الوطن:
2025-01-29@19:00:27 GMT

على الفاتح يكتب: هكذا نتجاوز قفزات ترامب..!

تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT

على الفاتح يكتب: هكذا نتجاوز قفزات ترامب..!

ربما آن الأوان للإعلان عن تحالف «مصرى سعودى إيرانى تركى» صريح ينقذ الشرق الأوسط من تقلبات صانع القرار فى البيت الأبيض ونفاق الحسابات الدولية.مرة أخرى ينبغى التأكيد أن السابع من أكتوبر (طوفان الأقصى) لم يحرك فقط مياه القضية الفلسطينية الراكدة، وإنما أعاد تشكيل رؤية قادة الشرق الأوسط لخريطة تحالفاتهم.

بل يمكن الذهاب بعيداً بالقول إن التداعيات السياسية لطوفان الأقصى وصلت بتأثيراتها غير المباشرة إلى استراتيجية الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب إزاء إيران ومن ثم الشرق الأوسط.

قبل السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ كان الحديث السائد فى المنطقة يدور حول إمكانية المضى فى مسار التطبيع مع الكيان الصهيونى بمجرد اعترافه بحق الفلسطينيين فى إقامة دولة مستقلة، والشروع فى بدء عملية سياسية بهذا الشأن، وهو ما كان ولا يزال مرفوضاً من قبَل الكيان الصهيونى.

وكان الخطاب الطائفى يروج إلى أن الصراع فى الشرق الأوسط مذهبى بين الدول السنية وإيران الشيعية، إضافة إلى حلفائها فى المنطقة، لكن «طوفان الأقصى»، علاوة على تاريخ ترامب مع المنطقة أثناء ولايته الأولى وسياساته غير الموثوقة، دفع الجميع إلى إعادة قراءة المشهد فى ظل استمرار جرائم الإبادة الصهيونية التى تستهدف تهجير سكان غزة والضفة الغربية، ما يدفع المنطقة حتماً إلى فوضى عارمة ستطول الجميع.

من نتائج هذه القراءة الجديدة زيارة رئيس هيئة أركان الجيش السعودى طهران ولقاء نظيره الإيرانى لتوقيع اتفاقات دفاعية وأمنية، ثم تأكيد ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، خلال القمة العربية الإسلامية، رفض العدوان على إيران والمساس بسيادتها.

فى السياق ذاته يأتى تأكيد زعماء الدول المشاركة فى القمة على أن إقامة الدولة الفلسطينية هى السبيل الوحيد للسلام والاستقرار فى المنطقة وليس مجرد البدء فى مسار مائع نحوها.

بالتوازى مع الخطوة السعودية الإيرانية غير المسبوقة كان «إلون ماسك»، صديق ترامب المفضل، والذى أعلنه وزيراً للكفاءة الحكومية، يلتقى سراً بمندوب إيران لدى الأمم المتحدة السفير «أمير سعيد كرفان».

وبحسب صحيفة «نيويورك تايمز» جرى اللقاء بناء على طلب من إلون ماسك، وتناول سبل نزع فتيل التوتر بين واشنطن وطهران، ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مصدرين إيرانيين إيجابية اللقاء الذى قد يسفر عن تغير فى سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران على عكس المتوقع.

فور إفصاح ترامب عن الأسماء المرشحة لتولى حقائب وزارية فى إدارته الجديدة ساد التشاؤم أوساط غالبية المراقبين بسبب ما عُرف عن تشدد وتطرف غالبية المرشحين المصنفين كصقور فى الحزب الجمهورى، خاصة وزيرى الدفاع والخارجية ومستشاره للأمن القومى؛ فجميعهم من أشد الداعمين للكيان الصهيونى والمؤيدين لمساعيه بشأن ضم الضفة الغربية، والمعادين لإيران ومشروعها النووى.

بالطبع من حق الجميع الشعور بالقلق والتشاؤم، لكن لقاء إلون ماسك مع الدبلوماسى الإيرانى رفيع المستوى يؤشر إلى تغيير لا يمكن تجاهله فى رؤية الرئيس الأمريكى الجديد تجاه الصراع فى الشرق الأوسط.

