لامس العدو الهجين المركب الصهيوني الأمريكي بكل إمكاناته الهائلة وضخامةِ احتشاده العالمي والإقليمي المتواطئ وهول مجازره وإبادته المصبوب على المدنيين أرواحا ومقوماتِ حياة.. لامس أعلى السقوف في كل هذا الإجرام والدموية والتوحش التدميري بأفتك الأسلحة وأقوى العتاد.
ولم يُفض به كلُّ ذلك سوى إلى المزيد من الانحدار إلى هاوية لا مفر له منها من السقوط والحاصل الصِّفري بمقياس أهدافه وغاياته الاستراتيجية، وما يسميه “إنجازات” لا يتعدى كونَه جُماعا تكتيكيا هزيلا هشا يُدرجه تحت ذلك العدوان وهو نوع من خداع الذات والأدوات والجمهور المستغفل ، لأن قتل الأطفال والنساء والمدنيين وتدميرَ المنازل وحصرَ بنك الأهداف في الأعيان ومقومات الحياة المدنية والإنسانية التي تحرم كل شرائع وقوانين الأرض والسماء استهدافها لا يمكن صرفه في بازار النصر الحقيقي بكل معانيه ومعاييره الاستراتيجية والعسكرية فما بالك بالمنظور الإنساني والأخلاقي والقانوني.
في عين هذا المنظور تحديدا يتعرى العدو ويبدو واضح الخسارة والإفلاس ومحاصرا بواقع لا يُحسد عليه أمام استماتة الأبطال الذين أجادوا وما زالوا أشرفَ صور الثبات والصمود في وجه العدو في كل جبهات مواجهته ومقاومته، بدءا من لبنان ومقاومته الإسلامية الفتية المتنامية كما وكيفا ومرورا بغزة وفعلها الجهادي المقاوم المتصاعد والعصي على الكسر رغم هول الظروف التي يتحرك في ظلها، وهذا شأن المقاومة الإسلامية في العراق وليس انتهاء باليمن، حيث الموقف الجهادي الملتحم ببقية الجبهات آخذٌ في المزيد من القوة والفتوة والعنفوان ونوعية ضرباته ومفاعيله البالغة الإيلام للعدوان الصهيوني الهجين ورأسه الأمريكي تحديدا بشراكاته الغربية الأطلسية والدولية وأدواته الإقليمية المتواطئة، ومصاديقُ هذه الخواص الواضحة في فعل وأثر الدور اليمني في هذه المواجهة المصيرية تزخر بها حتى تصريحاتُ واعترافات قادة ومسؤولي البنى والهياكل العسكرية والأمنية ومراكز البحث والتحليل وقادة القطع العسكرية المتسكعة هنا وهناك للعدو الأمريكي نفسه وشريكه الغربي، والتي سارع الكثير منها للفرار مشيعا بالخوف والذعر؛ وما أمرُ روزفلت وإيزنهاور وغيرها وأخيرا وليس بآخر إبراهام لنكولن التي كانت الصفعة اليمنية القاسية لها بين العينين.. عنا ببعيد .
هذا هو شأن وواقع المواجهة مع هؤلاء الأعداء ومشروعهم الاحتلالي الغاصب وهجمتهم الدموية البالغة ذروة ذرواتها اليوم على أمتنا.. وفيه الكثير الواضح والذي لا ليس فيه من محفزات اليقين من أن المآل النهائي والمؤدَّى الحتمي لكل ما يجري هو لصالحنا، لصالح هذه الأمة المظلومة ومجاهديها الميامين ومقاوميها الأبرار والروحِ الإيمانية الصلبة الكامنة في صميم هويتها ووجودها، تغذيها أنفاسُ العطاء والبذل الأسمى والأسخى والشهادة، وما أدراك ما الشهادةُ وأيُّ طاقة محركة لأقوى وأقوم وأنبل وأوعدِ مواكب السير نحو مستقبل العزة والحرية والكرامة لهذه الأمة وشعوبها المظلومة .
