RT Arabic:
2024-10-03@08:14:16 GMT

هل تغير المناخ هو المسؤول عن حرائق الغابات في العالم؟

تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT

هل تغير المناخ هو المسؤول عن حرائق الغابات في العالم؟

تسببت حرائق الغابات في تدمير المجتمعات في جميع أنحاء العالم. فما الذي يسبب حرائق الغابات؟، ولماذا تعاني أماكن مثل اليونان والبرتغال وملاوي منها بشكل خاص؟

ما هي حرائق الغابات؟

حريق الهشيم لا يمكن السيطرة عليه مع امتداده في مجموعة من التضاريس، مثل الغابات والأراضي الشجرية والأراضي العشبية. وغالبا ما يحدث في المناطق الريفية.

من المعروف أن هذه الجحيم يبتلع النظم البيئية والغابات والمراعي لمئات الملايين من السنين، وفقا لناشيونال جيوغرافيك.

وتحدث الحرائق السطحية، التي تكون على شكل حرائق أرضية، عندما تمتلئ التربة بالمواد العضوية، على سبيل المثال فتضحي خثّاً (تورب) وحين تسخن تشتعل فيها النيران.

ويمكن أن تتفاقم حرائق الأرض لفترة طويلة حتى تصطف الظروف، ما يسمح لها بالصعود إلى السطح.

ومع ذلك، فإن الحرائق السطحية ستتغذى على النباتات الجافة أو الميتة ويتم تسريعها بواسطة العشب المتجفف.

ولا تقتصر حرائق الغابات على الطبيعة فحسب، بل إنها تؤثر أيضا سلبا على البيئة بسبب الكميات الهائلة من ثاني أكسيد الكربون وغازات الدفيئة الأخرى التي تطلقها في الهواء.

ويمتلئ دخان حرائق الغابات بملوثات الهواء الخطرة مثل ثاني أكسيد النيتروجين أو PM2.5 أو الهيدروكربونات العطرية أو الرصاص أو الأوزون.

ويمكن أن يكون ملوث PM2.5 المنبعث من دخان حرائق الغابات خطيرا بشكل خاص.

ويمكن أن يسبب ويزيد من سوء أمراض الجلد والأمعاء والكلى والعين والأنف والكبد والقلب والرئتين والدماغ والجهاز العصبي. كما تم ربطه بالوفيات المبكرة في عموم السكان، وفقا لمنظمة الصحة العالمية (WHO).

ويمكن أن تحافظ حرائق الغابات على صحة النظم البيئية، من خلال القضاء على الحشرات والأمراض التي تضر بالنباتات.

كما أنها تفسح المجال لنمو الأعشاب والشجيرات والأعشاب الجديدة، ما يعني مناطق جديدة للحيوانات والطيور للعيش وتناول الطعام.

ويمكن أن تعني المساحة التي أحدثها الحريق أيضا مساحة أكبر لأشعة الشمس، ما يعني أن الأشجار والنباتات الصغيرة يمكن أن تزدهر بشكل أفضل. حتى أن بعض النباتات تحتاج إلى حرائق الغابات للبقاء على قيد الحياة. مثال رئيسي هو مخاريط الأشجار، لأنها تحتاج إلى التسخين قبل أن تطلق بذورها.

وستتطلب بعض الكائنات الحية حريقا هائلا كل بضع سنوات، بينما تحتاج بعض الأنواع إلى حفنة على مدى قرن لضمان استمرار الأنواع.

هل تغير المناخ يسبب حرائق الغابات؟

وفقا لناشيونال جيوغرافيك، كانت حرائق الغابات تحدث منذ مئات الملايين من السنين كحدث طبيعي.

ويمكن إشعالها بضربة صاعقة أو شرارة من صنع الإنسان، ويمكن للتضاريس في بعض الأحيان أن تحدد مدى سرعة انتشارها، حيث ستتحرك النار ببطء أسفل التلال ولكن بسرعة أعلى.

ومع ذلك، فإن البيئة هي التي تسهل ظروف حرائق الغابات، ومع تغير المناخ الذي يتسبب في مزيد من حالات الجفاف بالإضافة إلى خلق ظروف أكثر جفافا ودفئا، أصبحت المناطق أكثر عرضة لحرائق الغابات.

