د.حماد عبدالله يكتب: القاهرة "المختنقة" !!
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
مرة ثانية وثالثة وعاشرة أتعرض فيها في مقال عن القاهرة المحروسة ومستقبلها في ظل سياسات متجمدة، عقيمة، غير متحركة، تعتمد علي المسئول الذي يطلب( راحة دماغه ) ويترك القرارات لغيرة من القادمين الذين سيرثوا مقعدة إنشاء الله بعد عمر طويل !!
هذه القاهرة التي تم بنائها في عصر الخديوي إسماعيل ( العصر البائد ) كما كان يقال عنه في عصر الثورة!!
هذه القاهرة الخديوية التي نزلت فيها حكومة مصر من فوق جبل المقطم بالقلعة وقصر الجوهرة إلي منطقة لاظوغلي وعابدين، وقصر الدوبارة هذا المربع الحكومي الذي أنشئ عام 1864 مواكبًا لعصر النهضة المعمارية في مصر بمناسبة أفتتاح قناة السويس عام 1868 وكانت القاهرة "درة الشرق وصورة للغرب الحديث" صورة لمدينة ( باريس ) فرنسا هذه القاهرة التي كانت تحكم شعب تعداده في هذا الزمن لا يزيد عن 6 مليون نسمة.
هي نفس المقار التي تحكم اليوم شعب تعداده مائة وخمسة مليون نسمة !! الإمتداد الذي تم لهذه الأروقة ( والأزقة ) الحكومية تم علي شكل هرم خرساني عظيم سمي بمجمع التحرير الحكومي والذي بدىء في بنائه عام 1951 في عصر حكومة الوفد وإستكمل بنائة بعد قيام الثورة 1952...
مازالت هذة القاهرة التي تحتل قلب الوطن وضميره هي نفسها القاهرة 1868مع الإعتذار الشديد للزمن الغابر الذي مر عليها –دون مراعاة لما نملك ولقيمة مانحوزة كأمة هذه القاهرة العظيمة ( الحكومية )...التي يتوسطها قصر عابدين ومجلس الشعب والشورى ومجلس الوزراء (قصر شويكار هانم ) زوجة الملك فؤاد، ووزارات العدل والمالية والتربية والتعليم والصحة والنقل ووزارة الإسكان والمجتمعات العمرانية، وهيئة التخطيط العمرانى ومصلحة ضرائب العقارات ومصلحة الضرائب العامة المصرية ومجمع التحرير والجمعية الجغرافية ومبانى محافظة القاهرة، كل هذا يخدمه شارع عرضة 30 متر مقسوم نصفين هو شارع القصر العيني ناهيك عن الجانب الأخر من
( جراج سيتى ) المعروفة بإسم(جاردن سيتى) !! لدينا فنادق مصر الخمس نجوم سميراميس، الفورسيزونس، شبرد، وهيلتون النيل وهيلتون رمسيس وحياة ريجنسي، والأن ينشأ فندق النيل ومبني الخارجية المصرية ومبني التليفزيون ووزارة الإعلام هذا بجانب المركز التجاري للعاصمة هذا هو الكيلومتر مربع( حيز عمرانى للقاهرة المختنقة ) والتي إن أصابنا الله بحادث لا قدر الله ( مثل حريق ) أو ( زلزال ) لا يمكن المناورة للإنقاذ أن تتم بشكل مرضى أو عصرى حتي ولو أستخدمنا الطائرات المروحية !! لا حل أمامنا غير الإنتقال ولنبدأ بالمراكز الحكومية، هل تعلم بأن مبني الأذاعة والتلفزيون يشغله 35 الف موظفأ؟ هل تعلم بان وزراة الأسكان بشارع القصر العيني يشغلها فوق العشرون الف موظف !! هل تعلم أن وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي بشارع القصر العيني يشغلها فوق العشرة الاف موظف ؟ هل يعلم أحد أن مجلس الوزراء ومركز دعم القرار ووزارة الصحة والعدل والمالية ومجلس الشعب والشورى يتعدى موظفي هذه الهيئات والوزارات في شارع واحد طوله 500 متر طولي فوق الخمسون ألف موظف !!
هذه عشوائية تناظر عشوائية ( الدويقة ) وعشوائية ( السلام ) وعشوائية
( الكلح ) بالمعادي والبساتين الفرق الوحيد أن عشوائية وسط البلد يسكنها الحكام والوزراء ورؤساء الحكومات والأفنديات بتوع الحكومة ومجلس الشعب والشورى !!
أما الأخرى يسكنها غلابة شعب مصر والغير قادرين، والمهمشين، فماذا تنتظر حكومة "أكس واى" !!