وفي مناسبة الذكرى السنوية للشهيد التي نعيشها في يمن الإيمان والتحرر والاستقلال، يمن الصبر والصمود والجهاد الملتحم-بكل طاقته- بأحرار أمته ومجاهديها في كل جبهاتهم على طريق القدس ..تتشكل أبهى الملامح لذلك المعنى السامق للشهادة وهو يرفرف في آفاق الذكرى قائلا للشعب المضحي المجاهد: هذا هو معراجُك الأكيد نحو معالي المجد والسؤدد والخلاص من ليل الطغاة والمعتدين، والمعنى ذاته يحط جليا واضحا في مستقر وعي كل حر مجاهد مستبصر من أبناء هذه الأمة التي طال بها أمد النزيف والمعاناة والأحزان وآن لها أن تعانق فجر الخلاص وقريبا بإذن الله يكون ذلك.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
قائد الثورة : مؤامرات الامريكي لن تؤثر على موقفنا المناصر لفلسطين ولبنان
وقال السيد القائد في كلمة له مساء اليوم حول آخر تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان والمستجدات الإقليمية والدولية "مهما فعل الأمريكي، من مؤامرات على بلدنا، فإن موقفنا لا يتزحزح، لأننا نعتمد على الله تعالى، وشعبنا يتحرك ببصيرة ووعي وشعور بالمسؤولية وقناعة تامة بموقفه".
وأشار إلى أن الأمريكي يحاول باستمرار تحريض الآخرين ضد بلدنا، ويسعى لإعادة إنتاج العملاء من أبناء البلد في قوالب متنوعة.. مبينا أن الأمريكي حاول عبر بعض من صغار مسؤوليه أن يجمع بعض العملاء والخونة في عدن ويعيد إنتاجهم في قوالب قبيحة فاشلة.
وأضاف "من ينتمي إلى الشعب اليمني ثم يتنكّر لهذا الشعب في موقفه العظيم وتوجهه القرآني المشرّف، فهو من أعظم الناس خسارة".
كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حول آخر تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان والمستجدات الإقليمية والدولية - 12 جمادى الأولى 1446هـ pic.twitter.com/Kl9qMQW5ZJ
— الإعلام الحربي اليمني (@MMY1444) November 14, 2024ودعا السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أبناء اليمن إلى الخروج المليوني يوم غدٍ الجمعة في ساحات العاصمة صنعاء والمحافظات استجابة لنداء المجاهدين والمظلومين في فلسطين ولبنان، خروجًا كما في كل أسبوع مرضاة لله وجهادًا في سبيله ونصرة للشعب الفلسطيني المظلوم.
وتابع "إخوتنا المجاهدون في حماس وجهوا نداء للخروج في مظاهرات مساندة للشعب الفلسطيني، وشعبنا لن يتجاهل وسيلبي النداء، فشعبنا ذاق مرارة الظلم وعانى من ظلم الظالمين وجور الجائرين، ولكنه شعب حر عزيز شهمٌ وفيٌّ له قيم وضميره حي".
ولفت إلى أن خروج الشعب اليمني في الأسبوع الماضي كان مليونيا عظيما لا مثيل له في كل الدنيا، خروج تحدى ترمب المجرم المتصهين وتحدى بايدن والغطرسة الأمريكية والإسرائيلية وكل طواغيت الدنيا.
وأوضح قائد الثورة، أن الموقف الأمريكي عدواني في إطار المشروع الصهيوني، وكل رئيس أمريكي يحاول أن يقدم أكثر لدعم الكيان الإسرائيلي.. مضيفًا "كل رئيس أمريكي يتباهى بدعم إسرائيل، وترمب يقول إنه اختار وزيرا للخارجية "صديقا عظيما لإسرائيل" بمعنى أنه صهيوني".
وجدد التأكيد على "أنه في موقفنا الإيماني والجهادي، سنسعى على الدوام لنقدم أكثر وأكثر لنصرة القضية الفلسطينية ومواجهة المشروع الصهيوني المعادي لأمتنا".
وتحدث قائد الثورة عن الذكرى السنوية للشهيد للعام 1446هـ، مبينًا أن الشعب اليمني في مسيرته الجهادية لا يكاد يمر أسبوع دون أن يُقدم شهداء.
