مقتل طفل بعد إلقائه في مجرى مائي بولاية الجزيرة
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
استخدمت القوات المهاجمة أكثر من 15 عربة قتالية بكامل عتادها العسكري وأطلقت النار بصورة عشوائية “مما أثار موجة من الرعب والهلع والفزع وسط الأسر والاهالي الامنين العزل
التغيير: كمبالا
اتهم أهالي قرية التومسة جنوب ولاية الجزيرة وسط السودان، قوات الدعم السريع بمهاجمة القرية بأكثر من 15 مركبة قتالية وقتل 19 مواطنا بينهم طفل لم يبلغ عمره ثلاث سنوات وتعرض 16 آخرين لإصابات مختلفة وعدد 12 مفقودين.
ونقل بيان عن الأهالي اطلعت عليه “التغيير” موجه إلى النائب العام ووالي ولاية الجزيرة المكلف والمجلس القومي لرعاية الطفولة والمنظمات الحقوقية، عن عدد من شهود العيان، أن قوات الدعم السريع هاجمت قرية التومسة عند الساعة الرابعة فجر الخميس الماضي.
وأشار إلى أن القوات المهاجمة استخدمت اكثر من 15 عربة قتالية بكامل عتادها العسكري وأطلقت النار بصورة عشوائية “مما أثار موجة من الرعب والهلع والفزع وسط الأسر والاهالي الامنين العزل في معركة غير متكافئة”.
وأوضح البيان أن الهجوم نتج عنه مقتل 19 مواطنا وإصابة 16 اخرين باصابات مختلفة وعدد 12 مفقودين حتى كتابة هذا البلاغ.
ولفت البيان إلى أن معظم الاسر (النساء والاطفال والمرضى وكبار السن) سارعوا في مغادرة القرية متجهين غربا بحثا عن الأمان ولكن المليشيا (في إشارة إلى قوات الدعم السريع) طاردتهم وأرعبتهم باستخدام السلاح.
وأضاف البيان “قام احد أفراد المليشيا بانتزاع الطفل مهند محمد موسى من حضن أمه والقى به أمام عينيها في مياه خزان الشريف مختار وهو مجرى الماء الرئيسي المغذي لامتداد المناقل ويبلغ عمقه اكثر من خمسة امتار وعرضه أكثر من ستة امتار تقريبا ويمتد من سنار جنوبا إلى المناقل ويمر غرب قرية التومسة.
وشدد البيان على التحقق والتحقيق في الجريمة التي وصفها بـ المروعة والمنتهكة لحقوق الطفولة والامومة وحقوق الإنسان التي تكفلها كافة المواثيق الدولية وتعد جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، مطالبا بمحاكمة مرتكبيها وضمان عدم إفلاتهم من العقاب.
الوسومالدعم السريع قرية التومسة ولاية الجزيرة
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الدعم السريع ولاية الجزيرة
إقرأ أيضاً:
القتل خارج نطاق القانون في حرب السودان (أحداث ولاية الجزيرة)
بقلم : محمد بدوي
ما تناقلته الوسائط الإجتماعية من مقاطع فيديو من حالات القتل خارج نطاق القضاء بولاية الجزيرة عقب إعادة الجيش السيطرة عليها بعد ما تجاوز العام بشهر منذ إنسحابه من عاصمتها ود مدني ، مثلت حلقة في سلسلة من المجازر والتي لم تشهد أي محاسبة أو إنصاف للضحايا على امتداد السجل التاريخي للدولة السودانية منذ اعلان الاستقلال.
هذه الانتهاكات ليست جديدة لكن السياق الزمني جعل الاحداث تاني عقب الثورة الرقمية، حيث وثق مرتكبوا الانتهاكات من جميع الاطراف لافعالهم، لياتي التوثيق كمرحلة اولي من مراحل الفضح لمرتكبي الانتهاكات وترسيخ للسجل المستقبلي لذاكرة الانتهاكات والانصاف حيث أبرز التطور الحقوقي الاختصاص العالمي لبعض الجرائم بما يمكن من القبض ومحاكمة المنتهكين في حال تواجدهم في الدول التي تتبني ذاك الاختصاص والذي يهدف للحد من الأفلات من العقاب والتجريم المطلق .
القتل خارج نطاق القضاء وأشكال مختلفة من الانتهاكات الاخري والتي ظلت تتكرر بشكل وحشي ومتصاعد ومرتبطا بسيطرة طرفي حرب السودان على المدن/ الحضر .