[email protected]
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
محمد أبو زيد كروم يكتب: رمضان شهر الجهاد، وبل الجنجويد
ونحن في أول يوم من شهر رمضان المبارك، نسأل الله أن يمنّ على بلادنا بالأمن والاستقرار والنصر المبين. ويدخل علينا هذا الشهر الفضيل للمرة الثالثة منذ أن غدر الجنجويد وآل دقلو بالسودانيين في رمضان 2023، حين كانوا يستعدون لاستقبال عيد الفطر، فحوّلوا حياتهم إلى معاناة ونزوح، وأظهروا حقدهم ومكرهم تجاه أهل السودان.
لكن، بحمد الله، استطاع شعبنا امتصاص الصدمة، وتمكن جيشنا من استعادة مواقعه وتجاوز آثار الغدر والخيانة. ونحن اليوم نستقبل شهر الانتصارات العظيمة، شهر بدر الكبرى وفتح مكة والفتوحات الإسلامية الخالدة.
لطالما كان رمضان شهر الحسم، حيث فشل مخطط آل دقلو الغادر في السيطرة على البلاد، وانهارت أحلامهم في الاستيلاء على السلطة واستباحة السودان. كما شهدنا خلال رمضان الماضي انتصارات عظيمة، أبرزها تحرير الإذاعة في وسط أم درمان. ومع دخول هذا الشهر، نمضي بثقة نحو النصر الكامل وتحرير البلاد من التمرد.
في ظل هذه الانتصارات، حاولت راعية الجنجويد، دولة الإمارات، تسويق هدنة خلال رمضان، لكن مساعيها باءت بالفشل، كما فشل مشروعها في دعم الانقلابيين. وهذه الهدنة المزعومة ليست إلا محاولة لإعادة تموضع مليشيا الدعم السريع بعد هزائمها المتتالية، كما فعلت في بدايات الحرب حين استغلت هدنة جدة لإعادة ترتيب صفوفها والعودة لاحتلال مواقع جديدة. لكن تكرار هذا السيناريو بات مستحيلاً اليوم، والطريق الوحيد هو استكمال حرب التحرير.
لقد بدأ الدجال حميدتي حربه في نهار رمضان، وقتل الأبرياء وهم صائمون، وجمع المرتزقة لحرق الخرطوم. بل هدد علنًا خلال أول ظهور تلفزيوني له باستسلام البرهان أو قتله، مؤكدًا أنه لا سبيل سوى الحرب أو الاستسلام. أما شقيقه الأرعن، عبد الرحيم دقلو، فقد كشف عن نواياهم الحاقدة حين صرح مؤخرًا خلال حواره مع قناة اسكاي نيوز ومذيعتها الجنجويدية تسابيح بأن المهجرين والنازحين بسبب الحرب “كيزان”، لا تعنيه معاناتهم في شيء! هكذا يتحدث الجنجويد عن السودانيين، في عنصرية مقيتة تستهدف أهل الشمال والوسط، متناسين أنهم وأسرهم كانوا أكثر ثراءً من الدولة نفسها قبل اندلاع الحرب. فأي ظلم هذا الذي يدّعون محاربته؟! ولكن عبد الرحيم وجماعته يستهدفون (الجلابة)!!
لكن ما لا يعلمه الجنجويد وأسيادهم هو أن شعب السودان قد استعد لهذه المعركة، وأن ملايين الشباب المقاتلين في كل أنحاء البلاد جاهزون للمعارك، ولم يعد السلاح وسيلة لابتزاز أحد، فقد تحول الشعب كله إلى جيش، وغالبية مقاتليه من الشباب تحت سن العشرين، ولقد رأى الجميع الشهيد خطاب اسماعيل، وعبد الرحمن عماد الدين وهم من جيل الألفينات يداوسون الجنجويد في المدرعات والمظلات إلى أن ارتقوا في بطولات تمثل كل هذا الجيل الذي شكله عدوان الجنجويد وظلمهم، وهو جيل من الفداء والتضحية مستعد لقتال الجنجويد وأسيادهم لسنوات طويلة قادمة إذا استمر عدوان الجنجويد وظنهم بإنهم قادرون على اختطاف السودان بسلاحهم.
رمضان هو شهر الجهاد والانتصارات، فلنجدد العزم بكل حزم لإنهاء العدوان والتمرد. وبإذن الله، مع نهايات هذا الشهر، ستعود الخرطوم إلى أهلها، وستُقام فيها صلوات التراويح، وتعود موائد الإفطار الجماعية في الشوارع، وترجع الحياة كما كانت وأفضل.
محمد أبو زيد كروم
إنضم لقناة النيلين على واتساب