واعتبارا من الأسابيع الأخيرة، اندلعت حرائق شديدة في جميع أنحاء العالم حيث لا نزال نعاني من ظروف جوية قاسية.

وكان حوالي 1100 من رجال الإطفاء يتعاملون مع الحريق الذي ابتليت به منطقة أوديميرا بالبرتغال، بينما أعلنت هاواي حالة الطوارئ بسبب الحرائق في ماوي، والتي أودت بحياة 96 شخصا حتى الآن.

ويلعب تغير المناخ دورا في ذلك. ففي مناخ ما قبل الصناعة، كان احتمال حدوث حرائق الغابات التي اجتاحت رودس اليونانية أقل بمقدار 50 مرة على الأقل، وفقا لـ The Conversation.

إقرأ المزيد ازدياد حاد في نشاط الشمس

وتجف التربة والنباتات بسبب ارتفاع درجة الحرارة مما يؤدي إلى حرمانها من الرطوبة. ويؤدي هذا النقص في المياه إلى جفاف الغطاء النباتي، ما يجعل بعض المناطق أكثر قابلية للاشتعال.

ومع ذلك، من المهم أن ندرك أنه على الرغم من أن تغير المناخ يوفر موطنا يسمح بحرائق الغابات بالازدهار والحرق بمعدلات سريعة، فإن هذا العامل وحده لا يمكن أن يشعل حريقا - لا تزال هناك حاجة إلى شرارة أو برق.

في اليونان، قيل إن 23٪ من حرائق الغابات ناتجة عن حرائق متعمدة، في حين أن العديد منها بدأ نتيجة حرائق اشتعلت في الشجيرات للتخلص من النباتات غير المرغوب فيها أو في المزارع للتخلص من المحاصيل غير المرغوب فيها أو لتحفيز نمو نباتات جديدة.

ومن غير الواضح كيف بدأت حرائق الغابات في البرتغال. ومع ذلك، يعتقد حاكم هاواي وخبراء حرائق الغابات أن الظروف الجوية إلى جانب الاشتعال، زادت من شدة الحرائق في ثلاث جزر: ماوي وهاواي وأواهو.

وعانت ماوي أيضا من مستوى جفاف "غير طبيعي" في أغسطس وفقا لمراقب الجفاف الأمريكي.

هل سيؤدي تغير المناخ إلى مزيد من حرائق الغابات؟

قد تصبح حرائق الغابات أكثر شيوعا وضراوة خلال السنوات القادمة.

وإذا تجاوز الاحترار العالمي 2 درجة مئوية، فسيحدث طقس شديد الحرارة بوتيرة أسرع.

وحتى إذا تمكنت الدول من وقف ارتفاع درجة الحرارة عند 1.5 درجة مئوية، كما هو منصوص عليه في اتفاقية باريس، فمن المتوقع أن تحترق مساحة أكبر بنسبة 40٪ من منطقة البحر الأبيض المتوسط.

وتوقع تقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) وGrid-Ardenal أن عدد حرائق الغابات سيزداد بنسبة 50٪ من الآن وحتى عام 2100.

ويتسبب التغيير في استخدام الأراضي، وكذلك أزمة المناخ، في اتجاه متزايد في حرائق الغابات في المناطق التي لم تكن فيها مشكلة من قبل، مثل القطب الشمالي.

ووفقا لورقة برنامج الأمم المتحدة للبيئة بعنوان الانتشار مثل حرائق الغابات: التهديد المتصاعد لحرائق المناظر الطبيعية غير العادية، ستزداد حرائق الغابات بنسبة 14٪ بحلول عام 2030 و30٪ بحلول عام 2050 ثم زيادة هائلة بنسبة 50٪ بحلول عام 2100.

ونتيجة لذلك، حث برنامج الأمم المتحدة للبيئة وشبكة Grid Ardenal الحكومات على تحويل نفقاتها بشكل جذري وزيادة الاستثمار في الوقاية من حرائق الغابات.

وذكروا أيضا أن معايير السلامة الصحية لرجال الإطفاء يجب أن تكون أعلى في جميع أنحاء العالم.