وصحيح أن «ترامب» لن يسعى إلى تحقيق حل الدولتين بحسب تصريح سفيره المرشح لدى الكيان الصهيونى، ومع ذلك هناك ما يمكن عمله على الأقل لمنعه من دعم أى مسعى صهيونى لضم الضفة الغربية، أو تقنين احتلال قطاع غزة.

قد نرى قفزات متعددة ومتناقضة فى سياسة ترامب تجاه المنطقة، لكن تجاوزها غير مستحيل بإظهار صلابة فى الإرادة السياسية لدى دولها تُكمل ما بدأته المقاومة، وذلك بإعلان تحالف صريح يضم السعودية ومصر وإيران وتركيا عبر اتفاقات ذات أبعاد سياسية واقتصادية وأمنية ودفاعية وثقافية وعلمية.

تحالف يستثمر رغبة ترامب فى إنهاء الحرب ويقنعه بأن ضم الضفة الغربية يُنهى اتفاقات أوسلو ويدفع الأجهزة الأمنية التابع للسلطة الفلسطينية إلى الانضمام لصفوف المقاومة وأن تقنين أى مشروع استيطانى فى غزة لا مستقبل له وتهديد لاتفاق كامب ديفيد للسلام مع مصر، خاصة إذا أصر الكيان على استمرار احتلاله لمحور فيلادلفيا.

من شأن هذا التحالف تخفيض وتيرة الصراع ودفع الاحتلال الصهيونى للتراجع عن مخططاته التوسعية تحت وطأة خسائره الناجمة عن حرب استنزاف طويلة دخلها بالفعل.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الانتخابات الأمريكية دونالد ترامب الشرق الأوسط الكيان الصهيونى الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

لماذا تعد خطة ترامب لـتطهير غزة زعزعة لاستقرار الشرق الأوسط؟

نشر موقع "ريسبونسيبل ستيتكرافت" تقريرًا يتناول فيه تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن إجبار دول عربية مثل مصر والأردن على استقبال لاجئين من غزة كجزء من خطة لـ"تطهير" المنطقة، معتبرًا أن ذلك يعدّ جريمة حرب وفق القانون الدولي.

وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي 21"، إنه في حال منح الرئيس ترامب الضوء الأخضر لتنفيذ مثل هذا المخطط، فإن النتيجة ستكون زعزعة استقرار الدول المجاورة بشكل كبير، مما يتناقض مع الهدف الذي أعلنه الرئيس الأمريكي خلال الفترة الماضية بالرغبة في تحقيق السلام في الشرق الأوسط.

خطر الإطاحة بملك الأردن
وأوضح الموقع أن الأردن على وجه الخصوص سيواجه اضطرابات يمكن أن تطيح بالملك عبد الله الثاني والنظام الملكي الذي تعاون لفترة طويلة مع الولايات المتحدة وإسرائيل، ما يعني أن تخسر واشنطن حليفًا وتحوّله إلى عدو، أو في أفضل الأحوال حكومة لا تهتم بالتعاون مع تل أبيب وواشنطن.

وذكر الموقع أن الأردن وقع معاهدة سلام مع "إسرائيل" في 1994، وكان أحد البنود الرئيسية في المعاهدة هو أن لا تقوم "إسرائيل" بتهجير الفلسطينيين إلى أراضيها.


واعتبر أن إجبار الفلسطينيين على عبور الحدود نحو الأردن سيضع الملك عبد الله أمام خيارين: إما أن يرد على هذه الخطوة، مما قد يؤدي إلى فقدان المساعدات الأمريكية التي تساعده في الحفاظ على عرشه، أو السماح باستمرار هذه الجريمة، وهو ما قد يؤدي إلى الإطاحة به.

وأضاف الموقع أن الإخوان المسلمين في الأردن، والذين فازوا بأكبر عدد من المقاعد في الانتخابات البرلمانية في أيلول/ سبتمبر، وتعرضوا في السنوات الأخيرة لقمع متزايد من النظام وردوا عليه بمواقف أكثر تصلبا، سيكونون الأقرب إلى تولي السلطة إذا تمت الإطاحة بالملك.

