أوضحت دار الإفتاء المصرية أن الشرع الشريف حث على التبكير في الذهاب إلى المساجد وانتظار الصلاة، كما حث على اغتنام الوقت الذي بين الأذان والإقامة؛ بصلاة السنن والنوافل، والإكثار مِن الدعاء والاستغفار وقراءة القرآن وذِكر الله تعالى والصلاة على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، في أحاديث كثيرة.

روى أبو هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الأَوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لاَسْتَهَمُوا، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ لاَسْتَبَقُوا إِلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي العَتَمَةِ وَالصُّبْحِ، لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا» متفقٌ عليه.

قال الإمام ابن بطال في "شرح صحيح البخاري" (2/ 280، ط. مكتبة الرشد): [يدخل في معنى التهجير: المسارعة إلى الصلوات كلها قبل دخول أوقاتها؛ ليحصل له فضل الانتظار قبل الصلاة] اهـ.

وما رواه أبو هريرة رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: «لَا يَزَالُ الْعَبْدُ فِي صَلَاةٍ مَا كَانَ فِي مُصَلَّاهُ يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ، وَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللهُمَّ ارْحَمْهُ، حَتَّى يَنْصَرِفَ، أَوْ يُحْدِثَ» رواه الإمام مسلم في "صحيحه".

حكم الخروج من المسجد بعد الأذان 
قالت الإفتاء إن جمهور الفقهاء ذهبوا بكره الخروج من المسجد بعد الأذان وقبل الإقامة، إلا لحاجة أو عذر شرعيٍّ مقبول أو بنية الرجوع.
وأضافت الإفتاء أنه إذا بادر المسلم إلى المسجد لأداء الصلاة؛ امتثالًا للأمر ورجاءً في الفضل، فلا ينبغي له أن يخرج منه بعد الأذان وقبل الشروع في الإقامة؛ لما ثبت عن أبي الشعثاء رضي الله عنه أنه قال: "كنا قعودًا في المسجد مع أبي هريرة رضي الله عنه، فأذَّن المؤذِّن، فقام رجل من المسجد يمشي فأتبعه أبو هريرة بصره حتَّى خرج من المسجد، فقال أبو هريرة: "أَمَّا هَذَا، فَقَدْ عَصَى أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ" رواه مسلم في "صحيحه".

وأخرجه الإمام الترمذي في "السنن" عن أبي الشعثاء رضي الله عنه بلفظ: "خرج رجل مِن المسجد بعد ما أذن فيه بالعصر"، فقال أبو هريرة رضي الله عنه: "أما هذا فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وآله وسلم"، وقال عَقِبه: [وعلى هذا العمل عند أهل العلم مِن أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومَن بعدهم: ألَّا يخرج أحد من المسجد بعد الأذان، إلَّا من عذر: أن يكون على غير وضوءٍ، أو أمرٍ لا بد منه. ويروى عن إبراهيم النخعي، أنه قال: "يخرج ما لم يأخذ المؤذن في الإقامة"، وهذا عندنا لمَن له عذرٌ في الخروج منه] اهـ.

وفي رواية شريك عن المسعودي رضي الله عنه، ثم قال: "أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا كُنْتُمْ فِي الْمَسْجِدِ فَنُودِيَ بِالصَّلَاةِ فَلَا يَخْرُجْ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُصَلِّيَ»" أخرجها الإمام أحمد في "مسنده".

قال الإمام ابن عبد البر المالكي في "التمهيد" (24/ 213، ط. أوقاف المغرب): [أجمعوا على القول بهذا الحديث لمن لم يُصَلِّ وكان على طهارة، وكذلك إذا كان قد صلَّى وحده إلَّا لما لا يعاد من الصلوات.. فلا يحلُّ له الخروج من المسجد بإجماع إلَّا أن يخرج للوضوء وينوي الرجوع] اهـ.


آراء الفقهاء في حكم الخروج من المسجد بعد الأذان من دون عذر
ذهب جمهور الفقهاء من المالكية، والشافعية، وبعض الحنابلة إلى كراهة الخروج من المسجد في غير الحالات والأعذار المسموح بها شرعًا؛ وهو ما ذهب إليه الحنفية غير أنهم رفعوا درجة الكراهة حيث جعلوها كراهة تحريمية، إلَّا إذا كان الخروج لعذرٍ أو حاجةٍ، وأن عندهم -أي: الحنفية- لا يكره الخروج بعد الأذان لمَن كان صلَّى وحده في جميع الصلوات إلا في الظهر والعشاء فإنه يكره الخروج عند الشروع في الإقامة فقط لا قبله.

