مستقبل العلاقات المصرية الأمريكية بعد فوز ترامب
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تثار التساؤلات حول مستقبل العلاقات المصرية الأمريكية، وما إذا كانت ستعود إلى مسار التعاون التقليدى الذى تميز به عهد ترامب الأول، أن الرئيس السابق جو بايدن، جعل من القضايا الحقوقية محورًا رئيسيًا فى العلاقات بين البلدين.
قال الدكتور نجاح الريس، عميد كلية السياسة والاقتصاد بجامعة بنى سويف، وأستاذ العلوم السياسية، إن العلاقات المصرية الأمريكية لا تشهد تغيرات جذرية مع تغير الإدارات، موضحًا أن مصر تعد حليفًا استراتيجيًا هامًا فى منطقة الشرق الأوسط، وهى دولة كبيرة ومؤثرة وتتداخل فى العديد من الملفات الاستراتيجية، خاصة الملف الفلسطينى والإسرائيلى والأمن الإقليمى بشكل عام.
وأضاف أن اللهجة الأمريكية ستختلف فى عهد ترامب، لكن السياسة الأمريكية ثابتة، والتعامل مع الملفات الإقليمية والدولية الاقتصادية ثابت، لكن الأسلوب فقط هو ما سيتغير وليس الأهداف، وهناك احتمال لظهور مرونة فى بعض الملفات، كما حدث فى فترة ترامب الأولى، حيث أظهر مرونة وتعاطفًا مع مصر فى ملف سد النهضة، ودعا الإثيوبيين للتفاوض، رغم أن الوقت لم يسمح بتحقيق تقدم ملموس.
وأشار إلى أن «ترامب» سيكون أقل حدة وأكثر حنكة كونه تعلم من فترة رئاسته الأولى واكتسب خبرة سياسية.
وأكد الدكتور حسن أبو طالب، مستشار بالمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، أنه لا خوف على العلاقات الثنائية المصرية الأمريكية، وقد رأينا تعاطف ترامب فى بعض الملفات الخاصة بمصر، ومنها سد النهضة، ولذلك لا خوف على مستقبل العلاقات المصرية الأمريكية، سواء اقتصاديا أو عسكريا أو سياسيا.
وفى ضوء التحديات الإقليمية الراهنة، تواجه مصر مهمة شاقة تتعلق بإنهاء الأزمة فى غزة ومعالجة القضية الفلسطينية، وعلى الرغم من التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكى السابق، دونالد ترامب، إلا أن التحليل العميق يكشف عن تركيزه على موضوعين رئيسيين: أمن إسرائيل واستمرارها، وهو نهج ليس بجديد فى السياسات الأمريكية. وما يثير القلق بشكل خاص هو الإشارة الغامضة التى أطلقها ترامب حول ضرورة توسيع مساحة إسرائيل، حيث قال إن إسرائيل صغيرة وتحتاج إلى توسيع. هذه التصريحات تثير مخاوف كبيرة لأنها تتماشى مع الطموحات والمشروعات الإسرائيلية المتعلقة بالاحتلال والتوسع على حساب الأراضى الفلسطينية، مما يهدد بفشل فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وأشار «أبو طالب» إلى التعاطف الذى يبديه ترامب وعلاقاته الجيدة مع مصر يمكن أن تتيح فرصًا كبيرة للتعاون الاقتصادى والسياسى والعسكرى، ومن الممكن أن نشهد توقيع عقود تعاون مباشرة فى المجالات الاقتصادية والسياسية والعسكرية خلال الفترة القادمة، لكن حتى الآن لم يتم تحديد من سيتولى ملفات الخارجية والاقتصاد فى إدارة ترامب، وهذا يجعلنا نترقب ما الذى سيحدث فى المستقبل القريب.
وفى تصريحاته الأخيرة فى ولاية متشجن خلال حملته الانتخابية، أشار ترامب إلى ضرورة إنهاء الحرب فى غزة بشكل سريع وفعال. ولكن لا بد أن يكون هذا التصريح أكثر عمقًا عند تنفيذه، حيث إن الحفاظ على أمن فلسطين لا يعنى فقط حماية حقوق الفلسطينيين، بل هو أيضًا جزء من الحفاظ على أمن إسرائيل وأمن المنطقة بشكل عام. إن أمن إسرائيل لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال إيجاد حل عادل ومستدام للقضية الفلسطينية، وهذا يتطلب من ترامب أن يراعى هذه المسألة خلال توجهاته فى الفترة القادمة. وقال الدكتور عمرو هاشم ربيع، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إن الرئيس ترامب يتبع سياسة انعزالية تركز بشكل أساسى على مصلحة أمريكا الداخلية، دون اهتمام كبير بالشؤون السياسية الخارجية.
وفيما يتعلق بالعلاقات بين مصر وأمريكا فى الفترة المقبلة، فلن يكون هناك تدخل أمريكى فى الشؤون الداخلية لمصر، بل ستكون العلاقة بعيدة عن التصادم، خاصة أن مصر تعى جيدا مع من تتعامل، وأيضا هناك دعم من دول الخليج فى الحفاظ على مصر وسيادتها وشؤونها الداخلية.
وفى اطار المحافظة على اتفاقية كامب ديفيد، ستستمر المساعدات العسكرية الأمريكية كما هى دون مساس منها، وفى حال حدوث صدام مصرى مع إثيوبيا، من المؤكد أن أمريكا ستقف إلى جانبنا بقوة، كما حاول الرئيس ترامب فى فترته الأولى.
