عربي21:
2025-02-20@02:23:35 GMT

هكذا ردّ سموتريتش على 56 دولة إسلامية!

تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT

بينما كان زعماء 56 دولة عربية وإسلامية يرافعون في قمّة الرياض عن “حلّ الدولتين” وضرورة إقامة دولة فلسطينية على حدود 4 جوان 1967، ويحاولون إقناع العالم بأنّها الحلُّ الوحيد للقضية الفلسطينية، لم يتأخر وزيرُ المالية الصهيوني المتطرّف بتسلئيل سموتريتش في الردّ عليهم، في اليوم ذاته، بالتأكيد أنّ 2025 ستكون سنة ضمّ “يهودا والسامرة”؛ أي الضفة الغربية، إلى “إسرائيل” وأنّه ينتظر من الرئيس الأمريكي العائد دونالد ترامب دعم هذه الخطوة.



المقصود بحدود 4 جوان 1967، هو الضِّفة الغربية وغزة والقدس الشرقية فقط، وهذه الأراضي مجتمعةً لا تتعدّى مساحتها 22 بالمائة من فلسطين المحتلّة، وهذا يعني أنّ الدول العربية والإسلامية جميعا قد قبلت منح 78 بالمائة من أراضي فلسطين للاحتلال الصهيوني على طبق من ذهب، وقد أقرّت القمّةُ العربية ببيروت ذلك في سنة 2002.

وشرع بعض العرب في شراء صفحات إشهارية في جرائد عِبرية شهيرة للتّرويج لهذه المبادرة، لكنّ المفارقة أنّ الاحتلال صرّح، على لسان رئيس وزرائه أرييل شارون آنذاك، بأنّها “لا تساوي الحبر الذي كُتبت به” ورفضها جملة وتفصيلا، واستمرّ رفض حكومات الاحتلال لها إلى يومنا هذا بالرغم من كلّ توسُّلات العرب واستجداءاتهم، وكذا التنازلات المهينة المتتالية التي قدّمتها السلطة الفلسطينية خلال ماراطون المفاوضات عقب أوسلو 1993 إلى اليوم، بل زاد الاحتلال من الشِّعر بيتا وأصدر برلمانُه “الكنيست” قرارا منذ أسابيع، يقضي برفض الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ولو اعترف بها العالمُ كلّه، وأجمع على هذا القرار اليمين واليسار والسلطة والمعارضة في الكيان الصهيوني.

واليوم يأتي سموتريتش ليدفن “حلّ الدولتين” نهائيًّا عبر تصريحه هذا، ويؤيّده نتنياهو في ذلك ويقول إنّه ينتظر عودة ترامب إلى البيت الأبيض في 20 جانفي 2025 للموافقة على ضمّ الضفة نهائيًّا، فلماذا تحاول 56 دولة عربية وإسلامية إذن إحياء عظام هذا “الحلّ” المزعوم وهي رميم، وتحاول مجددا إقناع العالم به وهو منحازٌ ومتواطئ مع الاحتلال حتى أذنيه؟

ما دام الاحتلالُ قد أكّد بشكل لا لبس فيه أنه يرفض تقسيم فلسطين مع الفلسطينيين ولو تعلّق الأمر بـ22 بالمائة منها فقط، ويريدها كلّها دولة يهودية خالصة من النهر إلى البحر، ويواصل ابتلاع ما بقي منها تدريجيًّا من خلال تكثيف الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية وربّما شمال غزة إذا نجح في تنفيذ مخططه لتطهيره عرقـيًّا.. أليس من الأجدى إذن للزعماء العرب طيُّ هذه الصفحة المهينة، أي التشبّث بـ”حل الدولتين” بلا طائل، والإعلان جماعيا عن موت “عملية السلام”، وأنّهم يدعمون المقاومة في غزة والضفة بالسِّلاح والمال والدعم السياسي والإعلامي…؟

منذ سنوات عديدة ونحن نقول إنّ السلطة الفلسطينية مخطئة حينما تنساق وراء ماراطون المفاوضات العبثية مع الاحتلال لإقامة دولة فلسطينية مستقلة لا يؤمن بها، وإنّ هذا المسار سيؤدّي إلى ضياع ما بقي من فلسطين ومن ثمّة تصفية قضيتها بمرور الوقت.

وقلنا أيضا إنّ العرب مخطئون بإهدار وقتهم في اللهث وراء سراب “السَّلام” مع عدوٍّ مجرم نازي عنصري توسُّعي يريد فلسطين كلّها له، ثم يتوسّع على حساب جيرانه ليقيم “إسرائيل الكبرى” من النيل إلى الفرات، رغم كلّ الاتفاقات ومعاهدات التطبيع.. عندما يفرغ الكيان من ابتلاع الضفة الغربية والقدس الشّرقية بالمستوطنات ويعلن ضمّهما، سيتفرّغ للتوسُّع على حساب جيرانه العرب ولو تطلّب الأمر ثمانية عقود أخرى.. عندما يحين الوقتُ المناسب، سيفعلها الاحتلال ولن يكترث بأحدٍ من المطبِّعين الذين يناصرونه الآن ضدّ المقاومة وهم يحسبون أنّهم يُضعفون بذلك نفوذ إيران في المنطقة ويهيّئون الشروط المناسبة لإرساء “السلام”.

