إسبانيا: سانتياغو أباسكال رئيساً جديداً للتحالف اليميني "وطنيون من أجل أوروبا"
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
اختار أعضاء التحالف اليميني ”وطنيون من أجل أوروبا“، اليوم السبت، زعيم حزب ”فوكس“ القومي الإسباني سانتياغو أباسكال رئيسًا جديداً للتحالف.
وتم التصويت لأباسكال من عموم أوروبا خلال اجتماع الجمعية العامة للتحالف الذي عقد في باريس، علماً أن أباسكال كان المرشح الوحيد لهذا المنصب.
وكان حزب ”فوكس“ القومي الإسباني، الذي يضم ستة أعضاء في البرلمان الأوروبي، قد انسحب من مجموعة المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين لينضم إلى حزب ”وطنيون من أجل أوروبا“ في تموز/ يوليو.
وقال زعيم الحزب آنذاك إن القرار كان استجابة لـ ”الفرصة التاريخية“ لمواجهة تحالف قوى يمين الوسط والاشتراكيين واليسار المتطرف. وشكّل رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان حزب الوطنيين في أعقاب نجاح العديد من الأحزاب اليمينية المتطرفة في الانتخابات البرلمانية للاتحاد الأوروبي في حزيران/ يونيو.
وأشار عضو البرلمان الأوروبي البلجيكي جيرولف أنيمانز، وهو رئيس التحالف، لـ "يورونيوز" إلى أن الاجتماع تناول بشكل رئيسي موضوع الهجرة و”الطريقة التي يجب أن يتعامل بها الاتحاد الأوروبي مع الدول الأعضاء التي تواجه صعوبات".
Related"ميركل المكسيك" كلوديا شينباوم تؤدي اليمين كأول رئيسة للبلاد وسط تحديات اقتصادية وأمنية ملحةبيلاروس: عضو في حزب البديل الألماني اليميني المتطرف يستغل سجناء سياسيين لجمع البصل بأجور زهيدةالآلاف في البرتغال يتظاهرون ضد الهجرة بدعوة من حزب شيغا اليميني المتطرفشارك في الاجتماع أوربان، وأباسكلا وجوردان بارديلا ومارين لوبان من التجمع الوطني في فرنسا، بالإضافة إلى نائب رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو سالفيني، وزعيم اليمين المتطرف في هولندا خيرت فيلدرز.
ومن بين الأحزاب اليمينية المتطرفة الأخرى: "حركة المواطنين الساخطين" في جمهورية التشيك، و"تشيغا" في البرتغال، و"فلامس بيلانغ" في بلجيكا، و"حزب الشعب" في الدنمارك.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية حملة اعتقالات واسعة في صفوف اليمين المتطرف في ألمانيا بتهمة التخطيط لانقلاب على نظام الحكم الفن في مواجهة التطرف.. صناع المسرح يتعرضون لهجوم من اليمين المتطرف في أوروبا حزب اليمين المتطرف في البرتغال يلتحق بتحالف "وطنيون من أجل أوروبا" بقيادة أوربان السياسة الأوروبيةأحزاب سياسيةأحزاب - يمينإسبانيافيكتور أوربانأوروباالمصدر: euronews
كلمات دلالية: كوب 29 روسيا دونالد ترامب الحرب في أوكرانيا حركة حماس ضحايا كوب 29 روسيا دونالد ترامب الحرب في أوكرانيا حركة حماس ضحايا السياسة الأوروبية أحزاب سياسية إسبانيا فيكتور أوربان أوروبا كوب 29 روسيا دونالد ترامب الحرب في أوكرانيا أذربيجان حركة حماس ضحايا إسرائيل تكنولوجيا فرنسا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فولوديمير زيلينسكي الیمین المتطرف فی یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
التطرف: أفكار أم طريقة تفكير؟
أ. د. حيدر بن أحمد اللواتي **
في العادة عند الحديث عن الفكر المتطرف فإنَّ الحديث يركز على الأفكار التي يحملها المتطرف ويتم تحليل تلك الأفكار ومُناقشتها، إلّا أن بعض المفكرين والعلماء يرى أنَّ المشكلة ربما تكمن أساسا في طريقة التفكير لا في الأفكار التي يحملها المتطرف، وهذا يعني أنَّ التطرف لا ربط له بالعقائد والأديان والأفكار التي تؤمن بها الجماعات المتطرفة، فيمكن أيضاً للملحد أن يكون متطرفًا!
