تصعيد العدوان الاسرائيلي يسابق جواب لبنان وعودة هوكشتاين المحتملة
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
عكس يوم الجنون التصعيدي الذي شنته إسرائيل امس على الضاحية الجنوبية وصور خصوصا ومناطق أخرى في الجنوب والبقاع المسار المعقد والصعب للمفاوضات التي يتولاها الوسيط الأميركي آيموس هوكشتاين لتسويق مشروع وقف النار الذي ابلغ إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل أيام وينتظر رد لبنان رسميا عليه علما ان إسرائيل لم تعلن بعد ما اذا كانت توافق عليه او تتحفظ عن بعض بنوده قبل ان تتبلغ من الاميركيين الرد اللبناني.
وكتبت "النهار" إنّ الوتيرة النارية والتدميرية التصعيدية التي دفعت بالطيران الحربي الإسرائيلي الى شن عشرات الغارات المتلاحقة التدميرية على الضاحية الجنوبية وصولا الى الحدث ومدينة صور بدت اشبه باجتياح جوي قياسي في التدمير فيما كانت الجبهة البرية عند الحدود الجنوبية تسجل تصعيدا كبيرا في توسيع محاور الاشتباكات ومحاولات التقدم والتوغل الإسرائيلي.
هذه التطورات عكست معطيات متشائمة، عكس الانطباعات السائدة منذ يومين حيال المفاوضات حول الاقتراح الأميركي الذي وفق مطلعين على حقيقة مجريات التفاوض حوله يخشى انه يشكل اطارا لملء الوقت الفاصل عن بدء ولاية الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب وليس اكثر .
لكن التطور البارز تمثل في كشف هيئة البث الإسرائيلية إنه من المتوقع أن يصل المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين إلى إسرائيل الأربعاء المقبل بعد زيارة إلى لبنان.
ولم تكشف تفاصيل المقترح الأميركي رسميا، غير أنّ مسؤولا لبنانيا أوضح لوكالة الصحافة الفرنسية أنّه "في حال تم الاتفاق على وقف لإطلاق النار، فإنّ الولايات المتحدة وفرنسا ستعلنان ذلك في بيان"، مضيفا أنّه "سيكون هناك وقف لإطلاق النار لمدة 60 يوما وسيبدأ لبنان بنشر الجيش على الحدود". ورفض متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية التعليق على ما يتم تداوله بشأن مسودة الاقتراح. وأكّد "الالتزام بالتوصل إلى حل دبلوماسي يعيد الهدوء الدائم ويسمح للسكان في لبنان وإسرائيل بالعودة بأمان إلى منازلهم". من جانبه، أفاد مصدر حكومي آخر بأنّ "الصياغة المقترحة ناتجة من آخر لقاء بين بري وهوكشتاين، والذي حصل خلاله تفاهم على خارطة طريق لوقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701"، وأضاف: "تمّ بعد ذلك وضع مسودة أُرسلت إلى لبنان لدرسها وإبداء أي ملاحظات عليها، ليتمّ بعد ذلك الانتقال إلى المرحلة الثانية".
وأعرب مصدر حكومي عن "تفاؤل بإمكان التوصل إلى نتيجة"، غير أنّه أشار في الوقت نفسه إلى أنّه "لا يمكن معرفة نوايا" الجانب الإسرائيلي. وفي معلومات "النهار" أن الجانب اللبناني المفاوض ممثلا بالرئيس نبيه بري الذي سيبلغ الجانب الأميركي الاثنين أو الثلاثاء المقبل جواب لبنان الرسمي على الاقتراح لن يعمد الى التسبب باتهام لبنان بانه اسقط الاقتراح لعدم تحميله تبعة مضي إسرائيل في الحرب عليه. لكن ثمة رفضا لبعض البنود الواردة في الاقتراح سيطاول بند حرية الحركة للجيش الإسرائيلي في لبنان وبند توسيع آلية مراقبة التزام الافرقاء بالقرار 1701 لجهة ضم بريطانيا وألمانيا اليها علما ان لبنان سيوافق على ضم الولايات المتحدة وفرنسا الى اللجنة الثلاثية التي تضم لبنان والأمم المتحدة وإسرائيل.
