بوخارست الساحرة.. من ساحة الثورة إلى عوالم الفن والتراث الرومانية
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
ويواصل برنامج "المسافر"، الذي يبث على منصة "الجزيرة 360″، تجواله ويزور شوارع وأزقة العاصمة الرومانية بوخارست، في جولة استكشافية لمدينة تزخر بالتاريخ والفن والجمال.
ويحمل البرنامج مشاهديه عبر الزمان والمكان، ليعرفهم على كنوز هذه المدينة الساحرة التي تجمع بين عبق الماضي وإيقاع الحاضر، وتفتح أبوابها لزوارها بحفاوة وترحاب.
وتبدأ رحلة البرنامج من العاصمة بوخارست، التي تبسط جناحيها على ضفتي نهر دامبوفيتا، لتبدو كلوحة سحرية خارجة من عالم الحكايات.
هذه المدينة، التي لم تطمس الحداثة جمال ماضيها، تجمع في ثناياها شيئا من باريس وبرلين وموسكو، وترتدي عباءة معمارية زاخرة بالألوان والتنوع، حيث تتجاور المباني العصرية مع المباني التاريخية العتيقة، وتقف العمارة الشيوعية جنبا إلى جنب طرز معمارية متنوعة.
وحسب مقدم البرنامج حازم أبو وطفة، فإنه لا تمكن زيارة بوخارست من دون المرور بساحة الثورة الأيقونية، التي شهدت فصولا دراماتيكية من تاريخ الشعب الروماني.
قصر البرلمان
ففي هذه الساحة، ثار الرومانيون عام 1989 على الدكتاتور نيكولاي تشاوتشيسكو، الذي حكمهم بقبضة من حديد لعقود طويلة، ليسقط نظامه البغيض وتنتصر إرادة الشعب، فأضحت ساحة الثورة رمزا للحرية وشاهدة على كفاح الرومانيين من أجل نيل حقوقهم وكرامتهم.
ويتوسط الساحة نصب "عمود الثورة" التذكاري الشامخ، الذي يجسد بهيكله البسيط والقوي روح التضحية والنضال التي سطرها الشعب الروماني في هذا المكان التاريخي.
كما أفردت الحلقة فقرة للحديث عن قصر البرلمان الضخم الذي يقع على مقربة من ساحة الثورة، ويختزل تاريخا من القهر والاستبداد، إنه قصر البرلمان، الذي يعد ثاني أكبر مبنى إداري في العالم، والذي شيد خلال حقبة النظام الشيوعي ليكون تجسيدا لجنون العظمة.
ويوضح البرنامج كيف أن هذا الصرح الباذخ استنزف موارد الشعب الروماني لسنوات طوال، ويحوي ألف غرفة ومئات الأطنان من الرخام والكريستال والأخشاب الثمينة، وحتى سقفه الزجاجي المزخرف صمم لتهبط عليه مروحية الزعيم المفدى، في مشهد يرمز للهوس الأمني والخوف المرضي الذي كان يسيطر على الدكتاتور.
ولاستكشاف روح بوخارست الحقيقية، ينتقل "المسافر" إلى شارع كالي فيكتوري الشهير، الذي يعد شريان الحياة النابض في قلب العاصمة، هذا الشارع العريق، الذي يزدحم بالمارة والسياح في عطلات نهاية الأسبوع، ويجسد التناقضات الجميلة التي تميز بوخارست.
كنوز فنية
وعلى جانبي الشارع، تصطف المباني ذات الطراز المعماري الفريد، والتي تمزج بين فخامة الماضي وبساطة الحقبة الشيوعية، وتتناثر على طوله المقاهي والمتاجر العصرية التي يرتادها الناس من مختلف الأعمار والأذواق.
ويخيل إلى الناظر إليه كأن جادة الشانزليزيه الباريسية انتقلت بسحرها إلى بوخارست، لتمنحها لقب "باريس الصغيرة"، فمع كل خطوة في شارع كالي فيكتوري، يشعر الزائر وكأنه يسير في متحف مفتوح يروي قصة هذه المدينة العجيبة.