وأوضح أن الحديث عن الشهداء هو حديث مستمر في إطار هذا المسار الإيماني الجهادي الذي يتحرك فيه الشعب العزيز.. مشيرًا إلى أن مناسبة الذكرى السنوية للشهيد تأتي في إطار الأحداث والمتغيرات الكبرى وموقف اليمن نصرة للشعبين الفلسطيني واللبناني.
ولفت إلى أنه في إطار مناسبة الذكرى السنوية للشهيد يتم التركيز على ثلاثة أمور "ترسيخ مفهوم الجهاد وقيمة الشهادة في سبيل الله، والاستذكار للشهداء واستلهام الدروس من سيرة الشهداء، والبرامج الهادفة للعناية بأسر الشهداء".
وأفاد السيد القائد بأن الشعب اليمني العزيز في إطار معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس" يُقدم الشهداء في سبيل الله ويتحرك في كل المسارات.. وقال "من اليوم الأول لمسيرتنا القرآنية قدمنا الشهداء في كل المراحل الماضية في إطار الموقف الذي نحن عليه اليوم من الإسرائيلي والأمريكي".
وأضاف "الميزة المهمة للمسيرة القرآنية هي المشروع القرآني والتحرك وفقه، وشهيد القرآن السيد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه كان صوتًا قرآنيًا خالصًا".. لافتًا إلى أن الشهيد القائد تحرك بالمشروع القرآني في مرحلة مهمة وحساسة يسعى فيها أعداء الأمة من أتباع المشروع الصهيوني وأذرُعِه إلى فرض خيارهم على الأمة.
وأشار إلى أن المشروع الصهيوني الذي يتحرك فيه الأمريكي والإسرائيلي، هو مشروع عدواني على الأمة يُصادر الحرية والاستقلال للشعوب وأيضًا يُصادر الأوطان والحقوق.. موضحًا أن المشروع الصهيوني هو تهديد للأمة وعدوان عليها في هويتها ودينها واستقلالها وحريتها وفي أوطانها وثرواتها.
وتابع "تقبُّل من ينتمي لهذه الأمة رسميًا أو شعبيًا للمشروع الصهيوني يعني الاستسلام وأن تكون مع عدوك المستهدف لك ولأمتك".. لافتًا إلى أن المشروع الصهيوني يُريد أن يكون من تقبّلَه مجرد أداة لخدمته فيما هو خطر على الأمة، وهذا هو الغباء والخسارة.
وشدد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي على "أنه كان وما يزال من المهم جدًا تحديد الخيار، لأن الأمريكي يُريد إما أن تكون في الوضعية التي يريدك أن تكون عليها وإلا فهو سيعتبرك ضد برنامجه ومشروعه".
وأكد أن تحديد الخيار والموقف هي مسألة مهمة جدًا لأن المسألة مصيرية للدنيا والآخرة.. مبينا أن "من أخطر ما يُمكن أن تتعرض له الأمة هو عندما يتجه البعض لتحديد خياراته واتخاذ مواقفه بشكل منفصل عن المبادئ والقيم والقرآن الكريم".
ومضى بالقول "عندما تنفصل مسألة تحديد الخيارات والمواقف عن مسألة المبادئ والأخلاق فستكون النظرة مغلوطة تحت عنوان المصالح".. مؤكدًا أن معظم الأنظمة العربية تتورط في خيار المعية مع الأمريكي وهي تُدرك أن بلدانها وأنظمتها مستهدفة.
وبين قائد الثورة أن من أعلنوا أنهم مع أمريكا وتحالفوا معها اتجهوا معها وفتحوا لها كل شيء، فتحوا بلدانهم للقواعد العسكرية والإملاءات الأمريكية في المستويات السياسية والإعلامية وفي الخطاب الديني.
