سواليف:
2024-11-17@08:35:17 GMT

إعلام المزاريب وتصريف الأخبار

تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT

#إعلام #المزاريب وتصريف الأخبار

#رشيد_عباس

يبدو أن هناك إعلام جديد يجتاح عالمنا العربي, إعلام يسميه البعض إعلام المزاريب وتصريف الأخبار, وقبل أن افهم هذا النوع من الإعلام حاولتُ الوقوف على ما هي عمل المزاريب وما هو عملها؟ وما أوجه الشبه بين المزاريب وتصريف الأخبار؟ وبقيتُ على حالة عدم الربط إلى أن سمعتُ مقولة لإعلامية مشهورة على إحدى الفضائيات العربية, قالت فيها بالحرف الواحد: (لدينا أخبار كثيرة تحتاج إلى تصريف).

. عندها أدركتُ تماماً العلاقة القوية بين المزاريب وتصريف الأخبار.  

في السابق كانت البيوت بسيطة ومتواضعة, وكان يوضع ويعلّق على سطح المنزل وبالذات على احدى زوايا السطح الأكثر ميلان شيء اسمه المزراب, وذلك لتصريف المياه المتجمعة من المطر على سطح المنزل من خلال سحب جميع مياه الأمطار المتراكمة على السطح, فبقاء مثل هذه المياه على الأسطح لمدة من الزمن قد يؤدي إلى تلف في الأسطح, وقد تستمر هذه المزاريب في تصريف مياه الأمطار من على سطح المنزل ساعات طويلة أو ربما لأيام, وعند نزول هذه المياه على الأرض تُخرج أصوات معينة تدعى أصوات المزاريب المتقطعة, وبالذات في فترات الليل. 

مقالات ذات صلة حرب الشيطان …! 2024/11/15

وعوده إلى ما قالته الإعلامية على إحدى الفضائيات العربية: (لدينا أخبار كثيرة تحتاج إلى تصريف), وكأني بها تقول تأتينا عبر وكالات الأنباء أخبار عديدة جداً, ونقوم ببثها ونشرها دون اختيار المناسب منها, ودون تحرير, ودون التحقق من صحتها ودون فلترتها, ودون التريث قليلاً لكي يستقر محتواها بصورته النهائية, فيتلقاها المستمع أكثر من مرة, وبأكثر من محتوى, وبأكثر من مضمون, فتنقلب طاقية رأس المتلقي.

بكل صراحة العتب هنا ليس على الإعلامية, وليس على مدير الأخبار, وليس على وكالات الأنباء والأخبار, إنما العتب الكبير على طريقة تأهيل مثل هؤلاء الإعلاميين, وعلى بروفسورات كليات الإعلام في جامعاتنا العربية, والذي تفاجأتُ ذات يوم بأن أحدهم في احدى الجلسات الاجتماعية لا يميز بين الخبر والنبأ! وأكثر من ذلك تفاجأتُ بأحد البروفسورات في كليات الإعلام في جامعاتنا العربية عند ترأس مناقشة رسالة ماجستير لأحدى طالبات الصحافة والإعلام.. تفاجأتُ بعدم امتلاكه لأدنى مبادئ الصحافة والإعلام! وأن الطالبة كانت طيلة مدة المناقشة تصحح معلوماته في الصحافة والإعلام!

 نعم, إعلام المزاريب وتصريف الاخبار يجتاح عالمنا العربي, فكثير من الأنباء والأخبار تأتي متزاحمة وعلى التوالي, ولا تجد من يتعامل معها بمهنية إعلامية عالية تتناسب وتوجهات وسياسات وتطلعات الدولة الداخلية والخارجية, وأتساءل هنا: ماذا يتعلم طلبة الصحافة والإعلام في جامعات العربية؟ وأين القاب ورتب دكاترة وبروفسورات كليات الصحافة والإعلام؟ اعتقد جازماً أن المقارنة صعبة لدرجة الاستحالة ما بين كليات الصحافة والإعلام في جامعاتنا العربية, وبين جامعات الغرب, ..البرفسور في الإعلام هناك يُكسب طلبته مهنة الإعلام بكل ما تحمله هذه الكلمة من أبعاد, وعندنا البرفسور في الإعلام يكسب طلبته مهنة إعلام المزاريب وتصريف الأخبار.

والحال هكذا: أقترح أن يُوكل التدريس في كليات الصحافة والإعلام وإدارتها في جامعاتنا العربية من خلال الذكاء الاصطناعي/ الجيل الرابع, لعل وعسى أن نخرج بإعلاميين لا يتبنوا فكرة إعلام المزاريب وتصريف الأخبار.. كفانا (هرتقات): غرور يصاحبه جهل.