بين ود مدني بالجزيرة والجنينة بغرب دارفور يتكشف هذا النسق من الانتهاكات في مواجهة المدنيين لأسباب عرقية تدفع بالعقاب الجماعي نحوهم وليس توجيه البندقية نحو الطرف الآخر في الحرب، لذا فإن السيطرة أو إعادتها لا يمكن أن تصبح انتصارا ولو مجازا في حال اقترانها بالانتهاكات ضد المدنيين، لأن الجيوش وحركات الكفاح المسلحة يرتبط تعويضها الأساسي بحماية الانسان أو النضال من اجله، وأن من يقترب ذلك يندرج تحت طبيعة المليشيات والمرتزقة.
يمثل القتل خارج نطاق القضاء جريمة في القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الانسان، وحسنا ان أصدر الجيش بيانا حمل ما اختلف فيه من حيث المحتوي بأن ما تم من انتهاكات بالجزيرة عقب إعادة سيطرته عليها تم من قبل أفراد، ياتي اختلافي بان الجيوش من قادتها الي الرتب الدنيا لا يمكنهم الدفع بعدم المعرفة باتفاقيات جنيف لسنة ١٩٤٩ التي تفرض حماية على الجرحي والاسري والمدنين في تقليل لوحشية الحرب، وتسويرها باخلاق تعرف باخلاق الحروب، بيان الجيش ينتظر خطوة لاحقة هي التحقيق والمحاسبة وعلاج الجرحي وغيرها من الحقوق المرتبطة أو الناتجة من الانتهاكات، فدون ذلك يصعب عودة المدنيين إلي مساكنهم .
جاء القتل بالجزيرة واستهدف بشكل منهج في منطقة طيبة تحت ذريعة التعاون مع الدعم السريع، هذا يقود لعدة أسئلة على من يقع واجب حماية المدنيين بالجزيرة ابتداء؟ الأمر الثاني هل ذهب المدنيين إلي مناطق القتال ام انتقل الي داخل المساكن والاعيان المدنية؟ الأمر الثالث هل تعاون الجميع مع الدعم السريع ممن طالهم الموت اختيارا ام اجبارا؟ هل سجل طرفي الحرب منذ أن بدأت برز فيه ما ينم عن احترام القانون الدولي الإنساني؟ السؤال الرابع ما جدوي المحاكمات التي تشهدها محاكم عديدة للفصل في تهم لا تختلف خلفياتها عن الاتهام بالتعاون أو الانتماء للدعم السريع ؟.
القتل خارج نطاق القضاء يمثل احدي الجرائم ظلت تاريخيا تلاحق مرتكبيها والقادة الذين يشرفون عليهم مباشرة في حال عدم قيامهم بالمحاسبة، اما تهمة الموالاة لاحد أطراف الحرب لا يمكن أن تنطبق في حال تحول الحرب الي داخل الاعيان المدنية لانه حينها تنعدم إرادة المدنيين تماما،بل انها حالة تتشدد فيها الحماية للدرجة التي تشمل تهم القانون الدولي الإنساني المدنيين الذين يستغلون ظرف غباب/ تراجع الحماية في ارتكاب انتهاكات في حق المدنيين، ونلاخظ هنا ان الافعال تتحول من جرا؛م إلي انتهاكات، اي تحول في الاختصاص والتوصيف .
ظل نسق القتل خارج نطاق القضاء في السجل السوداني مرتبط بالحروب السياسية، سواء لدوافع سياسية تحت غطاء العرق، الاجبار على التهجير للاستيلاء على الارض،غياب المحاسبة على الدوام هو ما يحفزها نحو الانزلاق العرقي قد تتحول إلي التطهير العرقي كتطور لاحق، بالمقابل فإن حالات الانتقام تظل في ذاكرة الناجيين وذوي الضحايا في ظل استمرار غياب المحاسبة .
اخيرا: الكنابي مثلت نتاج لظروف اقتصادية وأمنية ارتبطت بالنزوح نتيجة للحروب السياسية، والنزوح نتيجة لاختلال السياسات الاقتصادية، بما شمل معالجة آثار الظروف الطبيعية مثل الفجوات الغذائية، بينما يظل إهمال العدالة الاجتماعية تاريخيا أحد عوامل بقاءئها ككنابي على مستوي الذاكرة .
badawi0050@gmail.com