وقال "لم يكن تحرك الأمريكي من أجل أن يضمن مصالحه في المنطقة فقط بل اتجه للسيطرة المباشرة وإخضاع المنطقة بشعوبها وحكوماتها للسيطرة المباشرة ولمصلحة العدو الإسرائيلي".. مبينًا أن الأمريكي اتجه لخطوات أكثر من مسألة المصالح وهو يُريد أن يكون الإسرائيلي وكيله الحصري المسيطر تماما على واقع ما يسمونه بـ "الشرق الأوسط".
وأشار إلى أن تحرك شهيد القرآن السيد حسين رضوان الله عليه بالمشروع القرآني كان الخيار ضد أمريكا وإسرائيل والمشروع الصهيوني من منطلق قرآني ومبدئي.. مبينًا أن الأمريكي يسعى لتكون الأمة مستسلمة له وألا يكون فيها أي تحرك يعيقه وتكون الساحة مفتوحة أمامه.
وأضاف "منذ الاستهداف لمسيرتنا القرآنية بالحروب العسكرية بدءًا بالحروب الست وما تخللها ثم العدوان الأمريكي السعودي وصولًا إلى هذه المعركة الشاملة، تجلّى في كل مرحلة أهمية المشروع القرآني".
وأكد السيد القائد أن المشروع والخيار القرآني يُبني الأمة في وعيها وبصيرتها ورشدها وحكمتها وفي روحها المعنوية لتكون بمستوى النهوض بمسؤوليتها.. لافتًا إلى أنه لا خيار سوى المشروع القرآني الذي يمثل حلًا للأمة في مواجهة أعدائها والتصدي لخطرهم.
وذكر أن أمة المسيرة القرآنية لم تُكسر إرادتها بالعدوان، بل وثقت بالله وتحركت على أساس هديه وتعليماته بالوعي والبصيرة القرآنية والروح الإيمانية الجهادية وبقيت المسيرة القرآنية مستمرة في مواجهة كل التحديات إلى مستوى الموقف المشرف الذي يتحرك فيه اليمن.
كما أكد أن افتقار الأمة للبصيرة هو ما يكبّلها عن التحرك بالمسؤولية رغم ما تمتلكه من إمكانات هائلة وضخمة.. مضيفا "عندما نشاهد أمة كبيرة في عددها وجغرافيتها وما هي عليه من العجز والضعف والوهن ندرك أهمية الاستنهاض في أوساط الشعوب لنشر الوعي والبصيرة لتعزيز الروح المعنوية الإيمانية الجهادية.
وجددّ التأكيد على أن الأعداء يسعون لإبادة الأمة، وما يفعلونه في فلسطين يمكن أن يفعلوه في أي بلد آخر، وما فعله الأمريكي سابقًا في العراق وأفغانستان يمكن أن يفعله في أي بلد آخر مع الإسرائيلي في إطار المشروع الصهيوني الرامي لتغيير وجه المنطقة.
واستطرد قائلًا "عندما تتحرك أمتنا تجاه المشروع الصهيوني بالروح الجهادية وبوعي وبصيرة قرآنية تكون في مستوى المَنَعَة والقوة والعزة وتدرك أهمية كل عناصر القوة".. مشيرًا إلى أن الروح الجهادية التي تتحرك فيها الأمة تنهض بالأمة إلى مستوى مواجهة التحدي دون اكتراث بما يمتلكه العدو من جبروت.
وشدد قائد الثورة على حاجة الأمة للتحرر من عقدة الخوف من أمريكا وإسرائيل لأنها لا تمثل حماية للأمة بل تدفع للاستسلام وليس للحذر والتحرك المضاد.. مضيفًا "الخوف يبعث الكثير من أبناء الأمة رسميًا وشعبيًا نحو الاستسلام والخضوع والطاعة والتسليم بالأجندة الأمريكية والإسرائيلية".
وقال "لدى أعدائنا من الحقد والعُقد ما لا يقبلون لأحد من أبناء الأمة أن يكون في وضعية محترمة وإن لم يكن توجهه عدائي تجاههم".. مؤكدًا أن الأعداء لم يتركوا الشعب السوداني لحاله رغم أن أدواتهم مسيطرة على الوضع واتجهوا لاستنزافه بمشاكل وصراعات وحروب.
