لاريجاني صوّب الموقف الإيراني بتأييده موقف لبنان بتطبيق الـ1701
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
كتب محمد شقير في "الشرق الاوسط": الجديد في زيارة مستشار المرشد الإيراني علي لاريجاني إلى بيروت يكمن في أنه توخّى من لقاءاته إعادة تصويب الموقف الإيراني الذي عبّر عنه وزير الخارجية عباس عراقجي، ورئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف، في زيارتيهما الأخيرتين، وأحدث ردود فعل سلبية، عبّر عنها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، والرئيس السابق للحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، وقيادات في المعارضة؛ كانت وراء اضطرار قاليباف إلى توضيح ما قصده بقوله إن بلاده تتفاوض مع فرنسا لتطبيق القرار الدولي "1701".
وحضر الموفد الإيراني حضر إلى بيروت لاستيعاب ردود الفعل وسحبها من التداول، وبادر إلى إطلاق مجموعة من المواقف، رغبة منه في تمرير رسالة إيرانية إلى الداخل اللبناني، ومن خلاله إلى المجتمع الدولي، بتأكيده، وللمرة الأولى بلا أي مواربة، أن طهران تدعم أي قرار تتخذه الحكومة و"المقاومة" لتطبيق القرار "1701"، وتؤيّد انتخاب أي رئيس يتوافق عليه اللبنانيون. وحرص لاريجاني، في معرض إعادة تصويبه الموقف الإيراني حيال الوضع السائد في لبنان، في ضوء تصاعد وتيرة الحرب بين "حزب الله" وإسرائيل، على تجنّب أي ذكر لربط جبهة الجنوب بغزة و"وحدة الساحات"، بخلاف ما شدّد عليه عراقجي وقاليباف في هذا الخصوص؛ لأنه لا مصلحة لإيران بالدخول في اشتباك سياسي مع غالبية القوى السياسية اللبنانية التي تعدّ أن الربط بين الجبهتين لم يعد قائماً وأصبح من الماضي، ولا يمكن صرفه سياسياً في ظل تفرّد الحزب في إسناده لغزة من دون أن يلقى الدعم المطلوب من "محور الممانعة"، مع خروج النظام السوري منه فعلاً لا قولاً. كذلك، حرص لاريجاني على تأكيد وقوف إيران خلف الحكومة في مفاوضاتها لتطبيق الـ"1701" لقطع الطريق على اتهامها بأنها تسبّبت بتعطيل تنفيذه للتوصل لوقف النار، بدلاً من تحميل المسؤولية لإسرائيل التي تضع شروطاً يستحيل على لبنان الأخذ بها. وبكلام آخر، فإن إيران، بلسان لاريجاني، سعت لاستيعاب التوتر الذي سيطر على علاقتها بميقاتي، على خلفية اعتراضه الشديد على ما سمعه من عراقجي وقاليباف، خصوصاً بالنسبة إلى إصرارهما على الربط بين جبهتي الجنوب وغزة؛ مما يؤدي إلى تعطيل الجهود للتوصل لوقف النار ونشر الجيش في الجنوب تمهيداً لتطبيق الـ"1701"، وبالتالي فإنها بتصحيحها لموقفها أرادت إعلام الولايات المتحدة، ولو بطريقة غير مباشرة، استعدادها للانخراط في المساعي الدولية لإنهاء الحرب في لبنان.