ودلفت كاميرا البرنامج إلى المتحف الوطني للفنون الذي يحتضن كنوزا إبداعية لا تقدر بثمن، تتوزع بين جناحين رئيسيين، الأول مخصص للفن الأوروبي، ويضم مجموعة نادرة من روائع عصر النهضة حتى القرن الـ19، أما الجناح الثاني، فهو احتفاء بالموروث الفني الروماني العريق عبر العصور.
وحين يطغى زحام المدينة وصخبها، تنقلنا الكاميرا إلى واحة خضراء تسرق الأنفاس، إنها حديقة هيراستروك، أكبر متنزهات بوخارست، التي تمتد على مساحة شاسعة تتجاوز 100 هكتار.
هوية أصيلة
وهنا، تنسج الطبيعة لوحة ساحرة من المسطحات الخضراء الفسيحة والبحيرات الصافية والمرافق الترفيهية المتنوعة، ويجد زوار الحديقة متعة لا تضاهى في التجول بين دروبها الغناء، سيرا على الأقدام أو على متن الدراجات، في أجواء تنسيك ضجيج العاصمة وتبعث في النفس السكينة.
ولأن الجمال الروماني لا تحده حدود بوخارست، يحط المسافر رحاله في ربوع جنوب رومانيا، أرض التراث الشعبي العريق والفلكلور الأصيل، حيث تخطف الأزياء التقليدية بألوانها الزاهية وتفاصيلها المتقنة الأنظار، بينما ترقص الفرق الشعبية على أنغام الموسيقى التقليدية فتشعل المكان بهجة وحيوية.
وتروي كل حركة في الرقصات الشعبية الرومانية فصلا من حكاية هذا الشعب العريق، وتعكس تنوعه الثقافي وموروثه الإنساني الثري، وتنتقل هذه الكنوز الفلكلورية عبر المهرجانات والاحتفالات، لتؤكد على هوية رومانيا الأصيلة الضاربة في جذور التاريخ.
16/11/2024المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
أبناء محافظة عمران يحتشدون في 65 ساحة لإحياء يوم القدس العالمي
الثورة نت/..
احتشد أبناء محافظة عمران في 65 ساحة، اليوم، لإحياء يوم القدس العالمي، والتأكيد على موقف الشعب اليمني الثابت والمناصر للقضية الفلسطينية ورفضه لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني.
وردد المشاركون في المسيرات التي تقدمها محافظ المحافظة الدكتور فيصل جعمان ووكلاء المحافظة وقيادات محلية وتنفيذية وعسكرية أمنية وتربوية ومشايخ ووجهاء، هتافات منددة بجرائم الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، ومؤكدة على أن فلسطين ليست قضية شعب أو أرض فقط، بل قضية عقيدة وهوية وكرامة، وأن أي تهاون في الدفاع عنها خيانة لمبادئ الأمة.
وهتفوا بشعارات الجهاد، مؤكدين أن القدس ستظل في قلب كل عربي حر، وأن الشعب اليمني سيبقى داعمًا للمقاومة الفلسطينية حتى تحرير كل الأراضي المحتلة، مهما عظمت التضحيات، والتحديات، كون القدس امتحان لكل أحرار العالم، وميزان الفرز بين المقاومين والمطبعين.
وأكدت الجماهير المحتشدة، أن جرائم الكيان الصهيوني لن تسقط حق الشعب الفلسطيني في أرضه، ولن تلغي حق المقاومة في الرد على العدوان بكل الوسائل المشروعة، وأن محاولات شرعنة الاحتلال أو فرضه كأمر واقع لن تنجح أمام إرادة المقاومة، التي أثبتت قدرتها على تغيير المعادلات وإفشال المخططات الاستعمارية في المنطقة.
وأشادوا بالمواقف البطولية للقوات المسلحة اليمنية في دعم فلسطين ونصرة غزة، من خلال توجيه الضربات النوعية إلى عمق كيان الاحتلال وتكبيده خسائر فادحة، مؤكدين أن العمليات المباركة تأتي في سياق الرد العملي على الجرائم الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني المظلوم.
كما أكد أبناء عمران، أن الغارات التي يشنها العدو الأمريكي على العاصمة صنعاء والمحافظات اليمنية لن ترهب اليمنيين، أو تثنيهم عن مواقفهم الثابتة وأن استهداف المنشآت المدنية، إنما يعكس إفلاس المعتدين وعجزهم عن تحقيق أي انتصار في ميادين المواجهة.