التطرف- حسب نظر هؤلاء- في الغالب يقوم على تفكير منظم للغاية، وكثيرًا ما يبدأ ببعض البديهيات والحقائق الواضحة، ثم يبدأ بوضع استنتاجات قد تبدو منطقية، ليبني منظومة متكاملة، تحتوي على إجابات واضحة، لكل الأسئلة التي تدور في مخيلة الإنسان، وإلى هنا فإن الأمور قد تبدو طبيعية؛ فالكثير قد يفكر بهذه الطريقة ويعتقد بهذا النوع من العقائد؛ لأنَّ طبيعة الإنسان تسعى إلى الوضوح وتجنح له، لكن العقل المتطرف، إضافة إلى ما تقدم يمتلك خاصيتين إضافيتين أحدهما الجمود فيما يُؤمن به من أفكار ومعتقدات والآخر جمود في الهوية، فهو يؤمن بأنَّ هناك حل وحيد للتحديات التي تواجه البشرية. وهذا الحل يكمن فيما يحمله من أفكار ومعتقدات، ولا بُد لهذا العالم أن يسير على أساس هذه الأفكار والمعتقدات ولا بُد للتصرفات والسلوك البشري أن يتماشى معها، ولا يكتفي بذلك؛ بل يجزم بصحة ذلك، بصورة لا يشوبها أدنى شك. وهذا الإيمان بيقينية الأفكار التي يؤمن بصحتها يعني أنَّه لا مجال للتراجع عنها قيد أُنملة، حتى لو توفرت الأدلة التي تقف على الطرف النقيض؛ لأنَّ هناك وسائل تبريرية يمكن للعقل أن يقوم باستغلالها لنقض تلك الأدلة بصورة تبدو منطقية، لذا فإن تجديد تلك العقائد والأفكار أمر لا يُمكنه القيام به.
ويمكن للإنسان أن يختبر نفسه في مدى تطرفه من خلال متابعة ردة فعله عند إثارة الأفكار والأدلة المضادة لما يؤمن به، فمن أكثر الأمور التي تضايق المتطرف وتقض مضجعه، وينزعج منها انزعاجًا بالغًا هو إثارة الأفكار المضادة لما يؤمن به؛ لأنه لا يفرق بين أفكاره وعقائده التي يؤمن بها وبين ذاته، فكل نقد لفكرة يؤمن بها هو انتقاد لشخصه واعتداء على خصوصياته، ولأنَّ الأدلة المضادة، تحتاج إلى جهد كبير لقمع رغبة البحث لدى العقل عادة، لذا يتفاقم غضبه إذا اضطر للتعامل معها ومُواجهتها، وعادة يتهرب من مواجهتها وذلك من خلال وصفها بأنَّها سخيفة وفارغة.
ويؤمن المتطرف بأنَّ العقول وجدت للطاعة لا لإثارة الشك والشبهات ولا ينبغي لها أن تتصرف بحرية؛ بل لا بُد من تقزيمها، ولذا فتجده غالبًا ما يُشكك في قدرات الأفراد العقلية ويقلل من قيمة تفكيرهم، وكثيرًا ما ينهر الآخرين الذين يثيرون تساؤلات واستفهامات ويشككون في تلك الأفكار.
كما إنه يجد صعوبة بالغة في تقبل الآخر المختلف معه في أفكاره وعقائده، فالعالم من حوله أما معه أو ضده، ولهذا فهناك تمييز حاد وواضح بين البشر، فهم منقسمون إلى قسمين، قسم ينتمي لنا (نحن) وقسم آخر لا ينتمي لنا (هم).
فمن ينتمي لنا فهو خير ومن ينتمي لغيرنا فهو شر لا خير فيه، ولهذا فأي عمل خير يصدر من غير جماعته ينظر له بعين الريب، فما يصدر من الآخرين لا يمكن أن يكون خيرًا.
إنَّ الجمود في طريقة التفكير يعني أن هذا الجمود لا يقتصر على الأفكار الأيديولوجية التي يؤمن بها المتطرف؛ بل يسري على طريقة تفكيره في مناحٍ أخرى من حياته، لذا فإنِّ هذا الجمود يصبح جزءًا من طريقة تفكيره في عدد من الموارد إن لم يكن في جميعها، وقد يصعب عليه الخروج منها، ولهذا طرح بعض العلماء فرضية مفادها أنَّه كلما كان الإنسان جامدًا في تفكيره، ولا يفكر خارج الصندوق؛ فهو هدف أسهل للتطرف والأفكار المتطرفة؛ إذ إنَّ طريقة تفكير المتطرف تلائمه وتناسب ما اعتاد عليه، ولا تختلف عنها. ومن هنا قام بعض العلماء بوضع اختبارات للكشف عن مدى الجمود العقلي أو الجمود في طريقة التفكير، فمثلا من الاختبارات التي وضعت في هذا الصدد، أن تطلب من الفرد وضع قائمة للأغراض التي يمكن القيام بها لأغراض مُعينة، فمثلا كيف يمكنه الاستفادة من مشبك الأوراق (clip)، وكلما كان تفكيره مرناً فإنه سيستطيع أن يأتي باستخدامات جديدة، وبالمقابل فإن العقل الجامد سيجد صعوبة بالغة في التفكير خارج الصندوق، فعقله تعود على التفكير في اتجاه واحد، فلكل غرض استخدام مخصص له، وهذه قناعة تجعله يفكر بصورة أحادية جامدة، وهؤلاء الناس الذين يفكرون بصورة أحادية هم من يكونون صيدا أسهل للتطرف والجماعات المتطرفة.
وإذا صحت هذه الفرضية، فإن أهمية التدريب على المرونة العقلية وتنمية القدرات على التفكير خارج الصندوق، لا تقتصر فوائده على تنمية المجتمعات وإثرائها بأفكار متنوعة فحسب؛ بل ربما يسهم في وقايتها من مصيدة التطرف والتعصب الأعمى.
فهل حقًا تنمية القدرات على التفكير خارج الصندوق هو أحد الحلول المُهمة لمواجهة التطرف؟!
** كلية العلوم، جامعة السلطان قابوس
رابط مختصر