المصدر: ديلي ميل

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا الاحتباس الحراري التغيرات المناخية المناخ بحوث حرائق حرائق الغابات فی تغیر المناخ ویمکن أن ومع ذلک

إقرأ أيضاً:

«أمهات الأشجار».. دعوة للتأمل من إصدار «كلمات»

الشارقة (الاتحاد) العلماء معروفون باتباعهم لقواعد صارمة ومنهجية موضوعية بعيدة عن العاطفة، ومع ذلك، فإن الدكتورة سوزان سيمارد، أستاذة علوم البيئة والغابات في جامعة كولومبيا البريطانية بكندا، في كتابها «أمهات الأشجار» الصادر عن دار روايات التابعة لمجموعة «كلمات» بترجمة باسمة المصباحي، ركزت على حدسها وتواصلها الحسي مع الأشجار، وقصصها الواقعية مع البيئة والعائلة والعمل منذ كانت صغيرة، إلى جانب ثرائه بالحقائق العلمية وخلاصة تجاربها، ما يجعل القراء، وحتى من غير المتخصصين، أمام سيرة ومسيرة غنية بالإلهام والمعرفة.
«أمهات الأشجار» للدكتورة سوزان سيمارد، عمل علمي وأدبي يجمع بين البحث العلمي العميق، والسرد الشخصي المؤثر، ففي هذا الكتاب، تأخذنا سيمارد في رحلة استكشافية عبر الغابات، كاشفة عن الروابط الخفية التي تربط الأشجار ببعضها بعضاً من خلال شبكات الفطريات الجذرية.

سخاء استثنائي
الترابط هو عنصر البداية، فمع أنها تحدثت عن أسمى تجلياته بين الأشجار والتربة وعناصر الطبيعة من ماء وهواء ونار، إلا أن المقدمة تخلق نوعاً من ترابط آخر بين القارئ والكتاب، من خلال تمهيد ذكي من الكاتبة بدأت فيه بالحديث عن السخاء الاستثنائي الذي يربط دورة الحياة، وقصتها مع عائلتها التي امتهنت «الحطابة» على مدى أجيال، هذا الترابط الذي انسلّ إليها أيضاً، إذ تقول: «شاهدت الغابات، وأصغيت إليها، سرت حيث قادني فضولي، واستمعت لقصص من عائلتي ومن الناس، وتعلمت من باحثين وعلماء، كعميل سري سعيت لتسخير كل ما بوسعي لعلاج العالم الطبيعي».

اكتشاف مذهل
يتتبع الكتاب قصة سيمارد مع اكتشافها المذهل لشبكة الفطريات الجذرية التي تربط الأشجار بعضها ببعض، هذه الشبكة تعمل كنظام تواصل معقد يشبه دماغ الإنسان، حيث تُصدر الأشجار إشارات كيميائية شبيهة بالناقلات العصبية، وعن ذلك تقول سيمارد «في باطن تربة الغابات، هناك شبكة مشفرة مؤلفة من الفطريات، وهي شبكة ممتدة على أرضية الغابة بأكملها، في نظام دقيق تشكل الأشجار المعمرة محاوره، والفطريات موصلاته».
وتصف سيمارد الأشجار المعمرة بأنها «أمهات الأشجار»، وهي مراكز التواصل والحماية والوعي في الغابة، فعندما تموت هذه الأشجار، فإنها تورِّث حكمتها لسلالتها، مما يساعد الأشجار الصغيرة على البقاء والتكيف مع التغيرات البيئية.
ومن خلال الكتاب، تتحدى سيمارد النظرة التقليدية للأشجار ككائنات منعزلة تتنافس على الموارد، بدلاً من ذلك، تقدم رؤية للغابات كمجتمعات تعاونية ومترابطة، حيث تتواصل الأشجار ويدعم بعضها بعضاً، هذا الكشف يعيد تعريف فهمنا للطبيعة وللعلاقات بين الكائنات الحية.