بينما ذهب فقهاء الحنابلة في الصحيح من المذهب والإمام ابن حزم الظاهري إلى حرمة الخروج من المسجد بعد الأذان وقبل الصلاة ما لم يكن هناك عذر.

قال الإمام ابن قدامة الحنبلي في "المغني" (1/ 296-297، ط. مكتبة القاهرة): [ولا يجوز الخروج من المسجد بعد الأذان إلَّا لعذر.. فأما الخروج لعذر فمباح؛ بدليل أن ابن عمر رضي الله عنهما خرج من أجل التثويب في غير حينه. وكذلك من نوى الرجعة؛ لحديث عثمان رضي الله عنه] اهـ.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأذان الأذان والإقامة السنن الإفتاء دار الإفتاء صلى الله علیه وآله وسلم الإمام ابن أبو هریرة ى الله ع

إقرأ أيضاً:

كيريل دميتريف: الخروج من السوق الروسية كلف الولايات المتحدة 300 مليار دولار

روسيا – أعلن رئيس الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة كيريل دميتريف أن الولايات المتحدة خسرت جراء خروج شركاتها من السوق الروسية زهاء 300 مليار دولار.

وقال في حوار دميتريف لـ RT، من الرياض، في مستهل اليوم الأول من المفاوضات الروسية الأمريكية في العاصمة السعودية: “لا شك أن المحادثات الجارية اليوم مع الوفد الأمريكي في غاية الأهمية، حيث يترقب العالم بأسره ما إذا كانت الولايات المتحدة وروسيا ستتمكنان من تحسين العلاقات بينهما، لأن تحسن علاقاتنا سيسمح بحل عدد كبير من المهام والمشكلات التي تواجه العالم اليوم”.

وأكد دميترييف على أن الشق الاقتصادي من المفاوضات على قدر كبير من الأهمية، وقال: “سأكون مسؤولًا عن الجانب الاقتصادي في هذه المناقشات”، مشيرا إلى أن التعاون الاقتصادي بين البلدين يحظى بأهمية كبيرة، حيث نوه إلى أن أوساط الأعمال الأمريكية “خسرت أكثر من 300 مليار دولار بسبب انسحابها من السوق الروسية”، ما يؤكد على ضرورة إيجاد سبل اقتصادية مشتركة وحلول إيجابية للقضايا المطروحة، لما يحمله ذلك من أهمية، خاصة بالنسبة للولايات المتحدة ولعدد من الدول الأخرى التي بدأت تدرك أن السوق الروسية جذابة للغاية ويجب أن يكون لها وجود فيها، وفقا لدميتريف.

وأعرب دميتريف عن أمله في إجراء مناقشات إيجابية وحوار بناء، وتابع: “نرى بوضوح أن الرئيس ترامب يعمل بنشاط كبير لحل العديد من المشكلات في العالم، ونأمل كذلك أن يصغي الطرف الأمريكي إلى موقف روسيا بوضوح، وأن يستمر الحوار”.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • السعودية.. إصدار تعليمات بشأن شهر «رمضان» الكريم
  • حكم الأذان والإقامة للمنفرد .. الإفتاء توضح
  • وزير الأوقاف: صلاة التراويح غير مقيدة بوقت ومتروكة للإمام ورواد المسجد
  • هل يجوز الأكل بعد الأذان الأول للفجر في رمضان ؟.. شاهد رد الإفتاء
  • كيريل دميتريف: الخروج من السوق الروسية كلف الولايات المتحدة 300 مليار دولار
  • الملك سعود يؤم المصلين في المسجد النبوي قبل 67 عامًا
  • الأزهر: لا إثم على المأموم إذا لم يقرأ مع الإمام في الصلاة
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • الأزهر للفتوى: عدم قراءة المأموم الفاتحة في الصلاة الجهرية لا يبطلها
  • سورة تحيي القلب .. اسمها وفضل التعبد بها