كتب محمد شقير في "الشرق الاوسط":     الجديد في زيارة مستشار المرشد الإيراني علي لاريجاني إلى بيروت يكمن في أنه توخّى من لقاءاته إعادة تصويب الموقف الإيراني الذي عبّر عنه وزير الخارجية عباس عراقجي، ورئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف، في زيارتيهما الأخيرتين، وأحدث ردود فعل سلبية، عبّر عنها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، والرئيس السابق للحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، وقيادات في المعارضة؛ كانت وراء اضطرار قاليباف إلى توضيح ما قصده بقوله إن بلاده تتفاوض مع فرنسا لتطبيق القرار الدولي "1701".


 
 
وحضر الموفد الإيراني حضر إلى بيروت لاستيعاب ردود الفعل وسحبها من التداول، وبادر إلى إطلاق مجموعة من المواقف، رغبة منه في تمرير رسالة إيرانية إلى الداخل اللبناني، ومن خلاله إلى المجتمع الدولي، بتأكيده، وللمرة الأولى بلا أي مواربة، أن طهران تدعم أي قرار تتخذه الحكومة و"المقاومة" لتطبيق القرار "1701"، وتؤيّد انتخاب أي رئيس يتوافق عليه اللبنانيون.     وحرص لاريجاني، في معرض إعادة تصويبه الموقف الإيراني حيال الوضع السائد في لبنان، في ضوء تصاعد وتيرة الحرب بين "حزب الله" وإسرائيل، على تجنّب أي ذكر لربط جبهة الجنوب بغزة و"وحدة الساحات"، بخلاف ما شدّد عليه عراقجي وقاليباف في هذا الخصوص؛ لأنه لا مصلحة لإيران بالدخول في اشتباك سياسي مع غالبية القوى السياسية اللبنانية التي تعدّ أن الربط بين الجبهتين لم يعد قائماً وأصبح من الماضي، ولا يمكن صرفه سياسياً في ظل تفرّد الحزب في إسناده لغزة من دون أن يلقى الدعم المطلوب من "محور الممانعة"، مع خروج النظام السوري منه فعلاً لا قولاً.     كذلك، حرص لاريجاني على تأكيد وقوف إيران خلف الحكومة في مفاوضاتها لتطبيق الـ"1701" لقطع الطريق على اتهامها بأنها تسبّبت بتعطيل تنفيذه للتوصل لوقف النار، بدلاً من تحميل المسؤولية لإسرائيل التي تضع شروطاً يستحيل على لبنان الأخذ بها. وبكلام آخر، فإن إيران، بلسان لاريجاني، سعت لاستيعاب التوتر الذي سيطر على علاقتها بميقاتي، على خلفية اعتراضه الشديد على ما سمعه من عراقجي وقاليباف، خصوصاً بالنسبة إلى إصرارهما على الربط بين جبهتي الجنوب وغزة؛ مما يؤدي إلى تعطيل الجهود للتوصل لوقف النار ونشر الجيش في الجنوب تمهيداً لتطبيق الـ"1701"، وبالتالي فإنها بتصحيحها لموقفها أرادت إعلام الولايات المتحدة، ولو بطريقة غير مباشرة، استعدادها للانخراط في المساعي الدولية لإنهاء الحرب في لبنان.    
وفي هذا السياق، التقى لاريجاني، بالإضافة إلى رئيسي البرلمان نبيه بري، والحكومة نجيب ميقاتي، ممثلين عن "محور الممانعة"، بشقَيه اللبناني والفلسطيني، في حين اعتذر نواب "اللقاء الديمقراطي" عن عدم الحضور.   لاريجاني توخى كما علمت "الشرق الأوسط"- طمأنة "حزب الله" بأن إيران تواصل دعمها له، ولم تتركه وحيداً في المواجهة، وذلك رداً على التساؤلات التي أخذت تتفاعل داخل حاضنته الشعبية، وتدور حول الأسباب الكامنة وراء عدم مبادرتها لمناصرة حليفها الأول وكأنها تستخدم، من وجهة نظر المعارضة، الورقة اللبنانية لتحسين شروطها في مفاوضاتها غير المباشرة مع واشنطن التي لم تنقطع.. فإيران -حسب المصادر السياسية- تصر على تثبيت حضورها في الساحة اللبنانية، لتأكيد شراكتها في الجهود الرامية للتوصل لوقف النار، وهي أعادت صياغة موقفها بما يتناسب والتوجه اللبناني الرسمي لإنهاء الحرب بتطبيق القرار "1701"، لعلها تتمكّن من الدخول في مصالحة مع المجتمع الدولي على قاعدة التعاون معه لنزع فتيل التفجير في لبنان.   وكشفت عن أن لاريجاني أبلغ ممثلي "الممانعة" أن طهران أعدّت العدة لتقديم المساعدات إلى النازحين في أماكن إيوائهم؛ لكن الحصار البحري والبري والجوي المفروض عليها حال دون إيصالها إلى بيروت، ونقلت عنه استعداد طهران لتكون شريكة في إعادة إعمار ما هدمه العدوان الإسرائيلي على لبنان.. وعليه، فإن لاريجاني، كما تقول المصادر، أراد بالدرجة الأولى من لقائه مع "الممانعة" التوجه بخطاب مباشر إلى جمهور "حزب الله" لطمأنته بأنه لن يُترك وحيداً. فهل نجح في إيصال رسالته، بالإنابة عن المرشد الإيراني علي خامنئي، إلى جمهور "المقاومة"؟

