المثلية الجنسية | الفقهاء اتفقوا على حرمتها.. الصحابة: اقتلوا المثليين
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
الشعراء والمؤرخون ذموا الظاهرة ووصفوا مرتكبيها بالعار والعذاب بالآخرة
الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب نجح فى الفوز بأصوات الناخبين العرب والمسلمين عندما هاجم الجهات التى تدعم ظاهرة «المثلية الجنسية»، متوعدا بمواجهة دعاة المثلية الجنسية، التى أصبحت ظاهرة منتشرة فى العالم. وأكد ترامب، أنه «سيهزم الأجندة التى تسعى لفرض أجناس أخرى غير تلك التى خلقها الله (ذكر وأنثى)».
موقف ترامب بدا منسجما مع قطاع من المسلمين ممن يحبذون ترسيخ المفهوم النمطى للأسرة، وهو ما يتشابه مع مواقف قطاعات محافظة فى المجتمع الأمريكى عادة ما تصوت للحزب الجمهورى ذى الأجندة المحافظة اجتماعيا. حديث ترامب جاء متوافقًا مع جموع الناخبين الأمريكيين العرب المسلمين، لأنه يتماشى مع العقيدة الإسلامية الصحيحة الرافضة تماما للمثلية الجنسية ووفقا للتراث الإسلامى. حيث عرف العرب ممارسة «اللواط» مع الغلمان منذ القدم، هكذا كانوا يسمون المثلية الجنسية، فصورته لم تكن كما صورته فى ذهننا اليوم عندما نتحدث عن المثلية الجنسية، ولم يكن ممارسته ينتج عنها تصنيف ممارسيها إلى فئات ذات رغبة متمحورة حول الذكر، أو الأنثى بل كانت ممارسة غالبا ما تجتمع مع ممارسات أخرى مع الجنس الآخر. لم يضع القرآن حدا واضحًا على من يمارس المثلية واكتفى بالتطرق إليها بشكل سلبى وبذم بقوم لوط الذين مارسوها. الباحث فى التراث الإسلامى يجد أنه ليس هناك هيئة محددة لعقوبة ممارسة المثلية الجنسية، وإتيان الغلمان، ولم تذكر كتب التراث أو فقهاء المذاهب حدا معينا يطبق على ممارس ذلك الفعل، ولكن الجميع بلا خلاف أجمع على حرمة المثلية الجنسية.
١- عصر الصحابة:حيث تذكر كتب الحديث، عن ابن عباس عن النبى يقول: «من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به». تشير الروايات المنقولة عن الصحابة إلى تعاملهم الشديد مع ممارسها، فقد أجمعوا على قتل من يقوم بفعل قوم لوط، لكنهم اختلفوا فى طريقة قتله، فمنهم من ذهب إلى أن يحرق بالنار، وهذا قول على «رضى الله عنه»، وبه أخذ أبو بكر «رضى الله عنه» ومنهم قال: «يرمى به من أعلى شاهق، ويتبع بالحجارة»، وهذا قول ابن عباس «رضى الله عنه»، ومنهم من قال: «يرجم بالحجارة حتى يموت»، وهذا مروى عن على وابن عباس أيضًا.
ثم اختلف الفقهاء بعد الصحابة، فمنهم من قال: «يقتل على أى حال كان، محصنا أو غير محصن»، منهم من قال: «بل يعاقب عقوبة الزانى، فيرجم إن كان محصنا، ويجلد إن كان غير محصن»، ومنهم من قال: «يعزر التعزير البليغ الذى يراه الحاكم». الإمام أحمد بن حنبل فى أصح الروايتين عنه والشافعى فى أحد قوليه إلى أن عقوبته أغلظ من عقوبة الزنى، وعقوبته القتل على كل حال، محصنا كان أو غير محصن، وذهب الشافعى فى ظاهر مذهبه والإمام أحمد فى الرواية الثانية عنه إلى أن عقوبته وعقوبة الزانى سواء، وذهب الإمام أبو حنيفة إلى إقامة عقوبة تعزيرية تتراوح ما بين الجلد والحبس والنفى وقد تصل إلى الإعدام.