نريد إعلام منافس, إعلام يصنع محتوى, إعلام يوجه الرأي العام, نريد بروفسورات تُميّز بين مفهوم الصحافة ومفهوم الإعلام, نريد بروفسورات تُميّز بين مفهوم الخبر ومفهوم النبأ, نريد بروفسورات تُميّز بين صناعة المحتوى وتحرير المحتوى.       

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: رشيد عباس الصحافة والإعلام الإعلام فی

إقرأ أيضاً:

كيف تحمي صحتك النفسية من الأخبار السيئة؟

لا شك أن المواقع الإلكترونية الإخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي تجعل من المستحيل تقريبا تجنب التدفق المستمر للأحداث السياسية الكبيرة والصور المروعة للحروب.

وفي الحقيقة، تترك كل التوقعات الجيوسياسية المروعة، وصور الأشخاص الذين يبكون أمام الجثث في مناطق الحروب، آثارا على صحة المرء النفسية.

وخلصت دراسة عام 2021 إلى أن الاطلاع على أخبار جائحة كورونا لمدة دقيقتين فقط كان كافيا لقتل الشعور بالتفاؤل لدى المرء و"الانخفاض الفوري والكبير في التأثير الإيجابي".

وتوصي ناثالي كراه العضو بالرابطة المهنية لعلماء النفس الألمان قائلة "من وجهة نظر الصحة النفسية، يجب أن يبتعد المرء عن هذه الأمور لفترة، خاصة الصور".

وتقول نورا فالتر أستاذ علم النفس جامعة "إف أو إم" للعلوم التطبيقية للاقتصاد والإدارة: حقيقة أنه من المرجح أن يتجذب الأشخاص بصورة أكبر الاطلاع على الأنباء السيئة يعد أمرا تطوريا.

وأضافت "نحن نقوم بالنقر على عناوين أخبار الكوارث للبحث عن معلومات تحمينا من تهديد محتمل". وأضافت "ولكن إذا قام المرء بإحاطة نفسه بصورة دائمة بالأنباء السيئة فقط، فسيظهر خطر أنه لن يتمكن بعد الآن من التفكير بصورة إيجابية".

الرغبة القهرية

كما خلصت دراسة عام 2022 إلى أنه يمكن أن تكون هناك صلة بين الرغبة القهرية للاطلاع على الأخبار والمشاكل الصحية.

هناك صلة بين الرغبة القهرية للاطلاع على الأخبار والمشاكل الصحية (شترستوك)

وعلى سبيل المثال، فإن الذين يتأثرون بـ"استهلاك الاخبار المثيرة للمشاكل" أي يقومون بتفقد الأخبار بصورة خارجة عن السيطرة، يجدون صعوبة في الانفصال عنها، ويستمرون بالتفكير في الأحداث التي قرؤوا بشأنها بعد مرور فترة طويلة على وقوعها.

ويقول براين ماكلفلين من جامعة تكساس تيك، وأحد المشاركين في وضع الدراسة التي أعقبت جائحة كورونا "مشاهدة وقوع هذه الأحداث في الأخبار يمكن أن تسبب حالة دائمة من التأهب لدى بعض الأشخاص، وتعزز من دوافعهم للمراقبة إلى أقصى حد، كما تجعل العالم يبدو كمكان مظلم وخطير".

ولكن، كيف يمكن أن يتعامل المرء مع ما يقرأه أو يسمعه أو يشاهده على مواقع التواصل من أجل حماية صحته العقلية؟

إن المرء عندما يرى منشورا به صور مروعة، فمن الشائع أن يقوم بالبحث عن مزيد من المعلومات والمقالات أو المنشورات. وبما أنه يبدو أنه يسعى للتأكد مما رآه، فهو يبحث عما يدعم صحة ما رآه من خلال مزيد من الصور والمعلومات. وهذه القراءة اللانهائية للأخبار السلبية على شبكة الانترنت تعرف بـ"التصفح المهلك".

وتقترح ناتالي كراه 3 حلول، الأول هو الابتعاد عن مشاهدة الصور ومقاطع الفيديو. ومن أجل الصحة النفسية، يتعين على المرء ألا يستمر في البحث عن الصور أو مقاطع الفيديو المزعجة على وسائل التواصل حيث إنها تسبب ألما نفسيا أكثر من المعلومات المكتوبة.