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

نائبة: القمة العربية الطارئة بمصر خطوة جيدة لتعزيز الموقف الرافض لتهجير الفلسطينيين

قالت النائبة شيرين عليش، عضو مجلس النواب، والأمين المساعد لأمانة المرأة المركزية بحزب مستقبل وطن، إن استضافة مصر لـ القمة العربية الطارئة في ٤ مارس المقبل، خطوة جيدة وجديدة نحو التأكيد على موقف مصر الداعم للقضية الفلسطينية ورفضها القاطع لمخطط تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، ومساعيها الحثيثة لخلق موقف عربي موحد وقوي رافض للتهجير، داعم لإعادة إعمار غزة وعودة الحياة مرة أخرى إلى طبيعتها في القطاع. 

وأوضحت عليش في بيان لها اليوم، أن مصر تبذل جهودا كبيرة لحشد الرأي العام العالمي وتحريك المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه ما يحدث في غزة، ورفض دعم الولايات المتحدة الأمريكية لمخطط تهجير الفلسطينيين بدعوى الإعمار من أجل مساندة الاحتلال الإسرائيلي في جرائمه التي تتجاوز كافة القوانين الدولية والقوانين الإنسانية الدولية وتعتدي على حق شعب في إقامة دولته الحرة ذات السيادة المستقلة. 

وأشارت عضو مجلس النواب إلى أن تهجير الفلسطينيين يعني إفشال اتفاق وقف إطلاق النار عن عمد وعودة حالة الصراع والحرب مرة أخرى، والتي باتت تتسع وتهدد أمن واستقرار الجميع في المنطقة لولا الجهود المصرية الحثيثة وتحركاتها الدبلوماسية الدولية لوقف هذا الصراع وضمان بقاء الفلسطينيين على أراضيهم وتمسكهم بحقهم في إقامة دولتهم، وحماية الأمن القومي العربي والسلام الإقليمي والدولي. 

وذكرت النائبة شيرين عليش أنه "حان الوقت لأن يكون هناك موقف عربي موحد وقوي بشأن القضية الفلسطينية، في ضوء رفض مخطط التهجير الذي طُرح من الجانب الإسرائيلي وتبنته الإدارة الأميركية، ودعم خطة إعادة إعمار غزة بأيدي شعبها دون تهجيرهم أو ترحيلهم، بما يعزز تواجدهم وصمودهم على أراضيهم".

مقالات مشابهة

  • بيان مشترك لـأمل وحزب الله: نرفض بقاء الإحتلال فوق أي جزء من الأراضي اللبنانية الجنوبية
  • الجيش اللبناني: الاحتلال لم يلتزم بالانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة وينتهك القرار الأممي 1701
  • نائبة: القمة العربية الطارئة بمصر خطوة جيدة لتعزيز الموقف الرافض لتهجير الفلسطينيين
  • الترويكا مع تحرير بقية الأرض بالدبلوماسية
  • الحواط: شباب لبنان على الموعد في دعم الموقف السيادي
  • خبير عسكري: بقاء إسرائيل في جنوب لبنان يعني تطبيق 1701 على حزب الله فقط
  • لبنان يعتبر أي وجود إسرائيلي “احتلالا” وتحذير أممي من انتهاك القرار 1701
  • المنسقة الأممية في لبنان: تأخير الانسحاب الإسرائيلي انتهاك للقرار 1701
  • لبنان يعتبر أي وجود إسرائيلي احتلالا وتحذير أممي من انتهاك القرار 1701
  • النائب عيد حماد: جهود مصر وراء استمرار نجاح الهدنة وتسليم المحتجزين