ولذا ثمة شكوك وفق المطلعين ان تسلك الأمور طريق انجاز اتفاق على الاقتراح الأميركي لان إسرائيل بعد الجواب اللبناني المتوقع سيكون لها على الأرجح مزيد من الشروط غير القابلة للموافقة اللبنانية والإطار المطروح للاتفاق على وقف النار لا يعني ان نهاية وشيكة للحرب صارت في المتناول بل ان التطورات مفتوحة ميدانيا كما ديبلوماسيا ولا ضمانات لنهاية الحرب قبل تسلم ترامب مهماته في العشرين من كانون الثاني المقبل. كذلك، فإن زيارة كبير مستشاري مرشد الجمهورية الإسلامية علي لاريجاني لبيروت قبل يومين ساهمت في إضفاء تعقيدات إضافية لجهة إمعان بلاده في إظهار وصايتها المباشرة على قرار المفاوض الشيعي اللبناني الرسمي والميداني وعبرهما التأثير على السلطة اللبنانية.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
جعجع استقبل عضو الكونغرس الأميركي: لانتخاب رئيس يحترم سيادة لبنان
استقبل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في المقر العام للحزب في معراب، عضو الكونغرس الأميركي دارين لحود والوفد المرافق، في حضور عضو الهيئة التنفيذية جوزف جبيلي ورئيس جهاز العلاقات الخارجية الوزير السابق ريشار قيومجيان. وقد تباحث المجتمعون في التطورات في لبنان والمنطقة. وفي ختام اللقاء قدّم الضيف لرئيس "القوّات" هدية تذكارية، هي عبارة عن درع فضي عليه شعار الكونغرس، كما وقّع جعجع على خريطة للبنان حملها معه لحود وسيعود بها إلى بلاده كذكرى لزيارته الى موطن أجداده لبنان.
عقب اللقاء، لفت لحود إلى أنه سعيد بلقائه رئيس "القوّات"، وقال: "أنا فخور جدًا بأصولي اللبنانية وفخور جدًا بكوني أحد رؤساء تجمع الصداقة بين الولايات المتحدة ولبنان في الكونغرس".
واعتبر أن "المرحلة الحالية بالغة الأهمية في لبنان، وقد ناقشت اليوم مع الدكتور جعجع أهمية تنفيذ وقف إطلاق النار وضمان التزامه في المستقبل، ومدى الفائدة الكبيرة التي سيجلبها ذلك للبنان".
تابع: "مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقررة في التاسع من كانون الثاني، يجب أن نتأكد من أن لبنان سينتخب رئيسًا يحترم سيادة لبنان واستقلاله ويراعي مستقبل البلاد".
وشدد على أن "علينا أن نضمن أن يكون الرئيس شخصًا غير فاسد، وقادرًا على الاستفادة من الفرصة الحالية التي بين أيدينا". وقال: "انها فرصة نادرة في تاريخ لبنان، نتيجة الخسارة التي تعرض حزب الله وما حدث في سوريا، والحقيقة أن إيران أصبحت في موقف ضعيف هنا. لذلك، يجب أن نبحث عن رئيس يدعم المصالح الفضلى للبنان".
وختم: "الولايات المتحدة تتطلع إلى العمل بشكل بنّاء مع حلفائنا ذوي الفكر المشابه، خصوصاً مجموعة الدول الخمس وغيرها، لضمان العثور على هذا الشخص. وأنا كوني عضوًا في الكونغرس، أتطلع إلى العمل مع الإدارة الجديدة للرئيس ترامب وفريقه الجديد من أجل تغيير مسار لبنان وتحقيق تأثير إيجابي".