وتطرق إلى استنزاف الأعداء للأمة بأشكال متعددة وتصفية حسابات مع منافسين آخرين بما فيهم مستقبلا ضد الصين وغيرها.. مضيفًا "شعبنا اتجه لنصرة الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة بكل شجاعة لأنه يثق بالله ووعوده من منطلق إيماني وقرآني رغم حجم التحديات".
وعدّ الشهداء مدرسة عظيمة ومتميزة واستذكارهم يُشحذ الهمم ويعزز الروح المعنوية الجهادية ويُحيي الضمائر.. مبينًا أن الشهداء هم من كل أطياف المجتمع وفئاته، ومن علمائه، والمزارعين والتجار، الفلاحين، المدرسين، الطلاب، الشباب، من مختلف أبناء المجتمع، ويحظون بمنزلة رفيعة عند الله وكذلك بالتكريم العظيم والفوز بالحياة السعيدة.
ولفت إلى ما يحظى به الشهداء من تكريم عظيم لتضحياتهم في خدمة ونصرة القضية المقدسة والعادلة وترسيخ المبادئ الإلهية لحماية عباد الله.. موضحًا أن تضحيات الشهداء جاءت في إطار المواجهة بين قيم الحق والعدل، ضد الشيطان وأوليائه بما يمثلوه من شر وإجرام.
وحث الجهات المعنية وذات العلاقة على الاهتمام أكثر وأكثر بأسر الشهداء وذويهم في إطار المسؤولية الملقاة على عاتقهم تجاههم.. داعيًا المجتمع إلى أن يكون مدركا على الدوام لمسؤوليته تجاه أسر الشهداء، والاقتداء بالشهداء في العطاء والإحسان.
وتناول السيد القائد، في كلمته مستجدات العدوان على غزة ولبنان.. مؤكدا أن الخطر ليس فقط على الشعب الفلسطيني بل هو خطر يستهدف الأمة بشكل عام، فأعداؤها حاقدون وطامعون فيما تملك هذه الأمة.
وقال "405 أيام من العدوان والإجرام الإسرائيلي والأمريكي ضد الشعب الفلسطيني وضد الشعب اللبناني، يُقابلها خذلان عربي وخذلان البلدان الإسلامية ما عدا القليل، 405 أيام من الثبات الفلسطيني، واللبناني العظيم، وثبات جبهات الإسناد".
وأشار إلى أن العدو الإسرائيلي ابتكر له خطة جديدة في شمال قطاع غزة أكثر إجراما ودموية في سياق تنفيذه الإبادة الجماعية ومعظم شهداء جرائم القتل الجماعي لأبناء فلسطين هم من الأطفال والنساء، ويستهدف كيان العدو الخيام القماشية بقنابل أمريكية خارقة للتحصينات".
ولفت إلى أن العدو الإسرائيلي يستهدف الشعب الفلسطيني بالتجويع وبالتهجير القسري وتدمير كل مقومات الحياة بهدف إبادته.. مضيفًا "بالرغم من اتضاح الصورة لكل العالم، لكن لا يوجد أي تحرك جاد من معظم الشعوب والمنظمات والمؤسسات الدولية".
وتابع "تسكت أكثر الدول لأن الأمريكي شريك الإجرام، ولا تتخذ حتى خطوات سهلة مثل المقاطعة السياسية الاقتصادية، وهو ما شجع العدو".. مؤكدًا أن موقف معظم الدول العربية والإسلامية شجّع العدو الإسرائيلي كثيرا على الاستمرار في جرائمه.
وأردف "لم يتخذ العرب والمسلمون الحد الأدنى من الموقف الذي هو واجب عليهم ضمن مسؤولياتهم الدينية والإنسانية والأخلاقية والقومية وبكل الاعتبارات، وبعض الحكام والأنظمة العربية والإسلامية يُصرون على الاحتفاظ بعلاقاتهم السياسية والاقتصادية مع كيان العدو".