والحل الثاني -من وجهة نظر كراه- هو التواصل مع المقربين. فهذا يتيح للمرء التخلص من العبء الذي يشعر به وأن يشارك مشاعره ويتعلم كيف يتعامل الآخرون مع الأمور المروعة في الأخبار.

والحل الثالث هو التساؤل بشأن دوافع من يبثون المحتوى. فإذا كان المرء يتبع مجموعات معينة على قنوات التواصل، فعليه أن يسأل نفسه دائما لمصلحة من يتم تداول هذه الصور. وهل هي قضية يريد تأييدها؟ فإذا كانت الإجابة لا، فإنه لا يتعين أن يقوم بمشاركتها.

وهذا لا يعني أن يتوقف المرء تماما عن الاطلاع على الاخبار والمعلومات، ففي نهاية المطاف هي مهمة للمساعدة في تشكيل الرأي.

مواقف عنيدة

وفي بعض الأحيان، تكون مواقف الأشخاص عنيدة. وكيف يمكن للمرء التعامل مع هذا الأمر إذا وقع داخل أسرته أو دائرته المقربة أو أصدقائه أو زملائه في العمل؟

لأجل صحتنا النفسية يتعين ألا نستمر بالبحث عن الصور ومقاطع الفيديو المزعجة على وسائل التواصل (شترستوك)

وهذا أمر شائع منذ ذروة جائحة كورونا، فالبعض أيد الحصول على اللقاحات، في حين رفضها آخرون. ولكن هناك حركة مختلفة الآن، حيث تجمعنا تفضيلات واهتمامات مع أشخاص آخرين قبل أن نشكل مواقف بشأن الحروب الدائرة حاليا.

وهنا تقترح كراه أيضا 3 حلول. الأول: إذا لم يستطع المرء التوصل لاتفاق بشأن الخلافات السياسية، سواء كانت الحرب في أوكرانيا أو الشرق الأوسط أو كليهما، يمكن أن يلتزم بالموضوعات الأقل انقساما طالما كان الشخص الآخر قادرا على القيام بذلك أيضا.

وثانيا: يمكن أن يؤدي الفحص النقدي لمواقف المرء للتقارب، فإن الكثير من الخلافات في الرأي تصل لطريق مسدود ليس بسبب الجوهر ولكن بسبب تردد الأطراف في الاعتراف بأخطائهم.

والحل الثالث إدراك ما إذا كانت أمور غير ذات الصلة هي ما تعزز الخلاف. فيمكن أن يكون المرء واقعا تحت ضغط كبير بالأسرة أو العمل، وينفس عن غضبه من خلال التمسك بموقفه تجاه هذه الحرب أو ذلك الأمر -بصرامة- عندما يتم طرح القضية.

وفي حال تطورت المواقف المتضاربة بشأن السياسة إلى مشاحنات محمومة، ما الطريقة المثلى لتهدئة الوضع؟

لا توجد قاعدة ذهبية لهذا، فإذا تم الإخفاق أكثر من مرة في التوصل لأرضية مشتركة، فيمكن الاتفاق على أن الطرفين لن يتفقا تجاه هذا الأمر ويطرحاه جانبا. ويمكن أن يقول المرء "لقد سيطرت علينا مشاعرنا. فلنسحب كل الإهانات التي أطلقناها".

وعلى المرء أن يدرك أن إطلاقه صفة غبي على شخص ببساطة بسبب اختلاف الآراء يعد تصرفا غير ناضج.

مقالات مشابهة

  • تدهور أوضاع الصحفيين و الإعلام بالسودان في ظل الحرب
  • حدود الحرية في قانون الإعلام الجديد!
  • 3 حلول لحماية صحتك النفسية من الأثار التي تتركها الأخبار السيئة المتدفقة من وسائل الإعلام والسويشل ميديا
  • إعلام إسرائيلي: تحولنا لدولة منبوذة ولبنان حفرة تبتلع وحداتنا العسكرية
  • الباحث على سالم بن يحيى يحصل على درجة الدكتوراه من جامعة المنصورة بمصر
  • ضياء رشوان يوقع كتابه “الإخوان.. إعلام ما بعد السقوط” بمعرض الشارقة للكتاب
  • كيف تحمي صحتك النفسية من الأخبار السيئة؟
  • ندوة في العريش تناقش تنمية مهارات الأطفال
  • إعلام مبتكر بمحافظة ظفار تناقش دور الذكاء الاصطناعي في الصحافة والإعلام