قالت دار الإفتاء المصرية، إن مقولة "اللي يحتاجه البيت يحرم على الجامع" هي مَثَلٌ سائر على ألسنة المصريين يعبر عن القيم الحضارية العملية المُترجمة للأوامر الشرعية التي تُلزم المسلم بترتيب أولوياته وفق مقتضى الحكمة.

وأضافت دار الإفتاء في إجابتها عن سؤال (ما حكم مقولة: "اللي يحتاجه البيت يحرم على الجامع"؟) أن هذه المقولة تفيد بظاهرها أنه لا صدقة إلا بعد الكفاية، بمعنى أنَّ بناء الإنسان مقدمٌ على البنيان، وأن المرء مطالب بالإنفاق في مصارف الخير المتعددة من إعمار المساجد ورعاية الفقراء والمساكين، إلى غير ذلك من وجوه الخير.

وتابعت: كلٌّ بحسب حالته وقدرته المالية، وعليه أن يبدأ بنفسه ثم بمن يعول أوَّلًا، فإذا تبقى معه شيء بعد ذلك؛ فيحسن له إخراجه في تلك المصارف على نحو من الاعتدال والوسطية في الإخراج والإنفاق؛ فلا ينبغي التصدق على نحو يضر به.

كما لا يجوز له أن يبخل على غيره إذا كان لديه أموال زائدة، وأمَّا ضعيف الحال؛ فلا يجب عليه الإنفاق من ماله في الأحوال المذكورة في السؤال، وأن أهل بيته أولى من ذلك، ولكن يجوز له الإنفاق والمساهمة ولو بأقل القليل؛ نظرًا لوضعه المادي، وكي لا يُـحْرَمَ في الوقت ذاته مِن فضل الصدقة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دار الإفتاء مقولة البيت الجامع ألسنة المصريين المساجد الفقراء الخير

إقرأ أيضاً:

مع حلول عيد القيامة.. هل يجوز تهنئة المسيحيين؟ دار الإفتاء تجيب

هل يجوز تهنئة المسيحيين؟.. بالتزامن مع حلول عيد القيامة المجيد 2025، يتجدد الجدل السنوي حول حكم تهنئة الإخوة المسيحيين بأعيادهم، ويتردد السؤال في أذهان كثيرين: هل تجوز التهنئة شرعًا؟.

هل يجوز تهنئة المسيحيينهل يجوز تهنئة المسيحيين؟

وفي هذا الصدد، قال الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن تهنئة غير المسلمين بأعيادهم، وخصوصًا الإخوة المسيحيين، لا تُعد مخالفة دينية كما يروج البعض، بل هي سلوك راقٍ يُظهر الاحترام والمحبة، وهو من مظاهر الإنسانية التي يدعو إليها الإسلام. 

وأكد أن المصريين – على اختلاف دياناتهم – يعيشون تحت مظلة وطن واحد ويشكلون نسيجًا متماسكًا لا تنفصم عراه.

حكم تهنئة المسيحيين في أعيادهم

وأشار أمين الفتوى إلى أن من الطبيعي أن يشارك المسلم أخاه المسيحي في لحظات الفرح أو الحزن، مستشهدًا بما يراه الجميع في المناسبات الدينية من تبادل للتهنئة والمشاعر الطيبة، وهو ما يؤكد عمق العلاقات الممتدة بين أبناء الوطن.

مشاهد رمضانية تؤكد المحبة المتبادلة

وتحدث فخر عن مشاهد يعتاد المصريون رؤيتها في شهر رمضان من كل عام، حيث يحرص الإخوة المسيحيون على تهنئة المسلمين بالشهر الكريم، فيقولون: "كل سنة وأنتم طيبين"، دون أن يشعر أحد بالحرج أو الخلاف. 

وتابع: كما تقوم الكنائس بإرسال وفود لزيارة المؤسسات الدينية الإسلامية لتقديم التهنئة قبل العيد، وهو ما يقابل بنفس القدر من الاحترام والتقدير.

ولفت إلى أن الإسلام يحث على مقابلة التحية بمثلها أو بأحسن منها، مستشهدًا بقول الله تعالى: "وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا". 

وقال: إذا جاءني أحدهم وقال "كل سنة وأنت طيب"، فإن الواجب أن أردها عليه بأحسن منها، وهذا لا يتعارض مع الشريعة بأي حال من الأحوال.

الجالية المصرية في بريطانيا تشارك قداس عيد القيامة المجيد وتؤكد وحدة أبناء الوطن في المهجر رئيس مدينة أرمنت بالأقصر يقدم التهنئة للأخوة الأقباط بمناسبة عيد القيامة المجيد هل تهنئة المسيحيين في أعيادهم حرام؟

وعن الجدل الذي يُثار سنويًّا بشأن هذا الأمر، أكد الدكتور علي فخر أن مثل هذه الأسئلة لم تكن تُطرح في المجتمع المصري من قبل، ولم تُعتبر التهنئة مسألة خلافية، وإنما ظهرت هذه الأفكار مؤخرًا نتيجة تأثر البعض بأطروحات دخيلة لا تعبر عن أصالة التقاليد والعلاقات التي تميز بها الشعب المصري.

وذكّر بتاريخ الوحدة الوطنية التي تجلت بوضوح خلال ثورة 1919، حين خرج المسلم والمسيحي سويًا تحت راية "الهلال والصليب" لمقاومة الاحتلال، مؤكدًا أن الشعب المصري كان وما زال متماسكًا في مواجهة كل ما يُهدد نسيجه الاجتماعي.

وفي سياق التأكيد على جواز التعايش والتواصل مع غير المسلمين، استشهد فخر بسيرة النبي محمد ﷺ، موضحًا أنه عاش في المدينة مع اليهود، وتعامل معهم في شؤون البيع والشراء، بل توفي ودرعه مرهونة عند يهودي، وهو ما يدل على أن الإسلام لا يمنع التواصل أو التفاعل الإنساني مع الآخر.

وختم حديثه بالتأكيد على أن الإسلام لا يدعو إلا لما يُرسخ قيم المحبة والاحترام المتبادل، مشددًا على أن تلك القيم هي التي حافظت على وحدة المجتمع المصري عبر القرون، وأنها السبيل الوحيد لحفظ الاستقرار وبناء مستقبل مشترك لا يفرق بين مواطن وآخر.

مقالات مشابهة

  • التصرف الشرعي لمن فاته ترديد أذكار الصباح.. وهل يجوز ترديدها قبل الفجر
  • هل يجوز للفتاة صلاة قضاء الحاجة للزواج من شخص معين؟.. الإفتاء توضح
  • ما التناجي الذي نهى عنه الرسول ومتى يجوز؟.. الإفتاء تجيب
  • هل يجوز أداء سنة الظهر أربع ركعات متصلة؟.. الإفتاء تُجيب
  • هل يجوز الصلاة فور سماع الله أكبر دون انتظار انتهاء الأذان؟
  • هل يجوز استفتاء القلب في الأحكام الشرعية؟.. الإفتاء تجيب
  • هل يجوز للأم أن تؤم ابنها الصغير في الصلاة؟ دينا أبو الخير تجيب
  • هل يجوز صيام العشر الأوائل من ذي الحجة بنية القضاء؟.. «الإفتاء» تُجيب
  • هل يجوز أكل الفسيخ والرنجة يوم شم النسيم؟.. الإفتاء: بـ3 شروط
  • مع حلول عيد القيامة.. هل يجوز تهنئة المسيحيين؟ دار الإفتاء تجيب