الجزيرة:
2025-03-01@04:13:23 GMT

كيف أقنع ترامب المسلمين بالتصويت له؟

تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT

كيف أقنع ترامب المسلمين بالتصويت له؟

لا شك أن الانتخابات الأميركية أسفرت عن نتائج مفاجئة للغاية، فقد استحوذ ترامب على السلطة في مجلس النواب ومجلس الشيوخ والرئاسة.

كيف أمكن له ذلك؟ سيظل هذا الأمر محل نقاش في أميركا وفي الأوساط السياسية لوقتٍ طويل لكن من وجهة نظري، هناك أمران غريبان في هذه الانتخابات:

لماذا صوّت المسلمون لترامب؟ لماذا اختار المهاجرون ترامب رغم أنه يعاديهم؟

قضية غزة كانت في مقدمة اهتمامات الانتخابات الأميركية

بينما تعيش غزة ولبنان أعنف دمار في تاريخهما، قلنا جميعًا إن أكبر داعم لهذا الدمار هو الولايات المتحدة.

فالقنابل التي تقتل الأطفال والنساء والمدنيين تأتي جميعها من أميركا، وحاملات الطائرات الأميركية في البحر المتوسط تحمي إسرائيل وتمنع الأمم المتحدة من اتخاذ القرارات.

وكما شاهدنا كل ذلك، فقد شاهدته الجالية المسلمة المقيمة في الولايات المتحدة. لهذا السبب، خرجت مئات الاحتجاجات في الشوارع تنتقد السياسة الأميركية وتندد بإسرائيل. وفي هذه الأثناء، زاد غضبنا بسبب الدعم غير المشروط الذي قدمه ترامب لإسرائيل.

صرح ترامب قائلا "كنت سأطلب من نتنياهو الإسراع" بالأمر، وهو ما يعني تنفيذ المجازر بأسرع وقت، وقد شجّع ذلك إسرائيل.

لهذا السبب، أجّل نتنياهو محادثات السلام حتى انتخاب ترامب، وعمّت أجواء من الاحتفال على شاشات التلفزيون الإسرائيلية ليلة الانتخابات. هم يعتقدون أن إسرائيل ستتمكن من تنفيذ مخططاتها بسهولة أكبر بوجود ترامب. لهذا كانت قضية غزة من أكثر المواضيع تداولًا في الانتخابات الأميركية.

كان الجميع يظن أن مسلمي الولايات المتحدة لن يصوّتوا لترامب، ولكن ما حدث هو عكس ذلك تمامًا. وقد أثار ذلك دهشتي بشكل كبير.

لفهم هذا الأمر، تواصلتُ مع صحفيين يراقبون الانتخابات في الولايات المتحدة ويتابعون السياسة هناك. وبعد الاستماع إليهم، كوّنت تصورًا مختلفًا عن دوافع المسلمين. لكن قبل ذلك، سأروي ملاحظاتهم من قلب الانتخابات.

لنأخذ مثالًا من ميشيغان، إحدى الولايات المتأرجحة. في هذه الولاية، فازت رشيدة طليب، المدافعة القوية عن القضية الفلسطينية، بمقعد في الكونغرس بأغلبية ساحقة، بينما خسر مرشح حزبها الديمقراطي الانتخابات الرئاسية في هذه الولاية.

أحد الأسباب الرئيسة لذلك كان استياء المجتمع المسلم من تعامل إدارة بايدن مع قضية غزة. كان لإدارة بايدن دور كبير في المجازر التي وقعت في غزة، وتجاهلت احتجاجات المسلمين في الولايات المتحدة، ولم يصدر عنها أي تصريح يبعث على الأمل خلال الحملة الانتخابية.

إضافة إلى ذلك، تجاهل الديمقراطيون ولاية ميشيغان تمامًا خلال الحملة الانتخابية. ورغم أن المسلمين في الولاية أرادوا لقاء كامالا هاريس، لم تُعقد أي لقاءات، ولم تكن هناك زيارات أو تصريحات. لقد تجاهل الديمقراطيون المجتمع المسلم كليًا.