وفي هذا السياق، التقى لاريجاني، بالإضافة إلى رئيسي البرلمان نبيه بري، والحكومة نجيب ميقاتي، ممثلين عن "محور الممانعة"، بشقَيه اللبناني والفلسطيني، في حين اعتذر نواب "اللقاء الديمقراطي" عن عدم الحضور. لاريجاني توخى كما علمت "الشرق الأوسط"- طمأنة "حزب الله" بأن إيران تواصل دعمها له، ولم تتركه وحيداً في المواجهة، وذلك رداً على التساؤلات التي أخذت تتفاعل داخل حاضنته الشعبية، وتدور حول الأسباب الكامنة وراء عدم مبادرتها لمناصرة حليفها الأول وكأنها تستخدم، من وجهة نظر المعارضة، الورقة اللبنانية لتحسين شروطها في مفاوضاتها غير المباشرة مع واشنطن التي لم تنقطع.. فإيران -حسب المصادر السياسية- تصر على تثبيت حضورها في الساحة اللبنانية، لتأكيد شراكتها في الجهود الرامية للتوصل لوقف النار، وهي أعادت صياغة موقفها بما يتناسب والتوجه اللبناني الرسمي لإنهاء الحرب بتطبيق القرار "1701"، لعلها تتمكّن من الدخول في مصالحة مع المجتمع الدولي على قاعدة التعاون معه لنزع فتيل التفجير في لبنان. وكشفت عن أن لاريجاني أبلغ ممثلي "الممانعة" أن طهران أعدّت العدة لتقديم المساعدات إلى النازحين في أماكن إيوائهم؛ لكن الحصار البحري والبري والجوي المفروض عليها حال دون إيصالها إلى بيروت، ونقلت عنه استعداد طهران لتكون شريكة في إعادة إعمار ما هدمه العدوان الإسرائيلي على لبنان.. وعليه، فإن لاريجاني، كما تقول المصادر، أراد بالدرجة الأولى من لقائه مع "الممانعة" التوجه بخطاب مباشر إلى جمهور "حزب الله" لطمأنته بأنه لن يُترك وحيداً. فهل نجح في إيصال رسالته، بالإنابة عن المرشد الإيراني علي خامنئي، إلى جمهور "المقاومة"؟
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
الأخبار اللبنانية: اتصالات بين لبنان والعراق لتوضيح موقف الحشد الشعبي
أبريل 17, 2025آخر تحديث: أبريل 17, 2025
المستقلة/- في خطوة مفاجئة، أفادت صحيفة “الأخبار” اللبنانية أن المدير العام للأمن العام في لبنان، اللواء حسن شقير، أجرى سلسلة من الاتصالات مع مسؤولين عراقيين بهدف توضيح موقف الرئيس اللبناني جوزيف عون بشأن الحشد الشعبي في العراق. هذه الاتصالات جاءت بعد تصاعد الحملة الإعلامية في العراق، التي أثارت جدلاً واسعاً حول لبنان ودوره في القضية العراقية.
التصريحات والمواقف التي ظهرت في العراق كانت تحمل نبرة نقد لاذعة تجاه بعض الجهات اللبنانية، ما دفع الحكومة اللبنانية إلى التدخل على أعلى مستوى عبر قنوات دبلوماسية لتهدئة الأوضاع وتوضيح المواقف. ووفقاً للمصادر المطلعة، فقد كان الهدف من هذه الاتصالات “تبريد الأجواء”، في خطوة ربما تمهد الطريق لتواصل مباشر بين الرئيسين اللبناني والعراقي.
ما يثير الجدل هنا هو أن لبنان كان قد ظل في الفترة الأخيرة بعيداً عن بعض التدخلات الإقليمية المتعلقة بالعراق، وأي تحرك من قبله في هذا الاتجاه يطرح تساؤلات حول طبيعة العلاقات بين البلدين. بعض المحللين يرون أن هذه التحركات ربما تهدف إلى تلافي أي تصعيد في العلاقات، بينما يشير آخرون إلى أن هذا التطور قد يكون محاولة لإعادة ترتيب أولويات السياسة اللبنانية على الصعيد الإقليمي.
أشارت بعض المصادر إلى أن الحملة الإعلامية التي أثيرت في العراق قد أساءت إلى لبنان، الذي لطالما كان حليفاً استراتيجياً لبغداد في ظل الأزمات الإقليمية. كان هذا الهجوم بمثابة إشارة إلى أن هناك أطرافاً عراقية قد تشعر بالإحباط تجاه بعض المواقف اللبنانية، مما يزيد من تعقيد العلاقات بين البلدين.
هذه التطورات تفتح الباب لتساؤلات عديدة: هل سيكون لهذه الاتصالات تأثير إيجابي في تهدئة الأوضاع بين لبنان والعراق؟ أم أن التدخلات الإعلامية والضغوط السياسية ستظل تساهم في زيادة التوتر؟ وهل سيؤدي ذلك إلى تحول في السياسة الخارجية للبنان؟ هذه الأسئلة ستظل محط نقاشات وتكهنات بين صناع القرار في البلدين.
إلى جانب ذلك، يعتقد بعض المراقبين أن لبنان، وهو في وضع اقتصادي صعب، قد يكون مهتماً بالحفاظ على علاقاته الاستراتيجية مع العراق بسبب التحديات التي يواجهها على أكثر من صعيد. وبالتالي، قد يكون التوضيح الذي تقدمه الحكومة اللبنانية محاولة لتأكيد موقفها القوي حيال الحفاظ على استقرار علاقاتها مع جارتها الشرقية.
في النهاية، تبقى الأيام القادمة حاسمة في تحديد إذا ما كان هذا التحرك سيساهم في تعزيز التعاون بين لبنان والعراق، أم سيزيد من تعقيد الأوضاع الدبلوماسية بين البلدين، خصوصاً في ظل الحملات الإعلامية المتبادلة التي قد تؤثر على مسار هذه العلاقات.