رئيس الوزراء الفلسطيني: نسعى لتحقيق الاستقرار الأمني والمالي بالضفة
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
فلسطين – صرح رئيس الوزراء وزير الخارجية الفلسطيني محمد مصطفى، امس السبت، إن حكومته تسعى لتحقيق الاستقرار الأمني والمالي في الضفة الغربية رغم “محاولات” إسرائيل نقل حرب الإبادة الجماعية في غزة إلى الضفة.
جاء ذلك خلال جولة بمحافظة بيت لحم، جنوبي الضفة، وفق بيان وزعه مكتبه على الصحفيين ووصل الأناضول نسخة منها.
وقال مصطفى: “نبذل كافة الجهود من أجل تحقيق الاستقرار الأمني والاقتصادي والمالي في الضفة الغربية، رغم محاولات الاحتلال لنقل الحرب في قطاع غزة نحو الضفة”.
وأشار إلى “الحملات (الإسرائيلية) الممنهجة على شمال الضفة الغربية، واستهداف المخيمات بالدرجة الأولى لإنهاء قضية اللاجئين، بالإضافة إلى فرض الحصار المالي بالخصومات من أموال المقاصة، والإغلاقات والحواجز وإعاقة الحركة”.
وأموال “المقاصة” هي إيرادات الضرائب على السلع الموجهة إلى السوق الفلسطينية المستوردة من الخارج أو من إسرائيل.
فيما تشير معطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية (حكومية) إلى وجود 872 حاجزا للجيش الإسرائيلي دائم ومؤقت بالضفة.
وأضاف مصطفى: “نواجه تعقيدات في الوضع العام نتيجة استمرار العدوان على شعبنا في قطاع غزة، وإعادة احتلالها من قبل إسرائيل، بالإضافة إلى محاولات الاحتلال لفصل الضفة الغربية عن القطاع، في محاولة لإجهاض تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة”.
وشدد مصطفى، على أن “قطاع غزة هو صلب الدولة الفلسطينية كالقدس وباقي الأراضي الفلسطينية”.
واستشهد بتأكيد الرئيس الفلسطيني محمود عباس على أن “لا دولة بدون غزة ولا دولة في غزة لوحدها”.
وتابع أنه عند انتهاء الحرب “سيتم العمل على إعادة توحيد قطاع غزة والضفة الغربية سياسيا وجغرافيا ومؤسساتيا، تحت راية منظمة التحرير ودولة فلسطين”.
وقال مصطفى، إن “المصالحة الوطنية ضرورية والانقسام في نهايته، (ونحن) في الطريق نحو تجسيد قيام الدولة الفلسطينية المستقلة الواحدة والموحدة”.
كما أشار إلى استمرار الاتصالات والجهود الدبلوماسية “من أجل وقف حرب الإبادة على شعبنا، وإنقاذ قطاع غزة من الاحتلال الجديد، والتركيز على الجانب الإغاثي، والبدء بعملية الإعمار وتوحيد المؤسسات”.
وبموازاة حرب الإبادة في قطاع غزة، وسّع الجيش الإسرائيلي عملياته، كما صعّد المستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر إجمالا عن 783 قتيلا، ونحو 6 آلاف و300 جريح منذ 7 أكتوبر 2023، وفق معطيات رسمية فلسطينية.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 147 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتعاني الساحة الفلسطينية من انقسام سياسي وجغرافي منذ عام 2007 حيث سيطرت الفصائل الفلسطينية على قطاع غزة، في حين تدير حكومة تشكلها حركة “فتح” الضفة الغربية، ولم تنجح عشرات الحوارات في إنهائه.
الأناضول
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الضفة الغربیة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
خبراء: عمليات السلطة الأمنية في جنين لن تمنع إسرائيل من تنفيذ مخططاتها بالضفة
اتفق خبراء على أن العمليات الأمنية التي تنفذها السلطة الفلسطينية في مخيم جنين لن تمنع إسرائيل من تنفيذ مخططاتها في الضفة الغربية.
وكانت مصادر قد كشفت للجزيرة أن الاشتباكات بين المقاومين وأجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية تجددت أمس الأحد في مخيم جنين شمال الضفة الغربية.
وقال مصدر قيادي في كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– إن السلطة لم يبق لديها شيء تفعله أكثر مما فعلته خلال الأيام العشرة الماضية، وهي تريد البحث عن مخرج تدعي فيه السيطرة على المخيم، مشددا على أن "كتيبة جنين قوية، والأجهزة الأمنية لم تستطع اقتحام المخيم بل تمركزوا على المناطق المحاذية، بعدما استهدفوا المدنيين والأطفال بطرق غادرة".
يأتي ذلك في وقت يعم فيه الإضراب مدينة جنين ومخيمها حدادا على استشهاد مقاوم وفتى -يوم أمس- على أيدي أجهزة أمن السلطة وتحويل التعليم في المدارس إلى دراسة إلكترونية.
وكانت الاشتباكات اندلعت في المخيم -أول أمس السبت- بعد قيام أجهزة أمن السلطة بما سمتها عملية "حماية الوطن"، وأسفرت عن مقتل القيادي في كتيبة جنين يزيد جعايصة المطارد من الاحتلال الإسرائيلي، ومقتل عدة مدنيين برصاص رجال أمن السلطة.