أما ترامب، ففاجأ الجميع بتكثيف حملته في ميشيغان. علّق لافتات باللغة العربية، وقام بتعليق بعضها بنفسه، والتقى بالأئمة وممثلي المجتمع المحلي، والتقط معهم الصور. كما كرر وعوده بـ"إنهاء الحروب"، دون تحديد أي حروب كان يعنيها. كان المجتمع المسلم على دراية تامة بموقف ترامب العدائي تجاه المسلمين ودعمه القوي لإسرائيل، لكنهم كرهوا حكم الديمقراطيين ورأوا في كامالا هاريس شخصية عاجزة، ولذلك قرروا المخاطرة.

هل أصبح "عدم اتزان" ترامب ميزة؟

خلال فترة رئاسته الأولى، رأى الجميع مدى عدم استقرار ترامب وتذبذبه. لكن في هذه الانتخابات، تحولت هذه الصفة إلى ميزة. رأى المجتمع المسلم أن الديمقراطيين ونائبة الرئيس هاريس لن يفعلوا شيئًا وأنهم يفتقدون الكفاءة، واعتقدوا أن "ترامب قد يغير قراراته فجأة، وقد يتخذ خطوة غير متوقعة، وقد يُغير المعادلات. على الأقل، هو ليس عاجزًا مثل كامالا هاريس".

لهذا السبب، رأوا أن المخاطرة تستحق العناء، وفضلوا انتخاب رئيس جديد يبدو أقوى من هاريس. وفي الوقت نفسه، هناك أحاديث في الكواليس تشير إلى أن فريق ترامب قدّم وعودًا للمجتمع المسلم خلف الأبواب المغلقة.

المهاجرون خاطروا أيضًا

تنطبق على المهاجرين مشاعر المخاطرة نفسها. فالمهاجرون من الطبقة الوسطى الذين أفقرتهم إدارة بايدن صوّتوا لترامب الذي وعد بطرد اللاجئين غير الشرعيين وبناء جدار على الحدود مع المكسيك. لقد وجدوا في الديمقراطيين نخبة غير مهتمة بهم، وكامالا هاريس غير كفؤة. لذلك اختاروا -كما فعل المسلمون- المخاطرة بانتخاب شخص قوي وطموح، على أمل أنه في أسوأ الحالات لن يهدد المهاجرين المقيمين بشكل قانوني. تمامًا مثل المسلمين، عوّلوا على طبيعة ترامب المتقلبة وغير التقليدية، وقرروا منحه أصواتهم. ويبقى السؤال، هل سيتخذ ترامب قرارات تُرضي هاتين الفئتين حقًا؟

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الولایات المتحدة المجتمع المسلم فی هذه

إقرأ أيضاً:

مصير مجهول للسوريين طالبي اللجوء في الولايات المتحدة الأمريكية

بعد وصول دونالد ترامب إلى ولاية ثانية في رئاسة الولايات المتحدة، ورحيل رئيس النظام السوري المخلوع بشار الأسد٬ يتساءل اللاجئون السوريون والمستفيدون من برنامج الحماية المؤقتة (TPS) في أمريكا عن مصيرهم. 

فقد تعيد السلطات الأمريكية تقييم الوضع في سوريا لتحديد ما إذا كانت الظروف الأمنية والإنسانية لا تزال تستدعي استمرار برنامج الحماية المؤقتة للسوريين. وفي حال قررت أن الوضع قد تحسن بما يكفي، فقد يتم إنهاء البرنامج، مما يؤثر بشكل مباشر على وضع المستفيدين منه. 

وحتى الآن، لم تصدر الحكومة الأمريكية أي بيانات رسمية توضح التغييرات المحتملة في سياساتها تجاه اللاجئين السوريين أو المستفيدين من الحماية المؤقتة. ومن المتوقع أن يتم تقييم الوضع في سوريا بعناية قبل اتخاذ أي قرارات. 

