذا من الممكن توجيه الطلبة نحو التعلم الذاتي مع غرس روح المسؤولية لديهم بأن المدرسة هي الحاضنة الأساسية لهم وهي مستقبلهم للوصول إلى تحقيق أحلامهم في المراحل الدراسية المتقدمة. أيضا المعلم يحتاج إلى مساندة بأن يتولد لديه إحساس بأنه يحمل أمانة علمية من المعرفة العلمية لينقلها بطريقة مثالية للطلاب وبأن يكون دوره في تنشئة الأجيال دورا قياديا. وبالتالي بذلك سوف يُسهم المعلم في تعزيز جودة التعليم المدرسي والجوانب الأخرى في المنظومة التعليمية هي مكملة له.

الجودة لها علاقة بنظام الامتحانات وتقييم الطلبة في الأنشطة الصفية واللاصفية والتقارير والبحوث التي يعدها الطلبة خلال الفصل الدراسي. فعلى الصعيد الوطني بالنسبة لدبلوم التعليم العام فتم منذ سنوات تحديد نسبة (30 %) لتقييم الطلبة أثناء الفصل الدراسي ونسبة (70 %) للامتحان النهائي. وإن كان هذا التقييم شائعا في بلدان كثيرة حول العالم، ولكن الملاحظ بأن حصول الطلبة على الدرجات العالية في المواد الدراسية الأساسية قد يكون لهذا النظام دور في ذلك وليس بسبب جودة المنظومة التعليمية. أيضا قد يكون للدروس الخصوصية التي يتلقاها الطلبة خارج البيئة المدرسية هي السبب الرئيس في ارتفاع تلك النسب وليس ناتجا عن التحصيل الدراسي في المدرسة. هذه الدروس أصبحت الطريقة السهلة ولكنها غالية الثمن التي يلجأ إليها أولياء الأمور للتأكد من حصول أبنائهم على مقاعد دراسية مجانية من الحكومة في مرحلة التعليم العالي.

هذا التوجه المتزايد نحو الدروس الخصوصية أصبح يتنافس فيه حتى المعلمون أنفسهم فهي طريقة تدر دخلا مجزيا للبعض منهم. وبالتالي هذا مؤشر من الواقع الذي يعيشه الطلبة وأولياء الأمور خلال العام الدراسي كما تعدت تلك الدروس الخصوصية مرحلة دبلوم التعليم العام إلى الصفوف الدراسية الأخرى. أيضا هذا الانتشار إشارة واضحة بأن النظام التعليمي المدرسي يواجه تحديات حقيقية من حيث إن البيئة التعليمية التي يعيشها الطلبة خلال اليوم الدراسي قد تكون ليست كافية للحصول على تعليم ذي جودة عالية خلال مرحلة التعليم المدرسي؛ لأنه بعد انتقال الطلبة لمؤسسات التعليم العالي فإن الغالبية منهم تحتاج إلى تأهيل مكثف في المواد الأساسية ومنها اللغة الإنجليزية والرياضيات وتقنية المعلومات أو مواد السنة التأسيسية.

النظام التعليمي الذي يتسم بالجودة ينبغي أن يكون تكامليا يكون فيه الطالب هو الأساس في العملية التعليمية ويكون المعلم هو عمودها التي ينهل منه الطلبة شتى العلوم والمعارف العلمية والإنسانية التي تتصف بالتجديد والابتكار. جودة النظام التعليمي تحتاج إلى بيئة تعليمية جاذبة ومحفزة للتعليم. فليست العبرة بإنشاء المدارس وتهيئتها بأحدث التقنيات وإنما المغزى أن تكون تلك البيئة التعليمية يتفاعل معها الطلبة في جميع أنشطتها الصفية واللاصفية بطرق مشوقة وراغبة نحو التعليم. ولكن عندما تكون البيئة المدرسية في تصادم مع فكر ومخيلة الطلبة والذين أغلبهم ينتظرون بفارغ الصبر انتهاء اليوم الدراسي وتغمرهم الفرحة والبهجة بطول الإجازة الدراسية. مثل هذه البيئة المدرسية تصنف بأنها غير محفزة للتعلم. أحد المعلمين أخبرني وإثناء زيارته لإحدى المدارس الدولية بمحافظة مسقط بأن الطلاب لا يرغبون بمغادرة المدرسة حتى بعد انتهاء اليوم الدراسي، مثل هذه البيئة تصنف بأنها بيئة جاذبة للتعلم، وبالتالي، هي التي تسهم في تعزيز جودة التعليم المدرسي.

جودة التعليم المدرسي أصبحت تتردد في أغلب الاجتماعات واللقاءات الرسمية وحتى في أروقة الجهات الحكومية. فهذا مجلس الدولة يعمل على دراسة واقع تعزيز جودة التعليم المدرسي والتشريعات المتصلة بها والجوانب المتصلة برفع الأداء الأكاديمي وتكاملية أدوار أصحاب المصلحة ومنهم الطلبة وأولياء الأمور والمؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني. هذه الدراسة يجب أن تتعدى مرحلة التوصيات إلى مراحل التنفيذ نظرا لأهميتها في تعزيز جودة التعليم المدرسي الذي يتطلع منه بناء كفاءات من الطلبة المؤهلين علميا وذهنيا وفكريا. فعلى الرغم من تعدد النظم والتشريعات التي صدرت حول تطوير نظام التعليم وآخرها إصدار قانون التعليم المدرسي والذي أعطى مواد قانونية بأن للطلبة الحق في الحصول على تعليم ذي جودة عالية، إلا أن التحديات لا زالت قائمة.

عليه فإن الجهات المعنية بالتعليم مطالبة بالمضي قدما نحو التفعيل الصحيح لتلك الحقوق. فمن خلال تلك التشريعات أصبحت الجودة - حقا- للطالب وليست مطلبا، حيث يستطيع من خلال ذلك الحق أن يجادل ويناقش المؤسسات والمدارس المعنية بالتعليم المدرسي عن مؤشرات تحقيق الجودة في التعليم المدرسي فهل تلك المؤسسات مستعدة لذلك؟

د. حميد بن محمد البوسعيدي خبير بجامعة السلطان قابوس

مقالات مشابهة

  • التربية: عقوبة إشعال النار بطالب تصل الفصل من التعليم
  • التربية: تمديد دعم صندوق التعليم لا ينتظر حتى 2026
  • التربية: تمديد دعم صندوق التعليم لا ينتظر حتى ٢٠٢٦
  • استطلاع: تراجع حاد للعدالة والتنمية وصدمة للحركة القومية
  • شيخ الأزهر يشرح معنى اسم الله «الودود» في القرآن ويؤكد: قد يوصف سبحانه بالمحب ولكنه لا يمكن أن يكون اسمًا له تعالى
  • غدًا.. المدارس تخصص فقرة في الإذاعة لتوعية الطلاب بخطورة التنمر.. ونواب: ستعزز القيم الأخلاقية لأبنائنا.. وستقلل من هذه الظاهرة في مجتمعنا
  • برلمانية: الإذاعة المدرسية تعزز القيم الأخلاقية وستتصدى بطريقة إيجابية لحالات التنمر بين الطلاب
  • القطاع المالي في «التربية» يدعو «التعليم العام» لسداد كل المطالبات المستحقة للوزارة
  • هل هناك تحديات في تعزيز جودة التعليم المدرسي؟
  • مدير التربية بحلب يناقش مع وفد تركي واقع التعليم في المدينة