٢- العصران الأموى والعباسى:اختلاف الفقهاء فى حد العقوبة تجلى ذلك مع بدء ذيوع صيت تلك الظاهره خاصة فى العصرين الأموى والعباسى، حيث ذكرت بعض الروايات الشعبية عن الخليفة الوليد بن يزيد بن عبدالملك، وقالت بأنه كان محبا لمضاجعة الغلمان، بجانب شهوته للجوارى يشتهى الغلمان، وكان للوليد غلام يهواه اسمه عبد إللاه قال فيه شعرا وغزلا وكفرا. ووصفه السيوطى فى كتابه «تاريخ الخلفاء» بأنه «الخليفة الفاسق أبوالعباس»، وقال عنه شمس الدين الذهبى فى كتابه «تاريخ الإسلام»: «اشتهر بالخمر والتلوّط». وبعد قتله، قال أخوه سليمان بن يزيد: «لقد راودنى عن نفسى»، وورد ما ينفى عنه مثل هذه الفواحش، كما جاء فى الطبرى أن متن هذا الخبر ليس فيه حجة، فسليمان كان عدوا لأخيه الوليد وشهادة العدو لا تقبل، ثم إن جاريته نفت هذا عنه، واتهمت سليمان بالكذب. وانتشر ما يعرف بظاهرة اللواط مع الغلمان (المثلية الجنسية) فى العصر العباسى وفقا للروايات الشعبية والأشعار التى نقلت، اتهمت بعض الخلفاء بممارسة «اللواط» يروى الطبرى فى تاريخه أن الخليفة الأمين «طلب الخصيان وابتاعهم وغالى بهم وصيرهم لخلوته فى ليله ونهاره، ورفض النساء الحرائر والإماء». ويروى أن والدته حاولت ثنيه عن عادته هذه فأتت له بفتيات يتشبّهن الغلمان دون أن تنجح فى مسعاها، ويحكى أن الأمين كان متيّمًا بأحد الغلمان ويدعى كوثر وأنشد فيه شعرا. وفى روايات أخرى نفت تلك التهمة وقالت بأنها ضعيفة، ولم تقف على أى إسناد. وفى ولاية المأمون، اشتهر القاضى يحيى بن أكثم، قاضى القضاة، وصاحب التأثير فى تدبير الملك، إلى جانب علمه الدينى الواسع ينسب إليه شعر يتغزل فيه بشابين، ويقال إنه تم عزله عن منصبه بسبب هذه الأبيات. كما اشتهر الشاعر العباسى الشهير أبو نواس بحبه للغلمان، وعندما قيل له «زوجك الله الحور العين» أجاب بأنه ليس بصاحب نساء بل الولدان المخلدين فى إشارة إلى الآيات القرآنية التى تتحدث عن ولدان مخلدين يخدمون المؤمنين فى الجنة، وقد استعار البعض من الدين أوصافا للغلمان فقيل: «الغلام استطاعة المعتزلة لأنه يصلح للضدين، يفعل ويفعل به، والمرأة استطاعة المجبرة لا تصلح إلا لأحد الضدين». ويقول الجاحظ وهو من كبار أئمة الأدب فى العصر العباسى فى تعليق له على الشعر المنتشر فى عصره «إن من فضل الغلام على الجارية أن الجارية وصفت بكمال الحسن قيل: كأنها غلام ووصيفة غلامية». وكان للجاحظ نفسه وجهة نظر تحمل دلالة مهمة حول وجود فكرة الشذوذ فى عصره حيث يقول: «لو لم يكن حلال ولا حرام ولا ثواب ولا عقاب لكان الذى يحصله المعقول ويدركه الحس والوجدان دالاة على أن الاستمتاع بالجارية أكثر وأطول مدة لأنه أقل ما يكون التمتع بها أربعين عاما وليس تجد فى الغلام معنى إلا وجدته فى الجارية وأضعافه. فإن أردت التفخيذ فأرداف وثيرة وأعجاز بارزة لا تجدها عند الغلام. وهناك غلمان سموا بأسماء «جميلة» و«فاتن»، ومنهم من تعلم الإغراء ومنهم من كان يفتح أزرار قميصه ويغنى فى مجالس الرجال، وكان «للواط» أسواق.
٣- العصر الأندلسى:على العكس تماما مثلت الأندلس على عهد الدولة الأموية (١٣٨- ٤٢٢هـ/ ٧٥٥- ١٠٣١م) نموذجا من النماذج الناجحة للدولة والمجتمع الإسلاميين خلال العصر الوسيط، إلا أنها لم تكن فى منأى عن مجموعة من السلوكات المحرمة شرعا، وخاصة الجنسية، والمتمثلة: التغزل بالغلمان، انتشرت هذه الظاهرة فى عدة أوساط أندلسية. رغم وجود هذه الظواهر فى المجتمع الأندلسى إلا لم يكن مجتمعا متفسخا، بل إن السلوكات المحمودة لأفراده طغت على السلوكات المذمومة.