وأشار السيد القائد إلى أن بعض الأنظمة العربية والإسلامية زادت علاقتها الاقتصادية مع العدو الإسرائيلي عبر إرسال قوافل البضائع والشحنات التجارية له.. مبينًا أن أنظمة عربية وأخرى إسلامية زادت علاقتها مع العدو أضعاف مضاعفة عبر إرسالهم شحنات تجارية وبضائع مواد غذائية وغيرها للعدو الإسرائيلي.
وقال" إجرام العدو الإسرائيلي الفظيع في غزة ولبنان هو مخز لكل دول العالم التي تسكت ولا تتحرك لاتخاذ موقف"، مبينًا أن الشعب الفلسطيني يعاني أشد المعاناة في أقسى مرحلة، يُمارس فيها الطغيان الإسرائيلي ذروة جرائمه، ويرتكب جرائم الإبادة الجماعية، ويمنع عن الفلسطينيين الطعام والغذاء والدواء والماء، ويحاصرهم في كل شيء، ويدمّر المدن والقرى والبلدات في قطاع غزة بشكل كامل، بمشاركة الأمريكي في كل الجرائم.
وعبر قائد الثورة عن الأسف لمخرجات التحرك الرسمي لبعض الدول العربية والإسلامية تحت عنوان "القمة العربية الإسلامية".. وقال "يحزن الإنسان لواقع الأمة عندما يرى مخرجات قمة باسم العرب والمسلمين يحضرها الكثير من زعمائهم، ومع ذلك ماذا كانت مخرجاتها؟!".
وأشار إلى أن مخرجات القمة العربية الإسلامية لم تكن مفاجئة لا للشعب الفلسطيني ولا للشعوب أمتنا ولا للعدو ولا للصديق، وبيان القمة التي تمثل أكثر من 50 دولة مجرد مطالبات ليست حتى شديد اللهجة!!.
وقال "كأننا أمة المليار مسلم لا نمتلك القدرة على فعل أي شيء البتة، هل تتصور حالة من العجز هي أسوأ من هذه الحالة؟"، متسائلً "هل يعقل أن أمة المليار مسلم ليس بإمكانهم أن يفعلوا أي شيء إطلاقا ولا أن يتخذوا أي إجراء نهائيا ولا أي خطوة عملية تجاه فلسطين، فقط إصدار بيان مطالبات!!".
وأضاف "مطالبات القمة توجهت للأمريكي الذي هو شريك في كل تلك الجرائم وعدو مبين لهذه الأمة، والأمريكي يتحرك مؤمنا بالمشروع الصهيوني ويسعى لتنفيذه"، مبينًا أن مطالبات القمة توجهت للأمريكي الذي يقدم كل تلك القنابل التي قتل بها عشرات الآلاف من أطفال ونساء الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني.
وخاطب السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي المجتمعين في القمة السعودية ":هل تنتظرون من الأمريكي أن يتخذ هو خطوات بدلا عنكم؟!، وهل تنتظرون شيئا من البريطاني الذي هو من أتى بالكيان الصهيوني والعصابات الصهيونية إلى فلسطين أو من الفرنسي أو الألماني، أو من أي من تلك الدول؟!".
كما خاطب المجتمعين في القمة السعودية بالقول "هل تتوقعون حتى من الصين أو من روسيا أو من أي بلد في هذا العالم أن يكون أكثر اهتماما منكم بقضايا تهمكم؟!، مؤكدًا أن الآخرين ليسوا معنيين بأحوالكم بواقعكم، بمخاطركم، بأموركم أكثر منكم، لن يكونوا أكثر منكم اهتماما بما يعنيكم أنتم، مؤكدًا أن المجتمعين في القمة يُدركون أن موقفهم متكرر منذ عقود من الزمن، برغم أن التصعيد هذه المرة أكثر من أي مرحلة مضت.
وتوقف عند جبهة حزب الله في لبنان .. مشيدًا بالصمود الأسطوري للمجاهدين وبفعاليتهم العالية في التصدي للعدو الإسرائيلي وإلحاق الهزائم تلو الهزائم بالعملية البرية التي يفشل ويخفق فيها كل يوم ويتكّبد الخسائر والهزائم.