أخبار ذات صلة "أكسيوم سبيس" و"برجيل القابضة" توقعان اتفاقية لإجراء الأبحاث ودمج الطب بتكنولوجيا الفضاء حمدان بن محمد يطلق مبادرة جديدة لدعم وتمويل البحث والتطوير والابتكار

خلطة سحرية
أما السرد والحقيقة العلمية والذاكرة، فهي مكونات خلطة سحرية صاغتها سوزان في كتابها لوصف رحلتها مع الغابات، حيث تتحدث في أحد الفصول عن «أشباح» ظهرت لها، «مسكونة بروح أجدادي»، هذا الوصف يخلق جواً من الغموض والإثارة، ويعكس ارتباطها العميق بالطبيعة وبتراثها العائلي، وفي نفس السرد تعبر عن الحقائق العلمية، قائلة «مع انتصاف النهار، كشفت قطرات الضوء المنكسر عوالم كاملة، تفجرت فروع زمردية جديدة على نسيج من إبر التنوب الأزغب، إنها لأعجوبة، إصرار البراعم على العودة للحياة بحلول الربيع، بغض النظر عما مرت به من صعوبات الشتاء».

علاقة عاطفية
الوصف في كتاب سوزان يعكس العلاقة العاطفية بين الأجيال المختلفة من الأشجار، وكيف تتعاون وتدعم بعضها، ففي أحد تلك الأوصاف ترسم سيمارد صورة لكيفية اتكاء الشجيرات اليافعة في أحضان الأشجار المسنة، مشبهة ذلك بالعائلات التي تتجمع في الطقس البارد، وتقول «في أحضان الأشجار المسنة الشامخة تتكئ الشجيرات اليافعة، وبمحاذاتها الشتلات الأصغر سناً، مجتمعين معاً كما تفعل العائلات في الطقس البارد».

دعوة للتأمل
ومع تلك السردية الحافلة بمشاعر الوفاء للعائلة والماضي والطفولة، استطاعت سيمارد أن تتنقل ببراعة إلى وضع الحقائق العلمية في نصابها، ففي حديثها عن أهمية تجديد نبات الخمان لغاز النيتروجين المفقود إثر حرائق الغابات، تقول «يساعد الخمان المتناثر على تجديد النيتروجين المفقود إثر حرائق الغابات، يتم ذلك عن طريق دعم نوع خاص من البكتيريا التكافلية التي تنمو على جذوره وتعمل على إعادة تحويل غاز النيتروجين إلى صيغ تمكن النباتات والأشجار من الاستفادة منه».
لا ريب أن «أمهات الأشجار» أظهر براعة لا محدودة لسوزان سيمارد وقدرة على تقديم رؤية شاملة ومعمقة للعلاقات البيئية في الغابات، وكيف تتعاون الكائنات الحية للحفاظ على التوازن البيئي، وموقفنا كبشر تجاه هذه العوالم الظاهرة والخفية في آن واحد.
كتاب «أمهات الأشجار» هو دعوة للتأمل في جمال وتعقيد العالم الطبيعي، وكيف يمكن لهذه الحكمة أن تلهمنا في حياتنا اليومية، فهو كما تقول سوزان «لا يتحدث عن دورنا في إنقاذ الأشجار، بل عن قدرة الأشجار على إنقاذنا».

مقالات مشابهة

  • «أمهات الأشجار».. دعوة للتأمل من إصدار «كلمات»
  • "طاقة النواب" توافق على منحة أمريكية لمبادرة تغير المناخ
  • وزير الري يبحث مع سفيرة أمريكا خطط الموارد المائية في ظل تغير المناخ
  • بي دبليو سي: تغير المناخ والتضخم يقودان قرارات المستهلكين في الشرق الأوسط
  • أغلى أنواع الأرز في العالم.. أسراره وفوائده التي ستدهشك!
  • «الوزراء»: 170 مليون شخص معرضون لخطر الجوع بحلول 2080 بسبب تغير المناخ عالميا
  • التعليم: التقييمات الأسبوعية في مصلحة الطالب ويمكن إلغائها في هذه الحالة (فيديو)
  • رئيس «COP28» يدعو العالم إلى تنفيذ «اتفاق الإمارات» لإنقاذ المناخ
  • رزان المبارك تدعو إلى تكامل إجراءات مواجهة تغير المناخ
  • حريق غابات مهول في اليونان يتسبب في وفاة شخصين وإجلاء واسع للسكان