وتوقع الموقع أن تكون الحكومة الناتجة عن الإطاحة بالنظام في الأردن، سواء كانت من الإخوان أو من فصيل آخر، مؤيدة بشكل كبير للقضية الفلسطينية، تناغما مع مشاعر عموم الأردنيين الذين ينحدر أكثر من نصفهم من أصول فلسطينية، وقد تجلى عمق تلك المشاعر في المقاطعة الواسعة للمنتجات والشركات الأمريكية والأوروبية، بالإضافة إلى الهجمات الأخيرة على الحدود والسفارة الإسرائيلية.

قصر نظر ترامب
وكان السيناتور ليندسي غراهام، وهو جمهوري وحليف قوي للرئيس، قد عبر عن استغرابه من تصريحات ترامب بشأن إجبار حلفاء الولايات المتحدة على قبول اللاجئين الفلسطينيين، وقال: "لا أعرف ما الذي يتحدث عنه. لكن اذهبوا وتحدثوا مع محمد بن سلمان، اذهبوا وتحدثوا مع الإمارات، اذهبوا وتحدثوا مع مصر. ما خطتهم للفلسطينيين؟ هل يريدون رحيلهم جميعًا؟".

وحسب الموقع، فإن رؤية ترامب ربما تقوم على أن حكومات الأردن ومصر تعتمد على الولايات المتحدة ولا تستطيع رفض خططه، لكن ليس من مصلحة الولايات المتحدة والحكومة الإسرائيلية تسهيل الإطاحة بالملك عبد الله واستبداله بحاكم أقل تعاونًا.


وكان أعضاء من الكونغرس، قد ناقشوا في بداية الحرب على غزة خطة تتطلب من حلفاء الولايات المتحدة قبول اللاجئين الفلسطينيين، وتلك الدول هي مصر وتركيا والعراق واليمن، لكنها لم تشمل الأردن، وربما يعكس ذلك فهما تاريخيا عميقا بأن تهجير الفلسطينيين إلى الأردن لم يسهم سابقا في حل القضية الفلسطينية، وفقا للموقع.

وكتبت وزيرة التعليم السابقة في منظمة التحرير الفلسطينية، حنان عشراوي، على منصة إكس: "ملاحظة إلى الرئيس ترامب: إن فلسطين، بما في ذلك غزة، والضفة الغربية والقدس، هي أرض الشعب الفلسطيني […] إن التطهير العرقي ليس أمرًا غير إنساني وجريمة حرب فحسب، بل يمثل أيضًا تهديدًا خطيرًا لاستقرار المنطقة بأكملها ولسيادة الدول المجاورة. وهكذا تبدأ الحروب، ولا تنتهي".

وختم الموقع بأن تعهدات ترامب بإحلال السلام في المنطقة لن تتحقق بزعزعة استقرار حلفاء الولايات المتحدة مثل الأردن ومصر، لأن ذلك سيؤدي إلى عكس ما وعد به تمامًا.

مقالات مشابهة

  • لماذا تعد خطة ترامب لـتطهير غزة زعزعة لاستقرار الشرق الأوسط؟
  • مدبولى: دول أوروبا تقدر دور مصر تجاه قضايا الشرق الأوسط
  • قراءة في مخاطبات ترمب تجاه الشرق الأوسط والسودان
  • علي الفاتح يكتب: ترامب يرقص على حافة الجحيم!
  • منير أديب يكتب: مخطط محكم.. خريطة الشرق الأوسط الجديد ودور التنظيمات الإسلاموية في رسمها
  • الاتحاد الأوروبي: نلتزم بحل الدولتين كإطار لتحقيق سلام مستدام في الشرق الأوسط
  • هل يتعارض شعار "أمريكا أولاً" مع المصالح الإسرائيلية؟
  • تيك توك تكرم المواهب والإبداعات المتميزة في المنطقة
  • تحليل الإشارات الأولية لاستراتيجية ترامب
  • ترامب وستارمر يبحثان أهمية التعاون لتحقيق الأمن في الشرق الأوسط