ألم يحمل سموترتيش بفرنسا، في مارس 2023، خارطة لـ”دولة إسرائيل” تضمّ الأردن، رغم أنّ للكيان معاهدة “سلام” معها منذ 1994؟! ألم يصرّح العديد من المفكّرين الصهاينة في الأشهر الأخيرة بأنّ “إسرائيل الكبرى” ستبتلع فلسطين والأردن وسوريا ولبنان والكويت وأجزاء واسعة من العراق والسعودية ومصر؟

المسألة واضحة تماما للعرب، لكنّهم للأسف يواصلون دفن رؤوسهم في الرمال، ولو كانوا يعقلون لتراجعوا عن الترويج الأرعن لوهم “حلّ الدولتين” الذي لا يريده الاحتلال، ولقطعت دول التطبيع علاقاتها معه، ولأعلنت السلطة الفلسطينية وقف “التنسيق الأمني” مع العدوّ في الضفة الغربية وإلغاء اتفاق أوسلو والعودة إلى صفوف المقاومة.. لو كان العرب يعقلون لدعموا المقاومة بكلّ قوة باعتبارها خطّ الدفاع الأوّل عنهم بدل أن يتركوها وحدها يتيمةً محاصَرة في غزة وهم يحسبون بذلك أنّهم بعيدون عن الخطر. أليس فيكم رجلٌ رشيد؟!

الشروق الجزائرية

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه سموتريتش الاحتلال الاحتلال القمة العربية سموتريتش ضم الضفة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الضفة الغربیة

إقرأ أيضاً:

الضفة الغربية بين نيران الاحتلال وسندان مخططات الضم

تدخل عملية السور الحديدي التي أطلقها الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية أسبوعها الخامس على التوالي بوتيرة توسعية متصاعدة، شملت مخيمات جنين وطولكرم، وامتدت إلى محافظة طوباس، وخاصة طمون ومخيم الفارعة.

ومن أجل تنفيذ مخططاته لضم الضفة، نفذ الاحتلال سياسات عقاب جماعي عدوانية عنيفة على كل الصعد، شملت القتل والتهجير والاعتقالات والاقتحامات اليومية وتدمير البنى التحتية والمنشآت العامة، مما شكل تهديدا خطيرا للوجود الفلسطيني في تلك المناطق.

وظهرت مخططات الاحتلال لضم الضفة في مسارات عدة أهمها: استنساخ نموذج جباليا في الهدم والتدمير وجعل المناطق التي يجتاحها غير قابلة للحياة. وتفعيل سياسة التهجير القسري، إذ شردت عمليات الاحتلال عشرات الآلاف من منازلهم. وسنّ مجموعة قوانين تسمح بتسهيل الاستيلاء على الأرض الفلسطينية وطرد سكانها منها. والسعي لسحب كثير من الصلاحيات الإدارية من السلطة الفلسطينية بهدف إضعافها وتفكيك بنيتها.

من جانبها، قالت حركة حماس إن جرائم الهدم والتهجير التي يرتكبها الاحتلال في طولكرم ومخيمها ومخيم نور شمس بالضفة الغربية لن تثني الشعب الفلسطيني عن المقاومة. وأضافت أن تصعيد المقاومة ومواجهة الاحتلال واستنزافه السبيل الوحيد لكبح جرائمه وتغوله في حق الشعب الفلسطيني.

وأعتدي مستوطنون على أراضي الفلسطينيين وممتلكاتهم في قرية بيتللو غربي مدينة رام الله. كذلك أحرق مستوطنون مركبات لفلسطينيين في قرية سوسيا بمسافر يطا جنوبي الخليل، وقالت مصادر فلسطينية إن المعتدين تسللوا من مستوطنة مجاورة إلى القرية أمس وأضرموا النار في المركبة مما أدى إلى احتراقها بالكامل.

وأعلنت محافظة طولكرم أن الاحتلال يهدد بهدم 16 منزلا في مخيم طولكرم المحاصر منذ 26 يوما، وأكدت أن عدد النازحين من مخيمي نور شمس وطولكرم يقدر بين 15 و16 ألف نازح.

وبحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال يناير الماضي نحو 76 عملية هدم طالت 126 منشأة، بينها 74 منزلا مأهولا و4 غير مأهولة، و29 منشأة زراعية.

وتمنع السلطات الإسرائيلية البناء أو استصلاح الأراضي في المناطق المصنفة "ج" من دون تراخيص يُعد الحصول عليها "شبه مستحيل"، وفق فلسطينيين.

وصنفت اتفاقية أوسلو 2 لعام 1995 أراضي الضفة 3 مناطق: "أ" تخضع لسيطرة فلسطينية كاملة، و"ب" تخضع لسيطرة أمنية إسرائيلية ومدنية وإدارية فلسطينية، و"ج" تخضع لسيطرة مدنية وإدارية وأمنية إسرائيلية وتشكل نحو 61% من مساحة الضفة.

ومنذ بدء الإبادة في قطاع غزة، وسع الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، مما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 917 فلسطينيا، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال 14 ألفا و500 آخرين، وفق معطيات فلسطينية رسمية.

مقالات مشابهة

  • فلسطين.. قوات الاحتلال تقتحم بلدة ترمسعيا شرق رام الله وسط الضفة الغربية
  • قوات الاحتلال تقتحم مدينة سلفيت شمال الضفة الغربية
  • الرئاسة الفلسطينية تحذر من التصعيد الإسرائيلي وتوسع الاستيطان في الضفة الغربية
  • محلل سياسي: ما يحدث بالضفة الغربية استكمال لمخططات الاحتلال في غزة
  • الضفة الغربية بين نيران الاحتلال وسندان مخططات الضم
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عدة مناطق في الضفة الغربية
  • حركة فتح: مخيمات الضفة الغربية تتعرض إلى إبادة جماعية على يد الاحتلال
  • «سموتريتش» يصادر 320 مليون شيكل من أموال الضرائب الفلسطينية
  • قيادي فلسطيني: دعوة سموتريتش إلى تكثيف الهدم ترقى إلى جريمة حرب
  • مجدلاني: دعوة سموتريتش إلى تكثيف الهدم ترقى إلى جريمة حرب