٤- العصر المملوكى والعثمانى:نفس الحالة كانت تنطبق على العصر المملوكى حيث ذم الشعراء هذه الممارسة منهم الشاعر الشهير فى العصر المملوكى ابن الوردى: « من قال بالمرد فاحذر أن تصاحبه فإن فعلت فثق بالعار والنار، بضاعة ما اشتراها غير بائعها، بئس البضاعة والمبتاع والشارى، يا قوم صار اللواط اليوم مشتهرا، وشائعا ذائعا من غير إنكار». ويظهر فى أبياته أن «اللواط» كان شائعا فى العصر المملوكى. كما تعاطت الكتابات الشعرية فى العصر العثمانى ما بين القرنين الـ١٦ و١٩ انتشار المثلية الجنسية فى ظل الخلافة العثمانية، حيث كان هناك خصيان من البيض والسود، والبيض كانوا يأتون بهم من البلاد الأوروبية وقتما كان للدولة العثمانية غزوات، وكانت مهمتهم الإقامة فى بلاط الخلفاء والسهر على راحته، وكانوا فتيانا ما بين ١٥ و٢٥ عامًا، وكانت ممارسة اللواط معهم أمرا عاديا.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: المثلية الجنسية ترامب المواقف الدينية اللواط التراث الإسلامي القرآن الفقهاء العقوبة العصر الأموي العصر العباسي العصر المملوكي العصر العثماني الخلفاء الشذوذ الجنسي التقاليد الإسلامية الهوية الجنسية السياسة الأمريكية الثقافة الإسلامية الرقابة الاجتماعية الحريات الجنسية المثلیة الجنسیة ومنهم من فى العصر من قال
إقرأ أيضاً:
سؤال برلماني حول خطة جذب الطلاب إلى تخصصات العصر
تقدمت مي أسامة رشدي، عضو مجلس النواب، بسؤال برلماني، إلى المستشار حنفي جبالي رئيس المجلس، موجه إلى الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي، حول خطة وزارته لجذب الطلاب إلى تخصصات العصر التي يحتاجها سوق العمل في مصر.
وقالت "رشدي" في سؤالها، أن قطاع التعليم العالي والبحث العلمي حظى باهتمام غير مسبوق من منذ وصول الرئيس السيسي، وأدى ذلك إلى زيادة عدد الجامعات خلال فترة وجيزة; ليصبح عددها 94 جامعة بدلا من 48 جامعة عام 2014.
وتابعت، كما شهدت المنظومة التعليمية استحداث مسارات جديدة لأول مرة، تمثلت في الجامعات التكنولوجية، وفروع الجامعات الأجنبية، بالإضافة إلى التوسع في الجامعات الأهلية، وإنشاء العديد من البرامج الجديدة بالجامعات الحكومية.
وأشارت إلى إن الدولة المصرية تتجه في السنوات الأخيرة إلى إحداث تطوير جذري في منظومة التعليم العالي وذلك في ضوء تطورات نظم التعليم وتطورات الحياة المعاصرة على المستوى الدولي، فلم يعد مقبولا استمرار أشكال ونظم التعليم في مصر في صورتها القديمة التقليدية التي أفرزت عديد من النواتج السلبية وأدت إلى تخريج متعلمين يفتقدون المهارات التي يتطلبها سوق العمل مما أدى إلى تفاقم ظاهرة البطالة وما يرتبط بها من مشكلات.
واستطردت "رشدي"، من شأن تلك الكليات تخريج طلاب قادرين على قيادة المجتمع نحو التقدم وتقليل الفجوات المعرفية والتكنولوجية بين الدول المتقدمة والدول النامية من خلال تخريج أجيال من الطلاب المصريين متسلحين بأحدث ماوصل إليه العالم تتهافت عليهم أسواق العمل إقليميًا ودوليًا.
وطالبت النائبة مي رشدي، بخطة طموحة لجذب طلابنا إلى التخصصات الحديثة المتوائمة مع احتياجات سوق العمل الحاضرة والمستقبلية مثل (الذكاء الاصطناعي والنانو تكنولوجي-والهندسة النووية-وهندسة الطيران وعلوم الفضاء-وتطوير البرمجيات-والهندسة الكيميائية-والعلوم المالية-والهندسة الجيولوجية) ..ألخ، يتشارك فيها جميع المهمومين بقضايا التعليم في مصر وعلى رأسهم أولياء الأمور والطلاب .
وأكملت، أن أحد المسببات الرئيسية للبطالة في بلدنا وتسعى القيادة السياسية جاهدةً إلى تخفيض معدلاتها هو اختيار تخصصات تقليدية لدينا منها وفرة في الخريجيين سوق العمل في مصر ليس في حاجة إليها.
ونوهّت إلى أن مستقبل سوق العمل محفوف بالتحديات وعلينا الاستعداد مبكرًا لمواجهتها حيث أن الذكاء الاصطناعي سيفرض نفسه تدريجيًا ومعه سيؤدي إلى ظهور وظائف جديدة واندثار وظائف تقليدية، وهو ما أدركته الكثير من حكومات الدول عبر الاهتمام بتحفيز الطلاب المصريين للالتحاق بالتخصصات الحديثة.