إعلانوفقا لموقع أكسيوس، فإن العملية العسكرية التي يشنها الأمن التابع للسلطة الفلسطينية في جنين حاسمة بالنسبة لمستقبل السلطة وهي رسالة للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.
وأضاف الموقع أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمر قادة الأجهزة الأمنية بإطلاق عملية السيطرة على جنين ومخيمها لكن بعضهم أعرب عن تحفظاته، وهو ما جعله يتوعد من يخالف الأوامر بالفصل.
واستشهد الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين بتجربة عام 2002، حيث نفذت السلطة الفلسطينية عملية مماثلة في مخيم جنين، لكن ذلك لم يمنع إسرائيل من شن عدوان استمر 43 يوما دمرت خلاله المخيم بالكامل.
وأوضح جبارين أن إسرائيل تتعامل مع الوضع في الضفة الغربية وفق "عقدة السجين"، مشيرا إلى أن الخيارات لن تكون سوية طالما لم يجلس "السجناء" -في إشارة إلى الفلسطينيين- مع بعضهم البعض ويتخذوا قرارا موحدا.
وأضاف أن إسرائيل وضعت 3 خيارات للتعامل مع الضفة الغربية، بدأت تجربتها في أغسطس/آب الماضي فيما سمي بـ"المخيمات الصيفية"، لكنها فشلت سريعا.
بينما أكد الناطق الرسمي باسم قوى الأمن الفلسطيني العميد أنور رجب من جهته، أن العملية الأمنية في مخيم جنين تهدف إلى فرض سيادة السلطة وإعادة النظام والقانون.
انتحار سياسي
وشدد رجب على أن المستهدفين هم "الخارجين عن القانون الذين يعيثون فسادًا في المدينة، مثل المتورطين بتفجير السيارات واستباحة المستشفى وإطلاق النار".
واعتبر أن هذه العملية ضرورية للحفاظ على الشعب الفلسطيني ومنع انزلاقه نحو الفوضى والدمار.
وفي رأي مخالف، رد القيادي في حركة حماس محمود المرداوي بشدة، واصفًا كلام العميد أنور بـ"الانتحار السياسي".
وأكد أن المقاومين هم أبطال يدافعون عن الوطن، وأن السلطة تحاول قمع هذه المقاومة التي نشأت استجابة للاحتلال.
واعتبر المرداوي أن العملية الأمنية تخدم المشروع الإسرائيلي وتهدف لتفتيت الجبهة الفلسطينية الداخلية، داعيًا إلى الحوار الوطني بدلا من القمع.
إعلانومن جانبه، اتفق نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني الدكتور خريشة مع جبارين في رأيه، مؤكدا أن المستفيد الأول والأخير من هذه العمليات هو الاحتلال الإسرائيلي، والخاسر الأساسي هو الشعب الفلسطيني.
وانتقد وصف العميد رجب المقاومين بأنهم خارجون عن القانون، مشيرا إلى أن هؤلاء الشباب هم أساس "الشعلة" التي انطلقت من مخيم جنين.
وحول المخاوف من تكرار سيناريو غزة في الضفة الغربية، شدد جبارين على أن إسرائيل تسعى لخلق حالة من الفوضى في الضفة لتبرير تواجد جنودها في كل كيلومتر مربع، وتحقيق معادلة "لا يوجد أقوياء" كما في غزة.
وأوضح أن إسرائيل لديها مشروعان: الأول بسط نفوذها بين البحر والنهر، والثاني بسط هيمنتها بين النيل والفرات.
وفيما يتعلق بالتقديرات الإسرائيلية حول هشاشة الوضع في الضفة وإمكانية تغيير ولاءات عناصر الشرطة الفلسطينية، أكد الدكتور خريشة أن أبناء الأجهزة الأمنية الفلسطينية هم أبناء الشعب الفلسطيني، وأن سلاحهم ورصاصهم "لن يذهب إلى الصدر الفلسطيني".
ووصفهم بأنهم "الذخر الإستراتيجي" للشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن عددا كبيرا منهم استشهدوا خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية.
ويرى جبارين أن إسرائيل تدرك جيدا أن الضغط يولد المقاومة، مستشهدا بتصريح رئيس الشاباك السابق الذي قال "لو كنت فلسطينيا لكنت قاومت إسرائيل".
وأضاف أن القيادات الإسرائيلية تنتظر "ساعة الانفجار" لكن وفق لاعبين يمكنهم السيطرة عليهم.
وخلص الدكتور خريشة إلى أن الهدف الإسرائيلي واضح وهو استعادة احتلال الضفة الغربية، مشيرا إلى تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وبتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير بشأن ضم المستوطنات.
وأضاف أن الاحتلال لا يفرق بين فلسطيني وآخر، سواء كان مقاوما أو ينتظر التسويات، داعيا الجميع إلى "الحكمة والعودة إلى العقل والانحياز لتجاربهم الشخصية".
إعلان