وعرّج قائد الثورة على الجبهة اليمنية المساندة لفلسطين ولبنان .. مجدّدًا التأكيد على أن اليمن يواصل عملياته وأنشطته في إطار معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس"، حيث نفذت القوات المسلحة عملياتها هذا الأسبوع بـ 29 صاروخا باليستيا ومجنحا وطائرة مسيّرة.
وقال "عملياتنا العسكرية منها ما كان باتجاه عمق وجنوب فلسطين المحتلة في يافا وعسقلان وأم الرشراش وقاعدة جوية للعدو الإسرائيلي في صحراء النقب ومنها ما كان إلى البحار، وأبرز عمليات البحرية اليمنية، استهداف حاملة الطائرات الأمريكية "إبراهام لينكولن" في البحر العربي وهربت بعد الاستهداف لها بمئات الأميال".
وأضاف "من بعد هروب حاملة الطائرات الأمريكية التي كانت فيما سبق في البحر الأحمر أصبح العدو يتهرب من البحر الأحمر، ولم تدخله حاملة الطائرات منذ تلك المدة".. مشيرًا إلى أن حاملة الطائرات الأمريكية كانت تتحرك أحيانًا إما من الخليج إلى بحر عمان أو أطراف المحيط الهندي أو في البحر العربي بتخفٍ وتمويه.
ولفت السيد القائد إلى أنه وصل في بعض الحالات أن تتحرك حاملة الطائرات الأمريكية على مقربة من بعض السواحل الأفريقية خوفا من الاستهداف.
وتابع "لم يصد قرار باستهداف حاملة الطائرات الأمريكية في أي بلد من بلدان العالم كما فعل اليمن وذلك بتوفيق الله وثمرة من ثمار التوجه الإيماني والقرآني والجهادي لشعبنا العزيز" .. متسائلًا "من يجرؤ على أن يتخذ قرارا باستهداف حاملة طائرات أمريكية وينفّذ بالعمل الفعلي وإطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة لاستهدافها؟!".
وأفاد بأن الأمريكي أحيانًا يقلل من المسألة بعد أن كان ينكر، ولاحقا جاءت اعترافات حتى من مسؤولين في حاملة الطائرات السابقة التي هربت سابقًا من البحر الأحمر، وحاملة الطائرات الأمريكية "لينكولن" في أقصى البحر العربي هربت لمئات الأميال بعد الاستهداف لها.
وأشار إلى أنه مع استهداف حاملة الطائرات في البحر العربي، تم استهداف سفينتين حربيتين أمريكيتين في البحر الأحمر.. مؤكدًا أنه تم تنفيذ العملية البحرية في وقت كان يحضّر الأمريكي لتنفيذ أكبر عملية جوية عدوانية على بلدنا في تلك الليلة منذ إعلانه للعدوان الذي يُساند فيه العدو الإسرائيلي.
وأكد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، فشل العملية التي كان يحضر لها الأمريكي وفي نفس الوقت أصبح في موقف الدفاع، وهربت حاملة الطائرات لمئات الأميال.. مضيفًا "طالما الإسرائيلي مستمر في عدوانه الذي يشترك معه فيه الأمريكي على قطاع غزة وعلى الشعب اللبناني فنحن مستمرون في عملياتنا".
وبين "أن الأمريكي يُعتبر نفسه معنيًا بالإسناد للعدو الإسرائيلي في جرائمه وعدوانه وإبادته للشعب الفلسطيني، ونحن نعتبر مناصرتنا للشعب الفلسطيني واجب بكل الاعتبارات.. وقال" نتمنى أن لو أمكن أن نفعل الكثير والكثير لمناصرة الشعب الفلسطيني، ونسعى لفعل ما هو أكبر على المستوى العملي ولذلك تستمر عملياتنا".
وأشار قائد الثورة إلى أنه "لو أراد الأمريكي أن يُقدم حاملة الطائرات إلى البحر الأحمر فهو سيقربها أكثر لاستهدافها، وإذا أراد أن يتجرأ على ذلك فليجرب".
وذكر أن غارات العدو الأمريكي البريطاني هذا الأسبوع على محافظات متعددة ليس لها أي تأثير على القدرات العسكرية لليمن.