وقد تتأثر أوضاع اللاجئين بشكل عام بالسياسات التي ستتبناها إدارة ترامب، خاصة في ظل نهج "أمريكا أولاً" الذي قد يؤثر على سياسات اللجوء والهجرة. إلا أن التفاصيل الدقيقة لهذه السياسات لم تتضح بعد. 

ولا ينظر اللاجئون السوريون إلى فكرة العودة إلى وطنهم من منظور واحد. فبينما يرى بعضهم أن العودة ممكنة، يعبر آخرون عن قلقهم إزاء التحديات العملية والواقعية المرتبطة بها. فغياب المبررات الأمنية للجوء لا يعني بالضرورة أن الطريق للعودة سيكون سهلاً، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية في سوريا، حيث تجاوز معدل التضخم 300% وفقًا لصندوق النقد الدولي لعام 2024، بالإضافة إلى تدمير 60% من المستشفيات و70% من المدارس، وفقًا لتقارير البنك الدولي. 


منذ اندلاع الثورة السورية في عام 2011، شهدت سياسات الولايات المتحدة تجاه استقبال اللاجئين السوريين تغيرات ملحوظة. ففي البداية كانت الحكومة الأمريكية تبت في طلبات اللجوء خلال فترة لا تتجاوز 24 شهرًا. ومع استمرار الأزمة، ارتفع عدد طالبي اللجوء من السوريين، وتراجعت معدلات القبول من 81% في السنوات الأولى إلى 46% في عام 2014. 

وقد أدى تصاعد المخاوف الأمنية، خاصة بعد ظهور تنظيم داعش وسيطرته على مساحات واسعة من الأراضي السورية، إلى تعزيز عمليات التدقيق الأمني لملفات طالبي اللجوء. كما واجه النظام الأمريكي تحديات لوجستية بسبب زيادة عدد المتقدمين، مما أدى إلى تراكم الملفات وتأخر البت فيها. 

وانعكست التغيرات في السياسات الداخلية والخارجية للولايات المتحدة سلبًا على معدلات قبول اللاجئين السوريين. واليوم، مع التطورات الجديدة في سوريا ووصول ترامب إلى ولاية ثانية، يظل مصير اللاجئين السوريين والمستفيدين من الحماية المؤقتة في أمريكا مجهولاً.

تعليق طلبات اللجوء
ويذكر أنه عقب تنصيبه رئيسًا للولايات المتحدة، أصدر ترامب أمرًا تنفيذيًا يقضي بتعليق برنامج قبول اللاجئين، مُعللًا ذلك بأن بلاده "غير قادرة على استيعاب تدفق اللاجئين والمهاجرين بشكل يضمن المصلحة الوطنية." 


وشمل القرار إلغاء جميع الرحلات المجدولة للاجئين الذين حصلوا مسبقًا على الموافقة، بالإضافة إلى تعليق معالجة الطلبات الجديدة المقدمة للجوء.

مقالات مشابهة

  • ترامب سيعلن لغة رسمية لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية
  • زيلينسكي: جاهزون لتوقيع اتفاق المعادن ‫مع الولايات المتحدة
  • باكستان تعلن عودة مواطنين بعد ترحيلهم من الولايات المتحدة
  • الرئيس الأوكراني يصل إلى الولايات المتحدة
  • ميديابارت: لماذا تريد السلفادور أن تصبح سجن الولايات المتحدة؟
  • مصير مجهول للسوريين طالبي اللجوء في الولايات المتحدة الأمريكية
  • زيلينسكي: نحضر للمحادثات مع الولايات المتحدة الجمعة المقبلة
  • ترامب: نكوّن علاقات جيدة مع الصين .. ونريد استثمارها في الولايات المتحدة
  • ترامب: الولايات المتحدة ستقوم باستثمارات في الصين
  • صحيفة أميركية: حظر ترامب الجديد على المسلمين خطير ويكتنفه الغموض