المقترح الأميركي لوقف النار يؤسس لحلّ بعد شهرين!
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
كتبت بولا مراد في "الديار": لا يبدو المقترح الاميركي لوقف النار الذي وصل الى رئيس المجلس النيابي نبيه بري الخميس والذي يُفترض ان تكون اسرائيل وافقت عليه، سيئا. صحيح ان لبنان لن يقبله كما هو وان ملاحظاته باتت جاهزة، لكن ما ورد فيه يمكن البناء عليه وبخاصة ان ما تم ضخه في وسائل الاعلام الاسرائيلية طوال الاسبوع الماضي اوحى بان هذا المقترح سيكون استفزازيا وغير قابل حتى للنقاش بتضمينه حرية الحركة لجيش العدو الاسرائيلي لضمان تطبيق القرار 1701 ونشر قوات اطلسية وغيرها من البنود التعجيزية.
ويبدو ان كل الاطراف المنخرطة بالمفاوضات اي اللبناني والاسرائيلي والاميركي يحرصون على عدم تسريب بنود الاتفاق التي يُقال انها 13، وقد اكتفى رئيس المجلس النيابي نبيه بري بالاشارة الى بند واحد مرفوض لبنانيا مرتبط بتشكيل لجنة تضم دولا غربية تشرف على تنفيذ القرار 1701. ويبدو ان بري الذي يتولى التفاوض باسم لبنان وحزب الله يصر على اشاعة جو ايجابي مرتبط بالمقترح لقطع الطريق على العدو للقول ان لبنان متشدد ولم يلاق الطرف الاميركي بليونة فيعمد لنسف مسار التفاوض ككل. وتعتبر مصادر مواكبة عن كثب لهذا المسار ان "المقترح الذي وصل الى لبنان جيد ويمكن البناء عليه وان كان يحتاج لتعديلات اساسية"، الا انها ترجح في حديث لـ"الديار" ان "ترفض تل ابيب في هذه المرحلة تقديم اي تنازلات وبالتالي تحتج برفض لبنان السير بالصيغة التي وافقت عليها لتواصل عملياتها العسكرية لشهر على الاقل او شهرين على ابعد تقدير حتى استلام الرئيس دونالد ترامب مهامه رسميا في البيت الابيض". وتشير المصادر الى ان "المقترح سيشهد تعديلات وسيتم السير به ولكن ليس اليوم، باعتبار ان الطرف الاسرائيلي يعتبر انه قدّم في الصيغة الحالية اكبر قدر ممكن من التنازلات في ظل اعتباره انه هو المنتصر راهنا في هذه الحرب، كما ان حزب الله الذي يرى انه استعاد المبادرة ويوجه ضربات قاسية للعدو سواء باستهدافه تل ابيب والمستوطنات اضافة لتكبيد عناصره داخل الاراضي اللبنانية خسائر كبيرة، ليس مستعدا لتقديم تنازلات كبيرة طالما هو قادر على مواصلة القتال وايلام العدو".
الا ان ما يصح اليوم، لن يصح بعد شهرين، بحيث انه وبحسب المعلومات فان الادارة الاميركية الجديدة لا تزال حاسمة بوجوب ان تكون الحرب انتهت مع عودة ترامب الى البيت الأبيض، وبالتالي هي تؤيد تماما اسرائيل بمواصلة القتال خلال الفترة الانتقالية هذه كما تشجع المفاوضات تحت النار باعتبارها ان استراتيجية فعّالة لحث حزب الله على تقديم التنازلات المطلوبة. وبحسب المعلومات، فقد بات محسوما ان المبعوث الاميركي آموس هوكشتاين والذي يحظى بدعم الادارة الجديدة لمواصلة مهمته في هذه المرحلة لن يعود الى بيروت الا لإعلان نجاح هذه المهمة. ويبدو واضحا ان تكليف السفيرة الاميركية تقديم المقترح للرئيس بري، هو نتيجة علم هوكشتاين ان لبنان لن يقبله كما هو وانه سيكون هناك صولات وجولات ونسخ ومسودات جديدة قبل التوصل لصيغة نهائية يرضى عنها الطرفان. من هنا تقول المصادر: "ما دام لم تروا هوكشتاين في بيروت، لا تتوقعوا اتفاقا قريبا!"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
مستقبل وقف إطلاق النار والتوغل البري بين الترقب والتصعيد.. غموض حول تفاصيل ومصير المقترح المصري للتهدئة بغزة
البلاد – رام الله
في ظل التصعيد العسكري المستمر في قطاع غزة، برز مؤخرًا مقترح مصري جديد يهدف إلى تمديد وقف إطلاق النار واحتواء التوتر المتزايد، إلا أن تفاصيله لا تزال غير واضحة، وسط تباين ردود الفعل من الأطراف المعنية. ويثير هذا الغموض تساؤلات حول مدى إمكانية تحقيق تهدئة فعلية في ظل الأوضاع الراهنة، خاصة مع تصاعد العمليات العسكرية والضغوط السياسية المتبادلة.