واعتبروا يوم القدس العالمي ليس مناسبة عابرة، وإنما محطة سنوية لتجديد العهد مع فلسطين، وتأكيد وحدة الأمة في مواجهة الاحتلال والاستكبار، ورسالة واضحة بأن الأحرار لن يتراجعوا عن دعم المقاومة حتى تحرير القدس وكل شبر من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأشاروا إلى أن الشعب اليمني، رغم العدوان والحصار والمؤامرات، سيظل الأكثر حضورًا في الساحات نصرة للقدس، وأن مواقفه التضامنية ليست شعارات بل تضحيات حقيقية تجسّدت في دعم المقاومة على كل المستويات، السياسية والعسكرية والشعبية، ليكون اليمن في مقدمة من يقف بوجه المشروع الصهيوني الأمريكي في المنطقة.
وجدد أبناء عمران جهوزيتهم الكاملة لخوض معركة الدفاع عن اليمن والأمة ومواصلة نهج الجهاد نصرة للشعب الفلسطيني والمستضعفين، مشددين على التزامهم بتنفيذ كل خيارات وتوجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي والاستعداد التام لكل المراحل القادمة في معركة مواجهة قوى العدوان والطغيان.
واستنكروا خذلان الأنظمة والحكام العرب للقضية الفلسطينية، ووقوفهم موقف المتفرج إزاء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حرب إبادة وقتل وحصار وتجويع، ما يكشف ازدواجية المعايير ويضع الشعوب الحرة أمام مسؤولية التحرك الفاعل لكسر الصمت والتواطؤ المشين، ودعم صمود الشعب الفلسطيني بكل الوسائل الممكنة.
وأكد بيان صادر عن المسيرات أهمية إحياء الشعب اليمني ليوم “القدس العالمي”، حتى في أصعب الظروف خلال سنوات العدوان الطويلة عليه دون توقف أو تراجع دليل على صدق انتمائه الإيماني، وتمسكه الفعلي بالمقدسات واستعداده العالي للتضحية في سبيل الله لتحرير الاراضي والمقدسات المحتلة.
وأوضح أن ذلك ترجمه قولاً وعملاً في معركته المقدسة للدفاع عن غزة وأهلها وعن القدس، ومازال في قلب المعركة يقدّم الشاهد على عظمة الإسلام وقوته في مواجهة أعداء الله، ورسوله، ومقدساته، وأعداء أمة الإسلام المتمثلين في أئمة الكفر “أمريكا وإسرائيل”.
وجدّد البيان التأكيد على ثبات الموقف الإيماني والمبدئي الذي لا يقبل المساومة أو التراجع وهو التمسك بكتاب الله الكريم، والالتزام بتوجيهاته، والولاء لأوليائه، والعداء لأعدائه، والاستمرار في خط الجهاد في سبيله، والوقوف مع المستضعفين من عباده.
ولفت إلى استمرار اليمنيين في وقوفهم ضد العدو الصهيوني والأمريكي في مواجهة عدوانهم على غزة واليمن، متوكلين على الله ومعتمدين عليه وواثقين بنصره دون تراجع أو تخاذل حتى يمن الله بنصره على الأمة.
وفي الذكرى العاشرة لليوم الوطني للصمود، توجه البيان بالحمد والثناء لله تعالى الذي ثبت اليمنيين ووفقهم وأعانهم على الصمود أمام تحالف العدوان الأمريكي، السعودي والإماراتي الذي ارتكب أبشع الجرائم بحق الشعب اليمني من قتل وحصار ونهب للثروات وتدمير للبنى التحتية، ورغم كل ذلك خرجنا مرفوعي الرأس.
وأفاد بيان المسيرات بأن من ثمار الصمود اليمني، الموقف المشرف المساند للشعب الفلسطيني، مضيفًا “أننا كما صمدنا سابقاً أمام أبشع عدوان أمريكي، سعودي وإماراتي لسنوات بسبب موقفنا الرافض للخنوع لأمريكا وإسرائيل وأدواتهم المنافقة في المنطقة وتمسكنا بمبادئنا وقيمنا، فإننا على أتم الاستعداد لمواصلة صمودنا وجهادنا ضد أئمة الكفر وضد أرباب النفاق وصناعة الانتصارات بتوفيق الله وعونه وتأييده”.