وأوضحت الكاتبة الصحفية أمينة النقاش، إحدى مؤسسى حزب التجمع التقدمى، أنه من المؤكد أن سياسة ترامب تختلف عن الإدارات الامريكية السابقة، والتى تميزت بإدارة الحروب، فهو رجل التسويات بسبب خلفيته الاقتصادية، ورغم ذلك قد تتعارض سياسات ترامب أحيانًا مع مصالح الإقليم العربى، لأن جميع الإدارات الأمريكية تسعى إلى جعل إسرائيل القوة الكبرى فى المنطقة، وتدعمها سواء كانت معتدية أم لا.
من وجهة نظرى كمراقبة، لا يمكن قياس فترة ترامب الحالية بناءً على فترة حكمه الأولى، لأنه كان متعجلًا فى العديد من قراراته، وربما يتعلم من أخطائه ويسعى لتطبيق شعاره الانتخابى فى جعل أمريكا عظيمة مجددًا، مع التركيز على الشؤون الداخلية ووقف التدخلات الخارجية.
لكن الأهم من ذلك هو السياسة الداخلية لأى دولة، فإذا كانت هناك سياسة قوية وترابط حقيقى بين المواطنين، فلن يسمح ذلك لأى تدخل خارجى بالتأثير على استقرار البلد أو مسارها، وهذا الكلام ينطبق على مصر، وإذا كانت الإدارة الأمريكية جادة فى دعم استقرار المنطقة، نأمل أن تكون الفترة المقبلة فترة استماع جيدة لوجهة نظر مصر، خاصة فيما يتعلق بتدخلاتها فى إنهاء الحرب فى غزة ولبنان.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: دونالد ترامب العلاقات المصرية الأمريكية السياسة الأمريكية إدارة ترامب حقوق الإنسان العلاقات الاستراتيجية الشرق الأوسط سد النهضة غزة القضية الفلسطينية امن اسرائيل اتفاقية كامب ديفيد المساعدات العسكرية الأمريكية السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط الحرب في غزة التوسع الإسرائيلي العلاقات العربية الأمريكية التحديات الإقليمية إدارة ترامب الأولى السياسات الخارجية التعاون المصري الأمريكي الاستقرار السياسي التدخلات الخارجية العلاقات مع دول الخليج العلاقات المصریة الأمریکیة
إقرأ أيضاً:
قفزة تاريخية للبيتكوين تتجاوز 106 آلاف دولار بدعم من تصريحات ترامب
ديسمبر 16, 2024آخر تحديث: ديسمبر 16, 2024
المستقلة/- شهدت عملة البيتكوين، العملة الرقمية الأكثر شهرة في العالم، ارتفاعًا قياسيًا غير مسبوق في التعاملات الآسيوية المبكرة، يوم الاثنين، لتتجاوز حاجز 106 آلاف دولار لأول مرة في تاريخها. وجاء هذا الارتفاع مدفوعًا بتصريحات مثيرة للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، أعلن فيها عن خطط لإنشاء احتياطي استراتيجي أميركي للبيتكوين على غرار احتياطات النفط الاستراتيجية.
قفزة تاريخية
بلغت البيتكوين ذروتها عند 106,533 دولارًا، قبل أن تتراجع بشكل طفيف إلى 105,688 دولارًا في أحدث التداولات. ويعد هذا الصعود الأكبر في تاريخ العملة المشفرة، ما يعكس زيادة ثقة المستثمرين في سوق العملات الرقمية المدعوم بتوجهات سياسية واقتصادية جديدة.
تصريحات ترامب تحرك الأسواق
تصريحات ترامب بشأن إنشاء احتياطي استراتيجي للبيتكوين كانت المحرك الرئيسي لهذه القفزة. وأشار ترامب إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى تأمين مستقبل الولايات المتحدة المالي في ظل التغيرات الاقتصادية العالمية، مضيفًا أن البيتكوين ستكون جزءًا أساسيًا من استراتيجية التحوط الأميركية ضد التقلبات الاقتصادية.
وقال ترامب في تصريح مقتضب:
“البيتكوين ليس فقط عملة رقمية؛ إنها مستقبل الاقتصاد. يجب أن نضمن أن تكون الولايات المتحدة في مقدمة هذا التحول العالمي.”
ردود أفعال عالمية
أثارت هذه الخطوة ردود أفعال متباينة في الأسواق العالمية. فبينما رحب المستثمرون بهذه التصريحات التي عززت ثقتهم في سوق العملات الرقمية، أبدى بعض المحللين مخاوفهم من أن يؤدي هذا الارتفاع الكبير إلى فقاعة قد تنفجر في أي لحظة.
وقال أحد المحللين الماليين:
“ارتفاع البيتكوين إلى هذه المستويات غير المسبوقة يعكس زيادة الطلب، لكنه أيضًا يثير تساؤلات حول مدى استدامة هذا الصعود، خاصة إذا تراجعت الحماسة السياسية أو تغيرت التوجهات.”
مستقبل البيتكوين: إلى أين؟
مع هذه القفزة التاريخية، يتساءل الكثيرون عن مستقبل البيتكوين وما إذا كانت ستواصل تحطيم الأرقام القياسية. ويرى خبراء أن السوق الرقمية ستشهد فترة من التقلبات الحادة في الأسابيع المقبلة، في ظل ترقب السياسات المالية للإدارة الأميركية الجديدة والتطورات التنظيمية على مستوى العالم.
هل ستصبح البيتكوين فعلاً “الذهب الرقمي” للاقتصاد الأميركي؟ أم أن هذا الارتفاع مجرد فقاعة مؤقتة؟ الأيام القادمة كفيلة بالإجابة على هذه الأسئلة.