وفقًا لمسؤول فلسطيني تحدث لوسيلة إعلامية عالمية بشرط عدم الكشف عن هويته، طرحت القاهرة مقترحًا مرحليًا لوقف إطلاق النار، تضمن جدولًا زمنيًا للإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين المتبقين، بالإضافة إلى مهلة زمنية محددة لانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، على أن تتم هذه الخطوات بضمانات أمريكية تضمن تنفيذها.
وتأتي هذه المبادرة في وقت يشهد فيه القطاع تصعيدًا عسكريًا متواصلًا، حيث كثّفت إسرائيل عملياتها الهجومية عبر توغل بري في مناطق استراتيجية شمالية، مثل محور “نتساريم”، إلى جانب فرض قيود صارمة على حركة السكان. فقد أعلنت السلطات الإسرائيلية حظر التنقل على شارع “صلاح الدين” في الاتجاهين، بينما سمحت بمرور السكان عبر طريق البحر المعروف باسم شارع “الرشيد”.
واستأنفت إسرائيل هجومها على غزة منذ 18 مارس الجاري، مما أسفر عن سقوط أكثر من 500 قتيل وإصابة المئات خلال 24 ساعة فقط، جراء القصف الجوي العنيف الذي طال منازل ومنشآت حيوية. ومع استمرار العمليات العسكرية، يزداد الوضع الإنساني تدهورًا، في ظل غياب أي بوادر لحل يضع حدًا لهذه المأساة.
أفادت مصادر أمنية مصرية بأن المقترح المصري يتضمن إطارًا زمنيًا واضحًا للإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة. وأشارت المصادر إلى أن واشنطن أبدت موافقة مبدئية على هذا المسار، ما يضفي عليه بُعدًا دوليًا، في ظل سعي بعض الأطراف الفاعلة إلى تحقيق استقرار – ولو مؤقت – في المنطقة.
لكن الموقف الإسرائيلي الرسمي لم يُحسم بعد، حيث لم تصدر حكومة نتنياهو ردًا واضحًا، فيما تُطرح تساؤلات حول مدى قبول تل أبيب بهذا الطرح في ظل التصعيد الميداني المستمر. أما حركة حماس، فلا يزال موقفها من المقترح غير معروف، وسط استمرار القصف الإسرائيلي واشتداد المعارك البرية.
تتفاوت التحليلات بشأن نوايا إسرائيل في هذه المرحلة، حيث يرى البعض أن عودة المتطرف اليميني إيتمار بن غفير إلى ائتلاف نتنياهو مؤشر على تصعيد أكبر قد يشمل اجتياحًا بريًا واسعًا. في المقابل، يعتقد آخرون أن التصعيد الحالي يهدف إلى الضغط على حماس للقبول بالمقترح الإسرائيلي الأمريكي، المعروف باسم “مقترح ويتكوف”، والذي يسعى إلى تمديد المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى دون الالتزام بمرحلتها الثانية.
في ظل هذه التطورات المتسارعة، يظل مصير المقترح المصري غير محسوم، إذ يتوقف نجاحه على قدرة الأطراف المعنية على تجاوز العقبات السياسية والميدانية. كما أن موقف الولايات المتحدة قد يكون عاملًا حاسمًا في توجيه مسار الأحداث خلال الأيام المقبلة. وبينما يترقب المجتمع الدولي مآلات هذه الجهود الدبلوماسية، يبقى المشهد في غزة هشًا، مع توقعات بتصعيد أكبر في حال فشل جهود التهدئة.